بأقلامهمعربي “أرض السواد” ترمي الغرباء بشرر… وتُحدث العرب أخبارها by admin 6 أكتوبر، 2019 written by admin 6 أكتوبر، 2019 57 صادقت على نبوات عظمائها الغابرين من “صميم اليأس”… وكشفت ذرائع “الحرب على داعش وأخواتها” اندبندنت عربية / مصطفى الأنصاري كاتب وصحافي @mustfaalansari أعادت الانتفاضة التي تشهدها مناطق عدة في العراق البلاد إلى سيرتها الأولى في الثأر من الغرباء وقذفهم بشرر، أصاب الأتراك والبريطانيين والأميركيين والقاعدة وداعش في مقتل، وها هو ينقض مجدداً على وكلاء إيران. يُحدّث العالم أخباره ويوثق من “صميم اليأس” تآمر حلقات الفساد على لقمة عيشه وحياته، ولم توفر حتى شرف نسائه، على النحو الذي صدمت به “بي بي سي” أخيراً العالم أجمع. ومع أن المظاهرات في عراق ما بعد صدام ليست جديدة، إلا أن تراكم المظالم الاجتماعية يقول العراقيون “جعلت الانتفاضة الجديدة ذات منحى مغاير، بوصفها تجيء في سياق صلفٍ إيراني بأدوات محلية، لم يستثن حتى أولئك الرجال الذين قدموا حياتهم ثمناً لتحرير العراق من تنظيم داعش، أمثال اللواء عبد الوهاب الساعدي”. هل خيب عبد المهدي الآمال؟ لكن “أرض السواد” كما كانت تلقّب، جعلت تفاجئ كل مرة من يستغلون ضعفها الموقت، لتبدي ما تكنّ الصدور وما تخفي العمائم من خدع. ولا يرى المفكر العراقي رشيد الخيون رئيس الوزراء العراقي الحالي عبدالمهدي خارج تلك القاعدة، وهو الذي أحسن به عرب الاقليم الظن، لإبعاد بلاده عن أسر طهران ولو جزئياً، فقال “مازالت قوى اليسار تعتبر عادل عبد المهدي ميالا لها لسابق انتساب، هذا الرجل لا عير له في اليسار ولا نفير له في اليمين، رجل انتهازي ويكذب ظنه من يظن أنه يريد دولة مدنية”. مؤكداً أن صورته الحقيقية هي تلك التي بدا فيها حول طعام “عاشورا” يضع على رقبته خرقة خضراء، أما “المنصب فهو أكبره منه بكثير مثلما كان أكبر من الجعفري”. تعويض إيران ودية القتلى ويتناول نماذج من الفساد التي يشير إلى أنها وسواها تجعل ما يشهده العراق من حرائق غير مستغرب، فيذكر متعجباً كيف أن أحد رجال العراق المؤثرين هو عبدالعزيز الحكيم وصل استتباع إيران إياه درجة أن دعا إلى “تعويض إيران عن حربها مع العراق، فهل نفذ المقترح سراً، وسلم 450 مليار دولار لايران؟ لا يستبعد ذلك”، وهو مبلغ أُعلن رسمياً سرقته من العراق منذ سقوط النظام السابق 2003، فرأى الخيون تبعاً لذلك أنه “في مقدمة الذين يجب أن تبدأ بهم حملة مكافحة الفساد نوري المالكي وإبراهيم الجعفري والوقفين السني والشيعي”. وحتى يكتمل الليل العراقي الحالك في تقدير الباحث العراقي، لا يرى أن المرجعية الممثلة في علي السيستاني الذي يحظى بتقدير محلي وعالمي كبير، تقف ضد سياسات الفساد أو تسند المتظاهرين في تلبية مطالبهم. وقال على حسابه في “تويتر”، “المرجعية الدينية عبر خطيبها بكربلاء، وهي المتورطة بالوضع العراقي السيئ، تدين المقتول والقاتل، المتظاهرين المقتولين والقوات القاتلة، شكرها عادل عبد المهدي واعتبرها صمام أمان، له طبعا، أما الثلاثون قتيلاً (العدد الآن تجاوز 100 قتيل) فديتهم اعتبارهم شهداء، ويبقى الوضع على ما هو عليه”. وتقر الحكومة العراقية بتحمل جزء من المسؤولية في إصلاح الأوضاع القائمة، لكن رئيسها عبدالمهدي نفى في معرض حديثه إلى المحتجين وشعب بلاده أن تكون حكومته مسؤولة عن أخطاء متراكمة لحكومات وأنظمة سابقة دمرت بنية العراق التحتية، معلناً مجموعة خطوات وصفت بالخجولة، كان من بينها “اعتبار الضحايا من المتظاهرين والأجهزة الأمنية شهداء وشمولهم بالقوانين النافذة ومنح عوائلهم الحقوق والامتيازات المترتبة على ذلك “. وكانت وكالة “رويترز” للأنباء أجابت وفق مصادرها عن أسئلة تدور حول المظاهرات العراقية، كان أولها عن “لماذا يحتج الناس”، فكان الجواب أن “صبر العراقيين نفد، فبعد عامين من هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي يعيش قطاع كبير من العراقيين الذين يقترب عددهم من 40 مليون نسمة في أوضاع متدهورة رغم ما يملكه العراق من ثروة نفطية”. ولم تنف تحسن الوضع الأمني عما كان عليه منذ سنوات، غير أن “البنية التحتية التي حاق بها الدمار لم تمتد إليها يد الإصلاح، كما أن الوظائف أصبحت نادرة، ويتهم الشباب من يرون أنهم قيادات فاسدة صراحة بالمسؤولية عن ذلك، ويقولون إن هذه القيادات لا تمثلهم”. إهانة الساعدي أما الذي أطلق شرارة الاحتجاجات الأخيرة، ومن نظمها، فإن الوكالة الأميركية، لم يظهر لها أن “الاحتجاجات تنسقها جماعة سياسية بعينها. وقد تزايدت الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاجات في أوائل هذا الأسبوع. وبدا أن الإقبال على المشاركة فيها كان مفاجأة لقوات الأمن، والسببان الرئيسيان للغضب الشعبي هما قصور خدمات الدولة ونقص الوظائف”. ورجحت أن حالة الغضب ساهمت فيه سلسلة من الخطوات الحكومية، لا سيما تنزيل رتبة قائد عسكري (عبد الوهاب الساعدي) يحظى بشعبية كبيرة من أوقات الحرب لأسباب لم تُشرح بشكل كافٍ، وكان البعض يحتج خلال المظاهرات على ما حدث لهذا القائد. ومن الميدان سجل مراسل “اندبندنت” باتريك كوبيرن شهادته، إذ صادفت المظاهرات وجوده في العاصمة العراقية بغداد، وأكد أنه من “الجلي أن الحكومة أخفقت في تقديم أي تنازلات منذ ارتكابها أول خطأ لها. ويقول أحد الأصدقاء إنه “كان على رئيس الوزراء أن يبادر إلى شيء ما مثل الإعلان عن أنه سيقبض على مئات الفاسدين في الأجهزة الحكومية”. وعوض ذلك، ظل الوزراء يرددون أنهم سيحققون بأسباب هذه الاحتجاجات، على الرغم أنها واضحة كالشمس ويعرفها كل سكان البلاد، وهي الفساد والبطالة وغياب الخدمات العامة”. نبوءة منيف والجواهري وإذ تجري أحداث العراق الراهنة ضد ما تشتهي سفن القاتل والمقتول، كان مفكروا العراق السابقين أمثال الشاعر محمد الجواهري والروائي عبدالرحمن منيف، تنبؤوا بهذا النوع من السجال بين المهمشين وأرباب السلطة والاستئثار من قبل في بغداد. ففي رواية منيف “أرض السواد” نظر من بوابة التاريخ إلى نافذة المستقبل، فاستعار أحداث العراق في آخر أيام العثمانيين، لينطلق منها إلى توصيفٍ له الحمولات التي كان خروج العراق عنها هو الاستثناء، وليس العكس. فهذا السلطان يحتضر، والورثة من بعده يتهافتون على ملكه ويقتتلون، ورجال النواحي في البوادي يطمعون في النهب وفرض قانون الغاب، وأبناء الجواري والمتبنين من البلاط يجدون ثغرات للتدخل، وقادة المعارك يتوسعون في المتعة بعد النصر، ورجال الدين يتذمرون ويفتون بما يشتهي مَن بيده العطايا، والباشا خوفه من الجند المنتصرين ليس أقلّ من توجسه من بطش المتمردين والبريطانيين، وهناك الجنوب الذي يتوقع مفاجآته، لكن للشمال خطره وأهميته أيضاً، المعارك في بغداد والنواحي مفتوحة دائماً، والنصر قصير الأمد كثير الكلفة، وهكذا دواليك. سبي داعش ومتعة الفقهاء غير أنّ نبوءة السواد، التي يصعب أن يبلغها خيال الراحل الخصب، هي عودة السبي وبيع النساء مرة على يد “داعش” وأخرى باسم “المتعة” بواسطة فقهاء يبحثون عن المال إلى بلاد اشتهرت باحترامها المرأة، لدرجة أنّ “روجينا”، ربّة بيت المتع في الرواية، كانت إحدى المتحكّمين الرئيسين في البلد، فضلاً عن حرم الوالي، وقبلها أمها التي كانت في عهد ابنها الباشا تقرّب من تشاء وتبعد من تشاء، بغير حساب. أما الجواهري فيستعيد الناقد السعودي عبدالله الغذامي تشخيصه للإنسان العراقي الذي يكمن حيناً لكنه مثل البركان يثأر بغتة، ويسقطها على مظاهرات بغداد ودماء شبابها الثائر، ويتساءل “هل هي رسالة الجواهري من قبره لشباب العراق اليوم، حين يقول “سينهض من صميم اليأس جيل (عنيد البأس، جبار عنيد. يقايض ما يكون بما يُرجى) ويعطف ما يُراد لِما يريد”. المزيد عن: العراق/بغداد/عادل عبدالمهدي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الحكومة العراقية… السقوط الوشيك next post سجون لحزب الله في لبنان وسوريا… ومحكومون عرب في حمايته You may also like مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: ماذا جرى في «المدينة... 15 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب ومشروع تغيير... 15 نوفمبر، 2024 منير الربيع يكتب عن..لبنان: معركة الـ1701 أم حرب... 15 نوفمبر، 2024 حميد رضا عزيزي يكتب عن: هل يتماشى شرق... 15 نوفمبر، 2024 سايمون هندرسون يكتب عن.. زعماء الخليج: “مرحبًا بعودتك... 15 نوفمبر، 2024 الانتخابات الأمريكية 2024: وجهات نظر من الشرق الأوسط 15 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.