بأقلامهمعربي استقلال اليمن الجنوبي من منظور المجلس الانتقالي الجنوبي by admin 9 سبتمبر، 2020 written by admin 9 سبتمبر، 2020 151 washington institute / عبد السلام مسعد عبد السلام مسعد هو رئيس مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مكتب واشنطن. متاح أيضاً في English منذ عام 2015، أعرب المجتمع الدولي عن رغبته الواضحة في وقف المأساة الإنسانية في اليمن، داعياً إلى إنهاء ويلات الحرب ومعاناة الشعب اليمني. وبغض النظر عن هذه المخاوف الدولية، صار سكان جنوب اليمن مدفوعون لمحاربة الحوثيين انطلاقا من هدف واحد وهو تحقيق الاستقلال لجنوب اليمن. منذ العام 2015 ولا تكاد تتوقف الدعوات الدولية لوقف الحرب في اليمن، وهي دعوة عريضة ورائها رغبة دولية مفهومة بوقف المأساة الإنسانية ومعاناة اليمنيين التي زادتها وعززتها ويلات الحرب. وفي هذا الصدد، يرى العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية أن للمملكة العربية السعودية الحق في بناء تحالف يبعد خطر الحوثيين عن حدودها على مبدأ أنه لا يوجد دولة تسكت عن حقوقها إذا ما تم الاعتداء عليها. أما بالنسبة لنا في الجنوب فكان قتالنا للحوثيين في هذه الحرب منطلقاً من جوهر واحد وهو تحقيق مشروع القضية الجنوبية. وبعد سنوات من الحرب المكلفة إنسانيا في اليمن استمر المجلس الانتقالي الجنوبي ومعظم من يمثلون الشارع الجنوبي في اليمن محافظين على إيمانهم بأن كل المنعطفات التاريخية الأليمة التي يمر بها شعبنا تؤكد لنا على واقعية إصرارنا على استقلال جنوب اليمن والانطلاق مرة أخرى ببناء دولتنا الجنوبية على أسس ديموقراطية برلمانية فاعلة ومنتجة لسكان الجنوب الذين عانوا لعقود من التهميش والقمع. منذ بداية الحرب وهجمات الحوثيين المزعزعة لاستقرار اليمن والمنطقة كان جوهر قتالنا للحوثيين هو تحقيق المشروع الجنوبي باستعادة الدولة الجنوبية الذي هو مشروع وهدف واضح يخرج منذ العام ٢٠١٣ ملايين الجنوبيين في شوارع الجنوب في مظاهرات عارمة للتأكيد على الاستقلال ،وهو امر لا يخجل من التعبير عنه بصراحة أي جنوبي فمن منطلق التاريخ هو أمر محق حيث كانت دولة جنوب اليمن دولة مستقلة ذات سيادة، ومن منطلق الواقع فإننا قد جربنا الوحدة ورأت الأجيال الجنوبية على مدى أكثر من عقدين من الزمن أن الاندماج ضمن حكومة وحدوية يعني قتل ونهب وظلم واستبداد وفساد وسرقة لحقوق ومقدرات وثروات الشعب الجنوبي. وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي قد بدأ مؤخرًا فقط في الاهتمام بالمعاناة الإنسانية في اليمن، إلا أن هذا التدهور ابتلي الجنوب لفترة أطول. ما جرى من إهمال من قبل حكومة هادي لما تعاهدنا عليه في اتفاق الرياض الموقع في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي يشبه الى حد كبير ما جرى قبل عقود مع نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، فبينما قبلنا بالسير خطوة باتجاه الأمام لتحقيق طموحات شعبنا بالاستقلال وانتزاع حقوقه في السيادة على أراضيه عبر اتفاق الرياض والتفاهم على المضي بنوع من التقاسم السياسي لتجنيب المنطقة المزيد من الصراعات الأهلية، قامت الحكومة الشرعية بتجاهل الاتفاق ومحاولة الالتفاف على تطبيقه لا بل زادت في الفترة الأخيرة من الإهمال المتعمد التي تتعامل به حكومة الهادي ضد أهلنا في الجنوب ليعايش الجنوبيين أهل الأرض والمقدرات التي تحكمت بها حكومة هادي طيلة سنوات الحرب الأخيرة من ويلات الجوع والفيضانات وانتشار الأوبئة والأمراض، وفى مقدمتها وباء الملاريا المستمر في منطقتنا، الى جانب تفشى وباء فيروس كورونا. في غضون ذلك، لم نتمكن من تحقيق حقوقنا ليس فقط في ما يتعلق بالتمثيل السياسي وصناعة القرار السياسي بل أيضا حقنا في الحصول على المساعدات وعائدات النفط والممرات المائية القادرة على تحسين الوضع المعيشي في مدننا. وحين أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية في محاولة لأخذ الخطوة باتجاه تصحيح هذا الوضع الذي لم ينقذه اتفاق الرياض، عادت الحكومة الشرعية الى سلوك النظام الوحدوي السابق نفسها والمتمثل في تهديد شعب الجنوب بالآلة العسكرية والمزيد من القمع والمحاربة، إلا أن المختلف اليوم هو أن المجلس الانتقالي الجنوبي الملتزم بمشروع استقلال شعب الجنوب يملك الآن القوة اللازمة للوقوف في وجه القوة التي استخدمها النظام دائماً لقمع الجنوب طالما أن مسار التفاهم ممثلاً باتفاق الرياض لم يتحقق. نؤمن أن مسار الانتقالي الجنوبي البرغماتي سيقود الجنوب إلى انتزاع حقوقه أخيراً، فبوصلتنا الوحيدة هي مشروع استقلال الجنوب فلا يقيدنا “محور ممانعة ” وشعارات كاذبة كالتي تحرّك جماعة الحوثي التي ترتبط سيطرتها بالقوة والعنف بمشروع إيران الخبيث في المنطقة، ولا تقيدنا ايديولوجية إخوانية ومصالح متنافرة ورغبات بإرضاء جماعات متطرفة. حتى العلاقة التي بنيناها مع أبو ظبي والتي يكثر الحديث عنها فهي علاقة عملية بحتة قائمة على اقتناع الإمارات بأن مشروعنا البراغماتي يدور حول هدف يمثل شعبنا ولا يعادي المنطقة ولا يرغب بحروب أبدية مستمرة لا تنتهي وعلاقتنا معهم هي جزء من توجهاتنا المنفتحة على كل من يؤمن بحق حلم شعبنا القديم الذي لم يموت رغم سنوات القمع. كما نؤمن أيضا بأن قيام دولة مستقلة في الجنوب سيساهم بشكل إيجابي في إرساء الاستقرار في محيط هذه المنطقة الملتهبة، وستكون عامل يرسي الاستقرار ويحارب التنظيمات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة، والتي نعتبرها بمثابة آفة زرعها نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح في مناطق الجنوب ويستخدمها اليوم نظام هادي لضمان عدم عودة الجنوب وأهله الى ما كانت عليه دولة الجنوب كحاضرة عربية يؤمن أهلها بالاعتدال والتعايش. وعليه فنحن عازمون على إنهاء حكم الإرهاب في المناطق الجنوبية وتنفيذ حملات لمكافحة الإرهاب ضد التطرف المدفوع بالقمع. في الواقع، لطالما كان الجنوب مجتمعاً تعددياً، ولا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه ممثل فقط بمدنه المتعثرة التي واجهت تحديات اقتصادية عميقة منذ قيام الوحدة المشؤومة منذ عام 1990. فصحيح أن اليمن عموماً وبما في ذلك الشمال لم يعيش في بحبوحة سواء في عهد صالح أو هادي إلا أن الجنوب تحديداً عانى من شلل كامل متعمد من قبل الحكومات المتعاقبة في القطاع الاقتصادي في أرباح النفط المتواجد في مدننا لم نكن نرى منها أي عائد ينعكس على الوضع المعيشي. وخلال عملنا على معالجة هذه التحديات الداخلية، فنحن نمد أيدينا إلى جميع أفراد المجتمع اليمني، ونسعى لمحاورة الجميع ونقبل بأي جهة تمثل مشروع الجنوب بأن تكون جزء من مشروع المجلس الانتقالي، كما نلقى تجاوب معنا من خلال مبادرات الدول الوسيطة في المنطقة أو العالم ولذلك نرى أننا ماضون بالاتجاه الصحيح نحو الاستقلال. كانت لغة القوة هي اللغة الوحيدة التي استخدمت ضدنا لعقود، لذلك، فإن التكافؤ في القوة هو ما قد يغير هذا المسار رغم استعدادنا وانفتاحنا المستمر على المقترحات الإقليمية والأممية لإرساء السلام والاستقرار والمضي توافقات سلمية عادلة لشعبنا. باختصار، لقد طلبنا أبسط حقوقنا، ولهذا السبب عدنا الآن إلى حلمنا بالاستقلال من أجل الأجيال التي لم تري دولة مستقلة ذات سيادة، لكنهم يدركون أن التاريخ لا ينكر أن عدن كانت حاضرة للتعايش والجمال والاستقرار الاقتصادي والسياسي. Fikra Forum is an initiative of the Washington Institute for Near East Policy. The views expressed by Fikra Forum contributors are the personal views of the individual authors, and are not necessarily endorsed by the Institute, its staff, Board of Directors, or Board of Advisors. منتدى فكرة هو مبادرة لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. والآراء التي يطرحها مساهمي المنتدى لا يقرها المعهد بالضرورة، ولا موظفيه ولا مجلس أدارته، ولا مجلس مستشاريه، وإنما تعبر فقط عن رأى أصاحبها 3 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ما سر نقل السفير الفلسطيني من قبرص إلى رام الله؟ next post كيف تثمن جسدك لما يقوم به من أجلك وليس لشكله؟ You may also like رضوان السيد يكتب عن: سوريا بعد الأسد واستقبال... 10 يناير، 2025 ابراهيم شمس الدين يكتب عن: هوية الشيعة الحقيقية... 10 يناير، 2025 منير الربيع يكتب عن: “الوصاية” الدولية-العربية تفرض عون... 10 يناير، 2025 لماذا يسخر ترمب من كندا بفكرة دمجها كولاية... 9 يناير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل مسلحو سوريا... 9 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: لا يطمئن السوريّين إلّا…... 9 يناير، 2025 ديفيد شينكر يكتب عن: لبنان يسير نحو السيادة... 9 يناير، 2025 غسان شربل يكتب عن: إيران بين «طوفان» السنوار... 7 يناير، 2025 ساطع نورالدين يكتب عن: بيروت- دمشق: متى تُقرع... 5 يناير، 2025 حازم الأمين يكتب عن: حزب الله يتظاهر ضد... 5 يناير، 2025 3 comments Deana 9 سبتمبر، 2020 - 6:27 ص I wanted to thank you for this wonderful read!! I certainly loved every little bit of it. I have got you book-marked to check out new stuff you post… Feel free to surf to my blog post: fb88 Reply Eloy 10 سبتمبر، 2020 - 1:29 ص Hi there to all, the contents present at this web site are in fact awesome for people knowledge, well, keep up the nice work fellows. Feel free to surf to my homepage :: pelisplus Reply Tinder dating site 24 يناير، 2021 - 12:17 م browse tinder for free , how to use tinder https://tinderdatingsiteus.com/ Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.