[تقرير] حضور للفيلم المغاربي في مهرجان السينما الإفريقية بمونتريال

راديو كندا الدولي / سمير بن جعفر

يتواصل المهرجان الدولي للسينما الإفريقية (Vues d’Afrique) في مونتريال بعرض أفلام وأشرطة وثائقية من القارة السمراء من بينها ما أنتجه المبدعون في الدول المغاربية.

فمن بين 140 فيلماً من 43 دولة إفريقية، يمكن للجمهور مشاهدة ما لا يقلّ عن 28 فيلما مغاربياً من فئة الأفلام الطويلة أو القصيرة والوثائقية.

وخصّص المهرجان الذي يستمر إلى غاية 21 من الشهر الجاري يوماً لكلّ بلد مغاربي. وبدأ ذلك بالجزائر في يوم السبت الماضي حيث تمّ عرض فيلم رشيدة للمخرجة الراحلة يمينة بشير شويخ.

وسبق للفيلم أن فاز بجائزتين في هذا المهرجان في 2003 : جائزة المشاهدين وجائزة صورة المرأة. وأُعيد عرضه هذا العام بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس هذا الحدث السينمائي.

وفي المساء تمّ عرض الوثائقي ’’وعد إيمان‘‘ (La promesse d’Imane) للمخرجة الجزائرية الكندية نادية زواوي بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام القصيرة من بينها فيلم ’’قدري‘‘ (Mon destin) للمخرج الجزائري الفرنسي إسماعيل لكحل.

وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح هذا الأخير أنّ الفيلم الذي يدوم 15 دقيقة يروي ’’قصة فرنسي جزائري يفقد والده الذي أوصى بأن يُدفن في بلده الأصلي الجزائر.‘‘

ويقول المخرج الشاب، أنّ القصة مستوحاة من تجربة يعيشها الكثير من المغتربين. ونبعت من حديث مع أبيه في 2018. ’’سألت والدي وقلت له حينها : أنا لا أعرف أين أدفنك لو متَّ غداً.‘‘

ومن هنا جاءته فكرة إخراج فيلم قصير. ’’وقبل كل شيء، رفع مستوى الوعي بين مزدوجي الجنسية. لأن هناك الكثير من الجزائريين في فرنسا لا يعرفون الجزائر ويدّعون أنهم جزائريون دون أن يعرفوا معنى ذلك بالضرورة.‘‘

[الفيلم] عبارة عن بحث عن الهوية. لأن من لا يعرف جذوره لا يصل أبداً إلى وجهته.

نقلا عن إسماعيل لكحل، مخرج

يشارك المخرج الجزائري الفرنسي إسماعيل لكحل بفيلمه ’’قدري‘‘ (Mon destin) في فئة الأفلام القصيرة في المهرجان الدولي للسينما الإفريقية (Vue d’Afrique).
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

وأضاف هذا الأخير أنّه ’’بغض النظر عن الوجهة الذي نذهب إليها في العالم، علينا أن نعرف من أين أتينا.‘‘

وولد إسماعيل لكحل في فرنسا لأبوين جزائريين من مدينة المسيلة.

ويمارس مهنة التمثيل. وكان يحلم دائما بصناعة فيلم في الجزائر، ’’خاصة في المدينة التي ولد فيها والداي‘‘، كما قال.

وعُرض فيلمه في عدة مهرجانات منها مهرجان سينما سيفالو (إيطاليا)، المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة (المغرب)، و مهرجان ايمدغاسن السينمائي الدولي باتنة (الجزائر).

ومنحه هذا المهرجان جائزة لجنة التحكيم في دورة 2023. كما تم ترشيحه لجائزة أفضل ممثل عن أدائه في فيلمه ’’قدري’’.

يشارك المخرج التونسي السويسري بوسلامة شامخ بفيلمه ’’آمنة‘‘ في فئة الأفلام الروائية الدولية في المهرجان الدولي للسينما الإفريقية (Vue d’Afrique).
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

تونس

وخصّص المنظمون اليوم الثلاثاء للسينما التونسية حيث سيتمّ عرض فيلم ’’حلفاوين‘‘ للمخرج التونسي فريد بوغدير. صدر الفيلم في 1990 ويُعاد عرضه في إطار الذكرى الأربعين لتأسيس المهرجان.

وسيتبع بعرض وثائقي عن المخرج فريد بوغدير من إخراج فرح خضار (2023) بالإضافة إلى فيلمين قصيرين لمخرجين تونسيين : ’’رحلة‘‘ (Ça roule) للمخرج جميل النجار و ’’صمت، إننا لا نصوّر‘‘ (Silence, on ne tourne pas!) للمخرجة غالية زرق العيون وهو انتاج كندي تونسي.

ويوم الأحد الماضي تمكّن الجمهور من مشاهدة فيلم ’’أمنة‘‘ (Emna) للمخرج التونسي السويسري بوسلامة شامخ.

وتدور أحداث الفيلم في جبال سويسرا بالقرب من الحدود الإيطالية حيث اعتزل دانييل هروباً من دوافعه الانتحارية. ’’لم يعد هذا الأخصائي في النباتات قادراً على تحمل الضغوط الاجتماعية فقرر عزل نفسه في كوخ الديه هرباً من اكتئابه.‘‘

وفي الوقت نفسه، تحاول زينب وابنتها البالغة من العمر ثماني سنوات الوصول إلى بلدة سويسرية بطريقة غير قانونية حيث وجدت نفسها تائهة في الجبال بعد أن تركها أحد المهربين على الحدود الإيطالية السويسرية.

وفي حوار مع راديو كندا الدولي، يقول المخرج بوسلامة شامخ إنّ الفيلم يتناول فكرة اللجوء بمفهومها العام. ’’الشخصيتان تبحثان عن مكان آمن. ولا تقتصر عملية البحث هذه على الأجانب‘‘، كما قال.

وعن مشاركته في المهرجان يرى المخرج أنّ الموضوع الذي يعالجه الفيلم يتناسب مع روح المهرجان.

إن فيلم [أمنة] إنساني إلى حد ما، ويتوافق مع المهرجان بالنظر إلى سياق نسخة هذا العام مع الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية في رواندا، وكل ما يدور حول قصص اللاجئين.

نقلا عن بوسلامة شامخ، مخرج

حضر مصطفى أوكويس، مدير التدريب في مهرجان خريبكة الدولي للسينما الأفريقية (FCAK) في المهرجان الدولي للسينما الإفريقية (Vue d’Afrique).
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjafer

المغرب

ويشارك المغرب بمجموعة من الأفلام أبرزها فيلم المخرجة أسماء المدير ’’كذب أبيض’’ (La mère de tous les mensonges) الذي يتطرّق للاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في 1981 والمعروفة بـ’’انتفاضة الخبز‘‘.

وسيتمّ عرضه السبت المقبل في إطار اليوم المخصص للمغرب. يُتبع بفيلم ’’أبي لم يمت‘‘ (Mon père n’est pas mort) للمخرج المغربي عادل الفضيلي.

ويوم غد الأربعاء سيُعرض فيلم كأس المحبة للمخرج نوفل البراوي وهو انتاج مغربي كندا. وتمّ برمجة هذا الفيلم أيضا في مهرجان السينما الإفريقية في خريبكة (المغرب) والذي ستٌعقد دورته الرابعة والعشرين من 11 إلى 18 مايو/أيار المقبل.

وللإشارة، ستشارك المخرجة الكندية الليبية سارة بن سعود بفيلمها ’’إليك جدّي‘‘ في هذا المهرجان.

وفي حوار مع راديو كندا الدولي يقول مصطفى أوكويس، مدير التدريب في مهرجان خريبكة الدولي للسينما الإفريقية، إنّ ’’الأفلام المتنافسة في مهرجان خريبكة يمكن أن تكون قصيرة أوطويلة روائية أووثائقي. ليس هناك فرق بين الأفلام.‘‘

ويتواجد السيد أوكويس حاليا في مونتريال في إطار شراكة مع مهرجان السينما الإفريقية (Vues d’Afrique). وأوضح أنّه ’’هنا للاحتكاك بالتجربة الكندية في تنظيم المهرجانات.‘‘

وبالنسبة له، يُعرف المستوى الجيّد للمهرجان من الشخصيات المكوّنة للِجنة تحكيمه واختيار الأفلام واحترام أوقات عرضها.