الخميس, ديسمبر 26, 2024
الخميس, ديسمبر 26, 2024
Home » هل أطلق إيلون ماسك حربا جديدة ضد النساء؟

هل أطلق إيلون ماسك حربا جديدة ضد النساء؟

by admin

 

كشف مالك موقع “تويتر”/ “إكس” عن أن مستخدمي التطبيق “المحظورين” سيتمكنون من الاطلاع على جميع منشورات وسائل التواصل الاجتماعي قريباً، وأنا لا أشعر بأية حماسة لمعاودة لقاء بعض الرجال المتطفلين الذين يعتقدون أنه من حقهم التواصل معي والإشادة بقميصي

اندبندنت عربية / كلير كوهين

هل ما زال موقع “تويتر”/”إكس” مكاناً مناسباً وآمناً بالنسبة إلى النساء؟ أطرح هذا السؤال لأن القرار الأخير الذي اتخذه مالك المنصة إيلون ماسك يوحي بغير ذلك.

ففي خطوة قد لا تكون حكيمة تماماً قرر ماسك رائد الأعمال في “وادي السيليكون” الذي تشبه ملامح وجهه البرمائيات إلغاء ميزة حظر مستخدمين من الاطلاع على ما ينشره أصحاب الحسابات على “إكس”. ويبدو أن هذا القرار اتخذ في بيئة مغلقة لا تعكس سوى آراء قلة من الذكور، وهو ما لا يتماشى مع الاسم “إكس” الذي يوحي بتنوع أكبر في وجهات النظر ولا سيما منها النسائية، بحيث يشير ضمناً إلى “كروموسومات إكس” الأنثوية.

وفقاً لماسك، فإن إلغاء هذه الميزة التي كانت تقدمها المنصة يعني أنه “إذا تم حظر شخص ما، فلن يتمكن هذا الأخير من التواصل مع صاحب الحساب الذي حظره أو التفاعل معه، لكنه سيظل قادراً على رؤية منشوراته. بمعنى آخر أن المستخدمين لن يتمكنوا بعد الآن من منع أي شخص من مشاهدة المحتوى الذي ينشرونه، حتى لو كان الأخير غير قادر على الرد عليهم بصورة مباشرة.

حسناً لا بأس بذلك. فلماذا يجب أن نقلق في شأن قضايا ثانوية من قبيل من في وسعه الاستفادة من ميزة الحظر، أو من هم المستخدمون الذين قد يتأثرون سلباً بإزالتها؟ هذا ليس من شأننا، أليس كذلك؟ ومن غير المعقول توقع أن تقدم منصات التواصل الاجتماعي أي مستوى من الحماية أو الأمان لمستخدميها.

الآن تقع على عاتق المستخدم مسؤولية تجنب مشاركة أي شيء لا يريد أن يراه ذلك الشخص الذي يرد باستمرار برموز تعبيرية (إيموجي) غير لائقة، حتى لو كان مجرد تعليق على وسائل النقل العام أو تحديث يتعلق بترقية وظيفية، أو أحدث الأعمال الأكاديمية. هل هذا واضح بما فيه الكفاية أيتها السيدات؟

أنا على يقين من أن كثيراً من الرجال سيتساءلون هم أيضاً عن سبب هذا التغيير. إلا أنه بالنسبة إلى عدد كبير من النساء مثلي فإن ميزة الحظر هي التي جعلت وسائل التواصل الاجتماعي مساحة مريحة ومقبولة للاستخدام، لكن هذه الراحة ويا للأسف آخذة في التلاشي. فقد أظهر مسح أجرته مؤسسة أبحاث السوق “إيبسوس موري” Ipsos Mori أنه خلال عام 2018 كان 44 في المئة من مستخدمي “تويتر”/”إكس” في المملكة المتحدة من النساء، وبحلول شهر يناير (كانون الثاني) من هذا العام، انخفضت هذه النسبة إلى 38 في المئة، وأظن أنها ستواصل الانخفاض إذا ما استمرت المنصة في المضي بهذا المسار.

إن إلغاء خاصية الحظر يبعث بإشارة مقلقة، إشارة تنم عن تهديد وأذى، وهي تعني ضمناً القول من تعتقدين نفسك كي تحظرينا وتمنعينا من المشاركة؟ إننا نملك الحق في رؤية ما تشاركينه. لذا، تقبلي الوضع.

في الحقيقة إذا لم أتمكن من حظر الرجال غير اللائقين الذين يعتقدون أن لهم الحق في التواصل معي والتعليق على مظهري والقميص الذي كنت أرتديه على التلفزيون، لا أعلم ما إذا كنت سأظل أستخدم “تويتر”/”إكس”. إن الأمر ليس مسألة لعب دور الضحية بل تجنب وابل من التعليقات المخيفة والموحية جنسياً – وأحياناً المعادية للسامية وحتى المهددة – في كل مرة أسجل فيها الدخول لمشاركة أمر ما، سواء كان عن عملي أو عن قطتي. هل هذا حقاً طلب مبالغ فيه؟

ماذا لو لم أتمكن من أن أضع حظراً للرجل الذي غرد بعبارة مهينة لكوني امرأة عندما شبهني بـ”خرطوم إطفاء ممزق يتدفق منه دم الدورة الشهرية”، أو لكثيرين آخرين طلبوا مني العودة إلى المطبخ أو غرفة النوم؟ أعلم أن هناك أمثلة أخرى كثيرة، لكنني لا أستطيع تذكرها بالتفصيل، وهذا هو المغزى.

إن إمكانية الحظر تتيح لك فرصة التخلص من هؤلاء الأشخاص (ونعم، هم دائماً من الرجال) من محيطك الرقمي على شبكة الإنترنت، مما يمنحك حرية التعبير عن نفسك من دون القلق في شأنهم، إذ لن يكون بإمكانهم رؤية ما تنشرينه أو ما تقولين.

من منطلق عملي كصحافية اعتدت أن أكون في دائرة الضوء أكثر من معظم النساء، وهذا من شأنه أن يؤثر في أية امرأة تستخدم منصة “تويتر”/”إكس”. على سبيل المثال أحد الزملاء السابقين الذي كان يتابعني عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، حاول الاتصال بي من خلال توجيه رسائل غريبة بصورة متزايدة يطلب فيها مقابلتي. وكانت كل رسالة أتلقاها منه تسبب لي مزيداً من التوتر، إلا أن تمكني ببساطة من إقفال النافذة التي تتيح له التطفل على حياتي، منحني الطمأنينة وراحة البال.

في المقابل، تخيلوا لو لم تتمكن إحدى صديقاتي من حظر شخص كان يطاردها في حياتها الواقعية. فهي نادراً ما كانت تقوم بالتغريد على تطبيق “تويتر”، لكن مجرد معرفتها بأن ذلك الشخص قادر على تتبع وجودها على الإنترنت جعل موقفها المخيف أشد سوءاً.

بطبيعة الحال، لا يعد مجرد القول “فقط احظريهم” حلاً مثالياً لوضع حد للتحرش عبر الإنترنت، لأن أولئك الأفراد الذين يكونون مصممين على تعقب شخص ما أو ملاحقته سيجدون دائماً طرقاً لذلك. من الضروري معالجة الأسباب الجذرية لهذا السلوك، لكن هذه العملية تتطلب وقتاً. وفي مشهد الفوضى الذي يطغى على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، والذي يمكن تشبيهه بـ”الغرب المتوحش” في الولايات المتحدة Wild West (مرحلة في أواخر القرن الـ19 غاب خلالها القانون عن منطقة الغرب الأميركية، وعمت فيها الفوضى والممارسات غير القانونية)، فإن أي إجراء يمكن أن يساعد في تقليل الضرر يكون مفيداً. بالتالي، فإن حظر هؤلاء المستخدمين بصورة كاملة يعد حلاً أكثر فاعلية.

إن إلغاء القدرة على حظر الآخرين يعتبر في أحسن الأحوال قراراً غير مدروس. فالسؤال هنا هو لماذا نحتاج لأوامر تقييدية للمتحرش (في الحياة الواقعية) إذا كان بإمكانه البقاء متربصاً خارج باب منزل ضحيته؟

وكي أكون أكثر وضوحاً فإن إلغاء خاصية حظر الأفراد لن يؤدي إلا إلى تسهيل التحرش. إذ سيظل بوسع المتصيدين مشاهدة ما تنشره أهدافهم، وأخذ لقطات شاشة لها، ونشرها بين متابعيهم. وهذا يمهد الطريق لذلك النوع من الهجمات الغوغائية الضارة التي من شأنها تشويه سمعة وسائل التواصل الاجتماعي. وأنا متأكدة تماماً من أن أية امرأة واجهت تهديدات بالاغتصاب أو القتل على المنصة، تتفق مع وجهة نظري هذه.

صحيح أنه إذا أراد شخص قمت بحظره رؤية منشوراتك فيمكنه إنشاء حساب جديد للقيام بذلك، لكن كم عدد الأشخاص الذين يفعلون ذلك؟ وفيما تعمل وظيفة الحظر كرادع للتخلص من المتطفلين، تشكل في المقابل مصدر طمأنينة لمن قام بحظره. وفي وقت ينبغي علينا فيه تقليل العواقب السلبية التي قد تترتب عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الحياة الواقعية، فإن إلغاء هذه الخاصية لا يبدو مجرد قرار غير منطقي، بل هو تصرف خاطئ وغير مسؤول تماماً يتعين التخلص منه.

إذاً من هو المستفيد من هذا المنحى على وجه التحديد؟ وكيف سيسهم ذلك في تحسين موقع “تويتر”/”إكس”؟

من الصعب ألا نطرح تساؤلات عن توقيت هذا التغيير، الذي جاء بعد أسابيع فقط من تغريدة نشرها إيلون ماسك وتوجه فيها إلى النجمة الأميركية تايلور سويفت بقوله “حسناً يا تايلور… لقد فزت… سأمنحك طفلاً وأحمي قططك بكل ما أوتيت من قوة”، وجاء ذلك رداً على دعم سويفت للمرشحة “الديمقراطية” لرئاسة الولايات المتحدة كامالا هاريس، واستتباعاً للسخرية التي أبداها المرشح “الجمهوري” لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس الذي كان تحدث عن “سيدة القطط بلا أطفال” Childless Cat Lady، وقد عدت المرشحة السابقة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون كلام ماسك “فاسداً ومخيفاً”.

هل عمدت سويفت إلى حظر إيلون ماسك عن متابعة حسابها على منصته الخاصة؟ هل ما قام به هو مجرد ردة فعل طفولية من رجل غير ناضج أصيب بنوبة غضب وقام برمي ألعابه من عربته لأن أشهر امرأة في العالم اختارت عدم السماح له بالاطلاع على ما تنشره؟

خلال العام الماضي، رأى ماسك أن ميزة الحظر “لا معنى لها”، لا بل هدد حتى بإلغاء قدرة المستخدمين على حظر أفراد بالكامل باستثناء الرسائل المباشرة. لكن كم من الوقت سيمر قبل أن يختفي هذا الخيار تماماً، مما يترك النساء مجردات من خط الدفاع الأخير عن أنفسهن على وسائل التواصل الاجتماعي، باستثناء مغادرة المنصة نهائياً؟ وربما كان هذا هو بيت القصيد والخطة المطروحة منذ البداية.

© The Independent

المزيد عن: إيلون ماسكمنصة أكستويتر

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00