الإثنين, مايو 12, 2025
الإثنين, مايو 12, 2025
Home » محاولات استنساخ البشر: بين الفشل والاحتيال

محاولات استنساخ البشر: بين الفشل والاحتيال

by admin

 

الاتحاد الأوروبي حذر من تطبيق تقنيات تحرير الجينوم على الأجنَّة البشرية لدواعٍ أخلاقية واجتماعية

اندبندنت عربية / سامي خليفة صحافي متخصص في العلوم والتكنولوجيا

في يوليو (تموز) 1996 تصدرت النعجة “دوللي” عناوين الأخبار العالمية باعتبارها أول حيوان مستنسخ من الثدييات، فصدمت الجميع حينها وأطلقت جدلاً واسعاً حول قدرة العلماء على استنساخ البشر.

تطلب إنتاج “دوللي” أخذ علماء معهد “روزلين” الاسكتلندي بويضة من نعجة وإزالة نواتها الحاملة للحمض النووي ودمج خلية من نعجة أخرى في البويضة، من ثم تعريض الخلية الناتجة لصدمة كهربائية، وعلى رغم أن عملية الاستنساخ هذه اقتصرت على نعجة، فإن النقاش تحول فوراً إلى البشر المستنسخين فبدأت الصحف تنشر مقالات افتراضية عن أطفال مستنسخين وجيوش من المحاربين المستنسخين.

وسارعت حكومات العالم حينذاك إلى حظر استنساخ البشر، واليوم بعد مرور ما يقارب من 30 عاماً على استنساخ “دوللي” لا تزال هناك عوائق أخلاقية وعلمية تمنع الاستنساخ البشري، ويسجل التاريخ محاولات علمية عدة لاستنساخ البشر قد لا يعلم عنها كثر.

التعريف العلمي للاستنساخ البشري

الاستنساخ مصطلح واسع، إذ يمكن استخدامه لوصف مجموعة من العمليات والأساليب، إلا أن الهدف دائماً منه هو إنتاج نسخ متطابقة وراثياً من كيان بيولوجي.

ويرجح المعهد الوطني لبحوث الجينوم البشري أن تستخدم أي محاولة استنساخ بشري تقنيات “الاستنساخ التناسلي”، وهو نهج تستخدم فيه خلية جسدية ناضجة، غالباً ما تكون خلية جلدية، بحيث يوضع الحمض النووي المستخرج من هذه الخلية في بويضة متبرعة أزيلت نواتها المحتوية على الحمض النووي، بعد ذلك تبدأ البويضة بالنمو في أنبوب اختبار قبل زرعها في رحم أنثى بالغة.

وفي حين استنسخ العلماء عديداً من الثدييات، بما في ذلك الأبقار والماعز والأرانب والقطط والقرود، لم يدرج البشر نهائياً وبصورة علنية ضمن هذه القائمة.

محاولات لاستنساخ البشر

كثر لا يعرفون أنه بعد استنساخ النعجة “دوللي” جرت محاولات علمية غير قانونية لاستنساخ البشر، ففي عام 1997 أنشأت الطائفة الرائيلية التي تؤمن بأن الحياة على كوكب الأرض نشأت بفضل كائنات فضائية، منظمة “كلونيد” بقيادة عالمة الكيمياء الحيوية الفرنسية بريجيت بواسيلييه، وأدارت مختبراً بولاية فرجينيا الغربية الأميركية، يهدف إلى استنساخ البشر، وهذا ما دفع إدارة الغذاء والدواء الأميركية إلى التدخل وتوقيفه عن العمل.

لكن ذلك لم يثن عزيمتهم، فنقلوا عملياتهم إلى جزر البهاما، وأعلنت المجموعة في 2002 عن استنساخ أول طفلة بشرية سموها “إيف”، وبحلول عام 2004، زعمت “كلونيد” أنها نجحت في استنساخ 14 طفلاً بشرياً، إلا أن المجتمع العلمي دحض حينها هذه الادعاءات واعتبرها محض هراء.

في غضون ذلك، كان الباحثون يكتشفون صعوبة استنساخ الأجنة البشرية أو حتى أجنة الرئيسات غير البشرية، ولم يكن هؤلاء الباحثون يسعون إلى إنجاب أطفال، بل كانوا يسعون إلى استنساخ أجنة بشرية، آملين في الحفاظ عليها حية لفترة كافية لإنتاج سلالات خلايا جذعية جنينية بشرية منها، تكون مهمة للبحث وقد تكون حاسمة للاستخدامات السريرية.

وفي عام 2004، كشف العالم الكوري الجنوبي هوانغ وو سوك عن نجاحه في استنساخ أجنة بشرية، واستنبط سلالات خلايا جذعية جنينية بشرية من اثنتين منها، وفي العام التالي، أفاد بأنه أنتج 11 سلالة خلايا جنينية بشرية من 185 بويضة، باستخدام مجموعة واسعة من المصادر لخلايا أجسامهم.

وبدا أن هذا الأمر يفتح الباب أمام استخدام نقل نواة الخلايا الجسدية لإنتاج خلايا جنينية بشرية، ومنها إنتاج خلايا وأنسجة بشرية متمايزة من خلايا جسم المريض نفسه أو لإنتاج أطفال مستنسخين، لكن الصدمة حلت في المجتمع العلمي بحلول نهاية عام 2005، حين ثبت للعالم أن عمل هوانغ احتيالي تماماً.

لا تزال أبحاث الاستنساخ جارية (أ ف ب)

 

بعدها حصل تطور علمي لافت تجلى بإعلان عالم الوراثة شوخرات ميتاليبوف وفريقه في جامعة ولاية أوريغون الأميركية في 2007 عن تمكنهم من إنتاج سلالات من الخلايا الجذعية الجنينية من القرود، واستغرق فريق ميتاليبوف ست سنوات أخرى ليعلن عن نجاحه في استنساخ أجنة بشرية، في تلك الحالة من خلايا جنينية بشرية، وإنتاج سلالتين من الخلايا الجذعية الجنينية البشرية من تلك الأجنة المستنسخة، وسرعان ما كررت مختبرات أخرى عملهم.

لم يبذل ميتاليبوف أي جهد لنقل الأجنة البشرية المستنسخة إلى النساء لاحتمالية حدوث الحمل والولادة، ولم يقدم أي عالم آخر على هذه العملية حتى تاريخه.

الاعتبارات الأخلاقية

تتعدد وتتنوع المخاوف الأخلاقية المتعلقة باستنساخ البشر، وتشمل أخطاراً نفسية واجتماعية وفسيولوجية، ناهيك بأن فكرة الاستنساخ قد تؤدي إلى احتمالية عالية جداً لفقدان الأرواح، مما يدفع بعض العلماء لاعتبار الاستنساخ البشري انتهاكاً لمبادئ الكرامة الإنسانية والحرية والمساواة.

إضافة إلى ذلك أدى استنساخ الثدييات تاريخياً إلى معدلات وفيات مرتفعة للغاية وتشوهات في النمو لدى الحيوانات المستنسخة، ومن المشكلات الجوهرية الأخرى المتعلقة باستنساخ البشر أنه بدلاً من إنشاء نسخة طبق الأصل من الشخص الأصلي، فإنه سينتج فرداً له أفكاره وآراؤه الخاصة، أي أن النسخة البشرية ستحمل التركيب الجيني نفسه لشخص آخر فحسب ولن يتشاركا في أشياء أخرى كالشخصية أو الأخلاق أو حس الفكاهة.

في عام 2018 أصدرت لجنة أخلاقيات البيولوجيا الحيوية التابعة للمفوضية الأوروبية، والتي تمثل 47 دولة أوروبية، بياناً جاء فيه أن الأخلاق وحقوق الإنسان يجب أن تواجه أي استخدام لتقنيات تحرير الجينوم على البشر، مضيفة أن تطبيق تقنيات تحرير الجينوم على الأجنة البشرية يثير عديداً من القضايا الأخلاقية والاجتماعية والمتعلقة بالسلامة، لا سيما فيما يتعلق بأي تعديل للجينوم البشري قد ينتقل إلى الأجيال القادمة. وقبلها بنحو العقدين أعدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية خطاباً عام 1998 استبقت فيه المخاوف التنظيمية ونص على أنه بموجب القانون الفيدرالي، تتمتع إدارة الغذاء والدواء بسلطة قضائية على الاستنساخ لإنتاج الأطفال، مؤكدة أنه لإنتاج أطفال مستنسخين، يجب الحصول على إذن لأسباب تتعلق بالسلامة.

هل لاستنساخ البشر أي فوائد؟

إلى ذلك يعتقد العلماء أنه حتى لو أزيلت الاعتبارات الأخلاقية تماماً من المعادلة، فإن بعض الفوائد المحتملة المرتبطة باستنساخ البشر قد أصبحت، إلى حد ما، غير ضرورية بسبب التطورات العلمية الأخرى.

لا تزال أبحاث الاستنساخ جارية (أ ف ب)

 

وكثيراً ما نوقشت فكرة استخدام الأجنة المستنسخة لأغراض أخرى غير إنجاب الأطفال، مثل إنتاج خلايا جذعية جنينية بشرية مطابقة لخلايا المتبرع، على نطاق واسع في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، لكن هذا المسار البحثي أصبح غير ذي صلة ولم يوسع نطاقه بعد عام 2006، وهو العام الذي اكتشفت فيه الخلايا الجذعية متعددة القدرات المستحثة (iPSCs)، وهي خلايا “بالغة” أعيدت برمجتها لتشبه الخلايا في مراحل نموها المبكرة.

هذا الاكتشاف تحقق بفضل الباحث الياباني في مجال الخلايا الجذعية شينيا ياماناكا الذي عمل على إعادة خلايا الفئران “البالغة” إلى حال شبيهة بالخلايا الجنينية باستخدام أربعة عوامل وراثية فحسب، وبعدها بفترة وجيزة نجح ياماناكا، إلى جانب عالم الأحياء الأميركي الشهير جيمس طومسون، في تحقيق الأمر نفسه مع الخلايا البشرية.

عندما تعاد برمجة الخلايا الجذعية متعددة القدرات المحفزة إلى حال شبيهة بالخلايا الجنينية متعددة القدرات، فإنها تمكن من تطوير مصدر غير محدود لأي نوع من الخلايا البشرية اللازمة لأغراض علاجية، وهذه الخلايا الجذعية، التي صنعت عام 2006 أولاً من الفئران، ثم بعد عام من البشر، قادرة، مثل الخلايا الجنينية، على إنتاج جميع أنواع خلايا الإنسان الحي من خلايا تحمل الحمض النووي الخاص بذلك الفرد. كما أن إنتاج سلالات الخلايا الجذعية متعددة القدرات المستحثة أسهل بكثير من إنتاج سلالات الخلايا الجذعية الجنينية من أجنة بشرية مستنسخة، حيث لا تحتاج العملية إلى بويضات، ولا أجنة، ولا تتولد عنها مخاوف أخلاقية أو سياسية.

المزيد عن: النعجة دوللياستنساخ البشرالولايات المتحدة   الاتحاد الأوروبيالحمض النووي

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili