الذكاء الاصطناعي ليس ذكياً كما نعتقد (أ ف ب عبر غيتي) الذكاء الاصطناعي أندرو غريفين يكتب عن : الذكاء الاصطناعي بائس بحسب أحد عرابيه by admin 25 أبريل، 2024 written by admin 25 أبريل، 2024 205 كبير علمائه في “فيسبوك” يعتبر أن أيلون ماسك مخطئ ومستوى تلك التقنية اليوم لا يتخطى الحيوان الذكي ويجب تغيير اتجاهها اندبندنت عربية / أندرو غريفين محرّر التكنولوجيا ومراسل العلوم يندرج يان ليكون Yann LeCun ضمن قائمة تضم ثلاثة رجال يشار إليهم أحياناً بمسمى “عرابو الذكاء الاصطناعي”. لكن، خلال الأسبوع الجاري، لم يبد أنه رحيم بشكل خاص حيال طفله الروحي. وأثناء عرض قدمه كجزء من فعالية أقامتها شركة “ميتا” حول الذكاء الاصطناعي، أشار إلى التقنية التي يستند إليها معظم ما نشير إليه بتسمية الذكاء الاصطناعي، بعبارات “تعلم الآلات أمر بائس! لم أكن مسروراً على الإطلاق مع المستوى الأكثر تقدماً الذي تسجله هذه التقنية الآن. في الواقع، إن تعلم الآلات أمر بائس بالفعل”. وأضاف يان ليكون، “إنها [الآلات الذكية] مدهشة. وتسببت في ظهور مجموعة من التقنيات المثيرة للاهتمام بالفعل. لكن، حينما نقارن بالفعل قدرات آلاتنا مع ما يستطيع البشر والحيوانات فعله، لا تتساوى تلك الأطراف مع بعضها بعضاً”. وأفاد بأن الحيوانات تستطيع التعلم بسرعة، وتكتشف الطرق الناجعة، وتكتسب حساً إنسانياً بطريقة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي سوى أن يحلم بها، “وأنا لا أتحدث عن حيوانات مميزة الذكاء”. وخلال الأشهر الماضية، ثار نقاش عن إمكان ظهور ذكاء اصطناعي يكون بمستوى إنسان خارق. وترغب شركة “ميتا”، مالكة “فيسبوك”، وغيرها من الشركات في الحصول على ذلك الذكاء الاصطناعي الخارق، لأنه يقدم طريقة عظيمة النفع للتفاعل بين البشر والمنتجات التتقنية. لنتخيل أنك تستطيع ببساطة أن تطلب من أداتك التقنية أن تفعل أمراً ما، فتنهض بذلك فوراً. وثمة من يقترح أن ذلك النوع من الأدوات التقنية اخترع سراً، فيما يورد إيلون ماسك أن مثل تلك القدرات التقنية الذكية ستغدو متوفرة بداية من العام المقبل. في المقابل، يبدي ليكون مقدراً أقل من التفاؤل. لا جدال في أن الذكاء الاصطناعي سيتفوق في خاتمة المطاف، على القدرات الإنسانية، لكن ذلك الأمر ليس شديد القرب، ومن المؤكد أنه لن يظهر السنة المقبلة. وبحسب ليكون، لا يكفي لحدوث ذلك الاختراق التقني وجود نسخة أكثر ذكاء مما نمتلكه حاضراً من الآلات الذكية، بل إنه يتطلب تكنولوجيا مختلفة بالكامل. ويستند معظم ما يناقش حاضراً عن الذكاء الاصطناعي إلى “النماذج اللغوية الكبرى” Large Language Models على غرار تلك الموجودة في “تشات جي بي تي“. وتعمل تلك النماذج عبر التهام كميات ضخمة من البيانات ثم تحليلها بغية فهم أية كلمات تميل إلى أن تتبع بعضها بعضاً. ويعني ذلك أن تلك النماذج تقدم أداء مدهشاً في تكوين النصوص، ولقد أدرك الشطر الأعظم من العالم ذلك الأمر، وكذلك فإنها تمتلك قدرة مدهشة في توليد نصوص جيدة، وبسرعة مدهشة. يان ليكون كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة “ميتا” يرى أن البشر والحيوانات لا يزالون أذكى من المستوى الأرقى في تعلم الآلات (غيتي) في المقابل، يحاجج ليكون أن النماذج اللغوية ليست طريقة جيدة في فهم العالم. ويورد أن طفلاً في عمر الرابعة يكون بقي مستيقظاً نحو ستين 60 ساعة ما يوازي 20 ميغابايت في الثانية من تدفق المعلومات في رأسه، ويفوق ذلك بـ50 مرة البيانات في “النماذج اللغوية الكبرى” التي دربت بالكامل على النصوص المتوفرة للعموم في شبكة الإنترنت. وبحسب ليكون، إن النصوص “مصدر شحيح جداً. إنها مكثفة بشدة لكنها تفتقر إلى الأساس. وبالأساس، تمثل النصوص الأفكار تعبيرات عن الأفكار التي تجسد ما نمتلكه من النماذج العقلية عن الحقيقة”. ويحاجج ليكون بأن النصوص محدودة حتماً، ولا يوفر الاكتفاء بمطالعة النصوص طريقة لفهم الحقيقة. وثمة من يتبنى محاججة معاكسة. وتظهر تقارير باستمرار، غالباً بالاستناد إلى إشاعات، تفيد بأن بعض “النماذج اللغوية الكبرى” أظهرت إمكانات جديدة كالقدرة على التفكير المنطقي أو غيرها من القدرات التي نظن أنها تؤشر على الذكاء. لكن، حتى اللحظة، تبقى “النماذج اللغوية الكبرى” على مستوى جيد تماماً في فهم النصوص والتعامل معها، ولا تتعدى ذلك إلا قليلاً. واستطراداً، يقدم ليكون بديلاً من ذلك يتمثل في “نظم الذكاء الاصطناعي التي يدفعها السعي إلى الموضوع”. وقد يعني ذلك بناء نظام يسعى إلى فهم العالم بالفعل، مع قابلية أكثر للمقارنة مع دماغ الإنسان. وبالتالي، سيستطيع ذلك النظام فهم العالم أولاً، ثم يعمل على بناء تمثيلات عنه كي يستطيع العمل استناداً إليها. وجرى التعامل مع دماغ الإنسان كأمر مسلم به، ذلك أنه يتغلغل في العالم في كل لحظة، ويستخلص ما الذي يتغيير فيه، ويتفهم التدعيات الممكنة للأعمال، ثم يشتغل على تلك الأعمال. وحتى الآن، لا يملك الذكاء الاصطناعي قدرات من ذلك النوع، مما يفسر أننا لم نستطع أبداً إنجاز حلم صنع روبوت يقدر على معايشتنا ورعاية بيوتنا، ولا حتى روبوتات تقدر على إثبات نفسها بصدقية موثوقة. حصان طروادة الأسطوري مركب بالكامل من مكونات الحاسوب ولوحات الدارات الإلكترونية الدقيقة، ووضع خارج حرم جامعة تل أبيب (أ ف ب) ويقترح ليكون أن معنى القول بحقيقة أن أنظمتنا الحالية في الذكاء الاصطناعي “بائسة”، هو أننا ربما أفرطنا قليلاً في المخاوف في شأنها. ومثلاً، بالاستجابة إلى الخوف من استعمال أنظمة مثل “تشات جي بي تي” في صنع أسلحة بيولوجية، يلاحظ ليكون أن كل ما تفعله تلك الأنظمة يقتصر على “إعادة إخراج ما دربناها عليه، وبالتالي، فإنها ليست ناجحة كثيراً في الابتكار”. ويورد أنه من المستحيل على تلك الأنظمة أن تأتي بسلاح جديد، وإنها حينما تخترع، يكون الأمر “أنها أنتجت أشياء متخيلة”. وحتى حينما تقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية وصفة قديمة، فإن ذلك ليس له دلالة كبيرة بالفعل. وبحسب ليكون، “بإمكاني إعطائك وصفة لتركيب قنبلة ذرية، لكن ذلك لا يعني أنك تستطيع صنع قنبلة ذرية. بإمكاني منحك طريقة ناجحة لصنع محرك صاروخ لكن ذلك سيبقيك في حاجة إلى 50 مهندساً مؤهلاً ومتمرساً، وسيبقى عليك أن تفجر 10 منها قبل حصولك على محرك فاعل”. وفي أوساط قيادة شركة “ميتا”، لا يقتصر انتقاد الوضعية الحالية للذكاء الاصطناعي على ليكون. إذ حذر نيك كليغ، رئيس قسم الشؤون الدولية في “ميتا”، من خطر إبقاء التكنولوجيا في قبضة “الأيدي الثقيلة” المقتصرة على “حفنة من الشركات المرموقة الفائقة الضخامة في كاليفورنيا”. وعلى رغم أن الذكاء الاصطناعي قد يبدو أحياناً تكنولوجيا ذات طابع تجريدي، إلا أنها حسية ومادية بشكل ملحوظ. إذ ستأتي الأنظمة الأشد قوة مصحوبة بالقدرة على الوصول إلى الأموال التي تمول البحوث عن تلك النماذج، مع قوة في الحوسبة في تشغيلها، إضافة إلى البيانات اللازمة في تدريبها”. وفي منطقة جنوب الصحراء الأفريقية، التقى كليغ مع رؤساء من كينيا ونيجيريا، وكذلك أكاديميين وبحاثة ومطورين يعملون في تلك المنطقة. وأفاد كليغ “بأنهم يرغبون في الالتحاق بركب تلك التقنية، ويريدون المشاركة فيها. ولكنهم لا يملكون عشرات المليارات من الدولارات كي يبنوا مراكز جديدة لبيانات الذكاء الاصطناعي وتشغيل النماذج، على غرار ما تحوزه الشركات الرائدة في تلك التقنية، خصوصاً الأميركية والصينية منها. وفي المقابل، إنهم [من قابلتهم في أفريقيا] يملكون يملك الحذاقة والبراعة”. نيك كليغ رئيس قسم الشؤون الدولية في شركة “ميتا” أثناء تحدثه في مؤتمر صحافي في معرض تلك الشركة ببروكسل خلال العام الماضي (غيتي) ووفق ما تحاجج به شركة “ميتا”، تشكل الأنظمة المفتوحة المصدر المفتاح في إتاحة ذلك النوع من الوصول الديمقراطي للتقنية، بمعنى وضع شطر كبير من بحوثها والنتائج التي توصلت إليها، في متناول العموم. ولا تقدم “ميتا” على إتاحة ذلك النوع من الوصول إلى أسباب تتعلق بالديمقراطية وحدها. إذ يرغب مجموعة من البحاثة المتقدمي المستوى، في العمل ضمن المصدر المفتوح لأنه يساعد في تسريع إيقاع التطور، وكذلك فالأرجح أنه يعني أيضاً أن “ميتا” ستميل أكثر إلى استحضار ثقة أكبر في تقنياتها إذا استمرت في تقديمها للجمهور العام. وباتت “ميتا” تستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل في مروحة واسعة من منتجاتها. وتعقد الأمل على أنها ستحسن قريباً أداة “مساعد الذكاء الاصطناعي من ميتا” بما سيمكنك من التحدث معها في “واتساب”، مع الحصول على كمية ثرة من المعلومات والمحتوى التي ترغب فيها. وكمثل كل شركة تحاول الاستفادة من طفرة ازدهار الذكاء الاصطناعي، تقدم “ميتا” تلك التقنيات بوصفها مدهشة ومؤثرة. لكنها ستكون متراجعة، بحسب ما يقترح عرابو الذكاء الاصطناعي في “ميتا” نفسها. وفي خاتمة المطاف، سيأتي نظام من الذكاء الاصطناعي على مستوى نظيره الإنساني، أو يكون أفضل منه، بحسب ليكون، الذي يورد أنه “لا شك في حدوث ذلك عند نقطة معينة، وليس ذلك سوى مسألة وقت”. لن يحدث ذلك خلال حدث ضخم للخيال العلمي، لكنه قد يغدو تكنولوجيا الخيال العلمي في المستقبل، بفضل سلسلة من التغييرات الجذرية والمثبتة. لكن، في اللحظة الحالية، فإن قطة قد تتفوق على الذكاء الاصطناعي. © The Independent المزيد عن: يان ليكونالذكاء الاصطناعيشركة ميتافيسبوك 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post دلال البزري تكتب من تورنتو عن: إيران وإسرائيل… حرب الأصالة في حرب الوكالة next post ماذا يمكن أن تقول الفلسفة عن معاناة كوكب الأرض؟ You may also like قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ 24 نوفمبر، 2024 روبوت بـ”رؤية خارقة”.. يرى ما وراء الجدران! 17 نوفمبر، 2024 كاميرا مزودة بالذكاء الاصطناعي لقياس ضغط الدم والسكري 17 نوفمبر، 2024 الذكاء الاصطناعي يطرح على ترمب تحديات كونية وأبعد 14 نوفمبر، 2024 أدوات مميزة لتحويل أفكارك إلى تصميمات مرئية جذابة 13 نوفمبر، 2024 دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم... 7 نوفمبر، 2024 الذكاء الاصطناعي لاعب دبلوماسي ومفاوض على طاولة السلام 7 نوفمبر، 2024 كيف وظفت دول عظمى الذكاء الاصطناعي في الفضاء؟ 2 نوفمبر، 2024 الذكاء الاصطناعي وصناعة “الإرهابي الملهم” 31 أكتوبر، 2024 أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي لصناعة الفيديوهات المتقدمة 29 أكتوبر، 2024