عرب وعالمعربي حزب الله يتجهز ميدانياً… عزل الضاحية والجنوب وعسكرة الثورة اللبنانية by admin 17 نوفمبر، 2019 written by admin 17 نوفمبر، 2019 134 راهن على المبادرة الفرنسية للضغط على الرئيس الحريري وقبوله تشكيل حكومة “تكنوسياسية” لكنها سقطت اندبندنت عربية / طوني بولس @TonyBoulos قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية في لبنان كان حزب الله يحاول ترتيب أوضاع البيت الشيعي المتصدع في العراق، ورصدت مصادر عدة لقاءات جمعته والزعيم العراقي مقتدى الصدر بهدف إعادة المياه إلى مجاريها مع الحرس الثوري الإيراني، الذي يعتبره الصدر داعماً للحشد الشعبي على حساب “سرايا السلام”، التي تراجع نفوذها لمصلحة الحشد الشعبي الذي تم شرعنة وجوده في البرلمان العراقي. ووفق المعلومات فإن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كان مطمئناً للوضع الداخلي اللبناني حيث شبكة أمان “التسوية الرئاسية” تضمن له البيئة المناسبة لاستقراره، قبل أن يستشعر غليان الشارع اللبناني المرهق اقتصادياً وسياسياً لدرجة الانفجار. انسحاب تؤكد المعلومات أنه قبيل اندلاع الثورة بأيام، في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، وضع حزب الله حلفاءه المسيحيين في خطورة الموقف ووضع خطة محكمة ترتكز على نقطتين أساسيتين، الأولى الاستيعاب وتبني المطالب والإعلان عن خريطة طريق إصلاحية تحت سقف “التسوية الرئاسية”، أي وضع خط أحمر أمام استقالة الحكومة، والنقطة الثانية شيطنة الانتفاضة وتخوينها وربط تحركاتها بأياد خارجية وتمويلها من سفارات أجنبية محاولة نزع الطابع المطلبي الاقتصادي الاجتماعي للانتفاضة ووضعها في خانة المؤامرة والاستهداف الأميركي الإسرائيلي لحزب الله. وتلفت المصادر إلى أن ملاحظة خطابات نصرالله المتتالية خلال شهر “الثورة”، تشير إلى سلسلة تراجعات “تكتيكية”، بدءاً من سقوط خطه الأحمر على استقالة الحكومة حيث تراجع نسبياً سقف التخوين واتهام المنتفضين بالعمالة للخارج، وصولاً إلى تجنب التطرق لملف الحكومة المقبلة في ظل غياب المعطيات وسقوط المحرمات عن كسر القواعد التي ترسمها إطلالاته. وتشير المصادر إلى أن التراجع التكتيكي لحزب الله تُرجم في الشارع عبر توقف مناصريه عن مهاجمة ساحات الاعتصام والاعتداء على المتظاهرين السلميين، مثلما حصل في ساحتي رياض الصلح والشهداء. ولوحظ اختفاء مسيرات الدراجات النارية في الشوارع، مشددة على أن الحزب طلب من حليفه التيار الوطني الحر الضغط ميدانياً على المتظاهرين في المناطق المسيحية، كما حصل في ساحل المتن وكسروان. حزب الله يعزل نفسه في السياق نفسه، تقول مصادر سياسية إن حزب الله أبلغ حلفاءه وبعض القوى الرئيسية أنه في حال استمرار وضع التظاهرات طويلاً في لبنان سيقوم بإغلاق مناطق نفوذه في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق الجنوب وسيقوم بنشر عناصره لتأمين الاستقرار ومنع التظاهر، وقد يطلب من الجيش اللبناني والقوى الأمنية عدم التدخل في مجريات الأمور. وتفيد المصادر بأن الحزب أبلغ الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل أن الأوتوستراد الساحلي بالنسبة إليه خط أحمر كونه يربط الجنوب بالضاحية. تضيف المصادر أن الحزب يدرس إطاراً للإمساك بزمام الأمور في منطقة بعلبك الهرمل، كون التركيبة الديمغرافية والعشائرية تختلف عن الجنوب والضاحية، كما أن الطريق الذي يربط بين بيروت ودمشق أساسي بالنسبة إلى الحزب. وتعتبر المصادر أن منع “بوسطة الثورة” التي انطلقت من شمال لبنان من دخول مناطق الجنوب هو أول مؤشرات استعداد الحزب لإقفال مناطقه وإعادة تشييد الحواجز المعنوية بين المناطق بهدف عزل الحراك المناهض للحزب وإضعافه تدريجاً بعدما جرى إخضاع العديد من محركي الانتفاضة في المناطق الشيعية. أزمة ثقة مع الجيش تضيف المصادر نفسها أن حزب الله وللمرة الأولى منذ سنوات يفقد ثقته بقيادة الجيش التي لطالما اعتبرها ضمن استراتيجيته الدفاعية، إذ يعتبر وقوف الجيش على الحياد وعدم قمعه التظاهرات الشعبية انحيازاً غير مقبول، مشددة على أن الحزب يريد أن يكون أداء الجيش اللبناني شبيهاً بالجيش العراقي، إذ تنقل أوساطه أنه لو كان الجيش حازماً منذ البداية لكانت انطفأت الانتفاضة في مهدها. وتتخوف المصادر من مظاهر “عسكرة الثورة”، أي محاولة إسقاط أحداث جرت خلال الحرب الأهلية اللبنانية على بعض نشاطاتها كمثل التشبيه بين “بوسطة عين الرمانة” التي كانت الشرارة الأولى لاندلاع الحرب الأهلية و”بوسطة الثورة” التي كانت رسالتها إظهار الوحدة بين المناطق والطوائف، كذلك استغلال حادثة مشبوهة في نفق نهر الكلب حيث عمد بعض الشبان إلى بناء جدار تم ربطه بذاكرة الحرب الأهلية وقطع أواصر الوطن. تضيف المصادر أن مظاهر الاعتداءات المسلحة على المتظاهرين في المناطق المسيحية ليست بريئة وعبارة عن رد فعل انفعالي من الشارع الآخر، إنما أبعادها مسمومة وتهدف إلى انجرار المتظاهرين لحمل السلاح الدفاعي، بالتالي عسكرة التظاهرات وتبرير إدخال الجيش بمواجهات مع المتظاهرين وفض الاعتصامات تحت شعارات حماية السلم الأهلي. سقوط المبادرة الفرنسية في سياق آخر، تقول مصادر ديبلوماسية غربية أن حزب الله والتيار الوطني الحر راهنا على المبادرة الفرنسية للضغط على الرئيس الحريري وقبوله تشكيل حكومة “تكنوسياسية”، تضمن استمرار “التسوية الرئاسية” ولو ضمن تنازلات محدودة، مؤكدة أن حزب الله طلب من طهران التواصل مع باريس وإبداء مرونة تجاهها كونها البوابة الأخيرة مع المجتمع الغربي. وتلفت المصادر إلى أن تلك المبادرة تعثرت لأسباب عدة أبرزها إصرار تحالف عون- نصرالله على وزارات الخارجية والدفاع والمالية، التي يريدونها سياسية من جهة وعدم قبول الرئيس الحريري الدخول في حكومة سياسية ولو تحت مسمى “تكنوسياسية” من جهة أخرى، مضيفة أن التوازنات الدولية لم تسمح للمبادرة الفرنسية الوصول إلى بر الأمان كون الموقف الأميركي لا يزال نفسه تجاه حزب الله. المزيد عن: لبنان ينتفض/حزب الله/ميشال عون/سعد الحريري 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف استدرك “حزب الله” موقفا لأمينه العام أفقده الكثير؟ next post عَبد الرَّحمن بسيسو : شَأْنُ مَنْ هَذَا إِذَنْ؟! You may also like ما أدركه مبتكر تيسلا… المال يصنع الساسة أيضا 8 يناير، 2025 مواقف نارية لترمب حول غزة وبنما وكندا و”ناتو” 7 يناير، 2025 جعجع يتحدى “الممانعة” والمعارضة تجهز “خطتها” لجلسة انتخاب... 7 يناير، 2025 رئيسة وزراء الدنمارك: غرينلاند ليست للبيع 7 يناير، 2025 رسالة من هوكستين تؤكد: لا عودة للوراء في... 7 يناير، 2025 “العميل جي”.. خفايا جديدة تتكشف عن عملية اغتيال... 7 يناير، 2025 “أعضاء الحرس الثوري فروا من سوريا لإيران”.. مسؤول... 7 يناير، 2025 تقرير.. الرجل القوي في تنظيم داعش ممول صومالي... 7 يناير، 2025 مصادر: قطر تعتزم تمويل رواتب موظفي الحكومة السورية 7 يناير، 2025 “المجلة” تنشر بنود الاتفاقية العسكرية بين نظام الأسد... 7 يناير، 2025 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.