بأقلامهم ساطع نورالدين يكتب عن: سوريا:إنقلاب عسكري..يصادر السلطة والسياسة by admin 31 يناير، 2025 written by admin 31 يناير، 2025 19 يبدو أن سوريا ستظل مثاراً للدهشة والذهول. ساطع نورالدين- كاتب وصحفي لبناني / صفحة الكاتب facebook إذا كان الإعلان مساء امس عن انتصارالثورة السورية، وتحديد الثامن من كانون الأول من كل عام موعداً للاحتفال الوطني، قد تم بالتشاور مع أنقرة، فهو غريب فعلا، أما اذا تم من دون التفاهم معها يصبح أغرب بكثير.. وأشبه بإنقلاب عسكري على الانقلاب الأمني-السياسي الذي أطاح بنظام بشار الأسد وأجبره على الفرارمن سوريا، الى “المنتجع الصحي” في روسيا. والسؤال عن الحاجة الى مثل هذا “الإعلان” المتأخر أكثر من أربعين يوما على النصر، في مؤتمر “عسكري” نظم على عجل ومن دون بلاغ مسبق، يتراجع بسرعة أمام وقائعه المثيرة، والمحيرة، التي يمكن اختصاره بمصادرة “هيئة تحرير الشام” مع بقية الفصائل الإسلامية الحليفة لها، السلطة المطلقة في سوريا، وسحب جميع أفكار المرحلة الانتقالية المتداولة منذ الثامن من الشهر الماضي، وأهمها مؤتمر الحوار الوطني التأسيسي الذي كان يفترض ان يمهد لتشكيل هيئة وطنية لكتابة الدستور الجديد، ولاجراء انتخابات تشريعية، سبق ان أرجئت أربع سنوات، من دون تبرير ولا تفسير. أصبح أحمد الشرع رئيساً مؤقتاً لفترة رئاسية غير متصلة بأي موعد أو جدول زمني ما، وكُلّف هو شخصياً، ولوحده كما يبدو، بتشكيل اللجنة الدستورية وما يتبعها من خطوات لإعادة بناء السلطة والدولة في سوريا. حتى ولو قُرىء الحدث السوري المباغت بإعتباره مؤتمراً عسكرياً، لا أكثر ولا أقل، وظيفته نيل الشرعية للإدارة الانتقالية الحاكمة في دمشق، وإشهار خطوة حل الفصائل الإسلامية التي قادت المراحل المتقدمة من الثورة السورية، فإن تلك القراءة تحتاج الى التدقيق: الحشد العسكري الذي حضر المؤتمر هو على الارجح “مجلس الظل” الذي سيحكم سوريا، من خلف الأبواب المغلقة، بقيادة هيئة تحرير الشام، بلا منازع، وليس مجرد منتدى لضباط دُعيوا للاحتفاء بانتصار الثورة، وتلقي الشكر والتقدير على نضالاتهم وتضحياتهم، قبل العودة الى منازلهم ومتابعة حياتهم غير العسكرية. ما جرى بالأمس في دمشق هو الإعلان عن وجود مجلس عسكري إسلامي قد لا يحتكر السلطة، لكنه بالتأكيد سيكون شريكاً مع غير الإسلاميين في جلسات مؤتمر الحوار الوطني المرتجى. أما غياب المدنيين الإسلاميين المنتمين الى هيئة تحرير الشام وغيرها من الفصائل الحليفة لها، عن المؤتمر، برغم ان فيهم كفاءات واختصاصات تحتاجها سوريا اليوم أكثر من أي وقت مضى، فإنه يعزز فكرة “الاندماج العسكري” الذي يؤسس ل”الانقلاب العسكري” على السلطة ومحو معالم ما جرى في الأيام الأربعين الماضية، وما كان يفترض أو يتوقع أن يجري في الأعوام الأربعة المقبلة.. ومن دون الحاجة الى فتح صفحة جديدة، طالما أن هناك حكومة انتقالية، مدنية في معظمها، تصرف الاعمال في دمشق وترفع تقاريرها الى الرئيس المؤقت للجمهورية أحمد الشرع.. والى “مجلس الظل العسكري”. الادعاء صحيح بأن “هيئة تحرير الشام”، بإدارة الرئيس الشرع وفريقه الحكومي الحالي، مدّت يدها بالفعل منذ الثامن من الشهر الماضي الى جميع الشركاء في الوطن، ودقت جميع الأبواب السورية حتى في المهجر، لكنها لم تجد أحداً يمكن أن شريكاً فاعلاً. تقدم نحوها سوريون كثيرون بعروض التعاون، أو بنصائح التفاعل، لكن لم تتقدم حتى الآن ، مؤسسة أو هيئة أو حتى نقابة أو منتدى يعبر عن تمثيل أو حضور شعبي وطني، يتجاوز أوساط النخبة، أو يعكس مزاج العامة.. ولذا كان قرار المؤتمر العسكري، بحل حزب البعث وجميع الأحزاب والمنظمات التابعة له، هو الوحيد ربما الذي لن يثير الجدل، طالما أنه مبني على حجة “إكرام الميت دفنه”. مؤتمر دمشق العسكري هو بلا شك خطوة كبرى الى الوراء، تعيد سوريا الى ما قبل الثورة والى ما دون السياسة. لكن من يدري ما خلّفه ذلك المعتوه الذي حكم سوريا 24 عاماً ، من غرائب وعجائب، ستظل تدهشنا لفترة طويلة مقبلة. بيروت في 30 / 1 / 2025 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post طريقة جديدة للكشف عن سرطان الأمعاء تبلغ دقتها 90 % next post خطة أميركية لإعمار غزة… على «الطريقة الصينية» You may also like أحمد مصطفى يكتب عن: خطط الصين للرد الانتقامي... 1 فبراير، 2025 رضوان السيد يكتب عن: حين يصبح التحرير تهجيراً... 31 يناير، 2025 حنان عزيزي تكتب عن: الصحافة الإيرانية… مفاوضات “الدبلوماسية... 31 يناير، 2025 ذي إكونوميست: “الذكاء الاصطناعي” الصيني يوقع ترمب في... 31 يناير، 2025 أليكس هانافورد يكتب عن: عمالقة التكنولوجيا دمروا أروع... 30 يناير، 2025 يوسف بزي يكتب عن: إرث نبيه برّي 30 يناير، 2025 منير الربيع يكتب عن: طموحات العهد الكبرى بعد... 30 يناير، 2025 مجيد رفيع زاده يكتب عن: مناورة إيران التكتيكية…... 30 يناير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: هل من طريقة أخرى... 29 يناير، 2025 منير الربيع يكتب عن: حصار الرئيسين.. “الثنائي” وخصومه... 29 يناير، 2025