عد اكتئاب الشتاء أحد الاضطرابات النفسية التي ترافق متغيرات المواسم (أ ف ب) صحة “الاكتئاب الموسمي” مبالغة شعبية أم حقيقة علمية؟ by admin 10 نوفمبر، 2023 written by admin 10 نوفمبر، 2023 40 اضطراب نفسي يترافق مع متغيرات المواسم واختلف المتخصصون حول مدى انتشاره وارتباطه بالشتاء اندبند نت عربية / نجد الروقي على رغم الشهرة التي حازها “اكتئاب الشتاء” كظاهرة نفسية حقيقية قد يعانيها كثر فور خفض درجة الأجواء، فلا تزال المناقشات تعقد حوله في المحاضرات الطبية، وتعمل عليه دراسات في مناطق مختلفة في العالم. ويعد اكتئاب الشتاء أحد الاضطرابات النفسية التي ترافق متغيرات المواسم، وهي مجموعة من أعراض نفسية يزيد انتشارها بشكل دوري مع دخول فصل الشتاء وخفض ساعات النهار، وتبدأ بالتلاشي تدريجاً مع حلول الربيع. ويحدث ذلك النوع من الاكتئاب بسبب التغيرات الموسمية، والتأثير النفسي لخفض مستويات الضوء، وتقلص ساعات النهار، والتغيرات الهرمونية في المخ والجسم، إذ تتراوح أعراضها بين الشعور بالحزن المستمر وصعوبة التركيز وعدم القدرة على الشعور بالمتعة. وعلى رغم مما قيل عنه، فإن هناك تساؤلات تدور حول مدى انتشاره، وهل هو حقيقة علمية؟ أم مجرد تفسيرات تحمل مبالغات؟ يعرف مركز مايو كلينك الطبي الاضطراب العاطفي الموسمي بأنه نوع من حالات الاكتئاب يحدث بسبب التغيرات الموسمية، يبدأ وينتهي في الأوقات نفسها تقريباً كل عام. تظهر أعراضه في فصل الخريف، وتستمر حتى أشهر الشتاء، وتتنوع الأعراض بالشعور بالوهن وخفض الحيوية وتقلب المزاج والإفراط بالنوم وتغيرات في الشهية وزيادة الوزن. وعلى نطاق آخر يشير مركز مايو كلينك الطبي إلى أن هنالك اضطرابات نفسية أخرى مرتبطة بالتغييرات الموسمية، ومنها أعراض ترتبط بدخول فصلي الصيف والربيع، وكذلك تزيد حدة الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي على الذين يعانون اكتئاباً، أو المصابين باضطراب ثنائي القطب. 3 عقود من الدراسات اجتذب الاضطراب الموسمي الاهتمام الثقافي والبحثي لأكثر من 30 عاماً، لفهم تأثيره في الصحة النفسية والحالة المزاجية باختلاف الفصول. وما زالت الاضطرابات النفسية المرتبطة بالفصول الأربعة ساحة للدراسة والسجال بين علماء النفس، وتختلف النتائج بين دراسة وأخرى بحسب المنطقة ومعدلات برودة الجو في فصل الشتاء ومدى خفض وقت النهار. ففي عام 2019 نشرت جامعة كامبريدج بحثاً علمياً باسم “الموسمية وأعراض الاكتئاب: مراجعة منهجية للأدبيات”، حللت فيه البيانات المستخرجة من 41 دراسة ذات علاقة بالاكتئاب الموسمي. ووجد الفريق البحثي أن نتائج 13 دراسة فقط أشارت إلى زيادة معدلات الاكتئاب في الشتاء. أما الدراسات المتبقية فلم ترتبط نتائجها بفصل الشتاء أو بتغيير الفصول بشكل عام. وفي نتائج البحث أشار الفريق إلى أنه “ليس من الواضح ما الأشهر المتورطة في خفض معدلات السعادة، وكيفية تحديد الموسم مع زيادة الأخطار، إذ إننا لم نجد أدلة مقنعة على تأثير الموسمية في أعراض الاكتئاب على مستوى السكان”. وفي عام 2016 نشر الباحث ستيف لوبيلو في جامعة أوبورن الأميركية دراسة مع فريقه، مستخدماً بيانات أشخاص مصابين بالاكتئاب في عدد من الولايات الأميركية، لمعرفة اختلاف معدلات الاكتئاب بحسب الفصول الأربعة، وإن كانت زيادة معدل الاكتئاب ترتفع بشكل أكبر في فصل الشتاء تحديداً. وتوصلت نتيجة الدراسة إلى أنه لم يكن هناك ما يشير إلى أن الاكتئاب مرتبط بالتغيرات الموسمية سواء في العينة الإجمالية، أو في عينة الأفراد الذين لديهم درجات اكتئاب مرتفعة. وقال الباحث في نتائج دراسته “إنني لا أقول إن الناس لا يصابون بالاكتئاب في الشتاء، لكن فكرة حدوث الاكتئاب مع المتغيرات الموسمية، أو تفاقمه في الشتاء هي نظرية شعبية راسخة”. رؤى متباينة هذا التباين في الآراء حول الاضطراب النفسي الموسمي ربما لا تعرفه المنطقة العربية، نظراً إلى الظروف المناخية المعقولة في فصل الشتاء مقارنة مع الدول الأخرى. تقول المعالجة النفسية مها الراجحي في حديثها لـ”اندبندنت عربية” إن “الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، وهو دليل أساس للتشخيص النفسي- ينص على أن الاكتئاب الموسمي اضطراب نفسي إضافي، وليس مستقلاً عن الاضطرابات الاكتئابية الكبرى أو ثنائي القطب، إذ يشترط له معايير تقييمية وأعراض اكتئابية محددة خلال فصل محدد، غالباً الخريف وفصل الشتاء وبتكرار نمطي محدد”. وأردفت أنه “يحتاج إلى تشخيص دقيق من طبيب أو متخصص نفسي للتعامل معه بالتدخلات العلاجية المناسبة لكل حالة، سواء تدخلات علاجية دوائية أو جلسات نفسية لا دوائية، كالعلاج المعرفي السلوكي أو التفاعلي أو تدخلات علاجية أخرى وتوصيات، كالحصول على الضوء وتناول فيتامين د وغيره”. ونوهت المعالجة النفسية بأن أعراض الاكتئاب الموسمي تكثر في البلدان ذات الظروف المناخية القاسية، ومنها على سبيل المثال كندا التي تشهد انتشاراً نسبياً عالياً للاكتئاب الموسمي، وذلك يعود إلى ظروفها المناخية وموقعها الجغرافي. وأضافت الراجحي “تشير الدراسات أيضاً إلى أن الإناث والأصغر سناً، الذين لديهم تاريخ عائلي من الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب هم أكثر عرضة لخطر الإصابة به”. ومن خلال تجربتها الشخصية كمعالجة نفسية عملت في كندا، تقول الراجحي إن “الظروف المناخية في السعودية أو الدول العربية المجاورة ليست قاسية مقارنة بالدول الأخرى التي تشهد غياب الشمس لساعات أو أيام طويلة، وعلى العكس يتعرض الأفراد لدينا لأشعة الشمس الشتوية الباردة أكثر مما نفعله في فصل الصيف عبر القيام بأنشطة اجتماعية مختلفة مثل الرحلات البرية وممارسة مشي وركوب الدراجة، في مقابل قلة النشاطات المجتمعية والحركية بالمناطق ذات الظروف المناخية القاسية في الدول الأخرى”. واعتبرت الراجحي أن “الاكتئاب الموسمي ليس أساسياً، وغالباً ما يظهر لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي سابق له علاقة بالاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب، ولا بد من أن يتكرر في مواسم محددة مثل الخريف والشتاء وبشكل دوري لنثبت أنه فعلاً اكتئاب موسمي”، مستدركة “هناك مبالغات في ما يسمى اكتئاب موسمي، وأصبحت موضة لدى المتخصصين والعوام، لكن لا بد من وجود دراسات محلية تظهر لنا الدلالات الإحصائية لمعرفة انتشاره لدينا”. من جهته عبر متخصص علم النفس الإكلينيكي عبدالله آل دربا عن اختلافه قائلاً “توجد دراسات أخرى تناقض هذه الدراسة، والاكتئاب عرض مصاحب، مثالاً على ذلك يوجد شخص مر عليه الاكتئاب الموسمي وهو في الأصل لديه اكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب تصبح حالته أشد، وأسباب الاكتئاب الموسمي غالباً تعود إلى أيام الشتاء المظلمة، فمن الطبيعي أن يصاب به الإنسان”، مردفاً “إن لم يكن هناك اكتئاب موسمي فلن يكون هناك تصنيف له في (الدليل التشخيصي للأمراض العقلية)”. وأوضح أنه لا يؤدي إلى الانتحار، لكن إلى الاكتئاب والقلق الشديد وحدوث اضطرابات الأكل بما فيها السكر أو الحلويات. سباق الأبحاث بدأت الدراسات الأولى عن الاضطراب العاطفي الموسمي بالظهور في الأدبيات البحثية المتعلقة بالطب النفسي عام 1984 من خلال المقالة المؤثرة التي كتبها الباحث الطبي نورمان روزنتال وزملاؤه في المعاهد الوطنية للصحة العقلية، وفي عام 1987 تضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية معدل “النمط الموسمي” لتشخيص الاكتئاب الشديد أو ثنائي القطب. وبحسب الإحصاءات الطبية يصيب الاضطراب العاطفي الموسمي 0.5 إلى ثلاثة في المئة من الأفراد في عموم سكان العالم، ويؤثر في 10 إلى 20 في المئة من الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، ونحو 25 في المئة من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب. ويشير مركز مايو كلينك الطبي إلى أنه لا توجد طريقة معروفة للوقاية من الاضطراب العاطفي الموسمي، لكن العلاج المبكر قد يمكن للسيطرة على الأعراض. المزيد عن: الاكتئابموسم الشتاءالاضطربات النفسية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post التهاب المفاصل لدى اليافعين يصيب مئات آلاف الأطفال في أميركا next post Crews respond to fire, natural gas leak at home in Spryfield You may also like مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء» 27 نوفمبر، 2024 كيف تتغلب على مشاعر القلق؟ 27 نوفمبر، 2024 التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة 27 نوفمبر، 2024 كيف مارست التوائم الملتصقة حياتها الخاصة قديماً؟ 25 نوفمبر، 2024 الزواج يبطئ شيخوخة الرجال 24 نوفمبر، 2024 قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ 24 نوفمبر، 2024 هل نحن معرضون للإصابة بإنفلونزا الطيور عبر تناول... 24 نوفمبر، 2024 رصد أول إصابة بجدري القردة في كندا 24 نوفمبر، 2024 القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024 هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟ 19 نوفمبر، 2024