صحةعربي تشخيص طالبة دكتوراه بالسرطان بعد اكتشافها كتلة في الثدي أثناء وضع واقي الشمس by admin 1 نوفمبر، 2022 written by admin 1 نوفمبر، 2022 140 وجدت شارلوت ناش باي ورماً في ثديها الأيمن قبل أسابيع قليلة من زفافها اندبندنت عربية \ مولي باول سعياً منهما إلى مساعدة مرضى السرطان، أنشأ شاب وشقيقته، في الثلاثينيات من العمر، “بودكاست” بعنوان “التوأمان المصابان بالسرطان” The Cancer Twins، وذلك إثر معرفة الشابة بتشخيص إصابتها بورم خبيث بعد يوم من انتهاء شهر العسل ورجوعها إلى المنزل، وقد جاء هذا الخبر المؤسف بعد مرور سنوات على مواجهة شقيقها السرطان أيضاً في سن المراهقة. والحال أن تشخيص شارلوت ناش باي، ذات الـ35 سنة، وهي طالبة في مرحلة الدكتوراه من بلدة إبسوم في مقاطعة سري الإنجليزية، وكذلك شقيقها غريغ ناش، مدير حسابات يبلغ من العمر 32 سنة في شركة متخصصة بالتكنولوجيا، كليهما بالسرطان في سن صغيرة ترك الأطباء في حيرة من أمرهم، وقد قيل لزوج المريضة إنهم إزاء “لغز كبير” في حين لا تقدم الفحوص الجينية أي إجابات أخرى. احتاج غريغ إلى علاج كيماوي مكثف عله يشفى من “ساركوما إوينغ”Ewing Sarcoma، علماً أنه نوع نادر من السرطان يصيب العظام أو الأنسجة المحيطة بها، وجاء ذلك بعد تشخيصه بالورم وهو في سن الرابعة عشرة فقط. وفي وقت لاحق، عثرت شارلوت على كتلة في ثديها الأيمن في 23 يونيو (حزيران) 2022، قبل أسابيع قليلة من موعد زواجها من جاك باي ذي الـ32 سنة، شريك في ملكية شركة معتمدة في مسح العقارات. وجدت شارلوت تورماً في ثديها عندما كانت تضع واقي الشمس في حفل زفاف ابنة عمها في قبرص. “كنت أضع المستحضر على جسدي، ولم تكن نيتي أن أتفحص الثدي مباشرة، فشعرت بوجود ورم”، قالت شارلوت. اعترتنا صدمة كبيرة لأن الأطباء لم يكونوا شخصوا الورم قبل الجراحة حتى – غريغ ناش وأضافت أنها لم تكن “متأكدة، لذا تفقدت الثدي الآخر، وكان الشعور في هذا الجانب مختلفاً عنه في الجانب الآخر”. “عندها سألت والدتي عن رأيها، فارتأت أن تتفقد الورم ببعض القوة عندها انتابني ألم حاد، وقلت في نفسي إن هذا ليس طبيعياً”، أوضحت شارلوت. “ثم أدركت الأمر تماماً. كنت أشعر ببعض الوخز من وقت إلى آخر، وفجأة أصبحت شديدة الوعي بذلك”، قالت شارلوت. والدة شارلوت، كيم ذات الـ 64 سنة، التي اعتراها قلق تجاه حالة ابنتها، نصحتها بزيارة طبيبها العام للتحقق من حالتها. “أحد الأسباب التي دفعتنا إلى ذلك كانت تجربتي مع أخي”، أضافت شارلوت. تغيرت ملامح الطبيبة كثيراً عندما كانت تجري فحص الموجات فوق الصوتية – شارلوت ناش باي كان شقيق شارلوت، غريغ، مصاباً بنوع نادر من السرطان يسمى “إوينغ ساركوما”، وقد شخصت إصابته به خلال نشأة هادئة عاشها الشقيقان في مقاطعة سري. “لقد لاحظت ظهور ورم بعد ممارسة السباحة وبعد أسبوع نما حجمه بشكل كبير”، كشف غريغ. وأضاف أن “الطبيب شخص حالته على أنها تكيس حملته معي منذ الولادة، وأزالوه تحت تأثير التخدير العام”. “لم يكتشفوا أن الورم خبيث إلا بعد أن خضعت لفحص ما بعد الجراحة”، يقول غريغ. لا شك في أن تجربة أخي هيأتني لفكرة أن الإصابة بالسرطان ليست رهناً بالعمر وأنه ليس مشكلة جينية موروثة – شارلوت ناش باي ويوضح الشاب أن ذلك “شكل صدمة كبيرة لأن الأطباء لم يكتشفوا حتى الإصابة بورم خبيث”، قبل الخضوع للجراحة. وأضاف أن “[الأطباء] فكروا في إنه كبير جداً لذا سنستأصله”، واعتقدنا أننا تخلصنا منه”. “ولكنها كانت البداية فقط. تركت هذه الحقيقة الجميع في صدمة، خصوصاً أني كنت في سن صغيرة”، زاد غريغ. “لحسن الحظ، استأصلوا تكيس نسيج النخاع العظمي من دون أن ينفتح ويجد طريقه إلى العظم، وكان مغلفاً بغشاء”، على ما شرح غريغ أتمتع بشخصية واقعية جداً لذا من وجهة نظري لا يجب أن نقلق قبل أن نعرف الحالة التي نواجهها – شارلوت ناش باي وأضاف، “أحاول أن أبقى إلى جانب شارلوت دوماً، بعدما مررت بهذه الرحلة شخصياً أشعر، على نحو غريب، إنني أستعيدها من خلالها بطريقة ما.” “لما كان أبي وأمي يعملان بدوام كامل، رافقت أخي غالباً إلى موعده عند الطبيب، خصوصاً بعد التشخيص الأولي عندما أصبح الأمر أكثر استمراراً مع الفحوص المنتظمة”، قالت شارلوت. تعلمت شارلوت قيادة السيارة بعد ثلاثة أشهر فقط من عيد ميلادها السابع عشر كي تكون جاهزة أكثر لأخيها. كانت تدرك أن عليها الخضوع لفحص الكتلة التي ظهرت في ثديها في أسرع وقت ممكن عندما عادت إلى المنزل من حفل زفاف ابن عمها في 19 يوليو (تموز) 2022، وقصدت طبيبها العام. يبدو مستغرباً تماماً أن أصاب أنا وغريغ في سن مبكرة جداً بنوعين من السرطان – شارلوت ناش باي “كنت مشغولة جداً لأن حفل زفاف ابن عمي في قبرص كان قبل ستة أسابيع فقط من زفافي في المملكة المتحدة”، قالت شارلوت. “أدركت أنه من المهم جداً أن أفحص ثديي في غضون أسبوع من العودة بعد العطلة إلى المنزل”، أضافت. “من حسن حظي، كان طبيبي بارعاً جداً، ومحترفاً للغاية، وقال لي: “لا يمكنني أن أكون متأكداً من أن هذا لا يدعو إلى القلق. لذا، سأوصيكم بزيارة مستشفى “مارسدين” الملكي”Royal Marsden “، قالت شارلوت. بعد إحالتها إلى” مارسدين” الملكي”، المستشفى المتخصص في السرطان في ساتون، حيث خضعت لفحوص الموجات فوق الصوتية (ultrasound)، تبين الورم غير الطبيعي. ما مررت به مع أخي جعلني أواجه السرطان بطريقة مثمرة – شارلوت ناش باي أوضحت شارلوت، “تغيرت ملامح الدكتورة كثيراً عندما كانت تطبق فحوص الموجات فوق الصوتية”. خضعت شارلوت وشقيقها لاختبارات جينية وكانت سالبة في مختلف النقاط المتعلقة بسرطان الثدي. قالت شارلوت: “كان جلياً أن أمراً ما لا يبدو على ما يرام لأن الدكتورة كانت هادئة جداً. ثم أخبرتني أن علي البقاء كي تستأصل خزعة لأن الورم يبدو غير عادي”. وأضافت: “أتمتع بشخصية واقعية جداً، لذا من وجهة نظري لا داعي للقلق قبل أن نعرف ما الذي نواجهه”. أنا محظوظة لأن علاج السرطان قد تطور كثيراً إلى حد يسمح لي بأن أتلقى العلاج دونما أن تدمر الإصابة حياتي – شارلوت ناش باي “كان علي التركيز على إنجاز أمور عدة الأسبوع المقبل لحفل الزفاف، وكانت قليلة جداً المواعيد النهائية المتوفرة أمامي للحصول على درجة الدكتوراه بعد ذلك مباشرة”، ذكرت شارلوت. بعد بضعة أسابيع فقط، في الأول من أغسطس (آب)، حصلت الشابة على خزعة، قبل خمسة أيام فقط من يوم زفافها. قالت شارلوت: “رحت أحاول أن أتقبل فكرة أن الورم ربما يشكل مصدر قلق كبيراً. لكن، مرة أخرى، لا أسمح لنفسي بأن أخوض في ذلك مجدداً. في تلك المرحلة، حاولت ألا أترك العنان لخيالي”. إذ تزوجت من جاك في “قصر هامبتون كورت” [الملكي الإنجليزي] أمام 50 ضيفاً، عقدت شارلوت العزم على تناسي الكتلة الظاهرة في صدرها تماماً. عندما اكتشفت شقيقتي إصابتها للمرة الأولى وصارحتني بالأمر كانت مستاءة جداً – غريغ ناش وأوضحت في هذا الصدد، “لم أسمح لهذه الكتلة بإفساد أي شيء أبداً، إذ لا طائل من التفكير في هذا الأمر، وكنا قد انتظرنا هذا اليوم سنتين أصلاً بسبب “كوفيد”، بعد علاقة دامت 10 سنوات”. “كانت أمي على ما يرام بصراحة لأننا حاولنا عدم التحدث عن الموضوع بعد أخذ الخزعة. “أخبرت صديقتي المفضلة، الإشبينة، في الليلة السابقة لزفافي، وقد تأثرت جداً.” بعد يوم على رجوعها من شهر عسل دام أسبوعاً في مقاطعة غلوسترشير الإنجليزية، لعدم رغبتها في السفر خارج البلاد لأنها تملك كلاب إنقاذ، في 15 أغسطس (آب) تحديداً، حصلت شارلوت على تشخيص حالتها. ورد في تشخيصها الكامل أنها في المرحلة الأولى من “سرطان القنوات الغازية” من الدرجة الثانية مع غياب أي دليل على وجود عيب في الغدد الليمفاوية. وأوضحت أن “الورم كان موجباً لمستقبلات هرموني الإستروجين والبروجسترون ولكن سالباً للبروتين “أتش إي آر 2″ (مستقبل عامل نمو البشري الثاني)، لذا في المستطاع علاجه بالهرمونات إضافة إلى العلاج الإشعاعي”. في رأيها، “هذه أخبار جيدة جداً من جهة السرطان، ولكنها تطرح آثاراً سلبية على الخصوبة”. “لا ريب في أن تجربة أخي مع السرطان قد هيأتني لفكرة أن الإصابة بالسرطان ليست مرهونة بالعمر أبداً، وأن السرطان ليس دائماً حالة موروثة بالضرورة.” في الحقيقة، “يبدو حدثاً غريباً تماماً أن أصاب أنا وغريغ في سن مبكرة جداً بنوعين من السرطان”، قالت شارلوت. في الأسبوع نفسه الذي صدر فيه تشخيص حالة شارلوت، بدأت الأخيرة في تجميد الأجنة، وأحيلت إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وصورة الثدي الشعاعية (ماموغرام mammogram). قالت: “كان رد فعلي، “حسناً، ماذا سنفعل الآن؟”، وقد فوجئ [الأطباء] كيف أني تلقيت الأخبار بروح جيدة”. “ما مررت به مع أخي جعلني أتعامل مع إصابتي بطريقة مثمرة أكثر”، أضافت شارلوت. في الثاني من سبتمبر (أيلول)، بعد يومين من تشخيص حالتها، شرعت في عملية التلقيح الصناعي، إذ كانت إصابتها قابلة للعلاج بالهرمونات، الذي يساعد في إطالة حياتها، ولكنها في المقابل لن تكون قادرة على الحمل. “لم تكن جولتنا الأولى من أطفال الأنابيب ناجحة على عكس ما كنا نأمل”، كشفت شارلوت، مضيفة أنه “في العادة، يبدأ التحضير لعملية [أطفال الأنابيب] في الجزء الأفضل من دورة المرأة الشهرية، لكن لأنهم احتاجوا إلى إجراء عمليات التلقيح الاصطناعي قبل الجراحة، كنت أنا والجراحون حريصين جداً على المضي قدماً فيها قبل ذلك.” بعد ثلاثة أسابيع فقط من الجولة الأولى من أطفال الأنابيب، خضعت شارلوت لجراحة استئصال الورم. قالت الشابة، “ربما يؤثر ذلك الآن على فرصي في تكوين أسرة ولكن مع تجميد البويضات لدي على الأقل فرصة في المستقبل”. ترى شارلون أنها “محظوظة كون علاج السرطان قد تطور جداً إلى حد أن العلاج متوفر أمامي الآن، وأن هذه الإصابة لن تدمر حياتي”. “عندما اكتشفت الأمر وصارحتني تماماً، كانت مستاءة جداً”، قال غريغ، “كانت تبكي في البداية، ولكنها تحسنت واستعادت توازنها وعافيتها”. “ولكن، بعد ذلك، كانت دائماً قوية جداً وأعتقد أن الزواية التي تنظر بها شارلوت إلى الأمور مهمة”، في رأي غريغ. اليوم، تواصل شارلوت رحلتها في عملية التلقيح الاصطناعي وتقدم مع شقيقها غريغ “بودكاست” بعنوان “التوأمان المصابان بالسرطان” الذي يتناول ما يشبه معاناة السرطان في هذه السن المبكرة. يدعو الشقيقان ضيوفاً محددين للتحدث عن رحلة السرطان بغية مساعدة الآخرين. خلال أكتوبر (تشرين الأول)، الذي يصادف شهر التوعية بسرطان الثدي، سارت شارلوت وغريغ مسافة 100 ميل (حوالى 160 كيلومتراً) من أجل جمع الأموال لصالح “مركز بحوث السرطان في المملكة المتحدة” Cancer Research UK. تدعم شارلوت “الوقوف في وجه السرطان”، علماً أنها حملة مشتركة لجمع التبرعات بين “مركز بحوث السرطان في المملكة المتحدة” و”القناة الرابعة” تجمع شمل المملكة المتحدة في سبيل تسريع عجلة بحوث السرطان المنقذة للأرواح. © The Independent المزيد عن:أورام الثديالثديأدوية السرطانأمراض السرطانالخلايا السرطانيةالسرطان 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حفتر يدعو إلى إخراج القوات الأجنبية من ليبيا ملوحا بـ”معركة فاصلة” next post إسرائيل تبدأ الاقتراع ونتنياهو يسعى إلى العودة You may also like اكتشاف مركب كيماوي “سام” في مياه الشرب الأميركية 28 نوفمبر، 2024 مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء» 27 نوفمبر، 2024 كيف تتغلب على مشاعر القلق؟ 27 نوفمبر، 2024 التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة 27 نوفمبر، 2024 كيف مارست التوائم الملتصقة حياتها الخاصة قديماً؟ 25 نوفمبر، 2024 الزواج يبطئ شيخوخة الرجال 24 نوفمبر، 2024 قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ 24 نوفمبر، 2024 هل نحن معرضون للإصابة بإنفلونزا الطيور عبر تناول... 24 نوفمبر، 2024 رصد أول إصابة بجدري القردة في كندا 24 نوفمبر، 2024 القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024
سعياً منهما إلى مساعدة مرضى السرطان، أنشأ شاب وشقيقته، في الثلاثينيات من العمر، “بودكاست” بعنوان “التوأمان المصابان بالسرطان” The Cancer Twins، وذلك إثر معرفة الشابة بتشخيص إصابتها بورم خبيث بعد يوم من انتهاء شهر العسل ورجوعها إلى المنزل، وقد جاء هذا الخبر المؤسف بعد مرور سنوات على مواجهة شقيقها السرطان أيضاً في سن المراهقة. والحال أن تشخيص شارلوت ناش باي، ذات الـ35 سنة، وهي طالبة في مرحلة الدكتوراه من بلدة إبسوم في مقاطعة سري الإنجليزية، وكذلك شقيقها غريغ ناش، مدير حسابات يبلغ من العمر 32 سنة في شركة متخصصة بالتكنولوجيا، كليهما بالسرطان في سن صغيرة ترك الأطباء في حيرة من أمرهم، وقد قيل لزوج المريضة إنهم إزاء “لغز كبير” في حين لا تقدم الفحوص الجينية أي إجابات أخرى. احتاج غريغ إلى علاج كيماوي مكثف عله يشفى من “ساركوما إوينغ”Ewing Sarcoma، علماً أنه نوع نادر من السرطان يصيب العظام أو الأنسجة المحيطة بها، وجاء ذلك بعد تشخيصه بالورم وهو في سن الرابعة عشرة فقط. وفي وقت لاحق، عثرت شارلوت على كتلة في ثديها الأيمن في 23 يونيو (حزيران) 2022، قبل أسابيع قليلة من موعد زواجها من جاك باي ذي الـ32 سنة، شريك في ملكية شركة معتمدة في مسح العقارات. وجدت شارلوت تورماً في ثديها عندما كانت تضع واقي الشمس في حفل زفاف ابنة عمها في قبرص. “كنت أضع المستحضر على جسدي، ولم تكن نيتي أن أتفحص الثدي مباشرة، فشعرت بوجود ورم”، قالت شارلوت. اعترتنا صدمة كبيرة لأن الأطباء لم يكونوا شخصوا الورم قبل الجراحة حتى – غريغ ناش وأضافت أنها لم تكن “متأكدة، لذا تفقدت الثدي الآخر، وكان الشعور في هذا الجانب مختلفاً عنه في الجانب الآخر”. “عندها سألت والدتي عن رأيها، فارتأت أن تتفقد الورم ببعض القوة عندها انتابني ألم حاد، وقلت في نفسي إن هذا ليس طبيعياً”، أوضحت شارلوت. “ثم أدركت الأمر تماماً. كنت أشعر ببعض الوخز من وقت إلى آخر، وفجأة أصبحت شديدة الوعي بذلك”، قالت شارلوت. والدة شارلوت، كيم ذات الـ 64 سنة، التي اعتراها قلق تجاه حالة ابنتها، نصحتها بزيارة طبيبها العام للتحقق من حالتها. “أحد الأسباب التي دفعتنا إلى ذلك كانت تجربتي مع أخي”، أضافت شارلوت. تغيرت ملامح الطبيبة كثيراً عندما كانت تجري فحص الموجات فوق الصوتية – شارلوت ناش باي كان شقيق شارلوت، غريغ، مصاباً بنوع نادر من السرطان يسمى “إوينغ ساركوما”، وقد شخصت إصابته به خلال نشأة هادئة عاشها الشقيقان في مقاطعة سري. “لقد لاحظت ظهور ورم بعد ممارسة السباحة وبعد أسبوع نما حجمه بشكل كبير”، كشف غريغ. وأضاف أن “الطبيب شخص حالته على أنها تكيس حملته معي منذ الولادة، وأزالوه تحت تأثير التخدير العام”. “لم يكتشفوا أن الورم خبيث إلا بعد أن خضعت لفحص ما بعد الجراحة”، يقول غريغ. لا شك في أن تجربة أخي هيأتني لفكرة أن الإصابة بالسرطان ليست رهناً بالعمر وأنه ليس مشكلة جينية موروثة – شارلوت ناش باي ويوضح الشاب أن ذلك “شكل صدمة كبيرة لأن الأطباء لم يكتشفوا حتى الإصابة بورم خبيث”، قبل الخضوع للجراحة. وأضاف أن “[الأطباء] فكروا في إنه كبير جداً لذا سنستأصله”، واعتقدنا أننا تخلصنا منه”. “ولكنها كانت البداية فقط. تركت هذه الحقيقة الجميع في صدمة، خصوصاً أني كنت في سن صغيرة”، زاد غريغ. “لحسن الحظ، استأصلوا تكيس نسيج النخاع العظمي من دون أن ينفتح ويجد طريقه إلى العظم، وكان مغلفاً بغشاء”، على ما شرح غريغ أتمتع بشخصية واقعية جداً لذا من وجهة نظري لا يجب أن نقلق قبل أن نعرف الحالة التي نواجهها – شارلوت ناش باي وأضاف، “أحاول أن أبقى إلى جانب شارلوت دوماً، بعدما مررت بهذه الرحلة شخصياً أشعر، على نحو غريب، إنني أستعيدها من خلالها بطريقة ما.” “لما كان أبي وأمي يعملان بدوام كامل، رافقت أخي غالباً إلى موعده عند الطبيب، خصوصاً بعد التشخيص الأولي عندما أصبح الأمر أكثر استمراراً مع الفحوص المنتظمة”، قالت شارلوت. تعلمت شارلوت قيادة السيارة بعد ثلاثة أشهر فقط من عيد ميلادها السابع عشر كي تكون جاهزة أكثر لأخيها. كانت تدرك أن عليها الخضوع لفحص الكتلة التي ظهرت في ثديها في أسرع وقت ممكن عندما عادت إلى المنزل من حفل زفاف ابن عمها في 19 يوليو (تموز) 2022، وقصدت طبيبها العام. يبدو مستغرباً تماماً أن أصاب أنا وغريغ في سن مبكرة جداً بنوعين من السرطان – شارلوت ناش باي “كنت مشغولة جداً لأن حفل زفاف ابن عمي في قبرص كان قبل ستة أسابيع فقط من زفافي في المملكة المتحدة”، قالت شارلوت. “أدركت أنه من المهم جداً أن أفحص ثديي في غضون أسبوع من العودة بعد العطلة إلى المنزل”، أضافت. “من حسن حظي، كان طبيبي بارعاً جداً، ومحترفاً للغاية، وقال لي: “لا يمكنني أن أكون متأكداً من أن هذا لا يدعو إلى القلق. لذا، سأوصيكم بزيارة مستشفى “مارسدين” الملكي”Royal Marsden “، قالت شارلوت. بعد إحالتها إلى” مارسدين” الملكي”، المستشفى المتخصص في السرطان في ساتون، حيث خضعت لفحوص الموجات فوق الصوتية (ultrasound)، تبين الورم غير الطبيعي. ما مررت به مع أخي جعلني أواجه السرطان بطريقة مثمرة – شارلوت ناش باي أوضحت شارلوت، “تغيرت ملامح الدكتورة كثيراً عندما كانت تطبق فحوص الموجات فوق الصوتية”. خضعت شارلوت وشقيقها لاختبارات جينية وكانت سالبة في مختلف النقاط المتعلقة بسرطان الثدي. قالت شارلوت: “كان جلياً أن أمراً ما لا يبدو على ما يرام لأن الدكتورة كانت هادئة جداً. ثم أخبرتني أن علي البقاء كي تستأصل خزعة لأن الورم يبدو غير عادي”. وأضافت: “أتمتع بشخصية واقعية جداً، لذا من وجهة نظري لا داعي للقلق قبل أن نعرف ما الذي نواجهه”. أنا محظوظة لأن علاج السرطان قد تطور كثيراً إلى حد يسمح لي بأن أتلقى العلاج دونما أن تدمر الإصابة حياتي – شارلوت ناش باي “كان علي التركيز على إنجاز أمور عدة الأسبوع المقبل لحفل الزفاف، وكانت قليلة جداً المواعيد النهائية المتوفرة أمامي للحصول على درجة الدكتوراه بعد ذلك مباشرة”، ذكرت شارلوت. بعد بضعة أسابيع فقط، في الأول من أغسطس (آب)، حصلت الشابة على خزعة، قبل خمسة أيام فقط من يوم زفافها. قالت شارلوت: “رحت أحاول أن أتقبل فكرة أن الورم ربما يشكل مصدر قلق كبيراً. لكن، مرة أخرى، لا أسمح لنفسي بأن أخوض في ذلك مجدداً. في تلك المرحلة، حاولت ألا أترك العنان لخيالي”. إذ تزوجت من جاك في “قصر هامبتون كورت” [الملكي الإنجليزي] أمام 50 ضيفاً، عقدت شارلوت العزم على تناسي الكتلة الظاهرة في صدرها تماماً. عندما اكتشفت شقيقتي إصابتها للمرة الأولى وصارحتني بالأمر كانت مستاءة جداً – غريغ ناش وأوضحت في هذا الصدد، “لم أسمح لهذه الكتلة بإفساد أي شيء أبداً، إذ لا طائل من التفكير في هذا الأمر، وكنا قد انتظرنا هذا اليوم سنتين أصلاً بسبب “كوفيد”، بعد علاقة دامت 10 سنوات”. “كانت أمي على ما يرام بصراحة لأننا حاولنا عدم التحدث عن الموضوع بعد أخذ الخزعة. “أخبرت صديقتي المفضلة، الإشبينة، في الليلة السابقة لزفافي، وقد تأثرت جداً.” بعد يوم على رجوعها من شهر عسل دام أسبوعاً في مقاطعة غلوسترشير الإنجليزية، لعدم رغبتها في السفر خارج البلاد لأنها تملك كلاب إنقاذ، في 15 أغسطس (آب) تحديداً، حصلت شارلوت على تشخيص حالتها. ورد في تشخيصها الكامل أنها في المرحلة الأولى من “سرطان القنوات الغازية” من الدرجة الثانية مع غياب أي دليل على وجود عيب في الغدد الليمفاوية. وأوضحت أن “الورم كان موجباً لمستقبلات هرموني الإستروجين والبروجسترون ولكن سالباً للبروتين “أتش إي آر 2″ (مستقبل عامل نمو البشري الثاني)، لذا في المستطاع علاجه بالهرمونات إضافة إلى العلاج الإشعاعي”. في رأيها، “هذه أخبار جيدة جداً من جهة السرطان، ولكنها تطرح آثاراً سلبية على الخصوبة”. “لا ريب في أن تجربة أخي مع السرطان قد هيأتني لفكرة أن الإصابة بالسرطان ليست مرهونة بالعمر أبداً، وأن السرطان ليس دائماً حالة موروثة بالضرورة.” في الحقيقة، “يبدو حدثاً غريباً تماماً أن أصاب أنا وغريغ في سن مبكرة جداً بنوعين من السرطان”، قالت شارلوت. في الأسبوع نفسه الذي صدر فيه تشخيص حالة شارلوت، بدأت الأخيرة في تجميد الأجنة، وأحيلت إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وصورة الثدي الشعاعية (ماموغرام mammogram). قالت: “كان رد فعلي، “حسناً، ماذا سنفعل الآن؟”، وقد فوجئ [الأطباء] كيف أني تلقيت الأخبار بروح جيدة”. “ما مررت به مع أخي جعلني أتعامل مع إصابتي بطريقة مثمرة أكثر”، أضافت شارلوت. في الثاني من سبتمبر (أيلول)، بعد يومين من تشخيص حالتها، شرعت في عملية التلقيح الصناعي، إذ كانت إصابتها قابلة للعلاج بالهرمونات، الذي يساعد في إطالة حياتها، ولكنها في المقابل لن تكون قادرة على الحمل. “لم تكن جولتنا الأولى من أطفال الأنابيب ناجحة على عكس ما كنا نأمل”، كشفت شارلوت، مضيفة أنه “في العادة، يبدأ التحضير لعملية [أطفال الأنابيب] في الجزء الأفضل من دورة المرأة الشهرية، لكن لأنهم احتاجوا إلى إجراء عمليات التلقيح الاصطناعي قبل الجراحة، كنت أنا والجراحون حريصين جداً على المضي قدماً فيها قبل ذلك.” بعد ثلاثة أسابيع فقط من الجولة الأولى من أطفال الأنابيب، خضعت شارلوت لجراحة استئصال الورم. قالت الشابة، “ربما يؤثر ذلك الآن على فرصي في تكوين أسرة ولكن مع تجميد البويضات لدي على الأقل فرصة في المستقبل”. ترى شارلون أنها “محظوظة كون علاج السرطان قد تطور جداً إلى حد أن العلاج متوفر أمامي الآن، وأن هذه الإصابة لن تدمر حياتي”. “عندما اكتشفت الأمر وصارحتني تماماً، كانت مستاءة جداً”، قال غريغ، “كانت تبكي في البداية، ولكنها تحسنت واستعادت توازنها وعافيتها”. “ولكن، بعد ذلك، كانت دائماً قوية جداً وأعتقد أن الزواية التي تنظر بها شارلوت إلى الأمور مهمة”، في رأي غريغ. اليوم، تواصل شارلوت رحلتها في عملية التلقيح الاصطناعي وتقدم مع شقيقها غريغ “بودكاست” بعنوان “التوأمان المصابان بالسرطان” الذي يتناول ما يشبه معاناة السرطان في هذه السن المبكرة. يدعو الشقيقان ضيوفاً محددين للتحدث عن رحلة السرطان بغية مساعدة الآخرين. خلال أكتوبر (تشرين الأول)، الذي يصادف شهر التوعية بسرطان الثدي، سارت شارلوت وغريغ مسافة 100 ميل (حوالى 160 كيلومتراً) من أجل جمع الأموال لصالح “مركز بحوث السرطان في المملكة المتحدة” Cancer Research UK. تدعم شارلوت “الوقوف في وجه السرطان”، علماً أنها حملة مشتركة لجمع التبرعات بين “مركز بحوث السرطان في المملكة المتحدة” و”القناة الرابعة” تجمع شمل المملكة المتحدة في سبيل تسريع عجلة بحوث السرطان المنقذة للأرواح. © The Independent المزيد عن:أورام الثديالثديأدوية السرطانأمراض السرطانالخلايا السرطانيةالسرطان