هذه الأهمية العسكرية المتزايدة دفعت عدداً كبيراً من الدول لتكثيف البحوث في _ذكاء السرب_ (أ ف ب) تكنولوجيا و علوم “ذكاء السرب” يقود جيوش المسيرات القادمة by admin 25 مايو، 2025 written by admin 25 مايو، 2025 15 سباق محموم بين الدول بهدف الاستفادة المثلى منها في ساحة المعركة وتنفيذ مهام مستقلة مع أدنى حد من الإشراف البشري اندبندنت عربية / سامي خليفة صحافي متخصص في العلوم والتكنولوجيا أحدثت أسراب الطائرات من دون طيار تحولاً جذرياً في تحليل الكلفة والعائد في الاستراتيجية العسكرية، وبينما تكلف أنظمة الردع التقليدية، مثل صواريخ “هيمارس” و”توماهوك” و”أس أم-6″، مبالغ باهظة تصل إلى ملايين الدولارات للصاروخ الواحد، تقدم أسراب الطائرات من دون طيار في المقابل بديلاً اقتصادياً قوياً ومتعدد الاستخدامات. ومن خلال تمكين العمليات المتزامنة جواً وبراً وبحراً، توفر أسراب الطائرات من دون طيار وعياً ظرفياً ومرونة لا مثيل لها في الوقت الفعلي، فهي قادرة على سحق الدفاعات واختراق شبكات الخصوم وتنفيذ المهام بمزيج من التخفي والقوة المدمرة مع الحفاظ على قدرة عالية على تحمل الاستنزاف. هذه الأهمية العسكرية المتزايدة دفعت عدداً كبيراً من الدول لتكثيف البحوث في “ذكاء السرب” بهدف الاستفادة المثلى من الطائرات من دون طيار في ساحة المعركة وتكبيد الأعداء خسائر فادحة. ما هو هجوم السرب؟ يتكون هجوم سرب الطائرات من دون طيار من أنظمة منسقة تضم ما لا يقل عن ثلاث طائرات مسيرة، وقد يصل إلى آلاف منها، بقدرة على تنفيذ مهام مستقلة مع أدنى حد من الإشراف البشري. وتستفيد هذه الأسراب من “ذكاء السرب”، وتحاكي الأنماط البيولوجية التي تلاحظ في مجموعات النمل أو النحل أو الطيور، حيث تنشئ القواعد اللامركزية سلوكاً جماعياً معقداً. تدمج الأسراب الحديثة للطائرات من دون طيار الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتجاوز عقبات مثل تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وتداخل إشارات الراديو، والظروف البيئية المعاكسة، مع الحفاظ على تزامن العمليات. وتتنوع أساليب القيادة والتحكم من مسارات طيران مبرمجة مسبقاً وإشراف أرضي مركزي، وصولاً إلى أنظمة تحكم موزعة تسمح للطائرات من دون طيار بالتواصل بصورة ديناميكية في الوقت الفعلي. الولايات المتحدة والصين وكما سبق وأشرنا تتسابق الدول لامتلاك أفضل برامج “ذكاء السرب”، لذا يهدف برنامج “ريبليكاتور” التابع لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، إلى نشر آلاف الطائرات من دون طيار الذاتية التشغيل وغير المكلفة بحلول أغسطس (آب) 2025، وقد خصصت الوزارة 500 مليون دولار للسنة المالية 2024، وطلبت مبالغ إضافية للسنة المالية الجارية، وتركز الجهود على التعاون الجماعي المستقل وطوبولوجيا الشبكة الانتهازية المرنة (ORIENT) لضمان تنسيق وتواصل فعالين للطائرات من دون طيار. وخضع نظام “بيرديكس”، الذي أطلق عام 2016 بقيادة مختبر “لينكولن” في “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”، لاختبارات دقيقة، بما في ذلك دمجه مع طائرات “أف أي – 18 هورنت”، وقد أُنتج أكثر من 670 طائرة “بيرديكس” من دون طيار حتى اليوم، مما يظهر تطورات كبيرة في قدرات تشكيل أسراب الطائرات هذه. أما في الصين فكشف النقاب عن طائرة “جيو تيان” من دون طيار في معرض “تشوهاي الجوي” في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. هذه الطائرة من دون طيار، التي يبلغ وزنها 10 أطنان، والمجهزة بحجرة حمولة معيارية، قادرة على نشر أسراب أصغر من الطائرات المسيرة بسرعات تصل إلى 900 كيلومتر في الساعة وبمدى 2000 كيلومتر، وهي أكبر من طائرة “أم كيو-9 ريبر” الأميركية التي يبلغ وزنها نحو ستة أطنان. ألمانيا والمملكة المتحدة من جهته أطلق الجيش الألماني في يوليو (تموز) 2023 برنامج “كيتو 2” بغية دمج سلوكيات أسراب الطائرات من دون طيار المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وشملت الاختبارات التي أجريت في أغسطس 2023 تنسيقاً متعدد الطائرات من دون طيار في ظل ظروف تفتقر إلى نظام تحديد المواقع العالمي، وربطها بنظام “Fortion Joint C2” للإشراف الفردي. إضافة إلى ذلك تعاونت شركة “كوانتوم سيستمز” الألمانية المصنعة للطائرات المسيرة في 2024، مع القوات المسلحة الألمانية، باختبار أنظمة الطائرات التي يُتحكم فيها بالذكاء الاصطناعي في مركز “إيرباص درون” في بافاريا. ودمجت الاختبارات أنظمة “فيكتور” و”سكوربيون” التابعة للشركة مع طائرتين من دون طيار من شركة “إيرباص” الأوروبية، وجعلت من ثم من بيانات الاستطلاع في الوقت الفعلي جزءاً لا يتجزأ من نظام إدارة المعارك. وفي المملكة المتحدة منح “مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية” شركتي “سي بايت” و”بلو بير” عقداً لتطوير بنية آمنة للأسراب المتعددة المجالات المختلطة للأنظمة الروبوتية المستقلة. ستركز المرحلة الأولية، التي تمتد لـ12 شهراً، على تصميم بنية تمكن من التعاون المستقل بين المركبات الجوية والبرية والبحرية. ويستند هذا الجهد إلى أعمال سابقة، مثل تجارب “أوكوس بيلار 2″، التي أجريت داخل المملكة المتحدة في مايو (أيار) 2024، والتي شملت أنظمة مستقلة مثل طائرات “بلو بير غوست” من دون طيار، ومركبات “فايكينغ” الأرضية، ودبابات “تشالنجر 2″، التي أظهرت قدرات تنسيق أسراب الطائرات من دون طيار في سيناريوهات قتالية. أوكرانيا والسويد على رغم عدم تقدمها في تكامل الذكاء الاصطناعي، فقد نجحت أوكرانيا في استخدام طائرات مسيرة من طراز “منظور الشخص الأول” (FPV)، وطائرات أخرى من طراز “فلاي أي” و”غرانات 2″ في أسراب بنجاح. ومطلع هذا العام كشفت القوات المسلحة السويدية عن برنامج جديد لأسراب الطائرات المسيرة، طورته شركة “ساب” العملاقة في مجال الدفاع، يمكن الجنود من التحكم في ما يصل إلى 100 نظام طائرات من دون طيار في وقت واحد، وقد اختبر البرنامج في مارس (آذار) الماضي خلال مناورة “ضربة القطب الشمالي”، وأظهر قدرات على التكيف مع مهام الاستطلاع والدفاع وتوصيل الحمولات في بيئات معقدة. معضلة التصدي بعد أن ذكرنا أبرز الجهود العالمية لتطوير “ذكاء السرب”، لا بد لنا من أن نشير إلى أن التصدي لهجمات أسراب الطائرات من دون طيار يشكل تحدياً كبيراً للأنظمة الدفاعية التقليدية، التي تكافح لمواكبة مرونة هذه التهديدات من الجيل التالي، وقدرتها على التكيف. يعد تفاوت الكلفة أحد التحديات الرئيسة عند مواجهة أسراب الطائرات من دون طيار، فهناك طائرات رخيصة نسبياً لا يمكن إسقاطها إلا عبر صواريخ أرض – جو أو أنظمة دفاع جوي متطورة باهظة الثمن. وعلى سبيل المثال يمكن أن تصل كلفة صاروخ أرض – جو قصير المدى من طراز “إيريس – تي” الذي أرسلته ألمانيا لأوكرانيا، إلى ما يزيد على 450 ألف دولار، مقارنة بطائرة من دون طيار من طراز “شاهد-136″، التي تكلف نحو 20 ألف دولار فحسب. هذا الفارق الكبير في السعر يجعل من غير العملي على المدافعين استخدام صواريخ باهظة الثمن ضد وابل من الطائرات من دون طيار منخفضة الكلفة، مما يؤدي إلى استنزاف المخزونات بسرعة واستنزاف موارد الدفاع. حالياً تختبر بعض جيوش العالم عدداً من التقنيات والتدابير المضادة لمكافحة هذه المشكلة، بما في ذلك الحرب الإلكترونية (التشويش)، وأشعة الليزر العالية الطاقة، وأنظمة الموجات الدقيقة، مثل تلك التي اختبرها نظام “أل- ماديس” التابع لسلاح مشاة البحرية الأميركية. ويجدر القول إن هذه الأنظمة تعتبر واعدة، إلا أنها لم تدخل مرحلة التشغيل الكامل على نطاق واسع بعد. في المحصلة ليس صعود تقنية أسراب الطائرات من دون طيار مجرد توجه عابر، بل يمثل تحولاً جذرياً في الاستراتيجية العسكرية العالمية. وسواء كانت لأغراض الاستطلاع أو الهجوم أو المهام الهجينة، فإن أسراب الطائرات من دون طيار ترسخ مكانتها في طليعة مستقبل الحروب. المزيد عن: الطائرات من دون طيارالاستراتيجية العسكريةأنظمة الردعالولايات المتحدةالصينأوكرانياالسويد 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “بركان الفرات” انفجار مسلح في وجه الروس بسوريا next post قوات “اليونيفيل” جنوب لبنان: تضييق “مزدوج” والهدف واحد You may also like كيف تحمي أجهزتك وخصوصيتك من تطفل المتسللين؟ 20 مايو، 2025 بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان... 19 مايو، 2025 للمرة الأولى على المريخ… رصد ظاهرة الشفق المرئي... 19 مايو، 2025 غرسات مطبوعة تُصنَّع داخل الجسم لإيصال الأدوية بدقة 12 مايو، 2025 محاولات استنساخ البشر: بين الفشل والاحتيال 12 مايو، 2025 شاهد… روبوت يخرج عن السيطرة ويهاجم «بعنف» عمال... 9 مايو، 2025 هل تقاعست “ناسا” عن التحقيق في قضية الأجسام... 7 مايو، 2025 بطاقات ائتمان مدعومة بالذكاء الاصطناعي من «فيزا»… تدفع... 4 مايو، 2025 كيف تؤمِّن بيانات هاتفك قبل التوجه للسفر إلى... 4 مايو، 2025 هل تحتاج حقاً إلى برنامج مكافحة فيروسات منفصل؟... 2 مايو، 2025