دوائر يمكن لأصوات السكان الأصليين أن تلعب دوراً حاسماً فيها

راديو كندا الدولي / RCI

مع اقتراب موعد الانتخابات الفدرالية العامة في 28 نيسان (أبريل) التي تُظهر استطلاعات الرأي أنها ستكون بشكل رئيسي معركةً بين الحزب الليبرالي الكندي وحزب المحافظين الكندي، حدّدت جمعية الأمم الأُول (APN / AFN) 36 دائرة انتخابية في جميع أنحاء كندا يمكن لتصويت أفراد الأُمم الأُوَل أن يكون حاسماً فيها… إذا ما صوّتوا.

وتمّ تحديد الدوائر الـ36 على أساس أنّ السكان الأصليين يمثّلون 10% أو أكثر من إجمالي عدد ناخبيها، أو أنّ عدد ناخبيها من السكان الأصليين يفوق الفارق في الأصوات بين الفائز بمقعد الدائرة والمرشح الذي حلّ مباشرة وراءه في آخر انتخابات فدرالية عامة في أيلول (سبتمبر) 2021.

بإيجاز، في كلّ واحدة من هذه الدوائر، ذا قرّر السكان الأصليون التصويت بأعداد كبيرة لمرشح واحد، يمكنهم ترجيح كفّة التصويت، وفقاً لجمعية الأمم الأُول.

’’بالنسبة لأيّ سياسي، أقوى الناس هم الذين يصوتون، ولا يتم انتخابه بدونكم. أعتقد أنه من الضروري أن تكونوا مدركين للقوة التي تملكونها الآن وأن تكونوا مدركين أنّ الوقت قد حان‘‘، تقول كارا كوري هول متوجهةً إلى السكان الأصليين.

صورة من الجو لمبنى البرلمان الكندي في أوتاوا (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada

وكارا كوري هول المنتمية لشعب الكْري من الأمم الأُوَل، وتحديداً لأمّة مونتانا في مقاطعة ألبرتا في غرب كندا، هي من مؤسسي حملة ’’هزّوا أصوات السكان الأصليين‘‘ (Rock the Indigenous Vote) في عام 2015.

فخلال تلك الانتخابات، التي جرت في تشرين الأول (أكتوبر) 2015، دعت جمعية الأمم الأُول السكانَ الأصليين إلى التصويت بشكل ’’استراتيجي‘‘. كان الهدف آنذاك منع حزب المحافظين الكندي بقيادة رئيس الحكومة المنصرفة ستيفن هاربر، الذي ندّد السكان الأصليون ببعض قراراته، من الفوز بولاية حكم رابعة على التوالي.

وفي تلك الانتخابات، التي فاز فيها الليبراليون بقيادة جوستان ترودو بعد زهاء عشر سنوات من حكم المحافظين، ارتفعت نسبة المشاركة في أوساط ناخبي الأمم الأُوَل المقيمين في محميات إلى 61,5%، أي إلى مستوى أقلّ بـ7 نقاط مئوية فقط من المعدل الكندي، فيما الفارق المعتاد يبلغ 14 نقطة مئوية.

جانب من قاعة مجلس العموم في أوتاوا ويبدو في عمق الصورة كرسي رئيس المجلس وعلم كندا إلى جانبه.
الصورة: Reuters / Patrick Doyle

ومن بين الدوائر الانتخابية الـ36 التي تمّ تحديدها للانتخابات الحالية، هناك 14 دائرة ممثلة بنائب ليبرالي في مجلس العموم الأخير، مقابل 13 دائرة لحزب المحافظين و7 دوائر للحزب الديمقراطي الجديد (NDP / NPD)، اليساري التوجه، ودائرتيْن لحزب الكتلة الكيبيكية.

لكن وفقاً لمُجمِّع الاستطلاعات ’’Qc125 Canada‘‘ الذي ينشر توقعات التصويت بناءً على بيانات من استطلاعات رأي مختلفة، هناك حوالي 12 دائرة فقط يمكن فعلاً أن يتغيّر الحزب الذي يمثّلها بتأثير من أصوات السكان الأصليين فيها.

ومن بين هذه الدوائر نجد مثلاً ’’وسط نيوفاوندلاند‘‘ (Central Newfoundland) في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور في أقصى شرق كندا، وتروا ريفيير (Trois-Rivières) في مقاطعة كيبيك في شرق البلاد، و’’تشرشل–كيواتينوك آسكي‘‘ (Churchill—Keewatinook Aski) في مقاطعة مانيتوبا في غرب وسط البلاد، و’’سكينا–بالكلي فالي‘‘ (Skeena—Bulkley Valley) في مقاطعة بريتيش كولومبيا في أقصى الغرب.

(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)