الإثنين, مايو 20, 2024
الإثنين, مايو 20, 2024
Home » ما هو الطب التجانسي الذي تتبعه العائلة البريطانية المالكة؟

ما هو الطب التجانسي الذي تتبعه العائلة البريطانية المالكة؟

by admin

 

عين الملك تشارلز الثالث أخيراً، طبيباً متخصصاً بهذا العلاج البديل على رأس فريق أطباء القصر الملكي. بينما أفتش عن حل ينتشلني من مشاعر الإرهاق، إليكم بعض الحقائق عما إذا كانت العلاجات غير التقليدية مفتاح خلاصي من عذاباتي هذه… أم أنها مجرد علاج وهمي آخر

اندبندنت عربية / شارلوت كريبس صحافية وكاتبة

قبل أن أخلد إلى النوم، تناولت في فمي مباشرة قطرتين من “الحكمة السرية”، كما تسمى، بعدما وصفها لي أحد المتخصصين بالعلاج التجانسي [العلاج بالمتشابهات] أو”الهوميوباثي” homeopathy علّها تمنحني “سكوناً داخلياً عميقاً”. قيل لي إن هذه القطرات مشتقة من مستخلصات زهرة الأوركيد orchids، وأنها ستساعدني على ما يبدو في التغلب على الضغط النفسي ومشاعر القلق التي لا تنفك تقض مضجعي. ربما يبدو هذا التصرف محض هراء، ولكنني كنت أشعر بإنهاك شديد وأنني قد استنفدت طاقتي كلها إلى حد أنني صراحة سأجرب كل خيار متاح أمامي كي أستعيد عافيتي.

لقد استمديت الإلهام من الملك تشارلز، والذي اتخذ أخيراً قراراً مثيراً للجدل بتعيين طبيب متخصص بالطب التجانسي البديل [يسمى أيضاً الطب المثلي أو المعالجة المثلية] ويتبع نهجاً تكاملياً في ممارسة الطب، كرئيس لفريق أطباء الأسرة المالكة. ما زال علينا أن نرى حجم الدور الذي سيؤديه الطب التكميلي إلى جانب العلاج التقليدي في مواجهة الملك شكلاً غير معروف من السرطان. لكن الملك أحد أشد المعجبين بهذا الشكل من المداواة، إذ دعم علانية الاستعانة به في “هيئة الخدمات الصحية الوطنية” (“أن أتش أس” NHS) البريطانية. أضف إلى ذلك أنه لا يدعو إلى الاستفادة من “الهوميوباثي” في علاج البشر فحسب، بل الحيوانات أيضاً.

يزعم ناشطون، من أمثال مايكل مارشال، مدير مشروع “جمعية التفكير السليم” Good Thinking Society  التي تشكك في العلوم الزائفة، أن الدور الجديد للدكتور مايكل ديكسون “غير مناسب” و”يبعث على القلق”. وأشارت تقارير إلى أنه في اعتقاد ديكسون، ربما في مستطاع المعالجين الروحانيين أن يساعدوا المصابين بأمراض مزمنة، وأن الأدوية العشبية المعروفة باسم “مخلب الشيطان” devil’s claw تشفي من تصلب الكتفين، وأنه لا دواء يضاهي حفنة من “عشبة العنزة” (أو عشبة راعي الغنم) horny goat weed في التغلب على العجز الجنسي.

يقول مارشال، الذي تتمثل مهمته في توعية الناس بأخطار الطب البديل إنه “في أي مجال آخر، نتوقع أن تثبت المنتجات التي نشتريها قدرتها على القيام بالشيء الذي تدعيه. في ما يخص علاجات الطب التكاملي [استخدام جميع الأساليب العلاجية المناسبة، التقليدية وغير التقليدية (مثل الوخز بالإبر والتدليك واليوغا) بهدف الشفاء] والطب البديل، نجد عدداً مهولاً من الادعاءات بأنها ذات تأثير مبهر، ولكن لا دليل موثوقاً على صحة أي منها”. كذلك يقول إن “العلاجات غير الفاعلة مضيعة للوقت والمال، والمرضى نادراً ما يتحملون إهدار أي منهما أيضاً. علاوة على ذلك، فإن الإعراض عن تناول العلاجات الناجعة يمكن أن يلحق الضرر بالمريض”.

ومع ذلك، تحرك قصر باكنغهام لتوضيح معتقدات الدكتور ديكسون، فكتب في بيان صدر عنه: “لا يعتقد الدكتور ديكسون أن في مقدور الطب التجانسي أن يشفي من السرطان. ويرى أنه يمكن أخذ العلاجات التكاملية إلى جانب العلاجات التقليدية بشرط أن تكون آمنة الاستخدام ومناسبة وقائمة على الأدلة”.

لست متأكدة من أي معلومات يجدر بي تصديقها، لذا قصدت “عيادة هيل” Hale Clinic  في شارع هارلي بوسط لندن، علماً أنها عيادة رائدة في مجال الطب التكاملي افتتحها الملك تشارلز في عام 1988، حيث حجزت جلسات علاجية متتالية، كما لو أنني في حالة إنعاش طارئة. تجمع العلاجات بين الأساليب الطبية المتعارف عليها من جهة وبين التخصصات التقليدية الأخرى من جهة أخرى، من قبيل علاج “الأيورفيدا” [ممارسة طبية هندية قديمة تركز على شفاء العقل والجسم بطريقة متكاملة]. والطب الصيني التقليدي (اختصاراً TCM). في العيادة، تُستخدم أيضاً الأساليب التكاملية، من بينها المعالجة بالطب التجانسي والوخز بالإبر، في علاج المريض بشكل كلي، عقلاً وجسداً وروحاً. وتهدف هذه العلاجات إلى تحديد الأسباب الجذرية للمرض، فيما تؤدي عوامل التغذية وأسلوب العيش دوراً أيضاً في هذه الرحلة العلاجية.

في غضون دقائق من التحدث إلى طبيبتي الجديدة في الطب التجانسي أخذت أذرف الدموع. يعتري معالجتي قلق من أنني إذا توغلت أكثر في هذه العلاجات فإنها ربما “تطلق العنان لأمور أعجز عن السيطرة عليها”. أرى مشاهد مجنونة من فيلم الرعب “أومن”

شخصياً، لست حديثة العهد بهذا الشكل من العلاجات. لدي علم بشأن أحدث صرعات أقراص “فطر عرف الأسد” Lion’s Mane mushroom. عارضة الأزياء المشهورة جيزيل باندشن تجزم بأنها تساعدها في التركيز وتمدها بمستويات أكبر من الطاقة. صديقات والدتي ينخرطن أيضاً في التحول من استخدام مسكن الألم وخافض الحرارة “كالبول” Calpol إلى الاستعانة بعشبة “بيلا دونا” (تسمى أيضاً نبتة “ست الحسن”) Bella Donna. وقد أنفقت بنفسي ذات مرة مبلغاً طائلاً من المال عند اختصاصي صيني شهير في الوخز بالإبر والأعشاب في شارع هارلي عندما كنت أتوق بشدة إلى الحمل. وجدت حينها نفسي أعكف على تخمير أعشاب مخصصة في قدر معدني ضخم من نوع “لو كريسيت” كي أشربها مرتين يومياً، وكلي أمل في أن أحصل على “بويضات سليمة” تمكنني من الخضوع لعملية تلقيح اصطناعي. ظننت أنني كنت أقوم بأمر نافع. ولكن لا أكف عن التساؤل عما إذا كان ذلك ليس سوى تأثير العلاج الوهمي أو “البلاسيبو” placebo effect. ولكن من يدري؟

قيل إن الملكة الراحلة، التي ظهرت في الصورة هنا مع الملك تشارلز في 2009، كانت “تحمل معها في أسفارها دائماً حقيبة تحتوي على عدد من العلاجات” (غيتي)

 

يعد إدزارد إرنست، الأستاذ الفخري في “جامعة إكستر” ومؤلف كتاب “تشارلز الملك البديل” الصادر عام 2023، أحد الخبراء في مجال الطب التكميلي. يوضح لي أن الطب التكاملي يشمل “ما يربو على 400 علاج مختلف”. ويقول إن “معظم تلك العلاجات عديم الفائدة، لكن بعضها ينطوي على إمكانات علاجية. في العادة، يصار إلى تخفيف مفعول [منتجات الطب التجانسي] إلى حد أن المنتج النهائي لا يحتوي على أي عنصر نشط، ما يعني طبعاً أنها محض علاجات وهمية”.

ويذكر إرنست أن دراسات كثيرة الآن كشفت النقاب عن السبب وراء شعور بعض الأشخاص بالتحسن بعد استعانتهم بالطب التجانسي. وسبب ذلك برأيه “يتلخص في عنصرين اثنين؛ أولاً، تأثير العلاج الوهمي، لأننا في الغالب نستعيد عافيتنا عندما نتوقع ونرجو أن نتحسن؛ ثانياً، التعاطف الذي يلقانا به المعالج بالطب التجانسي والرعاية اللطيفة التي يغدق علينا بها”.

إرنست، الذي قال إن تعيين الملك تشارلز طبيباً متخصصاً بطب “الهوميوباثي” كشف أنه “مروج للدجل” و”عدو للتقدم في الرعاية الصحية”، يشرح أن خطر الترويج لهذه الأنواع من العلاجات التكميلية يكمن في أن “المريض غالباً ما يأخذ الادعاءات غير المسؤولة الموجهة له على محمل الجد”. ويتابع أنه إزاء هذا الواقع، “لن يحصل المريض على أفضل علاج متاح أمامه، ما يطيل أمد معاناته. أو، في أسوأ السيناريوهات، ربما تعجل هذه العلاجات [غير التقليدية] من وفاته”.

التقطت عدسات الكاميرات الأميرة ديانا وهي
تغادر “عيادة هيل” عام 1995 (شاتر ستوك)

 

ولكن مع ذلك، نجد في العلاج بالأعشاب “أكثر العلاجات الواعدة”، كما يدعي إرنست. “عشبة “سانت جون” (القديس يوحنا) St John’s wort، مثلاً، تشكل علاجاً فاعلاً للاكتئاب الخفيف الوطأة إلى المتوسط، إضافة إلى أن كثيراً من العلاجات العشبية الأخرى مدعومة بأدلة قوية إلى حد معقول”. في المقابل، يقول إن الشفاء بالإيمان “غير قابل للتصديق من الناحية البيولوجية. لن تجدي هذه الممارسة العلاجية أي نفع بأي شكل علمي قابل للتفسير، والأهم أن التجارب السريرية الموثوق بها التي اختبرت كفاءتها لم تثبت أنها أفضل من العلاج الوهمي.”

سواء كنا إزاء علاج وهمي أم علاج حقيقي، أعتقد أن هذه العلاجات تستحق المحاولة. وجدت مؤسسة “يوغوف” YouGov [المتخصصة في مجال أبحاث السوق واستطلاعات الرأي] في عام 2021 أن نحو نصف البريطانيين كانوا “منفتحين” بشأن المعالجة بالطب التجانسي. في معظمها، تعتمد هذه الممارسة العلاجية على المبدأ القائل بأن “الشيء يُعالج الشيء”. وتعرفها “هيئة الخدمات الصحية الوطنية” البريطانية بأنها الاعتقاد بأن “المادة التي تسبب أعراضاً معينة تساعد أيضاً في التخلص من تلك الأعراض”. ولكنها توقفت عن تمويلها في عام 2017، زاعمة أن العلاج التجانسي لا يعدو كونه مجرد علاج وهمي، وإنفاقاً لأموال شحيحة في المكان الخاطئ.

في 2022، بلغت قيمة السوق العالمية لمنتجات “الهوميوباثي” 11 مليار دولار (8.6 مليار جنيه استرليني). كان لدى الملكة الراحلة إليزابيث الثانية والملكة الأم أطباء متخصصون بالطب التجانسي. ومعروف أيضاً أن تشارلز وزوجته كاميلا يزوران المنتجع الصحي الشامل في الهند “سوكيا”Soukya ، علماً أنه يدمج بين ممارسات الطب الهندي القديم الذي يعود إلى خمسة آلاف عام مضت، وبين الطب التجانسي والعلاج الطبيعي. في كتابه “احتياطي” Spare، ذكر الأمير هاري أن ميغان عرضت على أميرة ويلز كايت الاستعانة بـ”علاج بالطب التجانسي يشفي كل العلل… هو زيت الأوريغانو والكركم”، كما قالت، كي تساعد ويليام على الشفاء من نزلة برد عندما أعلنت كايت أن زوجها لم يتناول علاجات غير تقليدية سابقاً. ومع ذلك، يبدو أن العائلة المالكة بطبيعتها متعلقة بالطب التجانسي.

قبل وقت طويل من وقوع الملك تشارلز في حب العلاج بالمتشابهات، حاز هذا الطب اهتمام أبائه وأجداده. كان إدوارد الثامن راعي “مستشفى لندن للطب التجانسي” London Homeopathic Hospital، وكان جورج السادس من أضاف كلمة “ملكي” إلى اسم المستشفى [ليصبح “مستشفى لندن الملكي للطب التجانسي”]. وقيل أيضاً إن الملكة الراحلة، التي كانت راعية المؤسسة، التي تسمى الآن “مستشفى لندن الملكي للطب المتكامل” Royal London Hospital for Integrated Medicine، كانت دائماً تحمل معها في أسفارها حقيبة تحتوي على مجموعة من هذه العلاجات، لقد “بعث ذلك في نفسها شعوراً بالراحة والأمان”، وفق كلية المعالجة بالطب التجانسي التي أصبح راعيها الآن الملك تشارلز.

الدكتورة إليزابيث تومسون، مستشارة سابقة لدى “هيئة الخدمات الصحية الوطنية” ومعالجة في الطب التجانسي، والتي أسست “المركز الوطني للطب التكاملي” (NCIM) عام 2014، تخبرني أنها تشعر بالحماسة لتحويل الرعاية الصحية “إلى نموذج طبي أوسع وأكثر شمولاً. أي إلى نظام صحي يشتمل على مناهج تقليدية وشاملة وأسلوب حياة، ويرتكز على العافية وترف الاختيار. إن التغيير يحدث فعلاً”.

ومع ذلك، ما زال النهج الطبي الأكثر تكاملاً [بمعنى استخدام الأساليب العلاجية التقليدية وغير التقليدية] موصوماً حتى الآن. تقول الدكتورة طومسون “إن الجدل الأخير حول الخيارات الصحية للملك تشارلز جزء من المشكلة التي نواجهها في حقل الرعاية الصحية، إذ عندما يجد شخص ما أن الأساليب الشاملة ذات فائدة، يواجهه سيل من الانتقادات أو يصار إلى ثنيه عن استخدامها، على رغم أنها ربما تكون قليلة الكلفة، وعبارة عن ابتكارات لطيفة تدعم عملية إعادة التوازن وتنشيط الصحة لدى المرء.

سبق أن حصلت على معاينة عبر تطبيق “زوم” من المتخصص الرائد في الطب التكاملي الدكتور راجيندرا شارما (بتكلفة 435 جنيهاً استرلينياً)، الذي عالج [ملكة الروك أند رول الراحلة] تينا تورنر. وقد نصحني باستشارة معالج نفسي “يركز على الجانب الروحي القوي”، من بين أمور أخرى مثل اليوغا، و”التاي تشي” Tai chi، و”التشي كونغ” Qi Gong. تتضمن قائمة الأدوية العشبية والمعالجة التجانسية التي يقترح علي اللجوء إليها “أل- 72” (L-72)، وهي تركيبة من الطب التجانسي لمعالجة الإجهاد العام تسيطر على الخوف والقلق والحالة المزاجية السيئة عموماً، وربما تكون التركيبة الأقرب في الطب التجانسي إلى دواء “بروزاك” Prozac المضاد للاكتئاب. كذلك سأتناول المكمل الغذائي “أدرينو كومبليكس” Adreno Complex، الذي يدعم تراكم هرمون “الكورتيزول” الذي يحتاج إليه جسمك في مواجهة الضغط النفسي بشكل أفضل [ومكافحة العدوى وتنظيم نسبة السكر في الدم]. يفيض هذا المكمل بمواد قوية تساعد على التكيف مثل “الفطر الريشي” Reishi mushroom و”عرق السوس” licorice و”الروديولا” Rhodiola و”الجينسنغ السيبيري” Siberian Ginseng.

في عام 2022، بلغت قيمة السوق العالمية لمنتجات الطب التجانسي 11 مليار دولار (آي ستوك)

 

المتخصصة بالعلاج التجانسي كاملي كاول (وفي مقابل 250 جنيهاً استرلينياً للاستشارة الأولى) تضيف بعض التحسينات على توصيات الدكتور راجيندرا شارما لي. لقد قابلتني في وقت مبكر عن الوقت المحدد لموعدنا الشخصي، بعدما تعرضت لنوبة ذعر في حجرة العلاج بالأوكسجين العالي الضغط الذي يشبه الغواصة. يضخ الجهاز 95 إلى 98 في المئة من الأوكسجين النقي الذي يدخل خلايا الجسم عبر قناع للوجه أو أنبوب رفيع (تبدأ الكلفة بمبلغ 120 جنيهاً استرلينياً للستين دقيقة). قيل لي إن هذه الممارسة تساعد في التنعم بنوم عميق ومحاربة الاكتئاب، علماً أنها الطريقة المفضلة لدى المشاهير لتعزيز الكولاجين في الجسم. تشعر كاول بالذعر الشديد الذي عشته، وتريد مني التوقف عن الاستعانة بالتركيبة “أل- 72” واستخدام خلاصات زهرة الأوركيد “الأكثر لطفاً” التي “تشفي بطريقة الاهتزاز” [يعيد العلاج الصوتي الاهتزازي ضبط الجسد والعقل والروح، ويحث على الاسترخاء والشفاء والعافية. تستخدم هذه الممارسة أوعية الغناء العلاجية الموضوعة على الجسم لإنشاء مزيج من نغمات واهتزازات تنتج حالة من الهدوء وتكون بمثابة تدليك للجهاز العصبي].

إلى جانب أقراص “الحكمة السرية” (“فراجميبيديوم واليسي” Phragmipedium wallisii) [نوع من الأوركيد]، والتي “يُفضل أخذها بهدف التأمل والتفكير الذاتي”، تصنع كاول مجموعة من خلاصات الأوركيد لمساعدتي في تحقيق الاستقرار أو التركيز على الذات: “أتون الحياة”، و”قلادة الجمال”، و”وضوح الروح”. وتشرح قائلة: “تساعدنا هذه الخلاصات كالملائكة في التعامل مع أمور الحاضر”.

وفي غضون دقائق من الحديث معها، أخذت أذرف الدموع. يعتري معالجتي قلق من أنني إذا توغلت أكثر في أعماق المعالجة التجانسية، ربما “تطلق العنان لأمور أعجز عن السيطرة عليها”. أرى مشاهد مجنونة من فيلم الرعب “أومن” Omen (الطالع). تقول لي كاول: “جزء من كونك أماً جيدة هو أن تحبي نفسك، وتعالجي نفسك، وتمنحي نفسك الوقت والمساحة لتحقيق ذلك”. “متى كانت آخر مرة فعلت هذا؟” تسألني. أخبرتها أنه قد مرت سبع سنوات على أقل تقدير، وكان ذلك عندما أنجبت طفلي الأول.

يغمرني شعور بالراحة عندما أحصل على موعد لمدة ساعة واحدة مع المعالج الروحاني جون ماكغراث (كلفة الجلسة 195 جنيهاً استرلينياً). يقدم ماكغراث العلاج وجهاً لوجه وعبر الإنترنت (بدءاً من 195 جنيهاً استرلينياً لساعة واحدة/ 110 جنيهات استرلينية عبر الإنترنت). عندما “يعيد ترتيب “الشاكرات السبع”seven chakras  [في العلاجات الروحانية الشاكرات مراكز طاقة في الجسم تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية والروحية] الخاصة بي مع التدرجات السبعة للهالة أو “الأورا”auric field  المحيطة بي [في الطب الصيني التقليدي يشار إلى الهالة باسم حقل “وي تشي”]،” تختلج قلبي راحة عميقة. المعالج الروحاني ماكغراث “مستبصر”، كما أخبرني، لذا يشعر بالطاقة العاطفية أو النفسية [لا تكون محسوسة بالحواس الخمسة] والمعوقات التي تقف في طريقها. ويوضح أن الهالة لدى كل شخص، والتي يُعرف بأنها انبعاث ملون يُقال إنه يحيط بجسم الإنسان، “تمتد على بعد مترين من الجسم”. لذا تراه يلوح بيديه كثيراً فوق جسدي كي يجعل طاقتي تتدفق خلال جلستنا.

أشعر وكأن شخصاً جديداً ينبثق مني، إنه أنا في سن ما قبل المدرسة. ولا عجب في ذلك نظراً إلى أنني كنت أمضي صباحاً برمته في ممارسة تمارين الاسترخاء والتدليل الروحي، علماً أنه نشاط غريب في حد ذاته بالنسبة إلى أم عازبة شأني. حتى أنني أجد الجلوس على كرسي طبيب الأسنان مريحاً هذه الأيام. ربما يعزى ذلك إلى تأثير العلاج الوهمي، ولكنني لست هنا بسبب مرض يتهدد حياتي. الأمر أشبه إلى حد ما بالحصول على قيلولة عميقة. ونعم، لقد غفوت.

ولكن مع ذلك، أعجز عن تحمل هذا الشعور لفترة طويلة، إذ أنني محبوسة في حجرة للأوكسجين تشبه الخيمة طوال ساعة من الزمن. لا شيء يستدعي الإصابة بالذعر إذا كنت تعاني رهاب الأماكن المغلقة، فالمكان مزود بثلاث فتحات وكرسي استرخاء للجلوس عليه. أخيراً، انتقلت إلى علاج يسمى “الإطلاق الذاتي الليفي العضلي” مع المعالجة كورين زيدرمان (تبدأ كلفة الجلسة بـ115 جنيهاً استرلينياً)، إذ تروح تضغط بيديها بخفة على العضلات بغية التخلص من الشد والجهد المحشورين داخل أنسجة الجسم.

وتقول بينا مينون، التي تولت إدارة “عيادة هيل” قبل 10 سنوات، إن عيادتها تتجه أكثر نحو “صحة المرأة”. وتدعي أنه حتى انقطاع الطمث يمكن معالجته من طريق الطب التكاملي، بدلاً من العلاج بالهرمونات البديلة (اختصاراً HRT ) الذي يُعطى لجميع النساء في هذه المرحلة والذي تقدمه “هيئة الخدمات الصحية الوطنية”. وتقول: “لقد قدم الإعلام صورة سيئة عن [الطب التكاملي]. إنها علاجات مكلفة جداً، ولكن ذلك مرده إلى أننا نعيش في مجتمع ينعم بالرعاية الصحية المجانية التي تقدمها “هيئة الخدمات الصحية الوطنية”. إذا اتبعت البروتوكولات المقدمة من الاستشارة الأولى، يمكنك أن تحتفظ بعدد من العلاجات التجانسية لديك طوال سنوات. يشعر كثيرون بالتحسن بعد الجلسات الثلاث الأولى من العلاج، ويمكنهم تخزين العلاجات لديهم، أو العودة مجدداً للحصول على جلسة أخرى بين الحين والآخر كي يسترجعوا طاقتهم.

واظبت على العلاجات التجانسية والعشبية طوال أسبوع فقط، بعدما امتنعت عن أخذ قطرات النوم العشبية “دورميسان” Dormeasan، ولكنني أشعر بالفعل بأنني أكثر قدرة على التركيز وقد تراجع شعوري بأنني محطمة. إذا امتلكت من المال أكثر مما أتصور، يمكنني أن أواصل حتى أجل غير مسمى رحلتي إلى تحقيق الانسجام في عيادة الطب التجانسي. ولكن من دون توافر الأموال اللازمة للحصول على كثير من العلاجات، كانت جلسة معززة مكثفة واحدة كافية كي تعيدني إلى المسار الصحيح.

© The Independent

المزيد عن: الطب البديلالتداوي بالأعشابالحميات الغذائيةالعلاجات البديلةالعلاج بالأعشابهوميوباثيالملك تشارلز الثالثقصر باكينغهامالأميرة دياناالطب التجانسيزهرة الأوركيدالضغط النفسيالوخز بالإبر

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili