أونتاريو: حكومة أكثرية ثالثة لفورد لكن دون النتيجة المنشودة

راديو كندا الدولي /  RCI

احتفظ حزب المحافظين التقدميين في أونتاريو (Ontario PC) بقيادة دوغ فورد بالسلطة وفقاً لنتائج الانتخابات التشريعية العامة التي جرت أمس. لكنّ فورد الذي قاد حزبه إلى الفوز بحكومة أكثرية لمرة ثالثة على التوالي، في سابقة في أونتاريو منذ خمسينيات القرن الفائت، لم يحصل على ’’أكبر تفويض في تاريخ أونتاريو‘‘ في هذه الانتخابات المبكرة وفق ما كان يصبو إليه.

وتشير نتائج غير نهائية إلى أنّ حصة المحافظين التقدميين في الجمعية التشريعية الجديدة تبلغ 80 مقعداً من أصل إجماليّ المقاعد الـ124، مقابل 27 مقعداً للحزب الديمقراطي الجديد في أونتاريو (Ontario NDP) بقيادة ماريت ستايلز الذي حلّ ثانياً، محتفظاً بالتالي بموقع المعارضة الرسمية في الجمعية، و14 مقعداً للحزب الليبرالي في أونتاريو (OLP) بقيادة بوني كرومبي التي لم تفز بمقعد نيابي، ومقعديْن للحزب الأخضر في أونتاريو (OGP) بقيادة مايك شراينر.

واُعيد انتخاب المرشحة المستقلة بوبي آن برادي في إحدى دوائر جنوب غرب أونتاريو.

مبنى الجمعية التشريعية لمقاطعة أونتاريو في تورونتو (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada / Patrick Morrell

وتبنّى فورد موقفاً إيجابياً في كلمة ألقاها أمام حشد من المناصرين في المقر الرئيسي لحزب المحافظين التقدميين في تورونتو ليل أمس بعد صدور النتائج.

’’في هذه الانتخابات طلبنا من الناس تفويضاً، تفويضاً قوياً يبقى إلى ما بعد إدارة ترامب ويتجاوزها. طلبنا تفويضاً للقيام بكلّ ما يلزم لحماية أونتاريو. حسناً يا أصدقائي، لقد قال الناس كلمتهم. إنهم مستعدون للدفاع عن كندا‘‘، قال فورد الذي برّر الشهر الماضي دعوته لهذه الانتخابات المبكرة بالحاجة ليواجه تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاقتصادية لكندا والتي يمكن أن تضرّ باقتصاد أونتاريو بشكل كبير.

’’يعتقد دونالد ترامب أنّ بإمكانه تحطيمنا. يعتقد أنّ بإمكانه أن يفرّقنا ويغزونا وأن يحرّض منطقة (في كندا) ضد أُخرى. دونالد ترامب لا يعرف ما نعرفه نحن. إنه يستخف بنا. إنه يقلل من شأن قدرة الكنديين على الصمود، ومن شأن الروح الكندية‘‘، قال فورد.

زعيمة الحزب الديمقراطي الجديد في أونتاريو، ماريت ستايلز، تلقي كلمة مساء أمس أمام مناصريها.
الصورة: Radio-Canada

من جهتها قالت ستايلز إنّها ستتعاون مع فورد في ردّ أونتاريو على الرسوم الجمركية الأميركية التي تلوح في الأفق.

’’أريد حقاً أن أقدّم له أيّة مساعدة ممكنة يمكننا تقديمها لمواجهة تهديدات دونالد ترامب. التهديدات حقيقية وأعتقد بعمق أننا نستطيع التغلب عليها باعتماد نهجٍ يكون فيه ’فريق أونتاريو‘ قوياً و’فريق كندا‘ قوياً أيضاً‘‘، قالت زعيمة المعارضة الرسمية في الجمعية التشريعية السابقة والجديدة.

وإذا كانت كرومبي الوحيدة بين قادة الأحزاب الرئيسية الأربعة التي لم تفز بمقعد نيابي، يُحسَب لها أنّها قادت الحزبَ الليبرالي إلى تحقيق التغيير الأكبر في انتخابات أمس، إذ فاز حزبها بما يكفي من مقاعد لاستعادة صفة ’’حزب رسمي‘‘ في الجمعية التشريعية، وللمرة الأولى منذ عام 2018. وتمنح صفة ’’حزب رسمي‘‘ امتيازات برلمانية، والحصول عليها في أونتاريو يتطلب الفوز بـ12 مقعداً نيابياً على الأقل.

كما أنّ الحزب الليبرالي بقيادتها كان الوحيد الذي زاد عدد مقاعده مقارنةً بنتائج الانتخابات العامة السابقة عام 2022.

ففي تلك الانتخابات حصل حزب المحافظين التقدميين على 83 مقعداً، والحزبُ الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) على 31 مقعداً، والحزبُ الليبرالي على 8 مقاعد، والحزب الأخضر على مقعديْن.

زعيمة الحزب الليبرالي في أونتاريو، بوني كرومبي، متحدثةً أمس أمام مناصريها بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات.
الصورة: La Presse canadienne / Nathan Denette

وعلى الرغم من عدم فوزها أمس بمقعد دائرة ’’شرق ميسيسوغا – كوكسفيل‘‘ (Mississauga East—Cooksville) في تورونتو الكبرى، لا تنوي كرومبي، العمدةُ السابقة لمدينة ميسيسوغا، الاستقالة من قيادة حزبها.

’’ألتزم أمامكم بأن أبقى زعيمة للحزب الليبرالي في أونتاريو‘‘، قالت كرومبي الليلة الماضية أمام مناصريها.

وهذه أول انتخابات عامة تقودها كرومبي على رأس الحزب الليبرالي الذي انتُخبت زعيمةً له في كانون الأول (ديسمبر) 2023.

الترتيب في الاقتراع الشعبي مختلف

وجاء ترتيب الأحزاب في الاقتراع الشعبي مختلفاً بعض الشيء عن ترتيبها بالنسبة لعدد المقاعد النيابية التي فاز بها، بشكل نهائي أو غير نهائئي، كلُّ واحد منها.

حزبُ المحافظين التقدميين حلّ أولاً في الترتيب الشعبي أيضاً حاصلاً على 43% تقريباً من إجمالي أصوات المقترعين المحتسَبة. أمّا المرتبة الثانية فهي للحزب الليبرالي الذي نال حوالي 30% من الأصوات، والمرتبة الثالثة للحزب الديمقراطي الجديد وبنسبة 18,6% تقريباً من الأصوات، والمرتبة الرابعة للحزب الأخضر وبنسبة 4,8% تقريباً من الأصوات.

وفوز الحزب الديمقراطي الجديد بعدد من المقاعد يساوي تقريباً ضعف ما فاز به الليبراليون الذين تفوقوا عليه بوضوح في الاقتراع الشعبي عائد لكون الأصوات التي حصل عليها الديمقراطي الجديد كانت أفضل توزيعاً في انتخابات تجري وفق نظام الدائرة الفردية وبجولة واحدة، كما هي الحال في مقاطعات كندا التسع الأُخرى وفي الانتخابات الفدرالية.

أحد المراكز الانتخابية في أونتاريو يوم أمس.
الصورة: CBC / Martin Trainor

ووفقاً لهيئة الانتخابات في أونتاريو (Elections Ontario)، وبعد أن أبلغت 99,89% من مراكز الاقتراع عن النتائج، بلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات الشتوية 45,36%، مقارنةً بـ44,1% في الانتخابات السابقة في 2 حزيران (يونيو) 2022 والتي شكّلت أدنى نسبة مشاركة للناخبين في تاريخ أونتاريو.

وأونتاريو هي كبرى مقاطعات كندا العشر من حيث عدد السكان (16,17 مليون نسمة) وحجم الاقتصاد.

(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• ناخبو أونتاريو إلى صناديق الاقتراع حتى التاسعة مساءً

• فورد: ’’نحن بحاجة إلى أكبر تفويض في تاريخ أونتاريو‘‘

• أونتاريو: فورد يلمح إلى رغبته في إجراء انتخابات مبكرة

• إقبال شديد على قبعة ’’كندا ليست للبيع‘‘ التي ارتداها فورد أمس

• فورد يقول إنّ المقاطعات والأقاليم ستظلّ متحدة بوجه تهديد ترامب
• أونتاريو: فوز فورد بحكومة أكثرية ثانية واستقالة هورفاث ودل دوكا