مستقبل سوق الهواتف في ظل "رسوم ترمب": هل تتأثر "أبل"؟ من المرجح أن يظهر الأثر السلبي على الأجهزة الجديدة المتوقع إطلاقها خلال العام الحالي عبد الله السبع محرر تقني في إندبندنت عربية، مهتم بالتكنولوجيا والتعليم 7Alsabe الثلاثاء 8 أبريل 2025 14:42 يتوقع غالب المحللين أن الأجهزة التي أعلن عنها خلال العام الحالي والماضي، أي قبل إقرار هذه الرسوم، لن تتأثر (رويترز) يشعر عديد من المستخدمين بالقلق حالياً تجاه ما قد يحدث في سوق الهواتف الذكية، في ظل الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي على جميع الدول. ويبدو أن هذه الخطوة قد تؤثر بشكل مباشر وكبير على قطاع التقنية، وعلى رأس المتضررين المحتملين شركة "أبل"، التي تعتمد بشكل كبير على الصين في عمليات التصنيع والتجميع. لكن السؤال الأهم هو: هل سيكون التأثير في الأجهزة الحالية أم سيظهر مستقبلاً خلال الأعوام المقبلة؟ يتوقع غالب المحللين أن الأجهزة التي أعلن عنها خلال العام الحالي والماضي، أي قبل إقرار هذه الرسوم، لن تتأثر. في المقابل، من المرجح أن يظهر الأثر السلبي على الأجهزة الجديدة المتوقع إطلاقها خلال العام الحالي. ويرجح أن تشهد الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً، ليس فقط بسبب الضرائب المفروضة على المواد الأولية المستوردة، بل أيضاً على المنتجات النهائية، مما يدفع الشركات لإعادة النظر في مواقع إنتاجها. في هذا السياق، من المتوقع أن تحاول "أبل" نقل بعض خطوط الإنتاج إلى داخل الولايات المتحدة الأميركية. وبالعودة إلى تجربتها السابقة خلال فترة رئاسة ترمب، فقد قامت الشركة حينها بتصنيع جهاز"Mac Pro" الأسطواني داخل الولايات المتحدة، لكنها سرعان ما تخلت عن هذه الخطة. مما يشير إلى أن تصنيع هواتف "آيفون" داخل أميركا في المستقبل القريب لا يزال أمراً غير واقعي، خصوصاً مع تعقيدات التصنيع وسلاسل التوريد. ولكن قد تلجأ "أبل" إلى دول أخرى مثل الهند والبرازيل، حيث بدأت بالفعل بالاعتماد عليهما في التصنيع والتجميع. مرحلة انتقالية صعبة قادمة من المؤكد أن جميع الشركات التقنية الأميركية ستتأثر بطريقة أو بأخرى جراء هذه القوانين الجديدة. وتبدو الأعوام المقبلة صعبة، نظراً إلى الحاجة إلى تغيير سياسات التصنيع وبناء خطوط إنتاج داخل الولايات المتحدة. ويتوقع أن يستغرق الأمر من عامين إلى ثلاثة أعوام حتى تتمكن الشركات من إنشاء بنية تحتية صناعية محلية تفي بالحاجات. في المقابل، قد نشهد تعاوناً بين عدة شركات أميركية كبرى للبحث عن حلول مشتركة تسرع من تجاوز هذه المرحلة الحرجة. اقرأ المزيد • يوم دام آخر في الأسواق الخليجية مع ارتدادات رسوم ترمب • السوق السعودية تتراجع أمام الرسوم الجمركية • بعد الرسوم الجمركية ما أدوات ترمب الأخرى في الحرب التجارية؟ • "بيتكوين" تخسر "عُشر" قيمتها بعد الرسوم الجمركية وفي ظل هذه الظروف، يرجح أن تحاول "أبل"، وغيرها من الشركات الأميركية، تلبية السوق المحلية من خلال الاعتماد على مصادر تصنيع بديلة عن الصين، في محاولة لتقليل الكلف النهائية. هل سترتفع أسعار الأجهزة العام المقبل؟ توقعي الشخصي أن الأسعار لن ترتفع بشكل كبير. فالشركات وعلى رأسها "أبل" ستحاول جاهدة الحفاظ على الأسعار المعتادة، وامتصاص الصدمة في البداية. خصوصاً أن "أبل" تملك فائضاً مالياً كبيراً يمكنها من التضحية بجزء من أرباحها لتثبيت سعر الجيل القادم من الأجهزة. لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الخسائر ستكون مقتصرة غالباً على السوق الأميركية، بينما من المتوقع ألا تتأثر بقية الأسواق العالمية. وكان فرض الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات من مختلف الدول، وخصوصاً من الصين، شكل نقطة تحول حساسة في مسار السوق التقنية العالمية. فعلى مستوى القطاع التقني، تؤدي هذه الرسوم إلى ارتفاع كلف الإنتاج بشكل مباشر، مما ينعكس على أسعار المنتجات النهائية، خصوصاً الأجهزة الإلكترونية المعتمدة على سلاسل توريد عالمية معقدة. الشركات الكبرى مثل "أبل" و"سامسونغ" و"إنتل" تجد نفسها أمام تحديات جديدة تتعلق بإعادة ترتيب سلاسل الإمداد وتوزيع الإنتاج جغرافياً لتفادي الكلف المرتفعة. أما على مستوى السوق العالمية، فقد بدأت الدول تشهد تقلبات في أسعار الإلكترونيات، واضطرابات في توفر بعض المكونات الأساسية، نتيجة لهذه السياسات. أما سوق الهواتف الذكية بشكل خاص، فهو من أكثر القطاعات تأثراً، نظراً إلى اعتماده الكبير على التصنيع الخارجي، والمنافسة الشديدة بين الشركات، مما يجعل أي زيادة في الكلفة تؤثر مباشرة على استراتيجية التسعير، وقد تدفع الشركات إلى اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بإعادة توزيع الإنتاج أو خفض هامش الأرباح للحفاظ على حصتها السوقية. المزيد عن: ترمبسوق الهواتفالتقنيةأميركاالتعريفات الجمركيةأبلالهواتف الذكيةالرسوم الجمركيةالشركات التقنية