الجرذان والصراصير تغزو المستشفيات الإنجليزية

تنفق ملايين على مكافحة الآفات في المباني المتداعية والمتهالكة التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية

  اندبندنت عربية

جرذان وصراصير وبق فراش يعثر عليها بشكل يومي في مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (أن أتش أس NHS) في إنجلترا، في وقت تعاني فيه مباني مؤسساتها فاتورة إصلاح مرتفعة للغاية.

في آخر تحديث للحالة الكئيبة والخطرة التي تعانيها الهيئة الصحية، يضطر رؤساء المستشفيات إلى إنفاق ملايين الجنيهات الاسترلينية على مكافحة الآفات بعد اكتشاف القمل والذباب والقوارض في أجنحة الأطفال ووحدات الولادة وأقسام الطوارئ والمطابخ.

رؤساء هيئة الخدمات الصحية الوطنية كانوا حذروا الحكومة مراراً وتكراراً من الحاجة الملحة إلى ضخ الأموال في إصلاح المباني المتهالكة من أجل حماية المرضى والموظفين، مع العلم أن القيمة الإجمالية لأعمال الصيانة المتراكمة حتى الآن بلغت 11.6 مليار جنيه استرليني في إنجلترا (14.5 مليار دولار أميركي).

الأرقام التي حصلت عليها صحيفة “ذي غارديان” البريطانية أشارت إلى أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تكافح للتعامل مع “جيش من الآفات” التي تصيب المستشفيات المتداعية.

الأرقام كشفت عن تسجيل 18 ألف حادثة تتعلق بالآفات في السنوات الثلاث الماضية. وفي العام الماضي وحده، كان هناك 6666 حالة، أي ما يعادل 18 حالة في اليوم. كما أظهرت الإحصاءات أيضاً أن رؤساء “أن أتش أس” يضطرون إلى إنفاق ملايين الجنيهات الاسترلينية لمكافحة الآفات والتعامل مع تفشيها، إذ أنفق 3.7 مليون جنيه استرليني في السنوات الثلاث الماضية.

طلب الحصول على المعلومات، الذي تقدم به حزب الديمقراطيين الليبراليين بموجب قوانين حرية المعلومات إلى 142 مستشفى تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، أسفر عن 59 رداً فقط، مما يشير إلى أن العدد الفعلي للحوادث والتكاليف المرتبطة بها من المرجح أن يكون أكبر بكثير.

من بين المراكز الصحية التي استجابت لطلب المعلومات، كان مستشفى إمبريال كوليدج للرعاية الصحية في لندن، الذي كان الأعلى إنفاقاً على مكافحة الآفات على مدى السنوات الثلاث الماضية، إذ بلغ مجموع الأموال المنفقة 384 ألف جنيه استرليني، إلى جانب 2157 حادثة مسجلة.

“ذي غارديان” أضافت أن المؤسسات الصحية في شرق وشمال هيرتفوردشاير أنفقت نحو 120 ألف جنيه استرليني للتعامل مع عشرات الحوادث، بما في ذلك الفئران في المطبخ، والديدان في مشرحة الجثث، وفضلات الفئران في أكياس الجثث، وحشرات السمك الفضي في الأماكن المخصصة للأطباء. كذلك أنفقت مستشفى الأميرة ألكسندرا في مقاطعة إسيكس 273 ألف جنيه استرليني على مكافحة الآفات. وأبلغت عن 77 حادثة، بما في ذلك النمل في جناح الولادة، والذباب في “غرفة المرافق النظيفة”، وفضلات الفئران في الممرات والقوارض في الأسقف.

راشيل باور، الرئيسة التنفيذية لجمعية المرضى، قالت للصحيفة البريطانية إن ما كشف عنه “مثير للقلق العميق وغير مقبول”، وأضافت: “لا ينبغي لأحد أن يتحمل التعرض للحشرات أو القوارض أو الآفات الأخرى عندما يتعامل بالفعل مع حالة مرضية أو إصابة”.

أما سافرون كورديري، نائبة الرئيس التنفيذي لمنظمة “أن أتش بروفايدز” NHS Providers، التي تمثل المستشفيات، فقالت إن كثيراً من مباني هيئة الخدمات الصحية الوطنية “في حالة سيئة للغاية، وبأن فاتورة الأعمال المتراكمة البالغة 11.6 مليار جنيه استرليني ترتفع بمعدل ينذر بالخطر”، مؤكدة أن المستشفيات بحاجة ماسة إلى استثمارات حكومية لمعالجة “الأخطار الكبيرة” التي تهدد سلامة المرضى والموظفين.

إد ديفي، زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين، قال إن ما كشف عنه كان صادماً وعلامة أخرى على عدم قدرة المستشفيات على تلبية احتياجات المرضى والموظفين الذين يعملون بجد. وأضاف أنه “في الأوقات الحرجة التي يحتاج فيها الناس إلى الدعم، من الضروري حمايتهم من الآفات والحشرات. ومع ذلك، تتدهور أقسام المستشفيات، مما يسمح لها بالانتشار. هذا الوضع وصمة عار على المستوى الوطني”.

“ذي غارديان” نقلت عن مصدر في وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية قوله إن مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية مسؤولة قانوناً عن الحفاظ على ممتلكاتها، بما في ذلك مكافحة الآفات، وأضافت أنها استثمرت مبالغ كبيرة لترقية وتحديث مباني “أن أتش أس”، بما في ذلك 4.2 مليار جنيه استرليني هذا العام.

وأضاف: “لقد استثمرنا أيضاً 1.7 مليار جنيه استرليني إضافية لأكثر من 70 تحديثاً للمستشفيات في جميع أنحاء إنجلترا”.

المزيد عن: المستشفيات البريطانيةهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانيةالصراصيرالجرذانبق الفراشالحصول على المعلوماتالحزب الليبرالي الديمقراطيالمباني المتهالكةالقمل