إعادة تحديد دور هيئة الإذاعة الكندية قبل الانتخابات المقبلة؟

راديو كندا ادولي / RCI

ترى وزيرة التراث الكندي، باسكال سانت أونج، أنه يجب إعادة تحديد دور هيئة الإذاعة الكندية (CBC/Radio-Canada) قبل الانتخابات الفدرالية المقبلة، من أجل حماية الإذاعة العامة من أيّ تغيير محتمل للحكومة في أوتاوا.

ففي مقابلة نهاية السنة مع وكالة الصحافة الكندية (PC / CP)، قالت سانت أونج إنّ الوقت قد حان لكي تبدأ حكومتُها الليبرالية برئاسة جوستان ترودو العمل مع الكنديين والخبراء لتحديد ما يجب أن تكون عليه هيئة الإذاعة الكندية خلال العام والعقد المقبليْن.

’’أريد حقاً تحقيق ذلك قبل الانتخابات المقبلة، لضمان أن تكون إذاعتنا العامة في أفضل وضع ممكن للمستقبل‘‘، قالت سانت أونج.

وتعتقد الوزيرة أنّ قطاعيْ الإعلام والثقافة في كندا سيتعرّضان لتهديد خطير إذا ما فاز حزب المحافظين بقيادة بيار بواليافر في الانتخابات العامة المقبلة المتوقَّع إجراؤها في خريف عام 2025 إذا ما ظلت حكومة الأقلية الليبرالية في السلطة حتى نهاية ولايتها.

وقالت سانت أونج إنّ هذا الاحتمال يجعلها تفكر في الانتخابات المقبلة وفي ما تعتقد أنه سيكون على المحك فيها.

المحافظون ’’أظهروا أنهم يعتقدون أنّ قطاع الفنون والثقافة يجب أن يُترك أمره لحرية الأسواق‘‘، أضافت سانت أونج، ’’ونحن نعلم أنه مع سيطرة الشركات والكيانات الأجنبية على مساحة كبيرة على الإنترنت، وفي هوليوود وسان فرانسيسكو، فهذا يعني أننا سنتخلى عن قطاعنا الثقافي‘‘.

مقر ’’سي بي سي‘‘ في تورونتو (أرشيف).
الصورة: The Canadian Press / Nathan Denette

ويعد المحافظون بقيادة بواليافر أنهم، في حال وصولهم إلى السلطة، سيقومون بوقف تمويل ’’سي بي سي‘‘ (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية) وسيحوّلون مقرها الرئيسي في تورونتو إلى شقق سكنية. ويعدون أيضاً بالحفاظ على راديو كندا (القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكندية) كونه يبث بلغة الأقلية الفرنكوفونية.

’’الكنديون بحاجة إلى وسائل إعلام مستقلة وحرة، لا إلى محطة إذاعة متحيزة تتلقى مليار دولار من دافعي الضرائب كلّ سنة لتكون بمثابة لسان حال الحكومة الليبرالية‘‘، قالت الناطقة باسم حزب المحافظين لشؤون التراث، النائبة رايتشل توماس، في بيان مكتوب يوم أمس.

يُشار إلى أنّ استقلالية هيئة الإذاعة الكندية، بقسميها الفرنسي والإنكليزي، تجاه الحكومة منصوص عليها في قانون البث الكندي، وأنّ تمويلها العام يخضع للتصويت من قبل كافة الأحزاب في مجلس العموم.

الناطقة باسم حزب المحافظين لشؤون التراث، النائبة رايتشل توماس، تتحدث في مجلس العموم (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld

وتعتقد سانت أونج أنّ الحفاظ على الخدمة بالفرنسية، أي راديو كندا، مع إلغاء الخدمة بالإنكليزية، أي ’’سي بي سي‘‘، هو بكلّ بساطة أمر ’’غير ممكن على الإطلاق‘‘، لأنّ الخدمتيْن مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً وتعتمدان على موارد بشرية ومادية مشتركة ولأنّ الكنديين لن يقبلوا بذلك.

ويظهر التقرير السنوي لهيئة الإذاعة الكندية، بخدمتيْها الفرنسية والإنكليزية، للسنة المالية 2022 – 2023 أنّ الإذاعة العامة تلقت 1,3 مليار دولار من التمويل الحكومي، وحصلت على 515 مليون دولار من إيرادات أُخرى كالإعلانات التجارية.

يُذكر أنّ هيئة الإذاعة الكندية أعلنت في 4 كانون الأول (ديسمبر) عن اقتطاع 600 وظيفة وإلغاء 200 وظيفة شاغرة، أي ما مجمله 10% تقريباً من قوتها العاملة، عازية الأمر إلى ضغوطٍ قدرها حوالي 125 مليون دولار في ميزانية السنة المالية المقبلة، 2024 – 2025.

(نقلاً عن خبر لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• إعلان هيئة الإذاعة الكندية عن الاقتطاعات سابق لأوانه بنظر مصادر

• هيئة الإذاعة الكندية تدعو لدعم المحتوى الكندي أمام مجلس البث الإذاعي

• هيئة الإذاعة الكندية تعلن اقتطاع 600 وظيفة وإلغاء 200 وظيفة شاغرة

• 100 مليون دولار سنوياً من ’’غوغل‘‘ لوسائل الإعلام الكندية

• ’’راديو كندا / سي بي سي‘‘ تذكّر ’’تويتر‘‘ بـ’’استقلاليتها‘‘ تجاه الحكومة الكندية