صاروخ أميركي تفوق سرعته سرعة الصوت في منشأة مدى الصواريخ بالمحيط الهادئ، هاواي (أ ف ب) تكنولوجيا و علوم الصواريخ الفرط صوتية… “وحوش” تكنولوجيا الحروب by admin 5 يوليو، 2024 written by admin 5 يوليو، 2024 125 قادرة على المناورة بصورة غير متوقعة عبر تغيير اتجاهها أثناء التحليق وبسرعات عالية والصين وروسيا تتفردان بامتلاكها اندبندنت عربية / سامي خليفة صحافي متخصص في العلوم والتكنولوجيا منذ ظهور القاطرات الأولى وحتى فجر الطيران أدى سعينا للسفر بصورة أسرع إلى إعادة تشكيل مجتمعنا باستمرار وتغيير حياتنا النمطية، وها نحن أولاء نقف على أعتاب حقبة جديدة في مجال النقل مع قدرتنا على السفر تجارياً بسرعات قريبة أو تفوق سرعة الصوت. بيد أن هذا الأمر لا ينحصر بالتنقل السريع وفوائده الإيجابية الهائلة، فقد سخرت بعض الدول العظمى قوة المحركات السريعة في الاستخدامات العسكرية لتطوير صواريخ فائقة التطور وأسرع من الصوت يصطلح على تسميتها بالصواريخ الفرط صوتية، التي يمكن أن تحيد الدفاعات البعيدة المدى لأنها تطير داخل الغلاف الجوي، إلى جانب قدرتها على المناورة بصورة غير متوقعة عبر تغيير اتجاهها أثناء تحليقها وبسرعات عالية، ومن ثم عدم اتباع مسار خطي يمكن استشرافه مما يزيد من صعوبة تعقبها واعتراضها. داخل الغلاف الجوي عادة ما يطلق على أية مركبة جوية مقولة إنها تحلق بسرعة أكبر من سرعة الصوت عندما تتجاوز سرعتها 1235 كيلومتراً في الساعة عند مستوى سطح البحر، و1067 كيلومتراً في الساعة على ارتفاع 35 ألف قدم حيث تطير طائرات الركاب، غير أن هذه المعادلة تختلف في صناعة الصواريخ بحيث يجب أن تكون أسرع بخمس مرات من سرعة الصوت ليطلق عليها “فرط صوتية”. هنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الأنظمة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ليست جديدة حقاً بل تستخدم منذ عقود، فمثلاً عندما عاد رائد الفضاء الأميركي جون غلين عام 1962 من أول رحلة جوية لطاقم أميركي حول الأرض، دخلت كبسولته الغلاف الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت، كما أن جميع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الموجودة في الترسانات النووية في العالم تفوق سرعتها سرعة الصوت. مقاتلة تابعة للقوات الروسية تحمل صاروخ “كروز كينجال” الذي تفوق سرعته سرعة الصوت (أ ف ب) وبينما تمتلك الصواريخ الباليستية قدرات أسرع من الصوت، فإن ما يميز الصواريخ الفرط صوتية اليوم هو استخدام الرفع الديناميكي الهوائي الذي يسمح للصاروخ بالمناورة في ظل رحلة موجهة داخل الغلاف الجوي. وفي حين تتبع الصواريخ الباليستية مساراً مكافئاً للوصول إلى هدفها، يمكن للصواريخ الفرط صوتية العودة إلى الغلاف الجوي بصورة أسرع بكثير وتغيير اتجاهها وإحداث إرباك كبير في صفوف العدو. أنواع الصواريخ هناك ثلاثة أنواع مختلفة من الصواريخ الفرط صوتية الموجودة حالياً في العالم، وهي الصواريخ الجوية الباليستية، والصواريخ الانزلاقية، وصواريخ “كروز”. بالنسبة إلى الصواريخ الجوية الباليستية، فهذا النوع من الأسلحة الفرط صوتية يتم إطلاقه من المقاتلات والتحكم بسرعته لتفوق سرعة الصوت، ويعد صاروخ “كينجال” الذي تستخدمه القوات الروسية لمهاجمة أوكرانيا والمصمم ليطلق من على متن طائرات مقاتلة مثل “ميغ 31″، و”توبوليف 22″، أحد الأمثلة على الصواريخ الجوية الباليستية الفرط صوتية. أما الصواريخ الانزلاقية الفرط صوتية فتطلق على ارتفاعات عالية ثم تنزلق إلى هدفها، وتقوم بالمناورة على طول الطريق، ومن الأمثلة على هذه الصواريخ الانزلاقية صاروخ “دي أف-17” الصيني، وصاروخ “أفانغارد” الروسي. وتعد صواريخ “كروز” الفرط صوتية قيد التطوير حالياً من قبل الصين والولايات المتحدة، وستكون أصغر من الصواريخ الانزلاقية مما يعني أن كلفتها ستكون أقل ويمكن إطلاقها من أماكن أكثر، وقد أجرت الولايات المتحدة اختباراً على هذا النوع من الصواريخ في مارس (آذار) 2020، لكنه لم يدخل الخدمة الفعلية حتى تاريخ كتابة هذه السطور. الصين وروسيا تحتكرانها عند الحديث عن الصواريخ الفرط صوتية لا بد لنا من التنويه بأن الصين وروسيا تتفردان بامتلاكها منذ سنوات طويلة، وقد طورتاها إلى المستوى التالي بحيث أصبحت لا تحلق بسرعة هائلة فحسب، بل أيضاً على ارتفاعات منخفضة للمناورة حول الدفاعات الجوية والوصول إلى هدفها بسرعة كبيرة. وإذا ما أردنا أن نتحدث عن آخر القدرات الصينية في هذا المجال، تشير وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إلى أنه يمكن لأحدث صاروخ فرط صوتي صيني “دي أف-17” بسرعة ما بين خمسة و10 أضعاف سرعة الصوت أن يصل إلى هاواي ويخترق الدفاعات الصاروخية ويشكل تهديداً خاصاً لحاملات الطائرات الأميركية. وأكد ذلك باحثون صينيون العام الماضي بقولهم إن الصواريخ الفرط صوتية في البلاد يمكن أن تدمر مجموعة حاملات طائرات أميركية وتهدد بتهميش مجموعات منها في المحيط الهادئ، مما قد يغير ميزان القوى الاستراتيجي ويترك للولايات المتحدة خيارات محدودة لمساعدة تايوان في حال غزو الصين لها. يصعب اتباع مسار خطي يمكن استشرافه مما يزيد من صعوبة تعقب هذه الصواريخ واعتراضها (أ ف ب) في الأثناء، ما زالت بكين تعمل جاهدة على تطوير نظام أسلحة فائق السرعة يمكنه أن يدور حول معظم الكرة الأرضية قبل ضرب هدفه، وفي عام 2021 وصف المسؤولون العسكريون الأميركيون اختبار الصين هذا النظام بأنه شبيه جداً من “لحظة سبوتنيك”، في إشارة إلى أول قمر اصطناعي أطلقه الاتحاد السوفياتي إلى مدار الأرض المنخفض في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) 1957. وعلى خط مواز، تزعم روسيا أن بعض صواريخها الفرط صوتية يمكن أن تحمل رؤوساً حربية نووية، وهذا البيان وحده يثير القلق من أن تقوم بتشغيل هذا النظام ضد أي عدو، فسرعة هذه الأسلحة تزيد من خطورة الوضع لأن الوقت المناسب لأي حل دبلوماسي في اللحظة الأخيرة سيتقلص بشدة. وأقدمت روسيا في فبراير (شباط) الماضي على استخدام صاروخ “زيركون” الفرط صوتي للمرة الأولى على الإطلاق في قصفها أوكرانيا، ويوصف هذا الصاروخ من قبل “الكرملين” بأنه لا مثيل له في العالم وسرعته التي تصل إلى 8 ماخ، أو ما يقارب 9900 كيلومتر في الساعة تجعله غير معرض لخطر الإسقاط من قبل أفضل أنظمة الدفاعات الصاروخية الغربية مثل منظومة “باتريوت”. جهود أميركا وبريطانيا على الضفة المقابلة ما زالت الولايات المتحدة تكثف مساعيها إلى دخول هذا النوع من الصواريخ ترسانتها العسكرية، وأبرز هذه الجهود اختبارها عام 2022 صاروخ “كروز” من طراز “AGM-183A ARRW”، الذي وصل إلى سرعة فرط صوتية تفوق سرعة الصوت بخمسة أضعاف لكنه لم يدخل الخدمة الفعلية حتى الآن. وواجهت الولايات المتحدة الشهر الماضي انتكاسة في نشر أول بطارية لأسلحة فرط صوتية طويلة المدى تسمى “LRHWS”، بسبب مشكلات تتعلق بالقاذفات وتسلسل إطلاق نظام الأسلحة الطويل المدى الفرط صوتي، مما أجبرها على تأجيل الاختبار للعام المقبل. بالتوازي مع ذلك، بدأت الولايات المتحدة تطوير نهج متعدد الطبقات للدفاع ضد الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويتضمن مجموعة من أجهزة الاستشعار في الفضاء والتعاون الوثيق مع الحلفاء الرئيسين، كما طلبت وزارة الدفاع الأميركية العام الماضي 4.7 مليار دولار لبحوث الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في موازنة السنة المالية 2023، لكنها أشارت صراحة إلى أنها لا تتوقع نشر نظام دفاع تفوق سرعته سرعة الصوت حتى عام 2034 في الأقل. من جهتها تخطط وزارة الدفاع البريطانية لنشر أول صاروخ “كروز” فرط صوتي محلي الصنع بحلول عام 2030، وستصل سرعة هذا الصاروخ إلى خمسة أضعاف سرعة الصوت أي ما يزيد على 6100 كيلومتر في الساعة، مع عدم اتخاذ قرار حتى الآن في شأن ما إذا كان ينبغي إطلاقه من البر أو البحر أو الجو بمعزل عن التقارير المتداولة، التي تشير إلى أنه يمكن تركيب هذا الصاروخ على الطائرات المقاتلة البريطانية للحصول على قدرة هجومية فعالة. وبحسب وزارة الدفاع البريطانية فقد بدأت خطط تطوير قدرة صاروخية محلية فرط صوتية العام الماضي، عندما أعلنت الوزارة عن استثمار بقيمة 1.3 مليار دولار لدعم المبادرة، وتمت دعوة نحو 80 شركة منذ نهاية عام 2023 للانضمام إلى اتفاقية إطارية للبرنامج. المزيد عن: الصواريخ الفرط صوتيةالولايات المتحدةالصينالاختبارات الباليستيةسبوتنيكروسيااالاتحاد السوفياتي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أم بريطانية ثكلى تحذر من وباء الـ”نيتازين” القاتل next post تحذير من الفوضى مع تزايد العنف ضد اللاجئين السوريين في تركيا You may also like علماء الفلك يكشفون عن أهم اكتشافات 2024 27 ديسمبر، 2024 شاطئ يتنفس وأمواج عالية.. ظواهر تثير رعب الجزائريين 26 ديسمبر، 2024 غزو الفضاء: نظريات العلم تقارع مشاريع الأحلام 23 ديسمبر، 2024 نهاية الإنترنت… كما نعرفها 23 ديسمبر، 2024 مجرة “أضواء عيد الميلاد” تكشف عن كيفية تشكّل... 22 ديسمبر، 2024 درة التاج في “إمبراطورية غوغل” أمام مصير مجهول 21 ديسمبر، 2024 شواطئ مريخية تُعيد كتابة تاريخ الكوكب الأحمر 20 ديسمبر، 2024 قد تعرضك ساعتك الذكية لمواد كيميائية ضارة 19 ديسمبر، 2024 الغموض يكتنف ظروف “وفاة” روبوت في مكان عمله 11 ديسمبر، 2024 «غوغل» تطور شريحة للحوسبة الكمومية بسرعة فائقة «لا... 11 ديسمبر، 2024