الأربعاء, ديسمبر 11, 2024
الأربعاء, ديسمبر 11, 2024
Home » الغموض يكتنف ظروف “وفاة” روبوت في مكان عمله

الغموض يكتنف ظروف “وفاة” روبوت في مكان عمله

by admin

 

باتت حياة وهلاك أنظمة الذكاء الاصطناعي مسألة ملحة بالنسبة إلى البشر الذين يعايشونها

اندبندنت عربية / أنتوني كاثبرتسون صحافي @ADCuthbertson

أتراه تعثر أم تعمد السير إلى هلاكه؟ هذا هو السؤال الذي راود العاملين في المجلس البلدي لمدينة غومي الكورية الجنوبية في وقت سابق من العام الحالي عقب العثور على أحد زملائهم أسفل درج طوله مترين وهو فاقد للوعي ولا يستجيب.

سلط الإعلام المحلي الضوء على الحادثة فتساءل في عناوينه “لماذا أقدم الموظف الحكومي المجتهد على هذه الفعلة؟” و”هل كان العمل شاقاً؟”، كما انهمرت رسائل التعاطف مع العامل الراحل، وما زاد من اهتمام الناس هو أن الموظف ليس في الواقع سوى روبوت.

ويعتقد بعضهم بأن هذه هي أول حالة انتحار تسجل لروبوت – وبأن الجهاز ألقى بنفسه عمداً عن الدرج بعدما ضاق ذرعاً بالعمل. وأفاد الشهود بأنهم رأوه وهو يدور في مكانه قبل سقوطه بقليل، مما أثار تكهنات بأنه كان يعاني انهياراً نفسياً.

لكن إقدام الروبوت على قتل نفسه عمداً مرهون بتحليه بالوعي في المقام الأول. وصحيح أن هذا المفهوم موجود في الخيال العلمي منذ أكثر من قرن لكن لم يبدأ خبراء التكنولوجيا والفلاسفة بالتفكير الجدي في احتمالات حدوث هذا الأمر وتوقيته وكيفيته سوى خلال العقود الأخيرة.

ويعتقد جوناثان بيرش، أستاذ الفلسفة في كلية لندن للاقتصاد ومؤلف “على حافة الوعي: الأخطار والوقاية لدى البشر وحيوانات أخرى والذكاء الاصطناعي” The Edge of Sentience: Risk and Precaution in Humans, Other Animals, and AI، بأننا سنشهد قريباً ظهور ذكاء اصطناعي “بوعي ملتبس”.

ويقول لـ”اندبندنت”، “ما أعنيه بعبارة ’وعي ملتبس‘ هو أن بعض الأشخاص سيكونون مقتنعين أيما اقتناع بأن رفيقهم [جهاز أو آلة أو برنامج] الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي كائن يتحلى بالوعي ولديه بعدٌ داخلي غني، وسيغضبون عندما يرفض الآخرون هذا المفهوم. وفي المقابل، سيكون غيرهم مقتنعين تماماً بأن هؤلاء لا يشعرون بأي شيء بتاتاً”.

ويضيف “لن يكون من اليسير تحديد من هو المحق بينهما لأن فهمنا بمسألة الوعي ليس متطوراً بما يكفي. وقد يؤدي ذلك إلى انقسامات اجتماعية حادة”.

وفي سبيل الاستعداد لاحتمال كهذا، يدعو البروفسور بيرش شركات التكنولوجيا إلى أن تقرّ بهذا الخطر وتدعم الأبحاث الرامية إلى تحسين الفهم العلمي.

وتمحور الجدال الذي أثير في كوريا الجنوبية بعد هلاك الروبوت العامل حول إدخال الذكاء الاصطناعي والآلات إلى أماكن عمل البشر وإن كان من المفترض إعطاؤها الحقوق نفسها التي يتمتع بها زملاؤها من البشر.

وهذا السؤال مهم بصورة خاصة في بلد يتبنى الأتمتة بوتيرة أسرع من أي بلد آخر في العالم، إذ كشف تقرير صدر الشهر الماضي عن الاتحاد الدولي للروبوتات عن أن كوريا الجنوبية أصبحت أول دولة في العالم تستبدل أكثر من 10 في المئة من قواها العاملة بروبوتات. بينما تخطت دولة واحدة أخرى فقط خمسة في المئة.

وتتوافر للروبوتات وظائف في كل مكان في كوريا، بدءاً من مطابخ المطاعم ووصولاً إلى غرف العمليات. وترى الحكومة الكورية في الآلات الذكية طريقة لمعالجة أسوأ انخفاض لمعدلات الولادات في تاريخها مقابل التقلص السريع لأعداد السكان الذين لا يزالون في سن العمل. لكن موجة الروبوتات الضخمة فتحت الباب أمام تحديات جديدة تتعلق بطريقة التعامل معها وإدماجها.

حتى لو لم تكُن هذه الروبوتات تتمتع بالوعي ولا بإحساس بذاتها، فكثير من الأشخاص يعتبرونها كائنات شبه واعية تستحق معاملة فيها شيء من الاحترام وصون الكرامة. وبرز هذا الشعور بصورة خاصة من خلال ردود الفعل على فيديو انتشر العام الماضي وظهر فيه روبوت يهوي أرضاً فجأة أثناء تكديسه صناديق.

وقالت الشركة المصنعة للروبوت إن الأمر لا يعدو كونه عطلاً عادياً لكن الفيديو حصد ملايين المشاهدات فيما أخذ الجمهور يتساءل إن كان سلوكه ينم عن تحدٍ أو بسبب شعوره بالإرهاق. وكتب أحدهم “مرهق نفسياً مثل بقيتنا” فيما علق آخر بقوله “الذكاء الاصطناعي يستقل بقراراته وهذا يروق لي #إرادة_حرة”.

سمح لبروتيوس، أول روبوت متنقل آلي بالكامل من “أمازون”، أن يتجول بحرية في أقسام من المصنع لم يكن يملك حرية الحركة فيها قبلاً (أمازون)

 

منذ حادثة المجلس البلدي في كوريا الجنوبية، وقعت حوادث عدة لروبوتات بدا ظاهرياً أنها تحاول الانتحار.

والشهر الماضي، كان من المزمع عقد فعالية سميت “الإنسان ضد الآلة” وهي عبارة عن سباق بين سيارة تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي وسائق بشري. لكن المسابقة لم تحدث لأن السيارة التي تعمل بالروبوت وجهت نفسها باتجاه الحاجز واصطدمت به في الطريق نحو خط الانطلاق. ومزح بعض المتفرجين بقولهم إن الذكاء الاصطناعي يفضل أن يُخرج نفسه من السباق بدلاً من المخاطرة بمواجهة مع سائق بشري لُقب في إحدى المرات بالـ”طوربيد” بسبب قيادته المتهورة.

أما بالنسبة إلى روبوت كوريا الجنوبية الذي انتهت به الحال أسفل الدرج، فهناك احتمال ثالث لما حدث له. وهو احتمال يبدو موظفو البلدية والإعلام مترددين في التطرق إليه: ربما دفعه أحدهم.

وكشف تقرير الاتحاد الدولي للروبوتات الأسبوع الماضي عن أن العدد الإجمالي للروبوتات حول العالم ازداد بأكثر من الضعف في غضون الأعوام السبعة الماضية. ومع تسارع هذا الاتجاه بالتوازي مع التطور في الذكاء الاصطناعي، سنظل نواجه سؤالاً حول أنجع الطرق للعيش والعمل إلى جانب نظرائنا من الروبوتات.

وباعتبارها الشركة الرائدة عالمياً في توظيف الروبوتات، قضت “أمازون” أكثر من عقد تعمل على طرق إدماجها في أماكن العمل. وتشكل الروبوتات أساساً ثلث اليد العاملة في عملاق المبيع بالتجزئة، بفضل توظيفه أكثر من 750 ألف آلة إلى جانب 1.5 مليون إنسان حول العالم.

وسُمح لبروتيوس Proteus، أول روبوت متنقل آلي بالكامل في الشركة، أن يتجول بحرية في مستودعات الشركة، خارج الأقسام المسيجة التي كانت الروبوتات محصورة فيها سابقاً. وحتم هذا الدور الجديد للروبوتات إلى جانب البشر التفكير ملياً في صناعة الروبوتات بالشكل الأقل إزعاجاً.

وقالت جولي ميتشل، وهي مديرة في قسم الروبوتات في “أمازون” وأسهمت في صناعة الآلة للصحافيين خلال جولة أخيرة في أحد مراكز تجهيز الطلبات “أردنا أن نجعل بروتيوس محبباً”، مضيفة “قمنا بأبحاث كثيرة حول هذا الجانب… سواء الوجوه والعيون التي وضعناها والأصوات التي تصدر عنه – كل هذا مصمم بغرض أن يجعله محبباً للناس”.

مع تسارع وتيرة الاعتماد على الروبوتات بالتوازي مع التقدم في عالم الذكاء الاصطناعي، يبدو أننا سنواجه دوماً مسألة معنى وجود روبوت بين البشر – والعكس صحيح. ولا بد من أن يتسع نطاق النقاش الأخلاقي الجدي حول آلات الذكاء الاصطناعي ليشمل، إلى جانب الروبوتات القاتلة، انتحار الروبوتات.

© The Independent

المزيد عن: الذكاء الاصطناعيالروبوتاتأمازونالروبوتات العاملة

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00