بأقلامهم دلال البزري تكتب عن: العرب في قمّة تهيمن عليها صورة ترامب by admin 6 مارس، 2025 written by admin 6 مارس، 2025 15 أعطى مشروع ترامب مزيداً من الحرّية لأكثر وزراء نتنياهو نشاطاً في إقامة مستوطنات العربي الجديد / دلال البزري – كاتبة وباحثة لبنانية نحن الآن أمام حائط مسدود. لا الحرب ولا السلام، لا الجيوش الرسمية ولا المليشيات المسلّحة، لا دولة جامعة ولا دولة هزيلة. جرّبنا الجديد والمُجرَّب، وأفضى كلّه إلى ما نحن عليه اليوم. “دولتان في الطوق” حول إسرائيل (لبنان وسورية) أراضيهما محتلّة، وشعوبهما منكوبة، وحكومتاهما الجديدتان بالكاد تلملمان نفسيهما. أمّا عن القلب، فلسطين، فلا خططَ نافذةً غير الاحتلال. غزّة التي نعرفها، بين سلطة فلسطينية ذات الكبائر، وحركة حماس المعاندة لوقائع ما بعد عمليتها “الطوفان”، وإسرائيل التي تفوّقت على نفسها، وتجاوزت حروبها كلّها، وهي الآن بصدد مصادرة غزّة والضفة عبر مليشياتها الرسمية، فتحوّلت مخيّمات جنين وطولكرم وعين شمس، الواقعة في الضفة الغربية، حقلَ توسّعٍ متسارع للمستوطنات، عبر قتل سكّانها وطردهم، وإحراق بيوتهم وجرفها، تمهيداً لنزع صفّة “المحتلّة” عن الأراضي، وضمّها إلى إسرائيل الكُبرى “من البحر إلى النهر”، كما يردّد نتنياهو وشركاؤه. وبعدما قضت إسرائيل على الحياة في غزّة، جاء “مشروع سلام” ترامب بتحويلها “ريفييرا” خاصّة، بطرد سكّانها إلى مصر والأردن. قد لا ينجح هذا المشروع، لكنّه أعطى المزيد من الحرّية لأكثر وزراء نتنياهو نشاطاً في إقامة مستوطنات جديدة في أراضي الضفة. دونالد ترامب، شريك نتنياهو ومموّله، أوضح منذ أيّام المعنى الذي يعطيه لـ”السلام” المنشود، ولنوع المكافأة التي يصبو إليها بنيل جائزة نوبل للسلام. دعا رئيس أوكرانيا المحتلّة أرضه من الروس ليقنعه بـ”سلامه”، القائم على نهب ثروات بلاده المعدنية، وتكريس الاحتلال الروسي لها، وإبقاء شهيّة بوتين مفتوحةً على المزيد منها. صحيح أن الغرب “دلّل” أوكرانيا أكثر ممّا نظر إلى غيرها من مواقع الأرض الأقدم منها تعرّضاً لعدوان خارجي، ولكن انظر من زاوية أخرى، وسوف تلاحظ بالعين المجرّدة أنّ “السلام” الذي ينشده ترامب في بُقَع العالم ليس سوى حرب على الأضعف من بين الأطراف المندمجة في حروبها، المُرغمة عليها. قبل مشروعه “السلمي” في أوكرانيا، كان لترامب “مشروع سلام آخر في منطقتنا، بتحويل غزّة إلى “ريفييرا” الشرق الأوسط. وفي اللقاء الفضيحة، بينه وبين رئيس أوكرانيا زيلينسكي، اتضح شيء من نوعية “السلام” الرابض في عقله. يصعُب علينا تصوّر زائر عربي في البيت الأبيض، يُؤنّبه ترامب لرفضه هذا المشروع مثلاً، أو يدعوه إلى “تعديله” في أسوأ الحالات قَبل زيلينسكي، كان لقاء ترامب مع ملك الأردن عبد الله الثاني، الأرجح أن ترامب قال له كلاماً مشابهاً عن مشروع “ريفييرا”، القاضي باقتلاع أهل غزّة منها، وتوزيعهم بين مصر والأردن. وتعبيرات وجه الملك عبد الله، المُكفهر، الكاظم غيظه، المتمالِك نفسه، كانت على الأرجح أمام إصرار ترامب على تهجير أهل غزّة ضمن مشروع “الريفييرا” هذا. ولكن بعد هذا اللقاء، يصعُب علينا تصوّر زائر عربي في البيت الأبيض، يُؤنّبه ترامب لرفضه هذا المشروع مثلاً، أو يدعوه إلى “تعديله” في أسوأ الحالات. لم يغيّر ترامب سياسته تجاه إسرائيل، قياساً إلى ولايته الأولى. خلفية اتفاق أبراهام للسلام تشي بذلك. لكنّه اليوم مُطلَق الحرّية، لا قيود عليه، مُسرع الخُطى. بعيد اللقاء المذكور، انطلق صاروخ آخر بظهور تسمية جديدة للضفة الغربية. إذ خرج إلى العلن مشروع قانون صاغه رجال ترامب في الكونغرس، وتؤيّده منظّمات “شعبية” أميركية، يقضي بإلغاء اسم “الضفة الغربية” من القاموس، وبتسميتها “يهودا والسامرة”. وأسباب الاثنين، الرسمي والشعبي، كلّها دينية لاهوتية، لأنها “حقوق شرعية وتاريخية للشعب اليهودي، تعود إلى آلاف السنين”، أو لأنها “القلب التوراتي لإسرائيل”، مقدّمين بذلك المزيد من الشرعية على ضمّ الضفة الغربية إلى إسرائيل. الأوروبيون شديدو الحساسية للخطر الروسي والتنبّه إلى انفراط العقد الأطلسي، ومن بينهم الرئيس التركي أردوغان، الذي يرى أن حمايته من روسيا تقتضي منه العودة إلى أوروبيّته. أوروربيون إذاً دقّت عندهم ساعة الإنذار الترامبي، ودعوا إلى قمّة لمواجهته، بالتسلح وزيادة موازنات العسكر، ومركز تفكيرهم هو أمنهم، دفاعهم عن أنفسهم في وجه التغوّل الروسي. العرب اليوم أمام نوعية مشابهة من التحوّلات، مهما قيل عن “معناهم” (العرب)، عن شكوكهم بمصائرهم المشتركة، عن الانفراط الدائم لعقدهم، عن تبعيّة غالبيتهم لأقواهم وأغناهم، عن تنازع قبائلهم… هذه الأوصاف كلّها لا تغنيهم عن الوحدة الموضوعية لمصيرهم، وإنْ غير مرغوبة لكثيرين منهم، عن ترابط خيوطهم وشبكاتهم، عن تداخل أحداثهم، عن أسبابهم ونتائجها شبه الواحدة. وإلا فما معنى أن يعقدوا قمّة اليوم من أجل غزّة، ومن أجل سُبل إنقاذ شيء من ماء وجههم؟ بماذا خرجوا إذاً؟ هل أزالوا الغبار عن مشروعهم القديم لعام 2002، القاضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلّتها عام 1967، وقيام دولة فلسطينية في تلك الأراضي، مع ما أضافت الحرب الماضية إليها، أي الأراضي التي تحتلها إسرائيل في لبنان وسورية؟ هل امتلكوا الإرادة من أجل ذلك؟ هل امتلكوا الموارد أو البصيرة أو الخيال أو ثقة محكوميهم؟ المزيد عن: حركة حماس طوفان الأقصىفولوديمير زيلينسكي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post (50 دقيقة متوترة).. ترامب يهاجم ترودو ولا يعترف به next post Trump grants auto tariff pause, tariffs on Canada remain after call with Trudeau You may also like غسان شربل يكتب عن: ليلة القيصر 3 مارس، 2025 حازم صاغية يكتب عن:السؤال الذي يتحاشى الكثيرون طرحه! 3 مارس، 2025 وليد الحسيني يكتب عن: أمة التغيير..”ما فيش فايدة” 3 مارس، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: هل يسير ترمب... 2 مارس، 2025 سكوت أتران – أنخيل غوميز: ما تطلعات أهل... 28 فبراير، 2025 رضوان السيد يكتب عن: «مقاومة»… لكنها لا تقاوم 28 فبراير، 2025 جو معكرون يكتب عن: إضطراب المكوّن الشيعي في... 27 فبراير، 2025 كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: التقارب الروسي –... 27 فبراير، 2025 دلال البزري تكتب عن: حزب الله… نصر الله 27 فبراير، 2025 سونر چاغاپتاي يكتب من داخل المحادثات الأخيرة لحزب... 26 فبراير، 2025