الخميس, نوفمبر 28, 2024
الخميس, نوفمبر 28, 2024
Home » المضادات الحيوية في فلسطين… علاج أم إبادة؟

المضادات الحيوية في فلسطين… علاج أم إبادة؟

by admin

أطباء: غياب الرقابة على استهلاكها يزيد فرص الوفاة بسبب الجراثيم المقاومة للأدوية

اندبندنت عربية \ فنتينا شولي صحافية @phantinasholi

“تناولت كثيراً من الأدوية في محاولة لتخفيف آلام الرأس الشديدة شبه اليومية، وكان الأطباء ينصحونني بالتبرع بالدم والحجامة، لكنها لم تجد نفعاً، فبعد كل الأدوية والفحوص التي أجريتها على مدى ست سنوات تقريباً، شخص أحد الأطباء إصابتي بالشقيقة”.

هكذا يروي إبراهيم تجربته مع التشخيص الخاطئ من قبل الأطباء وحجم الأدوية التي تناولها ولم تكن دقيقة في النهاية، مؤكداً أنه على الرغم من التزامه حالياً بالعلاج الجديد فإنه لم يعد يجدي نفعاً، فالصداع موجود لأن الجسم لا يستجيب للأدوية بسبب إفراطه في تناول المضادات الحيوية.

قصة إبراهيم ليست الوحيدة المتعلقة بآثار الإفراط في هذه الأدوية، فأحد كبار السن اضطر الأطباء إلى إعطائه أقوى أنواع المضادات الحيوية، لأن المضادات الاعتيادية لم تجد نفعاً بسبب اعتياده تناول كثير من الأدوية في حياته اليومية.

أما آلاء فتضع على مكتبها في العمل علباً مختلفة من مسكنات آلام الرأس وفي كل مرة تجرب نوعاً جديداً أو تزيد جرعة أحدها على أمل أن تتحسن حالها، لكنها أوضحت أنها باتت جميعاً بلا مفعول مما دفعها إلى البحث عن دواء آخر وسؤال زملائها عما إذا كانت لديهم تجارب إيجابية مع أنواع أخرى من الأدوية.

ميكروبات جديدة

عدم تجاوب الجسم مع المضادات الحيوية ليس أمراً هيناً يمكن التغافل عنه، بحسب الطبيب المتخصص في الأمراض المعدية علي سباتين، فهو يرى أن كثرة استخدام المضادات الحيوية الناجمة عن غياب الرقابة على صرف هذه المضادات في الصيدليات يؤدي إلى إكساب الجراثيم والبكتيريا القدرة على مقاومتها، مما يعني ظهور مزيد من مسببات الأمراض المقاومة للأدوية وفقدان الفرصة الوحيدة لعلاج أنواع مختلفة من الجراثيم والبكتيريا، وبالتالي زيادة احتمال الوفاة.

ويتابع سباتين أن “كثيراً من الحالات التي تصل إلى المستشفى الذي يعمل فيه مصابة بجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية المعروفة حالياً، بسبب سهولة وصول الناس لكثير من الأدوية في الصيدليات، وتداول الأدوية بين أفراد العائلة والأصدقاء واللجوء إلى مضادات ذات فاعلية أكبر، بحجة أن طعمها ألذ وبالتالي سيتقبلها المرضى وبخاصة الأطفال، إضافة إلى غياب الرقابة على المنشآت الصحية في عملية صرف الوصفات الطبية للمرضى، خصوصاً في حالات بعض الأمراض التي يمكن الشفاء منها من دون تناول أي نوع من الأدوية”.

مضادات حيوية للحيوانات

والأمر الآخر الذي يسهم في ظهور الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية هو قيام بعض المزارعين بشراء بعض مضادات الالتهابات وإعطائها للحيوانات المنتجة مثل الأغنام والأبقار والطيور كإجراء وقائي، مما يؤدي إلى تطور مزيد من مسببات الأمراض وانتقال جزء من هذه المواد الكيماوية إلى الإنسان لدى تناوله لحوم بعض هذه الحيوانات.

ويشير الطبيب علي سباتين إلى أن بعض المزارعين يستخدمون مضاد “الكوليستين” للحيوانات، ويعتبر من أقوى المضادات الحيوية الموجودة في فلسطين، إذ يتركه الأطباء كخيار أخير لإنقاذ حياة المرضى ولا يستخدمونه إلا للحالات الطارئة.

أين الرقابة والوعي؟

وفي السياق يقول عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية لترشيد استهلاك المضادات الحيوية الطبيب عدنان وهدان إن هناك أنواعاً جديدة من الميكروبات بدأت تظهر بين المرضى العاديين وليس فقط الموجودين في أقسام الإنعاش ويكون سببها في الغالب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية التي من السهل الحصول عليها من دون وجود رقابة أو قوانين رادعة على آلية صرفها للناس في جميع القطاعات الطبية من صيدليات وأطباء وشركات تصنيع وبيع الأدوية، والزراعية من أطباء بيطريين ومزارعين، لأن خطر استهلاك الأدوية يؤثر في المجتمع ككل وليس في الأفراد فقط.

ويوضح وهدان أن هناك لجاناً فرعية موجودة في كل مؤسسة طبية تقوم بمراجعة دورية لطبيعة المضادات الحيوية المعطاة للمرضى ودرجة قوتها بالتعاون مع المشافي، مشيراً إلى أن هناك ضرورة لوضع بروتوكولات خاصة لاستخدام بعض المضادات الحيوية لجميع الفئات، لأن التوعية من دون قانون لا تكفي، بخاصة أن عملية إنتاج أدوية جديدة عالمياً ليست سهلة وتحتاج إلى وقت.

وبالنسبة إلى سباتين ووهدان فإن مسؤولية الرقابة على استهلاك الأدوية والمسكنات والمضادات الحيوية تقع على عاتق المؤسسة الصحية في فلسطين بشكل أساس، من حيث وضع البروتوكولات والإرشادات الخاصة والرقابة الدورية على عملية صرف واستهلاك المضادات الحيوية، وزيادة وعي الناس عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي المدارس والجامعات وغيرها بالآثار طويلة الأمد لهذه المواد، إضافة إلى الرقابة على مصانع وشركات الأدوية التي عادة ما تقوم بالترويج لهذه الأدوية على أنها الحل الوحيد للأمراض، أو أنه كلما زادت قوة المضاد الحيوي زادت فرصة الشفاء، مما يضاعف استهلاك الناس لها وبالتالي ينتج مزيداً من الميكروبات المتطورة ويعرض حياة الناس للخطر.

المزيد عن: فلسطين\مضادات حيوية\البكتيريا\جراثيم\منشآت صحية\مقاومة الأدوية

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00