صحة التحكم في حموضة الخلايا قد يكون مفتاحاً لعلاج أمراض المناعة الذاتية by admin 22 أبريل، 2025 written by admin 22 أبريل، 2025 43 اكتشاف بروتين مساعد لمحفزات الالتهابات الشديدة الشرق الاوسط / لندن: د. وفا جاسم الرجب أظهرت دراسة رائدة أجراها باحثون في كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة، أن التحكم في حموضة الخلايا قد يمهد الطريق لعلاجات جديدة لأمراض المناعة الذاتية. وتقدم الدراسة أدلة قوية على أن تنظيم تفاعل بروتيني محدد يمكن أن يقلل الالتهاب الشديد، وهو السمة المميزة لكثير من اضطرابات المناعة الذاتية. خلل بروتين يحفز الالتهابات وتركز البحث على بروتين يُعرف بـ«محفز جينات الإنترفيرون» (STING) Stimulator of interferon genes، ويلعب دوراً حاسماً في تحفيز الالتهاب اللازم للدفاع المناعي. ففي الظروف الطبيعية، يساعد هذا البروتين في حماية الجسم من العدوى، لكن عند حدوث طفرات جينية تؤدي إلى خلل في عمله، قد ينشط بشكل مفرط، ما يسبب استجابة التهابية غير طبيعية. ومن بين الآثار الخطيرة لهذا الخلل؛ وجود حالة اعتلال الأوعية الدموية المرتبطة بهذا البروتين التي تبدأ في مرحلة الطفولة، وتسبب التهابات شديدة في الجلد والرئتين وأعضاء حيوية أخرى. وقد شُخّص أكثر من 50 حالة من هذا الاعتلال منذ عام 1980، وغالباً ما يؤدي إلى وفاة المرضى في العشرينات الأولى من حياتهم. وبالإضافة إلى دوره في تحفيز الالتهاب، يسهم بروتين محفز جينات الإنترفيرون في تنظيم حموضة جهاز «غولجي»، وهو الهيكل الخلوي المسؤول عن معالجة وتغليف ونقل البروتينات والدهون. ويُعدّ نقل السيتوكينات البروتينات المهمة لنمو ونشاط الجهاز المناعي، من الوظائف الحيوية التي يتأثر نظامها بتقلب مستويات الحموضة في جهاز «غولجي». اكتشاف بروتين «مساعد» وإزالته لتقليل الالتهاب قاد الدكتور جوناثان مينر وفريقه البحثي في جامعة بنسلفانيا بالدراسة التي نُشرت في مجلة «Cell» في 20 مارس (آذار) 2025، حيث سعى الفريق إلى كشف الآليات الدقيقة التي ينظم بها بروتين محفز جينات الإنترفيرون حموضة جهاز «غولجي» (Golgi apparatus). وكان معروفاً أن هذا البروتين يؤثر على الحموضة عبر نشاط قنوات البروتون، وهو النظام الذي يسمح لذرات الهيدروجين بالانتقال عبر أغشية الخلايا. إلا أن الطريقة التي يتحكم بها في الحموضة، لم تكن واضحة حتى الآن. إلا أن مسار البحث تغير عندما أشارت نتائج الفحص الجيني لمريض مصاب بمتلازمة نقص المناعة الذاتية، إلى وجود بروتين آخر يُدعى «ArfGAP2». ويُوصف هذا البروتين بأنه «مساعد»، حيث يؤثر بشكل مباشر على نشاط قنوات البروتون في محفز جينات الإنترفيرون. وأظهر البحث أن حذف هذا البروتين المساعد، وراثياً، في النماذج المختبرية، يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في نشاط بروتين محفز جينات الإنترفيرون، ما يصاحبه تقليل في الالتهاب وتخفيف أعراض أمراض المناعة الذاتية. وعلق مينر قائلاً: «من اللافت للنظر أن شيئاً صغيراً كحموضة عضية صغيرة داخل الخلية، يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً كهذا». علاج أمراض المناعة الذاتية تمتد نتائج هذه الدراسة إلى ما هو أبعد من حالة اعتلال الأوعية الدموية النادرة المرتبطة بهذا البروتين. فبما أن بروتين محفز جينات الإنترفيرون يلعب دوراً في تنظيم المناعة بمئات الأمراض، بما في ذلك بعض أشكال الذئبة وأمراض أخرى، فإن استهداف التفاعل بين محفز جينات الإنترفيرون والبروتين المساعد، قد يوفر استراتيجية علاجية جديدة لإدارة مجموعة واسعة من اضطرابات المناعة الذاتية. وتشير النتائج إلى أن تعطيل هذا التفاعل قد يسهم في تعديل نشاط قنوات البروتون، وبالتالي تحسين حموضة جهاز «غولجي»، مما ينعكس إيجاباً على تنظيم السيتوكينات وخفض مستويات الالتهاب. ومن هنا، يُمكن أن يؤدي هذا التعديل إلى تخفيف أعراض الأمراض المناعية، وتحسين جودة حياة المرضى. آفاق لتطوير أدوية مستقبلية يعمل الباحثون الآن على ترجمة نتائجهم المختبرية إلى تطبيقات علاجية عملية، ومن بين الاستراتيجيات الواعدة؛ تطوير أدوية صغيرة تُعطى عن طريق الفم لتعطيل وظيفة البروتين المساعد (ArfGAP2). هذه الأدوية قد توفر خياراً علاجياً أقل تدخلاً وأسهل استخداماً، مقارنةً بالعلاجات التقليدية التي غالباً ما تكون مصحوبة بآثار جانبية خطيرة. ويختتم الدكتور مينر حديثه قائلاً: «لا يقتصر بحثنا على تسليط الضوء على الأسس الجينية للمناعة الذاتية فحسب؛ بل يفتح أيضاً آفاقاً جديدة لعلاجات ثورية تهدف إلى تحسين حياة الملايين». ومع استمرار الأبحاث والتجارب السريرية، يقترب الأمل في إيجاد حلول فعالة ومبتكرة لإدارة الأمراض المناعية الذاتية من التحقيق. ويمثل التحكم في حموضة الخلايا تقدماً علمياً مهماً قد يغير مستقبل علاج أمراض المناعة الذاتية. وبينما يظل البحث في مراحله الأولية، توفر النتائج الأولية أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون من التهابات مزمنة واضطرابات مناعية محدودة الخيارات العلاجية. ومع الجهود المستمرة لتطوير هذه الاستراتيجيات، قد نشهد قريباً تحولاً جذرياً في كيفية إدارة وعلاج أمراض المناعة الذاتية. المزيد عن: الجينات العالم 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post طفرة جينية تُمهد الطريق لعلاج جديد لالتهاب المفاصل الروماتويدي next post حازم صاغية يكتب عن: أيّ تسريع لتاريخ المنطقة وأيّ إبطاء؟ You may also like هرمونات الجنس… «هرمونات دماغية» 12 مايو، 2025 “باركنسون” قد لا ينتظر الشيخوخة 10 مايو، 2025 خاصة فوق سن الثلاثين…7 علامات تحذيرية لسرطان المبيض... 9 مايو، 2025 تشخيص أمراض الكلى عبر النفَس 9 مايو، 2025 إنفاق الأميركيين على أدوية التنحيف يعادل حجم مساعدات... 4 مايو، 2025 هل نحن على أعتاب ثورة في فحوص سرطانات... 4 مايو، 2025 نصائح للتغلب على «الإرهاق العاطفي» 4 مايو، 2025 سلطنة عمان.. نجاح أول عملية زراعة قلب من... 2 مايو، 2025 موجودة في علب الطعام.. مادة قتلت 365 ألف... 2 مايو، 2025 دواء شائع قد يحد من وفيات سرطان الدم 26 أبريل، 2025