كندا تندد بالقيود ’’المقلقة للغاية‘‘ على وصول الأغذية إلى غزة

راديو كندا الدولي / RCI

دعا الوزير المشرف على المساعدات الخارجية الكندية إسرائيلَ إلى التوقف عن تقييد تدفق المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة الفلسطيني. ومن جهته ردّ سفير إسرائيل لدى كندا على تلميحات أوتاوا بأنّ بلاده تنتهك القانون الإنساني.

’’غزّة هي رسمياً المكان الأكثر جوعاً على وجه الأرض. هذا أمر مقلق للغاية‘‘، كتب وزير الدولة للتنمية الدولية في الحكومة الكندية، رانديب ساراي، أمس على منصة ’’إكس‘‘ للتواصل، وفق ما أفاد تقرير صدر اليوم عن وكالة الصحافة الكندية.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد قال يوم الجمعة إنّ قطاع غزة هو ’’أكثر بقاع الأرض جوعاً‘‘ وإنّ إسرائيل تمنع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى القطاع، باستثناء القليل منها.

وأنشأت الحكومة الإسرائيلية وكالة لتوزيع المساعدات في أربعة مواقع في القطاع الفلسطيني، وأغلقت مئات المواقع التي كانت تديرها وكالات دولية في القطاع.

وتدّعي إسرائيل أنّ هذا الإجراء كان ضرورياً لمنع وصول المساعدات إلى حركة حماس، لكنّ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يقول إنّ تحويل المساعدات عن وجهتها لم يكن يحدث بأيّ درجة كبيرة.

الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية إلى الشرق من مدينة جباليا في شمال قطاع غزة في 19 ايار (مايو) 2025.
الصورة: Getty Images / AFP / BASHAR TALEB

ولا يعمل النظام الجديد، الذي تديره ’’مؤسسة غزة الإنسانية‘‘، في المناطق الشمالية من قطاع غزة التي يقول وزراء في الحكومة الإسرائيلية إنه يجب إفراغها من سكانها الفلسطينيين.

وتدّعي المؤسسة المذكورة المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة أنها توزّع المساعدات بنجاح، وتُشكِّك في صحة التقارير التي تتحدث عن إطلاق نار شبه يومي على مواقع التوزيع التابعة لها أو بالقرب منها.

ورفضت الأمم المتحدة النظام الجديد، قائلة إنه لا يعالج أزمة الغذاء المتفاقمة في قطاع غزة فيما يسمح لإسرائيل باستخدام المساعدات الإنسانية كسلاح.

ووصفت منظمات إنسانية مشاهد عنف فوضوية حيث تهرع حشود من الفلسطينيين اليائسين إلى مراكز التوزيع في القطاع بينما يطلق جنود إسرائيليون النار بالقرب من الجموع.

سابقة خطيرة

وزير الدولة للتنمية الدولية في الحكومة الكندية، رانديب ساراي، في لقطة له في مكتبه الانتخابي في إحدى دوائر منطقة فانكوفر الكبرى خلال الحملة الانتخابية الأخيرة.
الصورة: CBC/Rafferty Baker

وتقول منظمات إغاثة مثل ’’أوكسفام‘‘ إنّ تحكّم طرف مشارك في الحرب في الإشراف على من يتلقى المساعدات، بدلاً من ترك هذه المهمة لمنظمات محايدة تخضع للرقابة الدولية، يشكّل سابقة خطيرة.

’’نحثّ الحكومة الإسرائيلية على إعادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة بشكل فوري والسماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالعمل بشكل مستقل لتقديم المساعدات العاجلة والمنقذة للحياة للمدنيين‘‘، كتب الوزير ساراي يوم أمس.

وكرّر ساراي مطالبة الحكومة الكندية بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

’’يجب حماية المدنيين ومعاملتهم بكرامة، ويجب احترام القانون الإنساني‘‘، قال ساراي.

السفير الإسرائيلي يردّ

سفير إسرائيل لدى كندا، إيدو معيد (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld

من جهته وضع سفير إسرائيل لدى كندا، إيدو معيد، منشوراً على منصات التواصل الاجتماعي قال فيه إنّ المساعدات الإنسانية لا تزال تُوزَّع في قطاع غزة. واتهم معيد وكالات الأمم المتحدة باختيار ’’انتقاء الحقائق لتصوير نسخة بديلة للواقع وشيطنة إسرائيل‘‘.

وكرّر السفير الإسرائيلي القول إنّ ’’الأمم المتحدة تغذّي حماس‘‘، وشدّد على أنّ النظام الجديد لتوزيع المساعدات يعمل بشكل أفضل من النظام الذي كانت تديره سابقاً منظماتٌ دولية.

وعملياً لا تشارك وجهةَ نظر السفير الإسرائيلي هذه أيُّ دولة غربية باستثناء الولايات المتحدة.

’’في محاولة يائسة للحفاظ على أهميتها المتصلة بالموضوع، تنتقد (وكالات الأمم المتحدة) الجهود الحثيثة التي تبذلها إسرائيل وشركاؤها لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين‘‘، أضاف سفير إسرائيل لدى كندا.

(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، إعداد وتقديم فادي الهاروني)

روابط ذات صلة: