الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » المؤشرات اكتملت… سباق الاستعمار وصل إلى القمر

المؤشرات اكتملت… سباق الاستعمار وصل إلى القمر

by admin

 

هكذا تحول الفضاء الخارجي إلى ساحة للتنافس بين الصين وأميركا… وروبوتات تقود معارك المستقبل فوق سطح الكوكب الغني بالثروات

  اندبندنت عربية

في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم أطلقت الصين أصغر طاقم سناً في تاريخها إلى محطتها الفضائية المدارية، ضمن سعيها لإرسال رواد فضاء إلى القمر قبل حلول عام 2030.

وبحسب وكالة الفضاء الصينية المأهولة، فإن الطاقم الجديد سيجري تجارب في طب الفضاء وتكنولوجيا الفضاء ومهمات أخرى خلال مهمته، كما سيساعد في تركيب وصيانة المعدات داخل المحطة.

بعد الانطلاق بيوم واحد، كانت الوكالة عينها تعلن عن خطط لإرسال تلسكوب جديد لاكتشاف أعماق الكون، وقال التلفزيون الصيني إن التلسكوب سيمكن من إجراء عمليات مسح ورسم خرائط للسماء، لكن من دون تحديد إطار زمني لذلك.

ما الذي تعنيه هذه الأخبار، لا سيما في ظل إجراء الصين أبحاثاً حول حركة النجوم والكواكب منذ آلاف السنين، واليوم تعمل لكي تضحى رائدة في استكشاف الفضاء وعلومه؟

المؤكد أنه يعكس رغبة الصين في أن تضحى قوة فضائية رائدة، تنافس الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وبخاصة لجهة الاستثمار خارج الأرض وبخاصة فوق سطح القمر.

لم يعد سراً القول إن بكين تسعى إلى وضع خطط لإرسال رواد فضاء إلى القمر قبل نهاية العقد الجاري، وسط منافسة حامية الوطيس مع الولايات المتحدة، لتحقيق إنجازات جديدة في الفضاء الخارجي.

هل كان لواشنطن أن تشعر بالاطمئنان تجاه هذه الأخبار؟ أم أنها ترى في المشهد الصيني المتنامي ما يهدد سيطرتها على الفضاء الخارجي وبخاصة بعد بنائها محطة مستقلة خاصة بها، رداً على أستبعادها من المحطة الدولية؟

علام يتسارع الصراع وبنوع خاص لجهة القمر؟ ثم هل يمكن قولاً وفعلاً أن يقود الصراع في الفضاء إلى تزاحم الأضداد على الأرض بنوع خاص في مجالات بعينها، في مقدمها الرقائق الاصطناعية، والحوسبة الكمومية، ناهيك عن بقية أدوات الذكاء الاصطناعي.

رواد الفضاء الصينيون عند وصولهم إلى المحطة الفضائية (أ ب)

 

الصاروخ الصيني الشارد في الفضاء

هل تسعى الصين بالفعل لبسط هيمنتها على الفضاء الخارجي للكرة الأرضية، أو على أقل تقدير الحضور هناك كشريك فاعل مع روسيا وأميركا؟

لعل ما ألقى بالضوء الوافر على طموحات الصين في استغلال الفضاء الخارجي للأرض، قصة الصاروخ الشارد الذي فقدت الصين السيطرة عليه، بعد نجاحه في توصيل الوحدة الأولى من محطة الفضاء الصينية.

غير أن الحقيقة التي لا مراء فيها، هي أن هناك سلسلة طويلة من الحلقات الصينية للصعود للفضاء وإيجاد موطئ قدم لقوة قطبية مقبلة، بمعنى أوضح، فإن الصين تطمح في أن تكون “قوة فضائية عظمى”، من جميع النواحي، ولذلك فإنها تهدف إلى امتلاك بنية تحتية فضائية تؤهلها لأن تتخذ خطوات مستقبلية أكثر ثباتاً للسيطرة الكاملة على هذا النطاق.

في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نشرت دراسة جديدة زعم فيها باحثون أميركيون أن نفايات فضائية صينية مرتبطة بصاروخ صيني أحدثت حفرتين على سطح القمر، واعتبروا تقييمهم هذا حاسماً وليس مجرد احتمال.

بكين تقول إن الصاروخ احترق في الغلاف الجوي للأرض، بينما يقول الأميركيون إنه ضرب سطح القمر بعد خمسة أشهر من إطلاق هذه المهمة الصينية التحضيرية.

ورداً على قول الصين إن الصاروخ احترق في الغلاف الجوي، أفاد علماء من وكالة ناسا الأميركية، بالقول: “نحن متأكدون تماماً من سقوط الصاروخ الصيني على سطح القمر، بناء على بيانات المسار التي حصلنا عليها من عمليات الرصد التلسكوبية”.

والثابت أن طموحات الصين، باتت تتجاوز القمر، إلى ما وراءه في أعماق الكون، فقبل عدة سنوات فقط بدأت العمل في بناء التلسكوب الصيني الراديوي الأكبر في التاريخ بقطر 500 متر. كان التلسكوب “أريسيبو” الأميركي وقتها هو الأضخم قبل ظهور التلسكوب الصيني.

من خلال هذا التلسكوب يأمل الصينيون في أن يتمكنوا من تحقيق الهدف البعيد للبشرية، أي التقاط رسائل من حضارات ذكية بعيدة عدة مليارات التريليونات من الكيلومترات في الفضاء الواسع.

هل يريد الصينيون من خلال هذا الاختراع وسواه أن يقولوا إن العالم لم يعد مهيمناً عليه من أميركا؟

انطلاق الصاروخ الفضائي الصيني (رويترز)

 

الصين والقمر… لماذا هذا التركيز؟

من بين البرامج الفضائية الصينية، نجد تركيزاً خاصاً على القمر، لا سيما في الجانب المعتم منه، والذي ظل إلى مدى قريب بعيداً من متناول الأميركيين بنوع خاص.

في أوائل يناير (كانون الثاني) 2022، كانت الصين قد قامت ببناء منشأة بحثية تحاكي بيئة الجاذبية المنخفضة على القمر، واستهلت ذلك من التجارب التي استخدمت مغناطيس لتحليق ضفدع في الفضاء.

في الوقت نفسه يعمل باحثون صينيون على تطوير منشأة يمكنها محاكاة جاذبية سطح القمر، وفقاً لما ذكرته صحيفة “ساوث تشاينا مونينغ بوست”.

وسيكون القمر الاصطناعي عبارة عن غرفة مفرغة تستخدم مجالاً مغناطيسياً قوياً لإعادة إنشاء بيئة منخفضة الجاذبية.

في هذا الصدد كان كبير العلماء العاملين على المشروع، لي رويلين، يصرح بأنه: “من المقرر أن يتم إنشاؤها في غضون بضعة أشهر”، حيث ستمكن من التحكم في الجاذبية لوقت كاف لإجراء الأبحاث.

تأتي هذه الخطوة الصينية في ظل مساعيها لأخذ زمام المبادرة في سباق الفضاء الدولي الجديد مع الولايات المتحدة، حيث يتضمن ذلك برنامج استكشاف القمر، فضلاً عن مهامها الأخيرة بهبوط مركبة على الجانب الآخر من القمر في عام 2019، وفي عام 2020، إعادة عينات الصخور إلى الأرض للمرة الأولى منذ 44 عاماً.

ويبقى الهدف الواضح والمؤكد هو أن الصين تستهدف الهبوط برواد فضاء على سطح القمر بحلول عام 2030، وإنشاء قاعدة أبحاث مشتركة مع روسيا.

هل الصين متعجلة في حضورها على سطح القمر؟

مؤكد أن الأمر بالفعل ماض على هذا النحو، فقد أكدت سلطات الفضاء الصينية أن بناء محطة الأبحاث يمكن أن يبدأ في أقرب وقت في عام 2027، وقبل سنوات من الموعد المحدد، وسط مخاوف من التحركات التي تقودها الولايات المتحدة لوضع قواعد للأنشطة القمرية المستقبلية.

في هذا السياق، لا يمكن للمرء أن يتصور أن واشنطن تقف مكتوفة الأيدي، لا سيما أنها كانت صاحبة السبق في الصعود إلى القمر… ما الذي يمكن أن تفعله في هذا الإطار؟

قمرة المركبة الفضائية الاميركية أبولو (غيتي)

 

“أرتميس” وعودة أميركا للقمر ثانية

هل سيهبط الأميركيون مرة جديدة على سطح القمر بعد مرور نحو خمسين عاماً على أول مهمة لهم هناك، ضمن برنامج “أبولو“؟

يبدو أن ذلك سيحدث مع بدايات عام 2024 وبالتحديد في 25 يناير، والعهدة هنا على الراوي جون ثورنتون، الرئيس التنفيذي لشركة “أستروبوتيك” التي قد تصبح أول شركة خاصة تحقق هذا الإنجاز.

لن يعاود الأميركيون إرسال المركبات المأهولة أول الأمر، بل البداية ستكون من خلال المركبة “بيريغرين”، التي ستجهز بخمس أدوات علمية لوكالة ناسا، لدراسة بيئة القمر تحضيراً لمهمات برنامج “أرتميس”، المأهولة.

سوف تنطلق المركبة “بيريغرين”، من فلوريدا بصاروخ “فولكان سنتور”، الجديد، ويوضح ثورنتن أن المسبار سيصل إلى مدار القمر بعد “أيام” بينما ستتم محاولة الهبوط على سطح القمر في 25 يناير في انتظار أن تكون ظروف الإضاءة في الموقع المستهدف مواتية.

ما الذي ستحمله المركبة “بيريغرين” معها؟

سوف تمضي حاملة 21 حمولة قمرية مثل التجارب، كما ستهبط في منطقة تدفقات الحمم البازلتية. وستتم عملية الهبوط بشكل مستقل من دون تدخل بشري، لكنها ستكون خاضعة للمراقبة من مركز التحكم الخاص بالشركة.

كانت آخر مغامرة للولايات المتحدة على سطح القمر خلال مهمة أبولو 17 في ديسمبر (كانون الأول) 1972، التي شهدت رحلة أربعة رواد.

والمعروف أنه إضافة لشركة “أستروبوتيك” وقعت ناسا عقوداً مع شركات أخرى بينها “فاير فلاي أيروسبايس”، و”درايبر” و”إنتويتيف ماشينز”.

عدة أسئلة معمقة تطرحها مهمات المركبة “بيريغرين” غير المأهولة، وما يليها من مركبات مأهولة بالبشر ضمن برنامج “أرتميس”، أولها هل أميركا في حاجة إلى المزيد من الدراسات عن بيئة القمر؟ هذا التساؤل يفتح الباب واسعاً من جديد أمام الشكوك التي تنتاب المتشككين في صعود الأميركيين الأول إلى القمر، وهل كان حقيقياً أم دعائياً؟.

الأمر الثاني هو الهدف من الوصول إلى القمر هذه المرة، وهل هو موصول بأغراض اقتصادية، أم عسكرية، أو خليط من الأمرين ضمن سياقات البحث عن عالم القطبية الجديد، حيث بات الفضاء هو ميدان المواجهات المقبل، بعدما كانت البحار في ملعب الصراعات بين القوى الدولية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية؟

تكوين القمر غني بالعناصر الطبيعية التي تغري الدول الكبرى على استثمارها (غيتي)

 

الصراع على موارد القمر الاقتصادية

يبدو الاهتمام الصيني والأميركي بالقمر بنوع خاص متعدد الجوانب، وفي البداية ينصب التركيز على الموارد الاقتصادية المتوافرة فوق سطحه الواسع.

هل تغيرت وجهة نظر البشر بما يوجد فوق سطح كوكب القمر؟

الجواب يلزمنا الرجوع إلى التصريح الذي أدلى به أوائل سبعينيات القرن الماضي، باز ألدرين، ثاني كائن بشري يحط بقدميه فوق سطح القمر الذي قال إن ما رآه هو “خراب رائع”، ويعني أنه رأى لا شيء، أرض ممتدة قاحلة بلا ماء أو هواء أو أي مصادر تذكر، غير أن غالب الأمر أن ألدرين كان مخطئاً… لماذا؟

فارق كبير بين المقدرات الاستكشافية العلمية الأميركية منذ خمسة عقود ونيف، وبين ما هو متوافر لوكالة ناسا، وربما غيرها من الهيئات المغرقة في سريتها التي لا نسمع عنها شيئاً.

تبدو الحقيقة أن هناك موارد هائلة فوق سطح القمر، حيث تحتوي الأملاح المعدنية على كمّ هائل من الأوكسجين، والسيليكون، والماء المثلج، وهناك تطلعات من بكين وواشنطن لاستخراج تلك العناصر التي يمكن أن تغير شكل ذلك الكوكب غير المأهول.

أمر آخر يجعل القمر مغرياً ليس للصين وأميركا فحسب، بل لكامل القوى الساعية نحو مراكز قطبية متقدمة، مثل الهند وجنوب أفريقيا، عطفاً على برامج الاتحاد الأوروبي.

يتأتى هذا الإغراء من وجود أحد نظائر الهيليوم (الهيليوم 3) في أجواء القمر. تحتوي الأرض من مشارقها إلى مغاربها على عدة كيلوغرامات فقط من هذه المادة، فيما تربة القمر يعتقد علمياً أنها تحوي نحو مليون طن منها بسبب التفاعل المباشر مع أشعة الشمس عبر ملايين السنين، ويمكن أن يساعد الهيليوم 3 في تطوير صور أكثر أمناً، وأرخص بفارق واسع، من التفاعلات النووية، وبالتالي توفير قدر هائل من الطاقة.

هل الوصول إلى ثروات القمر أمر بات قريباً؟

يقول ستيفن فريلاند، نائب رئيس مجموعة العمل المعنية بالجوانب القانونية لنشاط موارد الفضاء في “لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية” التابعة للأمم المتحدة: “إن القمر أصبح داخل اللعبة”، ويتوقع فريلاند الأستاذ الفخري في القانون الدولي بجامعة “ويسترن سيدني”، أن يرى جهوداً لاستخراج الموارد من سطح القمر بنهاية العقد الحالي.

في هذا السياق يطفو تساؤل جوهري: من ينظم السباق على موارد القمر، أم أن الصراع الحادث على الأرض، هو عينه ما ستجري به المقادير في الفضاء؟

المؤكد أنه في قلب هذا النزاع، هناك اتفاقيات “أرتميس” التي صاغتها الولايات المتحدة، وهي مجموعة مبادئ غير ملزمة قانوناً تهدف لتنظيم النشاط على القمر والمريخ وما هو أبعد منهما. هذه المبادرة التي تقول ناسا إنها تستند إلى معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، تشكل الأساس لجهود وكالة الفضاء لوضع رواد الفضاء على سطح القمر في هذا العقد، وبدء عمليات التنقيب عن الموارد القمرية المريحة.

وحتى الآن وقعت 19 دولة على دعم الاتفاقيات بما في ذلك أربع دول، رومانيا وكولومبيا والبحرين وسنغافورة.

هل تسعى واشنطن بصورة أو بأخرى للسيطرة على مقدرات الفضاء، كما حالها على الدوام مع ما يجري على الأرض؟

غالب الظن أن ذلك كذلك، والدليل الخطاب الذي ألقته نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس في أبريل (نيسان) من عام 2022، في قاعدة “فاندنبيرغ” للقوة الفضائية، التي تقع على بعد حوالى 160 ميلاً شمال غربي لوس أنجليس وأشارت فيه إلى أن الاتفاقات هي جزء من جهد تقوم به إدارة بايدن لإنشاء “مجموعة واسعة وشاملة من المعايير الفضائية”.

من هنا يمكننا تفهم قيام قيادة الصين وروسيا أوائل فبراير (شباط) الماضي، بمعارضة الاتفاقات الأميركية الروح والتوجه.

ومن هنا أيضاً ربما تتجاوز خطوات التعاون الروسي – الصيني، المجالات المختلفة على الأرض، لتمتد إلى الفضاء الخارجي جزء من “شراكة بلا حدود”.

تتمثل إحدى المشكلات الرئيسية التي تراها الصين في اتفاقيات “أرتميس” في بند يسمح للدول بتحديد مناطق على القمر كـ”مناطق أمان”، أي مناطق قمرية يجب على الآخرين تجنبها… هل الصراع في حقيقته على الموارد الاقتصادية فحسب، أم أن هناك بعداً آخر لا يقل أهمية يجعل من الفضاء عامة وليس القمر فحسب موقع وموضع الصراع المقبل في العقود التالية بين الأقطاب المختلفة؟

من واشنطن إلى بكين عسكرة الفضاء

في عام 1983، بدأ الرئيس الأميركي الراحل، رونالد ريغان، برنامج “حرب النجوم أو الكواكب”، وقد كان بمثابة استعداد لمواجهة “إمبراطورية الشر” على حد تعبيره، أي الاتحاد السوفياتي.

هذا البرنامج لم يقدر له أن يمضي طويلاً، على الأقل رسمياً، فقد كانت النهاية الدراماتيكية للنظام الشيوعي، سبباً كافياً للاقتناع بأنه لم يعد هناك عدو مخيف أو مهيمن، يمكنه أن ينازع واشنطن على قطبيتها المنفردة، وقيادتها وريادتها للعالم.

تغيرت الأوضاع وتبدلت الطباع بعد ثلاثة عقود، لا سيما مع صحوة روسيا الاتحادية وتسلحها بأسلحة متقدمة، من نوعية الصواريخ الفرط صوتية بنوع خاص، كما أن الصين اليوم، باتت تقلق الأميركيين نهاراً، وتقض مضاجعهم ليلاً، لا سيما بعد البرنامج النووي الجديد والسعي لامتلاك ألف رأس نووي.

في 29 أيلول (سبتمبر) من عام 2020، نقل عن جون شو قائد قوة الفضاء الأميركية قوله: “في مرحلة ما، نعم سننشر جنودنا من البشر في الفضاء”. وأضاف: “يمكنهم على سبيل المثال تشغيل مركز قيادة في مكان ما في الفضاء القمري”.

هل يعني ذلك أن وكالة ناسا، تتعاون مع القوة الفضائية الأميركية للسيطرة على ما هو أبعد من البر والبحر؟

مؤكد أن هناك اتفاقيات بين الجانبين، وقد راجت الأخبار بالاتفاق على عدد من الأهداف التي تتراوح بين إرسال البشر إلى الفضاء إلى تطوير أنظمة دفاع كوكبية للجيش الأميركي.

يبدو أمر بناء قاعدة عسكرية على القمر لا يزال أمراً بعيد المنال، لأن الفضاء ليس المكان الأفضل لحياة الإنسان، لكن من جانب آخر، فإن الذكاء الاصطناعي كفيل بإقامة مثل هذه القاعدة، وشغلها بالروبوتات التي يتم التحكم بها من بعد، أي من الأرض، لا سيما أن أميركا باتت متقدمة جداً هذه الأيام في بناء روبوتات فضائية، وللمرء أن يتخيل المدى الذي يمكن أن تشهده عملية تطوير فائقة لهذه الروبوتات.

معنى هذا أنه بدلاً من أن تقوم واشنطن بإرسال قوات بشرية للتمركز على القمر اليوم، فمن المرجح أن ترسل روبوتات إلى هناك للقيام بهذا العمل في المستقبل القريب.

لم تكن، ولن تكون الصين بعيدة من انتقاد أميركا، واتهامها بعسكرة الفضاء الخارجي للكرة الأرضية، ففي الرابع عشر من يونيو (حزيران) المنصرم، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، إن الإجراءات الأميركية، بما في ذلك إنشاء قوة الفضاء في عام 2019، كأحدث فرع للجيش، كان لها “تأثير سلبي كبير على أمن الفضاء والاستقرار الاستراتيجي العالمي”.

وأضاف: “في السنوات الأخيرة، سرعت الولايات المتحدة من عسكرة الفضاء، وأود أن أكرر هنا أن الصين تتمسك بالاستخدام السلمي للفضاء، وتعارض بحزم تسليح الفضاء وتحويله إلى ساحة معركة، وتعارض أي شكل من أشكال سباق التسلح في الفضاء”.

هل لدى الصين ما تخشى منه واشنطن عسكرياً؟

المؤكد أن التطورات التي حققتها الصين في الفضاء تتسارع يوماً تلو الآخر، وبخاصة في ظل وجود محطة فضائية خاصة بها، تدور حول الفضاء، وتواجه الصين بالفعل إدانة دولية بعد استخدام صاروخ لتفجير أحد أقمارها الاصطناعية المخصصة لمراقبة الطقس، ما ترك أمرين:

أولاً: حقلاً هائلاً من الحطام يدور بشكل عشوائي وغير مأمون الجوانب ويهدد أجساماً أخرى في المدار عينه، وربما لاحقاً في مدارات أخرى.

ثانياً: مخاوف هائلة من القدرات الصاروخية الصينية، التي تطاول الأقمار الاصطناعية في الفضاء، ما يعني أن أقمار أميركا وأوروبا أو أي دولة أخرى، باتت في متناول يد الصينيين… هل يمكن أن تجري الأحداث بحرب في الفضاء؟

حروب الفضاء احتمال غير مستبعد

ويبقى الحديث عن احتمالات الحروب في الفضاء، شأناً مخيفاً، لكنه من أسف كبير وارد وبقوة، وهو ما قطع به العميد جيسي مورهاوس من قيادة الفضاء الأميركية إذ صرح بأن بلاده مستعدة للصراع في الفضاء الخارجي، بعد تطوير تقنيات مضادة للأقمار الاصطناعية لمواجهة التهديدات التي تشكلها ما أطلق عليها “الاستفزازية”، وأجملها في روسيا والصين.

قال مورهاوس: “إن العدوان الروسي، ورؤية الصين لتصبح القوة الفضائية المهيمنة بحلول منتصف القرن، لم تترك للولايات المتحدة خياراً سوى الاستعداد للمناوشات المدارية”، مشدداً على أن “الولايات المتحدة مستعدة للقتال في الفضاء إذا لزم الأمر”.

هل هذه الحرب في الفضاء حال حدوثها ستؤثر على الأميركيين والصينيين فحسب، أم أنها ستترك تأثيراً مخيفاً على بقية أرجاء المسكونة؟

في أوائل سبتمبر الماضي، صرح قائد قوات الفضاء الأميركية، تشانس سالتزمان، لمجلة “نيوزويك” بأن الحرب في الفضاء يمكن أن تعرض البشرية جمعاء للخطر.

وقال سالتزمان: “إذا اندلعت مثل هذه الحرب خارج كوكب الأرض، فقد تكون أكثر تدميراً من مسارح الحرب الجوية والبرية والبحرية التقليدية، ويمكن أن تغير حياة الناس لقرون مقبلة”.

كيف يمكن أن يكون شكل تلك الحروب، وما هو الأثر الذي ستتركه على الأجيال البشرية المقبلة؟

يبدو الحديث طويلاً وممتداً في ظل تهديدات حقيقية وليست مجازية.

المزيد عن: خرائط وحرائق 2023حرب الفضاءموارد القمرالصينالولايات المتحدة الأميركيةروسيامشروع الفضاء الصينيناساالصاروخ الصينيالغلاف الجوي

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00