عادة ما يرتدي رواد الفضاء بدلات خاصة تحفظ حياتهم في البيئات القاسية غير الصالحة للحياة (أ ف ب) تكنولوجيا و علوم حياة الفضاء… العيش بلا سترة حماية في بيئة الكواكب by admin 23 فبراير، 2025 written by admin 23 فبراير، 2025 19 المغامرة قد تدفع الإنسان إلى التجربة فيتعرض لعوامل طبيعية تقضي عليه وربما تجعله يتلاشى اندبندنت عربية / سامي خليفة صحافي متخصص في العلوم والتكنولوجيا مع تحول السفر إلى الفضاء لأغراض ترفيهية إلى احتمال حقيقي للغاية، علينا أن نستعد جدياً لفكرة السفر إلى كواكب أخرى لقضاء العطلات، أو ربما حتى للعيش، وبدأت شركة الفضاء التجارية “بلو أوريجين” فعلاً في إرسال العملاء في الرحلات ما دون المدارية، بينما يتحضر إيلون ماسك لإنشاء قاعدة على المريخ مع شركته “سبايس إكس”. هذا الواقع الجديد يعني أننا في حاجة إلى البدء في التفكير في أسئلة لم تطرح كثيراً من قبل، ومنها كيف ستكون الحياة في الفضاء، وماذا يحدث لجسم الإنسان غير المحمي أو لجثة من يفارق الحياة هناك؟ ماذا سيحدث إن كنت غير محمي في الفضاء؟ عادة ما يرتدي رواد الفضاء بدلات خاصة تحفظ حياتهم في البيئات القاسية غير الصالحة للحياة، التي تتصف بالفراغ وخلوها من الهواء ودرجات الحرارة المنخفضة. ولكن ماذا لو افترضنا أنك وُجدت في الفضاء من دون ارتداء بدلة الحماية، فماذا سيحدث بالضبط؟ وهذا الأمر تحديداً اكتشفه العلماء من خلال الحوادث في الفضاء وفي غرف الاختبار، والتجارب على الحيوانات في ستينيات القرن الماضي. أول شيء ستلاحظه إن كنت لا ترتدي بدلة الحماية هو نقص الهواء، لن تفقد الوعي على الفور، فقد يستغرق الأمر ما يصل إلى 15 ثانية إذ يستخدم جسمك احتياطات الأوكسجين المتبقية من مجرى الدم، وإذا لم تحبس أنفاسك فقد تتمكن من البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى دقيقتين من دون إصابة دائمة. أما إذا حبست أنفاسك، فإن فقدان الضغط الخارجي من شأنه أن يتسبب في تمدد الغاز داخل رئتيك، مما يؤدي إلى تمزق الرئتين وإطلاق الهواء في الجهاز الدوري، وبعد نحو 10 ثوان أو نحو ذلك، سيبدأ جلدك والأنسجة الموجودة تحته في الانتفاخ حيث يبدأ الماء في جسمك بالتبخر في غياب الضغط الجوي. بدون حماية ستتعرض لإشعاع كوني غير مفلتر (أ ف ب) ولن يؤثر ذلك على دمك، لأن نظامك الدوري قادر على الحفاظ على ضغط دمك منظماً ما لم تدخل في صدمة، ولكن قد تبدأ الرطوبة على لسانك بالغليان، وهذا ما دوَّنه المتخصص التقني في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” جيم لوبلان الذي تعرض لحال شبه فراغ في غرفة اختبار عام 1965، حين تسرب السائل من بدلته وظل واعياً لمدة 14 ثانية تقريباً، وكان آخر إحساس له هو الفقاعات على لسانه. ولأنك ستتعرض لإشعاع كوني غير مفلتر، فيمكنك أن تتوقع بعض حروق الشمس المزعجة، ومن المحتمل أيضاً أن تصاب بحال من مرض تخفيف الضغط، ورغم درجات الحرارة الباردة للغاية فإنك لن تتجمد على الفور، فالحرارة لا تخرج من الجسم بسرعة كافية ومن ثمَّ لن يتجمد جسمك قبل أن تصاب بالاختناق. تحلل جثة الإنسان بعد الموت هنا على الأرض، يمر جسم الإنسان بعدد من مراحل التحلل، فأولاً يتوقف الدم عن التدفق ويبدأ في التجمع نتيجة للجاذبية، وهي العملية المعروفة باسم “زرقة الموتى”، من ثم يبرد الجسم وتتصلب العضلات بسبب تراكم الكالسيوم غير المنضبط في أليافها في حال تسمى علمياً “تيبس الموت”، بعد ذلك، تقوم الإنزيمات والبروتينات التي تسرع التفاعلات الكيماوية، بتكسير جدران الخلايا وإطلاق محتوياتها. في الوقت نفسه تهرب البكتيريا الموجودة في أمعائنا وتنتشر في جميع أنحاء الجسم، ويتراجع “تيبس الموت” مع تدمير العضلات وانبعاث الروائح القوية وتكسير الأنسجة الرخوة، وتعد عمليات التحلل هذه عوامل داخلية، ولكن هناك أيضاً عوامل خارجية تؤثر في عملية التحلل، بما في ذلك درجة الحرارة، ونشاط الحشرات ودفن الجسم أو لفه ووجود النار أو الماء. في الفضاء سيحدث تيبس الجثة حتماً كونه نتيجة لتوقف وظائف الجسم، وستظل البكتيريا الموجودة في الأمعاء تلتهم الأنسجة الرخوة، لكن هذه البكتيريا تحتاج إلى الأوكسجين لتعمل بصورة صحيحة، ومن ثم فإن الإمدادات المحدودة من الهواء ستبطئ العملية بصورة كبيرة. ويعني التحلل في ظروف مختلفة تماماً عن بيئة الأرض أن العوامل الخارجية ستكون أكثر تعقيداً، كما هي الحال مع الهيكل العظمي، فعندما نكون على قيد الحياة، يكون العظم مادة حية تتألف من مواد عضوية مثل الأوعية الدموية والكولاجين، ومواد غير عضوية في بنية بلورية، وفي العادة يتحلل المكون العضوي، ومن ثم فإن الهياكل العظمية التي نراها في المتاحف هي في الغالب بقايا غير عضوية، ولكن في التربة شديدة الحموضة، التي قد نجدها على كواكب أخرى، يمكن أن يحدث العكس وقد يختفي المكون غير العضوي تاركاً الأنسجة الرخوة فحسب. الظروف مختلفة تماماً عن بيئة الأرض والعوامل الخارجية أكثر تعقيداً (أ ف ب) وخلصت بعض الدراسات العلمية الحديثة إلى أن الظروف الجافة الشبيهة بالصحراء على كوكب المريخ قد تعني أن الأنسجة الرخوة ستجف، وربما تتسبب الرواسب التي تحملها الرياح في تآكل وتلف الهيكل العظمي بالطريقة التي نراها هنا على الأرض. دراسة الموت على القمر بحسب دراسات وكالة الفضاء الأميركية، إذا ترك الإنسان على سطح القمر فلن تتحلل جثته كما يحدث هنا على الأرض، وإذا فارق الإنسان الحياة أثناء النهار القمري، فإن البكتيريا الموجودة بداخله ستبدأ العملية الطبيعية لتحلل الجسم، ولكن هذا الأمر لن يدوم طويلاً ولن يكون فعالاً للغاية، حيث سيتبخر الماء في جسم الإنسان بسرعة في بيئة شبه خالية من الهواء، وبمجرد حلول الليل القمري الطويل (14 يوماً أرضياً)، سيتجمد الجسم وستتوقف البكتيريا عن العمل تماماً، وفي غياب البكتيريا التي تحلل الجسم، ستبقى الأنسجة الرخوة آمنة وستبدأ في التحول إلى مومياء قمرية. من دون حماية الغلاف الجوي والمغناطيسي للأرض، سيتسبب الإشعاع في تحلل الجسم بصورة أكبر، ولكن على مدى زمني أطول بكثير، كما أن التباين في درجات الحرارة على القمر، الذي يتقلب من 127 درجة مئوية خلال النهار إلى سالب 173 درجة مئوية في الليل، سيكون له أيضاً تأثير في الجسم، مما قد يؤدي إلى تفككه أثناء التجميد والذوبان. المزيد عن: الفضاءالسفر إلى الفضاءالضغط الجويإيلون ماسكسبايس إكسناسا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post برنامج للذكاء الاصطناعي حدثني عن مستقبلي وربما غير ذلك حياتي next post علماء يرصدون كوكبا أشبه بما نراه في أفلام الخيال العلمي You may also like علماء يرصدون كوكبا أشبه بما نراه في أفلام... 23 فبراير، 2025 هل الأرض مستعدة لخطر اصطدام كويكب؟ 23 فبراير، 2025 ماسك يحاول فهم الكون بـ”غروك 3″ للذكاء الاصطناعي... 19 فبراير، 2025 بعد شم رائحة المومياوات المصرية القديمة… مفاجأة تصيب... 18 فبراير، 2025 داخل قاعدة عسكرية أميركية سرية تحت جليد غرينلاند 13 فبراير، 2025 «خيال علمي تقريباً»… العلماء يرجحون أن شكل اللب... 13 فبراير، 2025 كيف تعمل الحسابات الآلية المبرمجة على توجيه الرأي... 10 فبراير، 2025 هل أثرت جائحة «كوفيد» على القمر؟… دراسة تجيب 8 فبراير، 2025 للحيوانات وعي وشعور مثل البشر فكيف أثبتها العلم؟ 8 فبراير، 2025 وداعا لمنصات التواصل الاجتماعي التقليدية ومرحبا بما هو... 8 فبراير، 2025