مارك زوكربيرغ رئيس "ميتا" (أ ف ب) تكنولوجيا و علوم فضيحة حول “ميتا” تكشف حقيقة مقلقة عن زوكربيرغ by admin 16 مارس، 2025 written by admin 16 مارس، 2025 17 بعد احتفاله بفوز دونالد ترمب يزعم قطب “فيسبوك” أنه يناصر الحريات… إلا حين توجه إليه شخصياً سهام النقد اندبندنت عربية / كريس بلاكهيرست إعلامي وكاتب @c_blackhurst لا نظير لمارك زوكربيرغ في الدفاع عن حرية التعبير ومناصرتها. ويتربع رئيس “ميتا” على عرش إمبراطورية رقمية عملاقة يستخدمها 3 مليارات شخص حول العالم، أو كما يحلو للشركة أن تقول، “تتيح لهم مشاركة الأفكار وتقديم الدعم”. ويمتد نطاق مملكته ليشمل المنصات “فيسبوك”، و”إنستغرام”، و”ثريدز”، و”واتساب”. إنه فعلاً ملك هذا العصر. في الواقع، يكمن جوهر نجاح زوكربيرغ في إتاحته للناس حرية التعبير عن آرائهم وأفكارهم [على منصاته الرقمية]. ومن هذه الطريق جمع ثروته، واضعاً في متناول المستخدمين منصات وشبكات اجتماعية لتبادل الآراء والأفكار والتجارب. تخضع هذه المساحات الإلكترونية للمراقبة، ولكنه يسعى جاهداً إلى تقليص القيود والضوابط، وإلا سيبحث المستخدمون عن خيارات أخرى بديلة. هكذا، كلما حاولت الجهات التنظيمية فرض قيود أكثر صرامة، قوبلت برفض واعتراضات. وبفضل صديقه الجديد دونالد ترمب الذي منحه وغيره من عمالقة التكنولوجيا مكانة بارزة في حفل التنصيب علاوة على أنه كان أحد المستضيفين المشاركين في الحفل الرئاسي ذلك المساء، بلغ الملياردير الأميركي ذروة مجده، وأصبح سيداً عالمياً ممنوع المساس به أو محاسبته. عندما توقف زوكربيرغ أخيراً عن تطبيق سياسة التحقق من صحة المعلومات والأخبار المنشورة [على منصات “ميتا”]، لم نسمع أي اعتراض يذكر. كان التراجع عن هذا الإجراء ما يريده زوكربيرغ فعلاً، وكانت الأمور تسير في هذا الاتجاه أصلاً، وعلى أي حال، كثيراً ما كانت الشكوك موجودة في أنه كان يتعامل مع تفحص الحقائق كتدبير شكلي لا أكثر، وإذا أتيحت له الفرصة كان سيتخلى عن هذه السياسة منذ البداية. وأعلن الرئيس التنفيذي البدء باختبار ميزة جديدة اسمها “ملاحظات المجتمع” Community Notes، التي تسمح للجمهور بتقييم وتصحيح المعلومات على الإنترنت لتحل محل أداة تدقيق الحقائق [تقصي موثوقية]. ولكن يبقى أن نرى كيف ستؤتي هذه الخطوة ثمارها في التطبيق الفعلي. يكمن الاختبار الحقيقي الذي يكشف حقيقة شخص من خامة زوكربيرغ في منحى رد فعله عندما تنقلب الأمور ضده. وفي الحقيقة، عندما وجد الرجل نفسه في هذا الموقف، كان سلوكه سيئاً للغاية [غير مناسب]. رائحة النفاق في رد “ميتا” على كتاب “أناس غير مبالين” Careless People بقلم سارة وين ويليامز، المديرة السابقة للسياسات العامة العالمية في “فيسبوك”، لا تحتمل. لا تخلو مذكراتها من الجرأة. تتهم الموظفة السابقة في “فيسبوك” أحد كبار المديرين التنفيذيين بالتحرش الجنسي، وتصور رؤساء الشركة على أنهم لا يولون اهتماماً يذكر بالضرر المحتمل الذي ربما تلحقه المنصة بحقوق الإنسان. تزعم وين ويليامز أنها طردت من عملها بعدما أثارت اتهامات في شأن سلوك هذا المدير التنفيذي. وتضيف أن أقسام الإدارة العليا تعج بأشخاص غريبي الطباع، يتسمون بسلوك مفرط العدوانية، ومهووسين بالجنس. أولاً، أصدرت “ميتا” بياناً تدين فيه المذكرات، وتصفها بأنها “مزيج من ادعاءات قديمة حول الشركة سبق الإبلاغ عنها، واتهامات كاذبة في حق مديرينا التنفيذيين”. من الناحية الإعلامية، تعد هذه العبارة غريبة: غير واضحة، وتثير تساؤلات حول أي المواد تعتبر قديمة وأيها غير صحيح؟ ولزيادة الغموض واللبس، لجأت “ميتا” إلى تكتيك آخر تمثل في نشر مجموعة من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لموظفين حاليين وسابقين يقللون فيها من شأن الكتاب بذريعة أنه يتطرق إلى روايات تتناقض مع تجاربهم الشخصية في الشركة. تزامن ذلك مع نشر تحليل مفصل على الموقع الإلكتروني للشركة، استعرضوا فيه الأجزاء التي اعتبروها “أخباراً قديمة”. ولكن مع ذلك بدا أن الإنكار المبالغ فيه والإفراط في الاعتراض والدفاع يخفيان خلفهما حقيقة ما. ربما كان من الأفضل، لو أن الكتاب مجرد هراء كما زعموا، أن يتجاهلوه تماماً، ويتعاملوا معه كما لو أنه لا يستحق الرد عليه من الأساس، وعدم لفت الانتباه إلى محتواه بكل تلك التكذيبات الصاخبة. غلاف كتاب “أشخاص مهملون: قصة تحذيرية عن السلطة والجشع والمثالية المفقودة” بقلم سارة وين ويليامز (فلاتيرون- أ ب) ولكن لا، لم يختاروا الصمت. وكانت هذه مجرد البداية. كان زوكربيرغ والفريق الذي يتعاون معه غاضبين جداً إلى حد أنهم سعوا إلى فرض “اتفاقية عدم الإفصاح” (اختصاراً “أن دي أي” NDA) ضد وين ويليامز. في الواقع، من الصعب جداً تنفيذ هذه العقود أو “اتفاقيات عدم التشهير” كما تعرف أحياناً. كذلك لا تعتد بها المحاكم، وتعدها إجباراً لشخص ما على التصرف ضد إرادته. ولا يخفى على أحد أيضاً أن اختيار جهة الادعاء مسار هذه الإجراءات القانونية، يسهم في استقطاب الاهتمام [الأنظار] والشهرة إلى القضية محل النزاع. ربما تظن أن “ميتا” كانت تدرك هذه الحقيقة [أن اتخاذ هذا المسار سيجذب الانتباه]، أو ربما عرفت بشأنها واختارت أن تتجاهلها، على الأرجح بناءً على تعليمات من القيادة العليا. فقد بذلت “ميتا” قصارى جهدها ضد وين ويليامز. منعتها من المضي قدماً بأي نشاطات متصلة بالكتاب، فأجبرتها على إلغاء حملات الترويج والجولة التسويقية، في انتظار تسوية “اتفاقية عدم الإفصاح” من طريق التحكيم. ولافت أن قمع الشركة حرية التعبير لم يؤد إلى سحب الكتاب من الأسواق، بل ما زال متاحاً بشكل مجاني. ربما لا تواكب وين ويليامز جهوداً تسويقية لزيادة المبيعات، ولكن [مثل هذا الترويج] هذا غير مهم، لأن عملها يحوز كماً هائلاً من الاهتمام الإعلامي المجاني، فيما يتحدث صحافيون ووسائل التواصل الاجتماعي عن أساليب “ميتا” العدوانية. “أناس غير مبالين” تسرد في الحقيقة قصة وين ويليامز نفسها. فالكتاب من تأليفها، ومكتوب بصيغة المتكلم، إضافة إلى أنه يعكس تجارب ومشاعر شخصية عميقة. يحوي أحداثاً لا يمكن لأحد سواها أن يكون قد شهدها. إنه تصورها الخاص. من الصعب جداً دحض محتوى هذا الكتاب. وللقيام بذلك، سيتعين على “ميتا” وضع موظفيها السابقين والحاليين في مواجهة مباشرة مع الكاتبة. من المرجح أن الشركة فكرت في هذا الاحتمال، ولكنها قررت على أي حال المضي قدماً في رد فعلها. الأحداث المزعومة هي السبب وراء وضع وين ويليامز اسمها على الكتاب. كان في وسعها أن تؤلفه من دون الكشف عن هويتها، أو أن تقدمه على أنه عمل خيالي مبني على أحداث حقيقية، ولكن خيارها كان مختلفاً. مرة أخرى، كان من الحكمة أن يوصي مستشارو الشركة بعدم تسليط الأضواء والاهتمام الإعلامي على كتابها، وتركه ليخفت ويندثر مع مرور الوقت. أما وين ويليامز نفسها، فربما تكتشف، بوصفها مسربة للمعلومات، أن العثور على وظيفة في المستقبل ليس سهلاً، وربما تندم مع الأيام على فعلتها هذه (لا شك أنها قدرت ذلك ومضت قدماً في كل الأحوال، مما يدل على عزيمتها وشجاعتها). بدلاً من ذلك، وبسبب رد فعل “ميتا” المبالغ فيه، أصبح كتاب وين ويليامز الآن في كل مكان، في الصحف، ووسائل التواصل الاجتماعي، والأهم من ذلك، في المتاجر وعلى الإنترنت. في الغالب، لم يشاهد زوكربيرغ يوماً المسلسل التلفزيوني الكوميدي الأثير على القلوب، “جيش الآباء” Dad’s Army [كوميديا موقف بريطانية تروي مغامرات مجموعة رجال غير مؤهلين للحرب ولكنهم مكلفون بحماية البلاد من الغزو النازي]. الفكاهة المكررة والمبتذلة عن الحرس المنزلي البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية لن تكون شيئاً يستمتع به. ولكن إذا حدث وشاهد هذه الكوميديا لسبب ما، لكان قد التقط تلك اللحظة عندما يقول الجندي كوربوريال جونز عبارته الشهيرة: “إنهم لا يحبون الانقضاض عليهم بهذا الشكل”. هنا يجد سيد التكنولوجيا العظيم نفسه. تراه يتحدث عن أهمية الحرية وضرورة تحقيقها، لكنه يكون أقل حماسة في الدفاع عن الحق في التعبير وأكثر تقييداً للحرية عندما يتعارضان مع مصالح شركته. © The Independent المزيد عن: فيسبوكشركة ميتاحرية التعبيرمارك زوكربيرغ 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ما يكفي من الأوكسجين… كل شيء عن “نقص الحديد” next post جنبلاط ينهي تقليد ذكرى اغتيال والده «بعدما أخذت عدالة التاريخ مجراها» You may also like «أجهزة بحجم الدودة»… إسرائيل تتجسس بشكل جديد على... 13 مارس، 2025 مركبة تابعة لـ”سبيس إكس” تنفجر والحطام يتساقط فوق... 9 مارس، 2025 أدمغة خنازير وغرف أوكسيجين لإطالة أعمار الأثرياء 9 مارس، 2025 مركبة فضائية أميركية ترسل صورة مذهلة لشروق الشمس... 5 مارس، 2025 مركبة فضائية أميركية خاصة تهبط على القمر 3 مارس، 2025 هل يخضع رواد الفضاء إلى تعديلات جينية بهدف... 3 مارس، 2025 للمرة الأولى… طرح «فوتوشوب» مجاناً على الهواتف الذكية 26 فبراير، 2025 “باركر”… رحلة إلى قلب نجمنا النابض 25 فبراير، 2025 لماذا يجب ألا نخاف من احتمالية اصطدام الكواكب... 25 فبراير، 2025 الكوكب الأحمر كان يضم شواطئ ومحيطات بأمواج ورياح 25 فبراير، 2025