الصورة الأيقونية "إشراق الأرض" تظهر كوكب الأرض فوق أفق القمر إبان أمسية عيد الميلاد عام 1968 (ناسا) تكنولوجيا و علوم نهاية العالم قد تدنو فيما البشرية تتأرجح بين التقدم والزوال by admin 22 يناير، 2025 written by admin 22 يناير، 2025 15 مفكر يحذر من اندثار جار أو موشك لحضارة الـ8.2 مليار نسمة اندبندنت عربية / جوليا موستو @JuliaElenaMusto متى تحل نهاية الجنس البشري؟ يغزو هذا السؤال أفكارنا وبحوثنا وتقييماتنا على “فيسبوك”، سواء أجاءت الإجابة عنه بأنه سيحدث عبر هولوكوست نووية، أو تخطي نقطة اللاعودة في التغيير المناخي، أو بأيدي روبوتات مزودة بالذكاء الاصطناعي أو كويكب [من النوع الذي عرضه الفيلم الهوليوودي] “لا تنظر إلى الأعلى” Don’t Look Up. والآن، ثمة منظر يحذر من أن حضارة الـ8.2 مليار بشري تقف على منعطف حاسم، وتتأرجح بين ما يتوقعه مستقبلاً من تهاوٍ سلطوي أو وفرة فائضة. ويحمل تلك الرؤية د. نافذ أحمد المؤلف الأكثر رواجاً والصحافي الذي يحمل لقب زميل متميز من “معهد شوماخر للأنظمة المستدامة” Schumacher Institute for Sustainable Systems في المملكة المتحدة. ويرى أحمد أن “الحضارة الصناعية باتت بمواجهة تهاوٍ “محتم”. وقد استبدل بها نظيرة لها تثبت أنها أكثر تقدماً و”ما بعد مادية” تستند إلى وفرة فائضة في الطاقة النظيفة المنتشرة عالمياً. ويتمثل التحدي الرئيس في أن سرعة تدهور الحضارة الصناعية وصل إلى حد الإطاحة بإمكانية ظهور “دورة حياة” بشرية جديدة ومتفوقة”. وخلال الأعوام الأخيرة، تحدث أحمد في مؤتمرات الأمم المتحدة، ووضع ورقة بحثية نشرت أخيراً في مجلة “فورسايت” Foresight [التي تعنى بالدراسات الاستشرافية عن المستقبل]. وفي حديث مع “اندبندنت”، أفادت نائبة الرئيس في شركة “شنايدر إلكتريك” غايا هرينغتون بأنها توافق بالكامل على النقاط الرئيسة التي أثارها أحمد في ورقته، مع ملاحظة أنها لم تشارك فيها. ووفق كلماتها “نعيش لحظة تاريخية يمكن وصفها بشعار “إما الآن وإما أبداً”، وما نفعله خلال الخمسة أعوام المقبلة سيحدد مستويات حسن الأحوال خلال بقية القرن الجاري”. وبالاستناد إلى المؤلفات العلمية، قدمت الدراسة نظرية عن صعود الحضارات وأفولها. واستنتجب أن الإنسانية صارت على حافة “القفزة العملاقة” المقبلة في التطور، ما لم يخنق التقدم بأيدي السلطوية. وخلص البحث إلى أن الحضارت تتطور عبر دورة حياة من أربع مراحل قوامها النمو والثبات والتهاوي ثم التبدل. وبحسب البحث، تمر الحضارة الصناعية الآن في مرحلة تهاوٍ. البحر الكاريبي وجنوب فلوريدا كما يبدوان من محطة الفضاء الدولية (ناسا) وبحسب أحمد، فإن زيادة السياسات التسلطية والجهود لحماية الصناعة المستندة إلى الوقود الأحفوري، الذي ينفث انبعاثات غازات الدفيئة التي تسهم في تغيير المناخ [عبر تفاقم الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة الأرض]، تشكل عوامل خطورة قد تهدد الحضارة. ووفق أحمد، ليس بالمستطاع السيطرة على تلك العوامل بالطرق القديمة المتسمة بالتراتبيات المركزية. من ثم، فإن حماية أنظمة الأرض تتطلب استثمارات في صناعة الطاقة النظيفة المصممة بطريقة حذرة ودقيقة مع قدرات مادية جديدة على غرار تلك الصناعة، والذكاء الاصطناعي والطباعة الثلاثية الأبعاد والزراعة التي تنمو في المختبرات. ومن شأن تلك القدرات أن تكون صوراً جديدة من الوفرة المتشاركة عبر الشبكات كلما وجدت وفرة في المصادر المتاحة عبر الشبكات. وكخلاصة، يشير أحمد إلى الفجوة المتعاظمة بين ما يسمى النظام الصاعد الجديد و”نظام التشغيل الصناعي”، مما يقود إلى اضطرابات سياسية وثقافية، وأزمات دولية. وبنبرة تحذير يشير أحمد إلى “فرصة جديدة مذهلة، إذ يمكن للبشرية أن تمد ذاتها بوفرة فائضة في الطاقة والنقل والطعام والمعرفة من دون الإضرار بالكرة الأرضية. وقد يشكل ذلك القفزة العملاقة التالية في التطور الإنساني. ولكن، إذا فشلنا في التطور الأصيل كبشر عبر إعادة صوغ تصورنا عن كيفية تحكمنا بتلك القدرات الصاعدة بطريقة مسؤولة ولمصلحة الجميع، فقد تكون سبب هلاكنا. وحينئذٍ بدلاً من التطور، سنتأخر وننكص إلى الوراء، بل ربما تهاوينا. ويتزايد هذا الخطر الجسيم للتهاوي، مع صعود الأنظمة التسلطية وحكومات اليمين المتطرف في أرجاء العالم”. وفي كتابه الجديد “المرشد في الإنقاذ الدارويني” A Darwinian Survival Guide، يرى البروفيسور في “جامعة تورنتو” دانيال بروكس أن الوقت قصير والخطر داهم، لكن البشر بإمكانهم صنع التغيير. وتتمثل وجهة نظره التي قدمها إلى “اندبندنت” عبر البريد الإلكتروني، بأن استحالة الوصول إلى يوتوبيا المثالية لا تعني بالضرورة حدوث النهاية الأبوكاليسبية القاتمة، حتى لو حدث انهيار كبير في البشرية المعتمدة على التكنولوجيا. ويعتقد أن العالم “يعاني مشكلة غياب الحل التكنولوجي”، وأنه إذا حدث انهيار في منتصف القرن الـ21، فإن الذين استمروا في العمل وكأن شيئاً لم يكن، “سيُلامون كلهم، بغض النظر عن السياسة والاقتصاد والمعتقدات. وسيتقاسم الفوز كل من تدبر أمر أن يكون جزءاً من النجاة ومجددي البناء”. وفي إشارة ضمنية إلى البروفيسور سالفاتوري آغوسطا من جامعة فرجينيا كومنولث، والمؤلف المشارك لكتابه المشار إليه آنفاً، يكتب بروكس عن “أننا نتفق مع من يرون بأننا نملك ما يكفي من التكنولوجيا لإيجاد حلول للمشكلات الآن. وكذلك نتفق على أن التطورات التكنولوجية مفيدة، لكن تسارع إيقاع التغيير المناخي يتخطى معدل التقدم التكنولوجي. من ثم، إن الحل الذي يفضي إلى الاحتفاظ بالبشرية المستندة إلى التكنولوجيا، يكمن في تغير سلوكنا (عدم انتخاب حكام سلطويين معادين للعلوم، وتلك نقطة نتفق فيها مع د. أحمد)”. برج للتبريد ضمن منشأة ثري مايلز آيلاند النووية بولاية بنسلفانيا في أكتوبر 2024. وبحسب ورقة بحثية جديدة، قد يساعد الاستثمار في الطاقة النظيفة على النأي بالإنسانية من الزوال (رويترز) ويأتي بحث أحمد في أعقاب تحذيرات مخيفة في شأن ارتفاع حرارة الأرض بسرعة في المستقبل. ففي العام الماضي، قال فريق من العلماء الدوليين إن ستة من الحدود الكوكبية التسعة للأرض، التي تحدد مساحة عمل آمنة للبشرية، تم تجاوزها. وبحسب مؤلف مشارك آخر هو مدير “معهد بوتسدام الألماني للبحوث التأثير المناخي” يوهان روكستروم “إن هذه الإحاطة عن حدود الكوكب، ترسم بوضوح صورة مريض في حالة غير حسنة، فيما تتعاظم الضغوط على الكوكب ويجري التعدي على الحدود الحيوية المحورية. ولا نعرف كم سنستمر في انتهاك الحدود الرئيسة قبل أن يؤدي تآزر الضغوط إلى تغيير لا رجعة فيه، مع ما يرافقه من أذى”. واستكمالاً، وجد بحث نشر خلال وقت مبكر من العام الحالي أن الحفاظ على مستوى صفري [صفر انبعاثات، أي أن تتساوى نسبة الانبعاثات مع نسبة امتصاصها] في الأقل من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهو المستوى الذي يمكن للطبيعة وطرق إزالة ثاني أكسيد الكربون الأخرى امتصاصه، أمر بالغ الأهمية بحلول عام 2100 لتقليل أخطار نقاط التحول المناخية [العتبة التي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة عند تجاوزها] وضمان استقرار الكوكب. وخلال سبتمبر (أيلول) 2024، لاحظت السكرتيرة العامة لـ”منظمة العفو الدولية” أغنيس كالامار أن “الحروب المتعددة واللامساواة القصوى والتهاوي الموشك للمناخ، والتقنيات الجديدة التي تستطيع تغير وجودنا بحد ذاته، وضعت الإنسانية على مفترق طرق. ولم يتبق لنا من الوقت كي نصرفه في التطامن الذاتي المخادع أو الانهزامية. لا خلاص إلا بالمسؤولية المشتركة لإنقاذ عالمنا. ونحن ندين بذلك للأجيال القادمة”. ويجب علينا انتظار تحقق نبوءة بحث علمي آخر يحمل ذائقة فيلم هوليوودي [مثل “لا تنظر إلى الأعلى]، عن نهاية العالم على أيدي أنظمة الذكاء الاصطناعي. © The Independent المزيد عن: نهاية الحضارة الصناعيةالتغيير المناخيالطاقة النظيفةالأنظمة الاستبداديةنهاية البشرية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post زيادة كبيرة في معدلات السرطان بين الأميركيات تحت الـ 65 next post عقاقير جديدة تبشر بثورة في مجال إنقاص البدانة You may also like الإنسان المنتصب تكيّف مع الظروف الصحراوية قبل مليون... 18 يناير، 2025 هل اقتربنا من إقامة مدن بشرية مزدهرة على... 15 يناير، 2025 علماء يحذرون من ظاهرة تم رصدها في ثلث... 12 يناير، 2025 أخيرا حل الباحثون لغز الديناصورات المجنحة 12 يناير، 2025 الحمض الوراثي النووي يكشف أسرار الهجرات الأوروبية قبل... 12 يناير، 2025 الأجهزة الذكية تغزو المجال الصحي تتابع الغلوكوز والقلب... 12 يناير، 2025 زوكربيرغ يعلن تغييرات جديدة على فيسبوك وإنستغرام 7 يناير، 2025 (5 تطبيقات) ذكية تتجاوز «خرائط غوغل» 7 يناير، 2025 عام 2025 قد يكون نهاية الإنترنت… والعواقب كارثية 7 يناير، 2025 الـ”ريلز” بين تدفق المعلومات وتعفن الدماغ 6 يناير، 2025