الإثنين, أبريل 21, 2025
الإثنين, أبريل 21, 2025
Home » كرات الماء القابلة للأكل… بين ابتكار صديق للبيئة ومخاوف صحية

كرات الماء القابلة للأكل… بين ابتكار صديق للبيئة ومخاوف صحية

by admin

 

فقاعات هلامية مبتكرة توفر بديلاً مستداماً لعبوات الشرب التقليدية دون الحاجة إلى البلاستيك

الشرق الاوسط / رؤى عقل صانعة محتوى ابداعي @AqelRoa

في ظل تنامي القلق العالمي من التلوث البيئي الذي تخلفه النفايات البلاستيكية، تتجه الأنظار إلى حلول مبتكرة تسعى إلى الحد من الاستخدام الواسع للمواد غير القابلة للتحلل، وعلى رأسها قوارير المياه البلاستيكية التي تُستهلك بمعدلات ضخمة يومياً في المدن الكبرى والتجمعات البشرية الضخمة مثل الفعاليات الرياضية أو مواسم الحج والعمرة.

هذا القلق البيئي المتزايد لم يعد يقتصر على التحذيرات النظرية أو حملات التوعية، بل تحوّل إلى حراك علمي وتقني تقوده شركات ناشئة ومؤسسات أكاديمية، تهدف إلى إنتاج بدائل عملية ومستدامة، تجمع بين الكفاءة البيئية وسهولة الاستخدام.

ومن بين هذه الابتكارات، برزت تقنية جديدة لإنتاج “كرات ماء” هلامية قابلة للأكل، تمثل نموذجاً مختلفاً كلياً في طريقة تقديم المياه الصالحة للشرب، وتفتح المجال أمام نقاش واسع بين من يرون فيها ثورة صديقة للبيئة، ومن يطرحون تساؤلات حول فاعليتها ومأمونيتها الصحية في المدى الطويل.

فقاعات ماء قابلة للأكل

ضمن هذه الجهود، طوّرت شركة “Notpla” البريطانية عبوات مائية صغيرة على صورة فقاعات هلامية، تُغني عن استخدام القوارير البلاستيكية التقليدية.

هذه الكرات، المصممة لتكون قابلة للأكل والابتلاع بالكامل، لا تحتاج إلى غطاء، ولا تتطلب التخلص منها في سلة المهملات، مما يجعلها خياراً صديقاً للبيئة بصورة لافتة.

الابتكار الذي تعود جذوره إلى عام 2013، هو ثمرة تعاون بين الباحثين رودريغو غارسيا وبيير باسالييه في “إمبريال كوليدج” بلندن، ويقوم على تغليف الماء في طبقة هلامية شفافة مصنوعة من مستخلصات نباتية وطحالب بحرية، ويمكن استهلاك الفقاعة كما هي، أو ثقبها وشرب الماء منها دون الحاجة إلى ابتلاع الغشاء، الذي يتحلل حيوياً خلال فترة تراوح ما بين أربعة إلى ستة أسابيع، دون أن يترك أي أثر ضار على البيئة.

لا تحتاج إلى غطاء، ولا تتطلب التخلص منها في سلة المهملات (رويترز)

 

وأكدت شركة “Notpla” أن منتج “Ooho” مصنوع من مكونات طبيعية 100 في المئة دون أي تعديل كيماوي، مشيرة إلى أنها تتماشى مع توجيهات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وأضافت أن تغليفاتها معتمدة وفق معيار EN13430، مما يجعلها قابلة لإعادة التدوير ضمن النفايات الورقية.

آراء الدراسات 

أشارت دراسة نُشرت عام 2020 في مجلة “ACS Central Science” إلى أن التغليف القابل للأكل المصنوع من الأعشاب البحرية يُعد خياراً واعداً لتقليل النفايات البلاستيكية، خصوصاً في الفعاليات الرياضية، لما يوفره من بديل مبتكر وصديق للبيئة. إلا أن الدراسة حذّرت من تحديات مرتبطة بالنظافة والتخزين والنقل، إذ يمكن أن تؤثر الرطوبة والحرارة في سلامة الأغلفة القابلة للأكل، وتؤدي إلى تحللها قبل الاستخدام.

وفي السياق نفسه، أكدت دراسة أخرى نُشرت عام 2024 في مجلة “Environmental Science and Pollution Research”، تحت عنوان “Edible packaging as sustainable alternative to synthetic plastic: a comprehensive review”، أن هذا النوع من التغليف يمثل بديلاً مستداماً للتغليف البلاستيكي، مشددة على أهمية التوعية والتثقيف المجتمعي لتسريع تقبّل المستهلكين له، إلى جانب ضرورة دعم الأطر التنظيمية والتقنية لتسهيل تبنّيه على نطاق أوسع.

بين الترحيب والتحفظ

وقد لاقى هذا الابتكار اهتماماً عالمياً بوصفه خطوة واعدة نحو تقليل البصمة الكربونية المرتبطة بصناعة وتوزيع البلاستيك، لا سيما في ظل التوجه العالمي للبحث عن حلول بيئية عملية لمشكلة النفايات البلاستيكية.

لكن، على الجانب الآخر، ظهرت تحفظات من بعض الأوساط الصحية والغذائية، إذ لم تُعرف بعد التأثيرات المحتملة لاستهلاك هذا النوع من التغليف على المدى الطويل، وبخاصة في حال تم تداوله على نطاق واسع، كما تُطرح تساؤلات حول مدى قبول المستهلكين لمفهوم “أكل الماء”، والتحديات المتعلقة بالنظافة والتخزين والنقل في المناخات الحارة.

آفاق مستقبلية

على رغم التحفظات، يرى المهتمون بقضايا البيئة أن مثل هذه الابتكارات تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو عالم أقل اعتماداً على البلاستيك، لا سيما في مناطق تشهد كثافة بشرية موسمية، مثل مكة المكرمة خلال مواسم الحج والعمرة، حيث تُستهلك ملايين عبوات المياه سنوياً، وتشير بعض المقترحات إلى إمكانية تبني هذه التقنية في المستقبل القريب بالتنسيق مع الهيئات البيئية والجهات الصحية، لضمان سلامة التطبيق وفاعليته.

وبينما لا تزال “كرة الماء” في طور التوسع التجريبي، فإنها تظل مثالاً ملموساً على الدور الذي يمكن أن تلعبه الابتكارات العلمية في التوفيق بين حاجات الإنسان ومصالح البيئة.

مناسبة للمواسم والفعاليات 

بحسب تقرير نشرته شبكة “CBS News” في الـ27 من أبريل (نيسان) 2019، شهد ماراثون لندن خطوة بيئية مبتكرة باستبدال آلاف زجاجات المياه البلاستيكية بكبسولات “أوهو” المصنوعة من الأعشاب البحرية والقابلة للأكل، وقد وُزّعت أكثر من 30 ألف كبسولة على العدّائين، إذ تتيح لهم تناول السائل بداخلها أو التخلص منها بأمان، إذ تتحلل بيولوجياً خلال ستة أسابيع.

وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة “The Independent” في تقرير بتاريخ الـ28 من أبريل 2019، أن هذه الكبسولات جاءت ضمن مبادرة لتقليل النفايات البلاستيكية، إذ يُعد الغلاف الرقيق المصنوع من الأعشاب البحرية بديلاً صديقاً للبيئة، مقارنة بزجاجات المياه التقليدية التي قد يستغرق تحللها نحو 450 عاماً.

وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي أخيراً مقاطع فيديو لشركات تدعو إلى استخدام كرات الماء الهلامية كحل بديل وصديق للبيئة خلال مواسم الحج والعمرة، في محاولة للحد من النفايات البلاستيكية الناتجة من قوارير المياه المستخدمة على نطاق واسع من قِبل الحجاج والمعتمرين.

هذه الكبسولات جاءت ضمن مبادرة لتقليل النفايات البلاستيكية (رويترز)

 

تواصلت “اندبندنت عربية” مع شركة تُدعى “هدية”، تروّج لاستخدام الكرات المائية خلال موسم الحج، إلا أنه حتى وقت إعداد هذا التقرير، لم تتلقَّ الصحيفة رداً وافياً في شأن منتجهم، ووفقاً لما ذكرته الشركة فإن المنتج جرى تطويره ليتناسب مع حاجات الحجاج والمعتمرين في ظل ظروف التعب والمشقة، مشيرة إلى أنها في انتظار الحصول على براءة اختراع خاصة به.

ويأتي هذا التوجه في ظل القلق المتزايد من حجم النفايات التي يخلفها هذا الموسم، إذ يُعد موسم الحج من أكبر التجمعات البشرية في العالم، ويشهد استهلاكاً ضخماً للمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، ووفقاً لأمانة منطقة مكة المكرمة، بلغ إجمال النفايات التي جرى رفعها وإزالتها من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم حج عام 2024 أكثر من 87.500 طن.

قد لا تكون آمنة للجميع

بحسب متخصصة التغذية رند البديوي، “يعتبر هذا الاختراع طفرة جيدة وصديقاً للبيئة، خصوصاً أنه يحافظ عليها، ويحد بصورة كبيرة من النفايات البلاستيكية، لكن هل يعد صديقاً آمناً للجسم؟ هل الجسد يستطيع التخلص منها بسهولة، دون أن تؤثر فيه؟

يتكون الغلاف المحيط بالماء لكرات “Ooho” من الطحالب والأعشاب البحرية التي تُستخدم في الصناعات الغذائية، إلا أن تناولها بكميات كبيرة ومتكررة قد لا يكون آمناً للجميع وقد تشكل خطراً على فئة من الناس، فهناك من يعانون تحسساً من منتجات البحر أو اليود، وهذه الفئة قد تتعرض لردود فعل تحسسية عند استهلاك الكرات، حتى إن كانت الكميات صغيرة.

كما أن هناك احتمالية أن تؤثر في امتصاص بعض المعادن في الجسم، أو تُجهد الكبد عند استخدامها بصورة مفرطة، وبخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون مشكلات في الكبد والكلى.

قد تبدو كرات أوهو المائية جذابة من حيث الصورة والمفهوم، لكنها من منظور التغذية لا تُعتبر خياراً فعّالاً لترطيب الجسم، فكمية الماء التي تحويها كل كرة ضئيلة جداً، وهذا لا يكفي لتروية العطش، خصوصاً في الأجواء الحارة أو أثناء القيام بمجهود، ما أخشاه هو أن يُنظر إلى هذه الكرات على أنها بديل كامل لقوارير الماء، فيبدأ البعض بالاعتماد عليها دون وعي مما قد يؤدي إلى الجفاف، وبخاصة لدى كبار السن أو الأطفال”

آراء أخرى 

انقسمت آراء الناس في شأن منتج كرات الماء الهلامية بين الحماسة البيئية والتخوّف الصحي؛ فبينما عبرت روان سعد عن إعجابها بالفكرة بوصفها “حلماً بيئياً حقيقياً” يُخفف النفايات البلاستيكية وبخاصة في التجمعات الكبرى مثل الحج والعمرة، رأت أن الكمية المحدودة والمفهوم السريع للاستهلاك يمثلان ميزة بيئية مبتكرة.

واعتبرت أسماء محمد أن الفكرة غير عملية وغير آمنة، مشيرة إلى أن الكرات ستكون عرضة للمس والتلوث في البيئات المزدحمة، كما أن استخدامها دون تغليف يثير لديها شعوراً بعدم الأمان، وإن غُلفت فإن ذلك “ينقض الهدف البيئي”، فضلاً عن هشاشتها التي تجعلها غير مناسبة للاستعمال اليومي.

اختراعات صديقة للبيئة

إلى جانب شركة “Notpla” البريطانية التي طورت منتج “Ooho”، برزت شركات ناشئة أخرى تعمل على تطوير حلول تغليف صالحة للأكل باستخدام الأعشاب البحرية، في إطار السعي العالمي إلى الحد من التلوث البلاستيكي، من بينها “Evoware” الإندونيسية التي تنتج أغلفة غذائية قابلة للتحلل وغنية بالألياف ومضادات الأكسدة، و”Loliware” الأميركية التي تركز على تصنيع أكواب وشفاطات قابلة للتحلل مخصصة للفعاليات والمناسبات، و”Sway” الأميركية التي تطور مواد تغليف بديلة للأكياس البلاستيكية المستخدمة في تغليف الملابس، وتتميز منتجاتها بإمكانية التحلل الحيوي في التربة، وتعكس هذه المبادرات التزاماً متزايداً بتبني بدائل صديقة للبيئة تعزز من الاقتصاد الدائري.

المزيد عن: البيئةالتغذيةالتقنيةالحج والعمرة

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili