الإثنين, مايو 20, 2024
الإثنين, مايو 20, 2024
Home » حزب الله يسطو على ثورة 17 تشرين

حزب الله يسطو على ثورة 17 تشرين

by admin
هاليفاكس: نبيل البقيلي / بيروت: موسى اليوسفي

“ليالي لبنان الحزينة” بدت في الساعات الماضية موجعة ومخيفة ، جراء تطورات اوشكت أن تدفع لبنان الى أتون حرب تأكل الآخضر واليابس في هذا البلد الذي وعدته ثورة ١٧ تشرين بالانعتاق من الطائفية ومنظومة سياسية فاسدة عديمة الرحمة والأخلاق.

ليلة من تلك الليالي خرج متظاهرون إلى الشوارع مجددا مستأنفين ثورة تشرين التي توقفت بفعل كورونا ، ومهلة مئة يوم طلبها رئيس الحكومة حسان دياب
من الثوار للحكم على أداء حكومته المشكلة حديثا.
المهلة انتهت بفشل ذريع للحكومة ، وكورونا بدأ ينحسر.

قبل اسبوع خرج متظاهرو الثورة إلى الشوارع حاملين أحلامهم وآمالهم في بداية الموجة الثانية من تحركاتهم المتوقفة قسرا.

ليلة ٦/ ٦ تغير كل شيئ .مئات الدراجات النارية جابت شوارع بيروت لتعيد التاريخ السالف ، ما قبل الثورة…و النفخ في الفتنة الطاىفية وعفونتها.

حصل ما لم يكن في الحسبان ، بعدما ساد ظن بأن الثورة اخرجت اللبنانيين من مرض مميت اسمه الطائفية .راكبو دراجات نارية تصدوا للثوار بهتافات صادمة تستهدف رموزا دينية مسيحية واسلامية على وقع صراخ « شيعة ، شيعة ، شيعة»، وحرائق وتخريب وتحطيم للممتلكات الخاصة والعامة في الوسط التجاري للعاصمة بيروت .

اخلى الثوار الشوارع تجنبا لفتنة دموية .

لم يتراجع التوتر الطائفي ، ولم يتغير شيئ ، فتراجع الثوار أمام الفتنة عُد من قبل راكبي الدراجات « انتصارا» شاؤوا أن يستكملوه بترويع أهل عين الرمانة التي يقطنها مسيحيون ، قبالة الشياح الشيعية.

في تلك الليلة السوداء احيا مناصرو الثنائي الشيعي ( أمل وحزب الله ) خطوط تماس طائفية كان من المفترض أن تكون انهارت إلى الأبد بعد انتهاء الحرب الأهلية.

هنا ، اللعنة لا تكفي ، والقول « الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها» لم يعد كافيا للتهوين من هول ما جرى ، وكأن حربا أهلية دامت خمس عشرة سنة ، وثورة شارك فيها مئات آلاف اللبنانيين لم تنفع ولم تتغلب على طائفية تبين أنها قوية في النفوس …اقوى من وجودها في النصوص الدستورية.

لكن لماذا كل هذه الفظاعة التي اتهم حزب الله بارتكابها.

مصادر دقيقة في فهمها لمسار الأحداث على الساحة اللبنانية تلخص هذه التصرفات المتوترة التي تصل إلى حد وصفها بالارهابية لترويع اللبنانيين ناجمة عن يقين الحزب أن حكومة حسان دياب فقدت قدرتها على الصمود والفعل.

يرى حزب الله ان الحكومة سائرة من فشل إلى آخر ، و هناك خشية من أن يستسلم دياب لضغط الثورة ويقدم على الاستقالة تاركا خلفه فراغا لن يجرؤ أحد من السياسيين السنة على سده في هكذا ظروف.

الحزب يخشي أن تحدث مفاجأة من هذا القبيل ويحدث فراغا غير مهيأ لملئه، وما يجري الآن في ساحات لبنان هو عمل استباقي تجنبا للفراغ المفاجئ.

هناك من يقول إن الحزب سارع الى الانقلاب على حكومته « حكومة دياب» قبل أن تنجح الثورة في إطاحتها، وترسخ قوتها ونفوذها في الشارع مما يمكنها من لعب دور حاسم في تقديم البديل عن حكومة الحزب المتهاوية.

،في مقلب اخر ، ما يجري في سوريا ، التي شارك حزب الله في قمع ثورتها، يؤكد أن النظام هناك بدأ يترنح بقوة جراء الضغوط الاقتصادية وأزمات داخلية مع « أهل البيت» المتنازعين على ثروة مسروقة من الشعب يضع الحصة الأكبر منها ال مخلوف في جيوبهم.

انبعاث حركة احتجاج في مدن سورية عدة أبرزها السويداء تحمل الأسد مسؤولية ما حل في البلاد من مصائب وقتل وتشريد، ما ينبئ ب « عصيان» ، وربما تجديد الثورة لمواجهة عاىلة الأسد_ مخلوف.

إلى ذلك يتعرض الأسد إلى حفلة « تناتش» بين روسيا وإيران وكل منهما يسعى إلى الحصة الأكبر من الهيمنة والسيطرة على البلاد وعلى القواعد العسكرية فيها.

يقرأ الحزب بعناية تقديرات تصله من أكثر من جهة تفيد أن الوضع في سوريا بدأ يفلت من يد الأسد ، وإذا لم يتم تدارك الأمر فإن سوريا ذاهب إلى ثورة جديدة …أو فوضى عارمة تقوض كل شيئ في سوريا.

ربطا بلبنان فلا إيران ، ولا حزب الله بالطبع ، بمقدورهما التعامل مع بلدين يعانيان من انهيارات مدوية اكبر الخاسرين فيها هو « حلف الممانعة» التي تقوده إيران بعضلات حزب الله.

قبل أن يلتف حبل الفوضى في سوريا ولبنان على عنق « الممانعة» أثرت طهران التعامل مع « المأساتين» كمأساة واحدة ، يبدأ التعامل معها من « مأساة « لبنان.
في حال نجح الحزب بالتعامل مع لبنان كما تريد طهران ، يتم نقل « التجربة» إلى دمشق.

وبما أن الوقت لا يعمل لصالح « حلف الممانعة» فقد بادر الحزب إلى إطلاق « الخطة الف» وهي احداث فوضى في لبنان ظنا منه أنه قادر على التقاط البلد في حال سقوطه بفوضى الحزب « الخلاقة» ، وإذا لم ينجح ذلك فالخطة « باء» هي ادخال البلاد في دوامة من العنف يعتقد الحزب أنه قادر على حسمها لامتلاكه قوة عسكرية هائلة ومدمرة.

ما يجري في لبنان هذه الأيام خلاصة مراميه أن حزب الله يريد الإمساك بالبلد ، لكنه يعلم أن ذلك لن يدوم طويلا ، مع وجود مخاطر اندلاع حرب اهليه يتصرف الحزب على أساس امتلاكه «فائض ثقة» بأنه قادر على حسمها سريعا …أو يجب أن يحدث ذلك بسرعة ، لا سيما ان التخلص من وضع لبنان المتأزم لن يكون من أجل شعب لبنان …بل من أجل حماية الأسد .

صحيح أن الاحدات المتفجرة تجري في لبنان، لكن القطاف سيكون في سوريا، ولهذا السبب لن يتردد حزب الله عن فعل أي شيئ في لبنان … لإنقاذ بشار في سوريا!!

…  …

بعد ان كاد او اقفل صندوق النقد الدولي خزائنه في وجه لبنان نتيجة لتمسك حزب الله بمواقفه من قضايا عديدة اهمها مصير سلاحه ، ولعجز السلطة عن التصدي لتمدد الحزب داخل البنية الأساسية للدولة والهيمنة عليها بقوة الضغط الشعبي والسلاح بمساندة او دعم من كل اركان النظام الذي يدين بالولاء لمحور الممانعة .

دخل حزب الله بوضوح شرس وبكامل «قوته الشعبية» في معركته مع الولايات المتحدة بعد انتزاعه التعينات داخل مصرف لبنان ونجاحة بالتواطيء مع الحكومة ورئاسة الجمهورية في فرض هذه التعينات التي ستكرس هيمنته على الاقتصاد اللبناني واخذه رهينة للأبتزاز مقابل انهيار الاقتصاد السوري. الأمر الذي اغضب الإدارة الاميركية .

ما تشهده الساحة اللبنانية من فوضى وتدمير ممنهج عبر سيطرة «الثنائي الشيعي» على الشارع ليس سوى سيناريو تحضيري لمرحلة «قيصر» التى ستشهد اقسى مراحل الاضطربات والتصعيد وربما الفصل النهائي لمرحلة انقضاض الحزب على الدولة بالكامل .

سوف تبرز تحالفات جديدة ، وتنهار تفاهمات كانت عصية عن المس بها . وسوف تكون الاجابات واضحة حول السؤال التاريخي : ماهو مصير حزب الله وسلاحة ومستقبل دوره السياسي في لبنان .

بل ماهو مصير «الثنائية الشيعية» التي فتكت بمصير لبنان والمنطقة منذسنوات طويلة ، تارة تحت شعار «الحرمان» وتارة تحت شعارات التحرير و»حماية المقسات» . بعد معلومات من ان العقوبات القادمة ستدحرج رؤوساً شيعية كبيرة ابرزها الرئيس بري نفسه الذي حظي بالحماية الاميركية لفترة طويلة ، وجاء الوقت لرفع الغطاء عنه وعن بعض الرؤوس المارونية الحليفة للحزب ولعل ابرزها الوزير السابق جبران باسيل الذي حظي بدوره «بطول البال» والتغطية الدولية بعد تصاعدت رائحة علاقته المصيرية مع حزب الله ، ووصلت بوضوح الى مصادر القرار الاميركي .

لعل قرارات مجلس الوزراء «الطاريء» هي الدليل الواضح على الصورة المظلمة القادمة .
ان ضخ المزيد من الدولارات في الاسواق هي فكرة ورغبة حزب الله ، وهي بالمقابل اهم فكرة انتحارية كون هذه الأموال من الاحتياطي الذي يؤمن حماية قوت اللبناننين وغذائهم ، الى جانب ان هذا القرار لن يحدث اي ردة فعل على مستوى صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية ، كونه سيذهب مباشرة الى «كتيبة الصرافيين» لإعادة ضخه في الأسواق السورية .

امام هذه المعطيات يقول احد المهتمين بالوضع اللبناني عن كثب :
«ان حزب الله وسلاحه ودوره هو مشكلة اقليمية دولية ، وان تحركات الشعب اللبناني في الساحات وان كانت تشكل ضغطاً على حزب الله ، فان الحزب بدوره يشكل صداعاً هائلاً في المنطقة وجب استأصاله بأسرع الطرق»

You may also like

1 comment

JzOPSrDN 13 أغسطس، 2023 - 2:37 م

viagra work A 2002 study of renal victims of the Marmara earthquake found a mortality of 30

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili