تكنولوجيا و علومعربي الفن التفاعلي يدخل ساحة المعركة بين روسيا وأوكرانيا by admin 10 أكتوبر، 2022 written by admin 10 أكتوبر، 2022 19 كوميديا شرسة تنطلق من الملاجئ لتقضي على الخوف وتسهم في المواجهة اندبندنت عربية \ سناء عبد العزيز لا شك في أن سنن التطور جرت على وسائل الحرب في الألفية الثالثة كما جرت على جميع المجالات، وخصوصاً مع الثورة الرقمية المذهلة التي بتنا، أو بالأحرى، باتت جزءاً لا يتجزأ من وجودنا، ولكن، هل تصلح ألعاب الفيديو كسلاح فعال في حرب حقيقية، أو حتى كمصدر للتسرية أو الإلهاء أو تخفيف وطأة الصدمة؟ في أحد المعارض الفنية التي تحولت إلى ملجأ للأوكرانيين في خاركيف، وجدت فتاة تدعى داريا سيليشيفا أن جلوسها ساكنة تحت دوي الانفجارات وصفارات الإنذار، هو بمثابة شكل من أشكال الموت البطيء، فراحت تفكر في وسيلة لإلهاء نفسها عن هذا الرعب، وتتعرف في الوقت نفسه على مشاعر جيرانها في الملاجئ الأخرى تحت هذا القصف المتواصل. وقادها التفكير إلى ابتكار لعبة بعنوان “ماذا تفعل في مأوى القنابل في خاركيف”، سرعان ما تطورت اللعبة إلى عمل صحافي يقدم صورة حية للحياة تحت القصف في الأشهر الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا، وتحمي هؤلاء الضحايا داخل جحورهم من حقيقة “نسيان الكائن”. بين الوجود والعدم تقوم اللعبة على فكرة التجول عبر المساحة المحدودة المتاحة للمحتجزين بغرض حمايتهم، وإجراء حوار مفتوح مع رفاق الملجأ والأصدقاء المختبئين في أماكن مختلفة. تقول سيليشيفا “كان هدفي إتاحة فرصة لسماع أصوات الناس العاديين، لالتقاط جزء من الحياة في ملجأ. أردت أن يتعرف الجميع على حياتهم وأفكارهم”، على خلفية موسيقى مصاحبة للانفجارات، ونغمات فاترة لغيتار وأصوات مكتومة. هناك أيضاً كثير من النكات السوداء، ومحاولات مستميتة من الجميع لفهم الفوضى العارمة التي تحدث في حياتهم. يقول أحد الأشخاص “عندما تكون الحرب قريبة جداً، من الصعب تصديقها، فالدماغ يرى ويحلل كل ما يحدث، لكنه يعطل رد الفعل”. الحرب الإفتراضية في ملاجئ الأوكرانيين (رويترز) تومض بعض الشخصيات بألوان مختلفة “مثل المصابيح الكهربائية التي على وشك الاحتراق”، وتمتد لتشمل حكايات بعض النساء اللائي تعرضن للتحرش، وهو ما دفع سيليشيفا إلى استشارة أخصائية نفسية في شأن مساعدة الأشخاص الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة، والتي أكدت بدورها أن ضحايا العنف يمرون بحالة كمونية، بين الوجود والعدم، بعد أن عوملوا كأشياء، مما أدى إلى فقدانهم صورتهم الذاتية، وفقدان الثقة في أنهم أحرار”. ما الذي تريده هذه اللعبة؟ تجيب سيليشيفا بحيادية “حتى لا ننسى ما جربناه”. تشعر سيليشيفا أن الحقيقة لا تحتاج إلى توضيح، على رغم وجود “إبداع” في “اختيار أي جانب من العالم يجب تسليط الضوء عليه، ما عليك سوى التقاط التجربة وتركها للآخرين. ولا تحاول التأثير على عقول الناس – بدلاً من ذلك، امنحهم تجربتك فحسب”. الحرب وأهوالها موضوع لهو هذه ليست اللعبة الوحيدة التي تبتكر رداً على الهجوم الروسي، بالبحث على غوغل تستطيع العثور على كثير من تلك الألعاب منها لعبة “زيرو لوسس” أو “الخسائر الصفرية” إذا جازت الترجمة، وهي من ابتكار استوديو ماريفو كوليكتف، يقوم اللاعب فيها بدور جندي روسي يعمل في أجواء مرعبة على تدمير جثث رفاقه الراقدة على شريط متحرك، يقترب تدريجاً من رأس جهنمي يشبه كرة النار تبتلعه على الفور، لدعم أرقام الضحايا الرسمية في الكرملين، لكن بعض هذه الألعاب يدور في أجواء مرحة كما أوضح ستيبان بروخورينكو أحد منظمي مهرجان الألعاب الأوكرانية هذا العام على منصة “ستيم”، لصحيفة “غارديان” البريطانية. هناك لعبة “المزرعة الأوكرانية”، حيث يسرق سائقو الجرارات الصغيرة دبابات عملاقة. وحتى لعبة سيليشيفا تنطوي على كثير من المتعة على رغم أنه لم يكن مخططاً لها أن تكون ممتعة، بل مجرد شهادة على الحرب، يؤكد بروخورينكو “أعتقد أن الألعاب هي بمثابة سرد للقصص، وسرد القصص هي الطريقة التي تجعل الأفكار تنجو. فكرة أوكرانيا حرة ومستقلة أمر تحتقره روسيا وتريد محوه، لذا تصبح الألعاب ساحة معركة أخرى بطريقة ما”. فلنضحك معاً على العدو حرب إفتراضية يخوضها أوكرانيون ضد روسيا (سوشيل ميدديا) من بين الألعاب الأوكرانية الأكثر غرابة حول الحرب الروسية، لعبة بوتينيست سلاير، وهي لعبة تدور في فضاء كوني سحيق، تستهدف تدمير الوحوش القبيحة التي تحولت إليها أشهر وجوه الفاشية الروسية، وفي مقدمتهم بوتين في ثوب ملك الموت. وتعتبر ضمن مشروع ألعاب طليعي من أوكرانيا، يسلط الضوء على الجوهر الإجرامي للرؤساء والمشاهير من خلال منظور الفن التفاعلي. تم إنشاء اللعبة من قبل مجموعة الفن المجهول “بنكر 22” التي تشكلت خلال الحرب وهي مجموعة تتوسل بالكوميديا الشرسة لصنع دعابة مضادة، لأن “الدعابة العادية أصبحت غير متاحة” للأوكرانيين، على حد تعبير المطور الرئيس للمجموعة المجهول بدوره. يضيف المطور المجهول “الأمر أشبه بإغلاق عينيك والتفكير في شيء جيد عندما يكون هناك مجنون يمسك سكيناً خلف ظهرك”، لكن العقل يحتاج إلى الاسترخاء، ويحتاج إلى دوافع إيجابية. في الوضع الحالي، الشيء الوحيد الذي يمكننا أن نضحك عليه هو عدونا، على سخافاته وإخفاقاته، هذا الضحك يؤكد الحياة ويسير جنباً إلى جنب مع إيماننا بالنصر. إنه جزء من الجوهر الذي يسمح لنا بمقاومة إرهاب روسيا، ويعزز قوتنا المعنوية”. تبدأ بوتينست سلاير بديباجة تشبه حرب النجوم، حيث يقوم بوتين، وقد أصبح مدمناً على المخدرات، بتشكيل تحالف مع كائنات فضائية شريرة، مما أجبر اللاعب على السفر إلى الفضاء النجمي لتفجير أتباعه. ويظهر بعضهم على أنهم شياطين طائرة، في إشارة إلى اللغة العامية الأوكرانية في زمن الحرب. إنها مهزلة دموية مطلقة إشعار واحد داخل اللعبة يكلفك مطاردة دبدوب بوتين. اللغة كأداة قتال أداة الحرب الإفتراضية (غيتي) امتدت ساحة القتال داخل كثير من هذه الألعاب إلى اللغة، بروخورنكو نفسه طلب من “غارديان” أن تكتب كلمة روسيا بأحرف صغيرة عند الاستشهاد بكلامه، كما حرص عديد من مطوري الألعاب على تغيير الكلمات الروسية في ألعابهم إلى اللغة الأوكرانية كما في تحريف كلمة تشرنوبيل إلى “تشورنوبل”. وعلى النقيض، يمكنك الدخول واللعب مع سيليشيفا باللغة الروسية، فهذه هي لغتها الأولى – لأنها ترى أن تجنب اللغة الأم للمحتل لم تؤد إلى نتائج إيجابية، بل على العكس، كما ترى من جهة أخرى أن إدراج اللغة الروسية هو محاولة لإشراك اللاعبين الروس الذين هم أنفسهم أهداف لطغيان بوتين. تتضمن اللعبة محادثة هاتفية مع شخص روسي لم يذكر اسمه، يصر على أن الملجأ الذي تشير إليه سيليشيفا هو مجرد دعاية أوكرانية. ترد مطورة اللعبة “بعثت برسالة إلى عديد من أصدقائي في روسيا، وطرحت عليهم السؤال نفسه: هناك حرب، أنا في ملجأ – ما رأيكم في هذا؟”. ثلاثة عرضوا على سيليشيفا المال لمساعدتها في الانتقال من هذا المكان إلى منطقة أكثر هدوءاً وأماناً “الرابعة كانت عمتي الكبرى، واتضح أنها كانت إلى جانب بوتين بحزم. الكلمات التي في اللعبة تخصها”. على عكس مصممي الألعاب الأخرى، ترى سيليشيفا أن من الصعب الاتفاق في ما يخص المعتقدات، وأن الآراء السياسية ليست أبدية. وقبل قطع أي علاقات مع الروس، علينا أن تتذكر أنهم مجرد أشخاص يعيشون في بلد فقير أصبح أحد الأمثلة الجوهرية على الاستبداد في القرن الـ21. ويجب ألا تطلب منهم الكثير، لكن مثل أي شخص آخر، فهم يتحملون المسؤولية، وعلينا التحدث معهم. المزيد عن: الثقافة الإفتراضية\الفن التفاعلي\الحرب\الخوفر\وسيا\أوكرانيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post دراسة: الصداع النصفي يفاقم خطر الإصابة بالخرف next post إضراب عمالي في بتروكيماويات إيران وتمرد سجناء You may also like ملفات “البنتاغون”: الحياة في الكون البعيد ليست مستحيلا 25 نوفمبر، 2024 ليزر يعمل بالطاقة الشمسية قد يكون مفتاحا للسفر... 25 نوفمبر، 2024 ما هي تطبيقات التجسس وكيف يمكن الكشف عنها؟ 24 نوفمبر، 2024 بينها اللغة العربية.. واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى... 24 نوفمبر، 2024 الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار “غوغل” على... 21 نوفمبر، 2024 تعرف على مزايا «بلايستيشن 5 برو»: جهاز الألعاب... 19 نوفمبر، 2024 “استنسخ سراً”.. خروف عملاق يضع أميركا في حالة... 17 نوفمبر، 2024 اكتشاف كائن بحري عملاق يمكن رؤيته من الفضاء 15 نوفمبر، 2024 كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟ 15 نوفمبر، 2024 صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود» 15 نوفمبر، 2024