الأربعاء, يناير 1, 2025
الأربعاء, يناير 1, 2025
Home » الـ “نينو” تسبب أضخم انقراض في تاريخ الكوكب وتستعد لجولة منفردة ملتهبة

الـ “نينو” تسبب أضخم انقراض في تاريخ الكوكب وتستعد لجولة منفردة ملتهبة

by admin

 

ظاهرة تتمدد أساساً على سطح مياه المحيط الهادئ التي تفوق مساحتها 155 مليون كيلومتر مربع

اندبندنت عربية / أحمد مغربي صحافي @twitillard

بعناوين قوية ومثيرة سيطرت الـ “نينو” El Niño  على محاور أساس من التغطيات الإعلامية العلمية عن المناخ في الكرة الأرضية، كيف لا والأمر يتناول ظاهرة تتمدد أساساً على سطح مياه المحيط الهادئ التي تفوق مساحتها 155 مليون كيلومتر مربع (ثلث كوكبنا تقريباً) وتعلو قيعاناً هائلة تزيد مساحتها على اليابسة في الكرة الأرضية كلها.

واستناداً إلى ذلك الموقع الضخم تؤثر ضربات الـ “نينو” في أحوال طقس الكوكب الأزرق بأكمله، وتذكيراً تعني كلمة الـ “نينو” باللاتينية السائدة في أميركا الجنوبية “الطفل” وتصل إلى ذروتها عادة في ديسمبر (كانون أول)، وهو شهر عيد الميلاد المجيد. ومنذ القرن الـ 17 أطلق صيادو الأسماك في تلك القارة الجنوبية اسم الـ “نينو” على تلك الظاهرة، بل إن الاسم الكامل هو “طفل الميلاد” El Niño de Navidad.

ومن العناوين القوية علمياً عن الـ “نينو” في 2024 نقتبس:

“نهاية الـ ‘نينو’ وما الذي تعنيه لمناخنا” (مرصد الأرض التابع لوكالة “ناسا” الأميركية).

“اكتشاف أنماط أكثر قوة من تعاقب الـ ‘نينو’ والـ ‘نينا’ La Niña عبر 251 مليون عام” (سجلات الأكاديمية الأميركية الوطنية للعلوم).

الاحتباس الحراري قد يخرب فالس الـ “إنسو” المستمر منذ 11 ألف عام (pixabay)

“مراصد الفضاء تلاحظ كيف يغير الـ ‘نينو’ والـ ‘نينا’ رقصتهما الملغزة فوق مياه المحيط الهادئ” (جامعة كاليفورنيا).

“حينما غيّر ‘نينو’ عملاق قصة الحياة على الأرض القصة غير المتداولة عن أضخم فناء جماعي شهده كوكب الأرض” (مجلة ساينس الناطقة بلسان الجمعية الأميركية لتقدم العلوم).

وعلى رغم النبرة القوية في العنوان الأخير إلا أنه يبقى أكثر اعتدالاً مما ظهر عام 2021 ضمن الموقع الشبكي المتنوع لمجلة “نيشتر” ضمن النسخة المخصصة لتغيير المناخ Nature Climate Change وحمل الكلمات التالية “نماذج محاكاة رقمية ضخمة على الكومبيوتر تظهر أن الاحتباس الحراري قد ينهي تعاقب دورة الـ “نينو” والـ “نينا” أو الـ “إنسو” (ENSO)

وتحيط بالكلمات السابقة هيبة علمية واضحة لأنها تجمع بين ظاهرة حديثة نسبياً يسهم فيها البشر، أي الاحتباس الحراري، وبين دورة طبيعية تجمع نقيضين مترابطين واستمرت في التعاقب منذ آلاف الأعوام.

تعريف موجز عن “نينو” و”نينا” و”إنسو”

وفق موقع “الوكالة الوطنية (الأميركية) للمحيطات والغلاف الجوي “National Oceanic and Atmospheric Administration”

واختصاراً “نووا-“NOAA تهبُ طبيعياً دورات متتالية من رياح عالمية تنطلق من سواحل الأميركيتين، وخصوصاً القارة اللاتينية الجنوبية باتجاه الغرب، أي قارة آسيا، وسُميت تقليدياً بالرياح التجارية لأنها اعتادت أن تدفع السفن من العالم الجديد إلى الصين والهند والأسواق الضخمة للعالم القديم.

وفي العادة تحمل تلك الرياح دفئاً لأن معظمها يمر في مناطق خط الاستواء والمدار الجنوبي، وكذلك الحال بالنسبة إلى حرارة المياه السطحية التي تدفعها. وبصورة طبيعية أيضاً تنبثق من قاع المحيط مياه باردة كي تحل بديلاً عن تلك التي أزاحتها الرياح، وتكون المياه الباردة الجديدة محملة بالمواد المغذية لمعظم الأنواع البحرية، إضافة إلى تأثيرها في أحوال الطقس داخل الأميركيتين بما في ذلك كندا.

الـ “نينو” تسبب أضخم انقراض في تاريخ الكوكب وتستعد لجولة منفردة ملتهبة (pixabay)

وفي أعوام الـ “نينو” تتواهن تلك الرياح التجارية وتهدأ وتسكُن، ويستمر ذلك ما يتراوح ما بين تسعة أشهر أو عام بأكمله، ومع سكون الرياح التجارية تبقى المياه الدافئة راكدة أمام السواحل الأميركية ويتغير الطقس فيها.

ويعاني شمال أميركا وكندا طقساً أكثر سخونة وجفافاً من المعتاد، فيما يعيش القسم الجنوبي منها بداية من خليج المكسيك وامتداده في القارة الجنوبية أجواءً أدفأ وأمطاراً أكثر هطولاً من المعتاد، ومع عدم وصول مياه جديدة من قاع المحيط مع ما تحمله من مغذيات للأسماك، تتبدل أحول الصيد البحري وتتبدل محاصيلها لكن مجموعها يتدنى كثيراً.

وحينما تحل ظاهرة الـ “نينا” ومعناها باللاتينية “الصبية”، تسير تلك التغييرات في إيقاع معاكس وتبدأ مع اشتداد قوة هبوب الرياح التجارية وتدفع معها كميات فائضة من المياه الدافئة باتجاه آسيا، فيما تنبثق فورانات قوية من المياه الباردة من قيعان المحيط المحاذية لسواحل الأميركيتين حاملة معها كميات ضخمة من المغذيات لكائنات الصيد البحري.

ويعاني شمال أميركا وكندا برداً فائقاً وفيضاً في الأمطار، فيما يعيش جنوب أميركا وامتداده في القارة الجنوبية برداً قارساً مع تدن في الأمطار قد يلامس الجفاف، لكن الصيد البحري يكون وفيراً خصوصاً بأسماك الحبار والسلمون.

ويُسمي العلماء تعاقب هذين النقيضين بـ “تذبذب الـ “نينو” الجنوبي” El Niño-Southern Oscillation واختصاراً “ENSO” إنسو.

ومع الـ “نينو” فوق المحيط الهادئ الضخم يتأثر طقس الكرة الأرضية، فمثلاً يعاني النصف الشمالي من الأرض، خصوصاً الدول العربية وأوروبا، طقساً أكثر حرارة بل يصبح قائظاً وخانقاً إذا استمر الـ “نينو” في الصيف، وتفرض مشهدية مغايرة فائقة البرودة في تلك المنطقة نفسها حينما تتلاقى الـ “نينا” مع أشهر الشتاء فيها.

يرجح ألا يطول انتظار لحظة الفراق بين الـ “نينو” والـ “نينا” مع استمرار الفشل في اتفاق الدول على إجراءات عميقة وفاعلة حيال التغيير المناخي (أ ف ب)

الرقصة الباسيفيكية تتداخل مع لهيب الاحتباس الحراري

ومن الواضح أن تأثيرات تعاقب الـ “نينو” مع الـ “نينا” تتداخل بقوة مع معطيات التغير المناخي، خصوصاً أحوال الطقس المتطرف المرتبط بالاحتباس الحراري.

وفي عام 2021 أُجريت محاكاة افتراضية ضخمة تضمنت صنع نموذج رقمي عن دورات “إنسو” استخدم في صنعه 2 كوادريلليون بايت من البيانات (كل كوادريلليون يساوي واحد و 15 صفر أو ألف تريليون)، نهضت به فرق علمية متخصصة من “جامعة بوسان الوطنية” التي استخدم فريقها الحاسوب الخارق “آلِف” Aleph  أسرع سوبركمبيوتر في تلك البلاد و”معهد ماكس بلانك لعلوم الطقس” الألماني و”جامعة هاواي منوا” الأميركية، وتوصلوا إلى أن التعاقب الدوري بالأحرى شبه الدوري لـ “إنسو” المستمر منذ 11 ألف عام سيتلاشى مع استمرار تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي العادة تتعاقب ظاهرتا الـ “نينو” والـ “نينا” كل عامين أو سبعة أعوام ويفصل بينهما فترة قد تمتد من أشهر قليلة إلى 16 شهراً تسمى تلك الفترة “لا نادا”La Nada -.

ووفق تلك الدراسة الضخمة فسينفك الترابط بين الراقصين في تلك الدورة فتختفي ظاهرة “إنسو”.

وفي المقابل ستشتد قوة الظواهر الجوية المرافقة لكل “راقص” على حدة، فيصبح الـ “نينو” أشد حرارة والـ “نينا” أكثر برودة، ومع استمرار الفشل في اتفاق الدول على إجراءات عميقة وفاعلة حيال التغيير المناخي حتى الآن يرجح ألا يطول انتظار لحظة الفراق بين الـ “نينو” والـ “نينا”.

وخلال عام 2024 ألقت “جامعة بريستول” البريطانية التساؤل لدى دارسي المناخ عبر دراسة نهض بها بحاثتها مع نظرائهم في “جامعة الصين لعلوم الجيولوجيا”China University of Geosciences- ، إذ أكدت الدراسة أن ظاهرة “نينو” عملاقة بشكل هائل كان لها يد طولى في التغييرات التي أنهت العصر البرمي، ورافقها أوسع انقراض للكائنات الحية في تاريخ الكرة الأرضية كلها. ويقدر أن ذلك “الانقراض البرمي – الترياسي”” Permian-Triassic extinction ، وفق تسمية علمية معتمدة قد حدث قبل 252 مليون عام وأزال من الوجود قرابة 95 في المئة من الكائنات الحية، خصوصاً في البحار والمسطحات المائية الكبرى، ولم يحسم العلماء في شأن الأسباب التي ولدت تلك الـ “نينو” العملاقة.

وقد استندت تلك الدراسة المشتركة بين المملكة المتحدة والصين إلى بحث أُنجز قبلها بأشهر قليلة وحسم بأن الـ “نينو” والـ “نينا” ظهرتا قبل أكثر من 250 مليون عام، وكانتا أشد قوة بكثير من حاليهما في القرون القريبة الماضية.

وأخيراً تلاشت في مايو (أيار) 2024 ضربة الـ “نينو” التي استجمعت قواها بنشاط في ديسمبر (كانون الأول) 2023 وفق متابعة علمية من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ورصدت الوكالة نفسها أن هذه الضربة رافقتها تغيرات شملت هطول أمطار بكميات هائلة في أفريقيا وارتفاع قياسي في حرارة محيطات العالم وتآكل الثلوج من القمم القريبة من منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا، على غرار جبل كليمنجارو، وفي المقابل ساد جفاف هائل أميركا الوسطى ومنطقة الأمازون وغاباتها الشهيرة التي توصف بأنها رئة العالم.

واستطراداً فلعل ظاهرة الـ “نينا” قد شرعت تذر بقرونها ولعلنا نشهد شتاء قاسياً في المنطقة الشمالية للكرة الأرضية إلا إذا أبطأت تلك “الصبية” خطى رقصتها المناخية وأجلت ضربتها إلى شتاء 2026.

المزيد عن: نار وانتظارنينوالمناخبيئةالمحيط الهادئالغلاف الجوي

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00