متاجر بقالة صغيرة في لندن تحافظ على التنافسية وسط التضخم

RCI

تلاحظ بعض متاجر المواد الغذائية المملوكة بشكل مستقل، في مدينة لندن في مقاطعة أونتاريو على سبيل المثال، زيادة في مبيعاتها في وقت يُبعد فيه الارتفاع في أسعار المواد الغذائية قسماً من المستهلكين عن المتاجر التابعة لشركات كُبرى في هذا القطاع.

فالمؤسسات الصغيرة تجد طرقاً مختلفة لإبقاء التكاليف منخفضة لقواعد عملائها المتنامية، لكنّ التحدي الذي يواجه البعض منها هو دفع ضرائب أعلى على سلع تستوردها من الخارج.

’’لدينا وارداتنا الخاصة من نيبال والهند وباكستان، لكن حالياً، بسبب المشاكل في البحر الأحمر (حيث تتعرّض سفن تجارية لهجمات وأعمال قرصنة على خلفية الحرب في قطاع غزة)، يتعيّن على كافة (سفن) الحاويات تحويل مسارها‘‘ لتمرّ حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، يقول ساروج كومار تشيتري، صاحب ’’البازار النيبالي‘‘ (Nepali Bazaar) على جادة ’’هايبوري‘‘ في لندن.

’’في السابق، كانت (حاويات البضائع) تقطع مسافة 7.000 ميل (عبر البحر الأحمر وقناة السويس)، أمّا الآن فأصبحت المسافة 12.000 ميل، لذا من البديهي أن يرتفع السعر‘‘، يشرح تشيتري.

في السابق، كان تشيتري يدفع حوالي 4.000 دولار لشحن حاوية بضائع من نيبال، وبات الآن يدفع ضعف هذا المبلغ، على حد قوله.

’’أحاول الحفاظ على الأسعار نفسها لكلّ ما أستورده، لذا فإنّ هامشي ضئيل للغاية لأني أريد أن يكون عملائي راضين‘‘، يؤكّد تشيتري، ’’لكن بالنسبة للأشياء التي أشتريها في السوق المحلية، ليس لديّ هامش للمناورة لأنه إذا زادت تكاليفها، عليّ أن أسير مع السوق‘‘.

منتجات غذائية مستوردة في متجر ’’البازار النيبالي‘‘ في لندن (أونتاريو).
الصورة: CBC / Isha Bhargava

الشراء المباشِر والاستراتيجي

من جهته، يقول محمد عبد الحميد إنه وجد طرقاً مبتكرة لمنح متجره ’’بيستاشيوز للحوم ذات الجودة والبقالة‘‘ (Pistachios Quality Meats and Grocers) ميزة فريدة على منافسيه.

ويضم متجره الواقع في شارع ’’وُندرلاند رود نورث‘‘ قسماً كبيراً للمواد الغذائية من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وقسماً للحوم يعتمد على الماشية التي تُربّى محلياً.

’’نستورد فواكه وخضاراً من كافة أنحاء العالم، وهي قد لا تكون متوفرة في المتاجر الكبيرة، فنقدّم أشياء قد لا يتمكن الناس من العثور عليها بسهولة، وهم يُدهشون عندما يرون أسعارنا (المنخفضة)‘‘، يقول عبد الحميد.

ويتلقى متجر ’’بيستاشيوز‘‘ شحنات كبيرة كل أسبوع، ما يسمح له بإبقاء الأسعار منخفضة. ويوضح عبد الحميد أنّ متجره يدفع ثمن هذه البضائع بعملات الدول التي يشتريها منها، وهذا ’’أرخص بكثير من الشراء بالدولار الكندي‘‘.

’’عندما نشتري (سلعة) من بلد المنشأ، نحصل عليها بسعر أرخص بكثير، لذلك عندما نبيعها هنا تكون في متناول العميل بسهولة فائقة. في بعض محلات البقالة تحصل على ليمونة حامض واحدة بسعر دولار، أمّا في متجرنا فيمكنك شراء 10 ليمونات حامض بدولار واحد. وبالتالي نحن نوفّر على الناس الكثير من المال‘‘، يقول عبد الحميد، مضيفاً أنه ينوي توسيع أعماله قريباً.

لورا هيويت، أحد مالكي مؤسسة ’’تيست أوف بريتن‘‘ العائلية في لندن (أونتاريو).
الصورة: CBC / Isha Bhargava

من جهتها، تقول لورا هيويت من مؤسسة ’’تيست أوف بريتن‘‘ (’’مذاق بريطاني‘‘ Taste of Britain) المملوكة للعائلة، والتي تملك عدة متاجر في لندن ومحيطها، إنّه بات على بعض المتاجر أن تعمل بشكل استراتيجي في ما يتعلق بما تشتريه وكمية مشترياتها أكثر بكثير ممّا كانت تفعله في السابق.

’’علينا أن ننظر إلى تكاليف شحن ما نحصل عليه (من سلع)، ومن أين نحصل عليها، وما الذي يتم بيعه في مخزوننا من السلع مقابل ما لا يتم بيعه. لذا، يتم فحص الكثير من هذه الأشياء أكثر من ذي قبل، لأننا لا نريد الكثير من السلع المتبقية (التي لا تُباع بسهولة) فيكون علينا تخفيض أسعارها (لتُباع)‘‘، تشرح هيويت.

ويتوقع كلّاً من تشيتري وهيويت أن تظل الأسعار تضخمية خلال عام 2024، لكنهما يأملان في انخفاض التكاليف قريباً لكي يتمكن عملاؤهما من الحصول على بعض الانفراج المالي.

(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• تأثير هجمات البحر الأحمر على شركات شحن كندية

• ارتفاع معدل التضخم السنوي في كندا إلى 3,4%
• كندا وحلفاؤها يحذّرون الحوثيين من مواصلة الهجمات على السفن

• 2024 سيكون عاماً انتقالياً للاقتصاد حسب حاكم بنك كندا

• أسعار الأغذية إلى استقرار لكن لا عودة إلى مستويات ما قبل الجائحة