مخطوفون ومطلوبون… ما مصير رجالات الأسد في لبنان؟

تسلمت بيروت قبل أيام مذكرة “إنتربول” أميركية لتوقيف مدير المخابرات الجوية السورية السابق اللواء جميل الحسن

“اندبندنت عربية”

بعد نحو أسبوعين على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، لا تزال هناك قضايا عدة عالقة بين دمشق وبيروت، بخاصة أن علاقة غير عادية جمعت البلدين طوال 54 عاماً من حكم آل الأسد، عانى خلالها لبنان وصاية سورية سياسية وأمنية على حد سواء.

من بين القضايا التي لم تصل إلى خواتيمها بعد مسألة لجوء قيادات من النظام السابق ومقربين منه إلى بيروت لحظة سقوط النظام، إن كان بهدف البقاء هنا أو التوجه من مطار بيروت نحو دولة أخرى، بخاصة لمن يملك منهم إقامة وغير مطلوب لبنانياً، كالمسؤول السوري السابق علي المملوك المتهم بضلوعه بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس شمال لبنان عام 2013.

ضمن جديد هذا الملف، أي هروب مسؤولين من النظام السوري السابق إلى لبنان، تسلم لبنان قبل أيام مذكرة “إنتربول” أميركية لتوقيف مدير المخابرات الجوية السورية السابق اللواء جميل الحسن، وقد وصلت المذكرة النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار الخميس الماضي وعمّمها على كافة الأجهزة الأمنية والمرافق وسلطات مراقبة الحدود.

تسلم لبنان قبل أيام مذكرة “إنتربول” لتوقيف اللواء السوري جميل الحسن (مواقع التواصل)

التورط بأعمال عنف وقتل في سوريا

فيما يخضع معظم ضباط إدارة المخابرات الجوية السورية لعقوبات دولية لتورطهم بأعمال عنف وقتل وتعذيب السوريين، يعرف عن جميل الحسن أنه كان في عداد القوات العسكرية التي أرسلها الرئيس السابق حافظ الأسد إلى محافظة حماة عام 1982، كما تحدثت تقارير صحافية عن ضلوعه في تعذيب المعتقلين في سوريا، وبعضهم أميركيون خلال السنوات الماضية.

وفي رد على تسلم لبنان مذكرة “الإنتربول”، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي قبل ساعات إن لبنان سيتعاون مع طلب الشرطة الدولية لاعتقال اللواء جميل حسن، فيما لم تؤكد أية مصادر أمنية حتى الساعة ما إذا كان حسن موجوداً على الأراضي اللبنانية أو إذا دخلها ثم غادر نحو وجهة أخرى.

من جانبه، أكد وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي أن الأجهزة الأمنية تحقق في دخول رجال أمن سوريين إلى البلاد بطرق غير شرعية، كاشفاً عن أن المسؤول السوري علي مملوك، المطلوب في لبنان “لم يدخل إلى البلاد بطريقة شرعية”، وقال “تم تعميم صور علي مملوك لتوقيفه في حال دخوله البلاد بطريقة غير شرعية”.

وفي ما يتعلق بجميل الحسن، كشف المولوي عن أن السلطات اللبنانية عمدت إلى تعميم طلب منظمة “الإنتربول” لتوقيفه إنما لا يمكن احتجاز أي شخص في لبنان من دون مذكرة قضائية.

خطف على طريق المطار

وفي سياق متصل، أفادت مصادر خاصة لـ”العربية” بأن عقيداً في الجيش السوري، وهو أحد معاوني العميد غسان بلال من الفرقة الرابعة في الجيش السوري التي يترأسها ماهر الأسد، خُطف على الطريق القديم لمطار رفيق الحريري الدولي.

لكن المصادر نفسها أكدت أن التحليلات الأمنية ترجح أن يكون العقيد الذي قالت إن اسمه “أ خير بيك” تعرض للخطف من قبل تجار.

بدورها كشفت مصادر أمنية عن أن الجيش اللبناني اعتقل 20 عسكرياً، بين ضباط وجنود من الجيش السوري كانوا عبروا إلى لبنان بعد سقوط النظام، وخضعوا للتحقيقات بعد توقيفهم قبل أن يسلموا إلى الأمن العام اللبناني.

في السياق، قال مصدران أمنيان لوكالة “رويترز” إن ما يصل إلى 30 من ضباط المخابرات السابقين وضباط الفرقة الرابعة الذين اعتقلتهم السلطات اللبنانية هم الآن رهن الاحتجاز لدى الأمن العام اللبناني.

وتطالب قيادات وأحزاب لبنانية بضرورة ملاحقة أجهزة الدولة “لرجال الأسد” من أجل اعتقالهم وتسليمهم إلى السلطات السورية، بخاصة أن بقاءهم في لبنان وتغطية وجودهم قد يعرضان البلاد لعمليات انتقامية من قبل معارضين هنا أو حتى لملاحقات دولية.

المزيد عن: لبنانسوريابشار الأسدالنظام السوريعلي المملوكمجزرة حماة