السبت, مايو 4, 2024
السبت, مايو 4, 2024
Home » سوزان مالوني تكتب عن: كيف يمكن لأميركا أن تمنع الحرب بين إيران وإسرائيل؟

سوزان مالوني تكتب عن: كيف يمكن لأميركا أن تمنع الحرب بين إيران وإسرائيل؟

by admin

 

تهديد طهران والضغط على نتنياهو

اندبندنت عربية / سوزان مالوني

  • *سوزان مالوني نائب الرئيس ومديرة “برنامج السياسة الخارجية” في “معهد بروكينغز”

في أعقاب الهجوم الهائل الذي شنته طهران على إسرائيل وجرى إحباطه بالكامل تقريباً بدا أن الشرق الأوسط قد نجا بأعجوبة من مأزق خطر. وفي الواقع سمحت رشقة الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها طهران والبالغ عددها أكثر من 300 للقادة الإيرانيين بالزعم أنهم انتقموا من إسرائيل بعد اغتيالها سبعة من كبار قادة “الحرس الثوري” في الأول من أبريل (نيسان) الجاري. وفي المقابل يمكن للإسرائيليين أن يفخروا بالفاعلية التشغيلية الاستثنائية لأنظمة الدفاع الجوي المتطورة في البلاد التي عززتها مجموعة كبيرة من الحلفاء العسكريين المنتمين إلى الجيوش الأميركية والبريطانية والفرنسية والأردنية الذين ساعدوا في ضمان عدم إصابة إيران لأي هدف إسرائيلي.

من المؤكد أن واشنطن تأمل في أن يخيم بعض الهدوء الآن على الصراع الإيراني – الإسرائيلي. لقد أدت ستة أشهر من الحرب المرهقة والظروف الإنسانية المزرية في قطاع غزة إلى إنهاك السياسة الداخلية الأميركية وإثقال كاهل صانعي القرارات، بالتالي لا تملك واشنطن رغبة كبيرة في التعامل مع أزمة أخرى في هذا الوقت. ولهذا السبب في أعقاب تلك الضربات الفاشلة حث الرئيس الأميركي جو بايدن الإسرائيليين على “الاكتفاء بهذا النصر” و”التمهل والتفكير ملياً” في أي عمل انتقامي قد يؤدي إلى حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.

ولسوء الحظ، فإن نظراء بايدن في القدس وطهران لا يشاركونه هذا النهج الحذر. وبعد الهجمات التي شنتها “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أدت الضربة غير المسبوقة التي شنتها إيران على الأراضي الإسرائيلية إلى تحويل الصراع من مواجهة تجري بصورة أساس في الخفاء إلى خطر وجودي وشيك. ونتيجة لذلك، فإن أي محاولة أولية لضبط النفس قد لا تستمر طويلاً.

وقد يؤدي اندلاع صراع أوسع إلى سلسلة من العواقب المدمرة على المنطقة والعالم، فهو قد يتسبب في تفاقم العنف والتهجير في جميع أنحاء المنطقة، ونسف التقدم نحو التطبيع العربي – الإسرائيلي، وتوليد اضطرابات اقتصادية كبيرة ذات تبعات بعيدة المدى. لذا، فإن تجنب وقوع مثل هذه الكارثة سيتطلب من واشنطن أن تستعمل مواردها الدبلوماسية والعسكرية التي لا مثيل لها بطرق ترددت في استخدامها حتى الآن. ويجب عليها أن تضغط من أجل وقف القتال في غزة، الأمر الذي قد يزيل مبررات إيران للاستمرار في مهاجمة إسرائيل، وأن تهدد طهران بصورة جدية لردعها عن ارتكاب مزيد من الأفعال الانتقامية. قد لا تكون واشنطن سعيدة باتخاذ هذه الإجراءات، لكن لا يوجد أمامها خيار آخر. وتظل إدارة بايدن، على رغم كل ما تواجهه من تحديات، هي وحدها القادرة على تجنب التصعيد الكارثي.

في الخفاء

انخرطت إيران في مواجهة مسلحة مع إسرائيل لأكثر من 40 عاماً، لكنها فعلت ذلك بصورة غير مباشرة وسرية. وقد أوضحت في مقال نشرته أخيراً في مجلة “فورين أفيرز” (بعنوان “نظام الفوضى الإيراني”)، أن طهران استثمرت مجموعات الميليشيات الوكيلة التابعة لها واعتمدت عليها لتوسيع نفوذ النظام مع تقليل الأخطار التي يتعرض لها القادة الإيرانيون. على سبيل المثال، تعاونت إيران مع “حزب الله” في عام 1992 من أجل تنفيذ تفجير السفارة الإسرائيلية لدى بوينس آيرس الذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً، لكن القوات الإيرانية لم تشارك بصورة مباشرة في ذلك الهجوم نفسه. في السنوات الأخيرة، قدمت طهران التمويل والتدريب والأسلحة المتطورة (ومعلومات حول كيفية تصنيعها) إلى مجموعة من المنظمات الإرهابية، بما في ذلك “حزب الله” والحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية العراقية والميليشيات السورية، فضلاً عن “الجهاد الإسلامي” الفلسطيني و”حماس”، وكانت هذه الجماعات مسؤولة عن مقتل إسرائيليين داخل البلاد وفي جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، قبل الأسبوع الماضي، لم تستهدف القوات الإيرانية إسرائيل أو الإسرائيليين بصورة مباشرة أبداً.

ومع مرور الوقت، أصبح العنف ديناميكية معتمدة من الطرفين، وصارت إسرائيل تبذل جهوداً مبتكرة على نحو متزايد لاستباق العدوان من جانب إيران ووكلائها والرد عليه. في الواقع، يعتقد المحللون والمسؤولون والمؤسسات الإخبارية أن إسرائيل مسؤولة عن اغتيال ستة علماء نوويين إيرانيين في الأقل (بناءً على تاريخها الطويل في قتل الإرهابيين بصورة سرية). ويشمل ذلك مهندس البرنامج النووي الإيراني، الذي قتل في عملية غير عادية عام 2020 باستخدام سلاح يتحكم فيه من بعد. كذلك، نفذت إسرائيل أعمالاً تخريبية وهجمات إلكترونية لإبطاء تطور إيران على الصعيد النووي، حتى إنها حصلت على وثائق من الأرشيف الرسمي للبرنامج النووي الإيراني، بيد أنها لم تعترف أبداً  بدورها في أي من هذه الإجراءات. في المقابل، كانت البلاد أكثر صراحة في شأن حملتها العسكرية الطويلة الأمد الرامية إلى إضعاف القدرات الإيرانية في سوريا وتعطيلها، بما في ذلك غاراتها الجوية على شحنات الأسلحة الإيرانية والمواقع العسكرية. ومع ذلك، فإن إسرائيل أيضاً لم تهاجم الأراضي الإيرانية بصورة علنية أبداً.

وبعبارة أخرى، كان لسفك الدماء حدود واضحة. والتزمت الدولتان باتفاق غير معلن بالامتناع عن شن أي هجوم مباشر على أراضي كل منهما، إذ إنه قد يهدد بتحويل صراعهما المحتدم إلى حرب شاملة يمكن أن تجتاح المنطقة الأوسع. ومن شأن مثل هذه الحرب أن تتسبب في أخطار أكبر تتمثل بالنسبة إلى إسرائيل في حصول إيران على السلاح النووي، وبالنسبة إلى طهران في التدخل العسكري الأميركي. لقد فكر عدد من القادة الإسرائيليين ملياً في اتخاذ إجراء عسكري ضد البنية التحتية النووية الإيرانية التي تتوسع بصورة مطردة، مثلما فعلوا مع العراق في عام 1981 وسوريا في عام 2007، لكنهم في نهاية المطاف أرجأوا اعتماد هذا الخيار وفضلوا استعمال أدوات أخرى. وفي الوقت نفسه، فإن الدروس التي اكتسبتها طهران بشق الأنفس في حرب مدمرة دامت ثماني سنوات مع العراق جعلتها تبني رؤية واقعية عن صعوبة الفوز على خصم أقوى. ونتيجة لذلك، أدرك الاستراتيجيون الماكرون في النظام الإيراني أن ميزتهم تكمن في استخدام قدرات غير متماثلة، بما في ذلك وكلاؤهم.

آمال واهية

بالنسبة إلى بعض المراقبين يمثل الهجوم الإيراني مجرد حدث عابر ضمن نمط من العداء المستمر منذ فترة طويلة. ومن هذا المنظور، ربما كانت الضربات رمزية في المقام الأول أو تهدف إلى إيصال رسالة. ومن المرجح أن محاولات طهران العلنية لإخطار الحكومات المجاورة بخططها مسبقاً كانت تهدف إلى ضمان اعتراض طائراتها المسيرة البطيئة الحركة وهي في طريقها نحو الهدف مما يجعل تأثير الضربة الإجمالي ضئيلاً. ففي نهاية المطاف، أظهر التحليل الأولي أنه من بين الصواريخ الباليستية الـ120 التي أطلقت من إيران لم يعبر إلى الأراضي الإسرائيلية فعلياً إلا خمسة صواريخ فحسب، فيما لم ينجح أي من الطائرات المسيرة البالغ عددها 170 أو صواريخ الكروز البالغ عددها 30 في العبور. علاوة على ذلك، أصدر المسؤولون الإيرانيون بياناً أعلنوا فيه انتهاء الاشتباك قبل انتهائه حتى.

قد يبدو هذا التبرير منطقياً في أعقاب الفشل الذريع الذي منيت به إيران، إلا أنه بعد البحث والتدقيق يصبح غير مقنع. فبعد امتناعها عن الهجوم بصورة مباشرة لأكثر من أربعة عقود، لا بد أن طهران قد قيمت العواقب المترتبة على قرارها بتحدي أحد المحظورات القليلة في الصراع المستمر مع إسرائيل، وفهمت البدائل الوفيرة المتاحة لها لتصفية الحساب، بما في ذلك الهجوم باستخدام القوات الوكيلة.

واستكمالاً، فإن الهجوم الإيراني غير الفعال بصورة متعمدة، من الصعب أن يشكل رادعاً قوياً. فالفشل في ضرب أي أهداف قد يقنع خصوم طهران بأن النظام ليس سوى نمر من ورق [أي إنه ضعيف]. وعوضاً عن ذلك، كان حجم الضربات ونطاقها وتعقيدها أضخم من أكبر الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا، مما أشار إلى أن الهدف منها كان أكبر، وهو يتمثل في التغلب على أنظمة الدفاع الجوي التي تتباهى بها إسرائيل. وعلى هذا الأساس، لا بد أن القادة الإيرانيين توقعوا في الأقل وقوع بعض الخسائر على الجانب الإسرائيلي، وفهموا من خلال خبرتهم أن هذا من شأنه أن يتسبب بهجمات انتقامية، لكنهم مضوا قدماً على رغم تحذيرات بايدن.

إن استعداد إيران للتصعيد يكشف عن تحول حدث تدريجاً على مدى العقد الماضي، إذ حل محل الجيل الأصلي من القادة الثوريين فصيل أصغر وأكثر تشدداً. لقد تبددت المصلحة الذاتية العملية التي دفعت الزعماء الإيرانيين السابقين إلى تقديم تنازلات تاريخية تجلت في سعي الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني إلى إنهاء الحرب مع العراق في عام 1988 وتصميم الرئيس السابق حسن روحاني على التوصل إلى هدنة حول الموضوع النووي. وبدلاً من ذلك، أصبحت قرارات السياسة الخارجية على نحو متزايد في أيدي المحاربين القدامى المتمرسين في مغامرات إيران الإقليمية. وكانت النتيجة ظهور عدوانية جديدة، قريبة من التهور، وترتكز على التقارب مع الصين وروسيا، الأمر الذي طغى على أي رغبة في إعادة ترميم علاقة إيران مع الغرب. ونتيجة لذلك، قد يميل النظام إلى مهاجمة إسرائيل مرة أخرى في محاولة للتعويض عن النتيجة المحرجة لأدائه الأخير.

على استعداد للقتال

ليست إيران الوحيدة التي تدفع نحو التصعيد. فهجوم طهران يزيد الضغوط على القيادة الإسرائيلية المهيأة بالفعل لاتخاذ إجراءات حاسمة نتيجة للتجارب السابقة والعقيدة الأمنية الإسرائيلية. إن صغر حجم البلاد، ومكانتها الفريدة كوطن للشعب اليهودي، وعبء الذكريات التاريخية، ألهمت التزام الاعتماد على النفس عسكرياً، فضلاً عن التصميم على منع أي خصم من تنفيذ تهديداته لوجود إسرائيل. علاوة على ذلك، تواجه الحكومة أيضاً ضغوطاً كبيرة للرد، نظراً إلى فشلها في توقع الهجوم الصادم لـ”حماس” أو إقامة دفاع أولي فعال ضده. في الواقع، لا تزال البلاد تعاني الرعب والصدمة التي خلفتها أحداث السابع من أكتوبر، فضلاً عن أزمة الرهائن المستمرة، لذا فإن عدداً قليلاً جداً من مواطنيها يشعر بالرغبة في ضبط النفس والامتناع عن الرد.

وهناك، بطبيعة الحال، سوابق ذات طبيعة متناقضة، مثل الهجمات الصاروخية التي شنها صدام حسين عام 1991، واختارت إسرائيل عدم الرد عليها في نهاية المطاف. وهناك أيضاً ضغوط مقابلة [تحث على عدم الرد]. لقد أدت الهجمات الإيرانية إلى إحياء التضامن الشعبي القوي مع إسرائيل في أوروبا. ودفعت الهجمات أيضاً شركاء إسرائيل الإقليميين، الذين استنكروا الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحملة الإسرائيلية في غزة، إلى المشاركة في الدفاع عنها. وإذا ردت إسرائيل فقد تفقد حسن النية [والدعم الإيجابي من الآخرين]. وعلى النقيض من ذلك، فإن إظهار ضبط النفس قد يؤتي ثماره، وقد يساعد إسرائيل على بناء تحالف استراتيجي قوي وإعادة تنشيط الخطط التي رسمتها قبل السابع من أكتوبر من أجل تطبيع العلاقات مع السعودية. وربما لهذا السبب اعترض بيني غانتس، السياسي الوسطي وعضو مجلس الوزراء الحربي في البلاد، على اتخاذ إجراءات انتقامية، ودعا إلى استغلال هذه الفرصة لعقد صفقات جديدة مع الدول العربية.

لكن الحرب الشاملة التي تخوضها البلاد في غزة لا تترك مجالاً للشك في تصميم قيادتها على القضاء على خصومها مهما كان الثمن. وسواء كان هناك ضحايا أم لا، فإن شبح الهجمات الإيرانية المستقبلية بالطائرات المسيرة والصواريخ سيزيد من رغبة إسرائيل في إضعاف أو إزالة التهديد الذي تشكله إيران ووكلاؤها وبرنامجها النووي. وقد لا تأتي تلك الهجمات على الفور أو في الأسابيع والأشهر المقبلة، لكن المستوى الأساس للعداء بين إسرائيل وإيران سيظل مرتفعاً، وعتبة التصعيد منخفضة [مما يجعل من السهل الوصول إليها وتخطيها]، واحتمالات سوء التقدير مرتفعة بصورة مثيرة للقلق.

معضلة أميركا

هذا الوضع الطبيعي الجديد غير مرحب به، خصوصاً بالنسبة إلى إدارة بايدن. منذ توليه منصبه، حاول الرئيس جاهداً الحد من تورط الولايات المتحدة في صراعات الشرق الأوسط. لقد سعى إلى تحقيق جهود واشنطن المستمرة الرامية إلى الاستدارة نحو آسيا، وركز بصورة كبيرة على مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها من الغزو الروسي. وهرع إلى الدفاع عن إسرائيل بعد السابع من أكتوبر 2023، لكن البيت الأبيض ضغط بقوة من أجل إنهاء الحرب في غزة خلال الأشهر القليلة الماضية. ومن المؤكد أن بايدن لا يريد أن يضطر إلى التعامل مع مزيد من الاضطرابات في المنطقة، بخاصة وسط الانتخابات الأميركية المشحونة التي تلعب فيها سياسات الشرق الأوسط دوراً بارزاً.

ولكن حتى بالنسبة إلى أي إدارة مستعدة لإعطاء الأولوية لمصالح الأمن القومي الأميركي، فإن الصراع الإيراني – الإسرائيلي المتصاعد يخلق أخطاراً إنسانية واستراتيجية واقتصادية شديدة لا يمكن التغاضي عنها. شئنا أم أبينا، فإن واشنطن ستتبنى المهمة التي لا تحظى بالتقدير المتمثلة في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال الدبلوماسية النشطة واستعراض القوة.

يمكن لبايدن أن يبدأ بإرسال رسائل تحذيرية أكثر قوة لطهران والتوضيح أن المحاولات المستقبلية لمهاجمة إسرائيل ستقابل بردود فعل انتقامية أميركية. وعليه أن يؤكد أن واشنطن سترد على أي هجمات على شركائها وستستغل النجاح في إحباط الضربات الإيرانية من أجل تعزيز التكامل الأمني الإقليمي. إضافة إلى ذلك، يجب على بايدن أن يستفيد من النفوذ السياسي الكبير الذي اكتسبه مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 لتحويل نهج البلاد تجاه الحرب في غزة بصورة هادفة، بعيداً من اللامبالاة أو ما هو أسوأ من ذلك، ونحو التفكير في حياة المدنيين الفلسطينيين ومستقبلهم. في المقابل، يتعين على القادة الإسرائيليين أن يطوروا استراتيجية لا تركز على القضاء على “حماس” فحسب، بل أيضاً على ضمان الحكم الرشيد والأمن في أعقاب ذلك. لقد حان الوقت لكي تدرك إسرائيل والولايات المتحدة أن الأزمة الإنسانية وفراغ الحكم في القطاع يقوضان الجهود المشروعة التي تبذلها إسرائيل لإزالة “حماس” من السلطة، وأن هذه الأزمة توفر فرصة مواتية لطهران.

ومن الممكن أن تنجح الجهود الجبارة التي يبذلها بايدن لإيقاف الحرب. فعندما استخدم بايدن النفوذ الأميركي لدى إسرائيل، مثلما فعل أخيراً بعد غارة إسرائيلية أدت إلى مقتل عمال الإغاثة، حقق تقدماً ملموساً. وإذا كثف الرئيس جهوده، فقد يسهل ذلك وصول الغذاء وغيره من مواد الإغاثة التي يحتاج الفلسطينيون إليها بشدة، ويخلق مساحة لإجراء محادثات تهدف إلى تخفيف التوترات مع “حزب الله” على طول الحدود الشمالية لإسرائيل. ومن شأن هذا النهج أن يبدأ في الحد من قدرة إيران على المناورة. واستطراداً، يجب على بايدن أيضاً الضغط على إسرائيل من أجل ضبط وقياس أي رد انتقامي تجنباً لمزيد من التصعيد الإيراني. ويمكن لتل أبيب بعد ذلك أن تركز مرة أخرى على تعزيز تعاونها الأمني مع الدول المجاورة، وهو أمر بالغ الأهمية لسلامة إسرائيل، مثلما تبين في الـ14 من أبريل.

ولكن لن يؤدي أي من هذه الخطوات إلى القضاء بصورة قاطعة على التهديد الذي يشكله النظام الإيراني على جيرانه، بما في ذلك إسرائيل، والعالم. وفي نهاية المطاف، فإن مصير ذلك النظام يقع في أيدي الشعب الإيراني. مع ذلك، يمكن لواشنطن أن تساعد في ردع طهران ومعالجة عدم الاستقرار الذي يمنح الجمهورية الإسلامية مثل هذه الفرص الخطرة. وحتى التقييم الموضوعي والمحايد للكلف والفوائد يبرر الحاجة إلى مزيد من التضحيات الأميركية والموارد المالية والجهود القيادية. وعلى غرار بكين وموسكو (وغالباً بالتنسيق معهما)، تسعى طهران إلى إعادة تشكيل النظام الإقليمي لصالحها، ولكن وحدها الولايات المتحدة قادرة على قيادة مبادرات تضمن عدم نجاح إيران في ذلك.

مترجم عن “فورين أفيرز”، 18 أبريل، 2024

المزيد عن: فورين أفيرزإيرانإسرائيلالولايات المتحدة

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili