صحةعربي تزايد أسباب الإصابة بسرطان الفم وارتفاع هائل في عدد المرضى by admin 7 نوفمبر، 2022 written by admin 7 نوفمبر، 2022 25 أطباء ينبهون إلى أن “فيروس الورم الحليمي البشري” يشكل الآن إلى جانب التدخين مصدر قلق كبير اندبندنت عربية \ أليس كليفورد أظهر تقرير بريطاني جديد أن عدد حالات الإصابة بسرطان الفم في المملكة المتحدة سجل ارتفاعاً بأكثر من الثلث على مدى العقد الأخير، ليصل إلى مستوى قياسي. فقد تضاعف عدد الحالات في الجيل الأخير، والأسباب المعروفة للمرض – كالتدخين وتناول المشروبات – هي من جملة عوامل أخرى مرتبطة بنمط حياة الناس. واستناداً إلى “مؤسسة صحة الفم” الخيرية، تم تشخيص إصابة نحو 8864 شخصاً في المملكة المتحدة بالداء خلال العام الماضي، أي بزيادة 36 في المئة عن النسبة التي سجلت قبل عقد من الزمن، مع فقدان قرابة 3034 شخصاً حياتهم بسببه في غضون سنة. وتقدر الزيادة في الوفيات بنحو 40 في المئة في الأعوام العشرة الأخيرة، و20 في المئة في الأعوام الخمسة الأخيرة. وتشكل هذه النتائج جزءاً من “تقرير السنة 2022 عن وضع سرطان الفم في المملكة المتحدة” الصادر عن “مؤسسة صحة الفم”، والذي تم إصداره بالتزامن مع إطلاق حملة “شهر مكافحة سرطان الفم” التي تنظمها المؤسسة على مدى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. يشار إلى أنه في المراحل المبكرة من الإصابة، قد تكون أعراض سرطان الفم مغفلة أو غير مؤلمة، فلا يتنبه لها المريض. ويمكن أن تتخذ الأعراض أشكالاً مختلفة كظهور تقرح في الفم لا يتم الشفاء منه خلال ثلاثة أسابيع، أو بقع بيضاء أو حمراء أو كتل أو أورام غير عادية سواء في الفم أو الرأس أو الرقبة، أو قد يلاحظ المريض بحة متواصلة في الصوت. أما لجهة موضع الإصابات، فقد تم الكشف عن واحد من كل ثلاثة سرطانات الفم على اللسان، واكتشاف 23 في المئة من تلك السرطانات على اللوزتين. الأماكن الأخرى التي يمكن فحصها لجهة الإصابة بسرطان الفم، تشمل الشفاه، واللثة، والطبقة الداخلية من الخدين، وكذلك قعر الفم وسقفه. تجدر الإشارة إلى أن نحو شخصين من كل ثلاثة أفراد لا يقومون بفحص أفواههم على الإطلاق، بحثاً عن مؤشرات قد تدل على احتمال إصابتهم بسرطان الفم، على رغم أن عملية التحقق تستغرق أقل من دقيقة، في وقت أن إجراء فحص روتيني يتعلق بسرطان الخصية أو الثدي، هو أكثر شيوعاً بثلاث مرات. لم تسجل معدلات البقاء على قيد الحياة على أثر الإصابة بسرطان الفم تحسناً على مدى الأعوام العشرين الأخيرة، ويعود السبب في ذلك جزئياً إلى أن عدداً من الحالات يتم تشخيصها بعد فوات الأوان. وما يزيد قليلاً على نصف سرطانات الفم يجرى تشخيصها عندما تكون في المرحلة الرابعة، أي عندما يكون السرطان في أشد مراحله تطوراً. الدكتور نايجل كارتر الرئيس التنفيذي لـ”مؤسسة صحة الفم” يوضح أنه “فيما تسجل معظم السرطانات الأخرى تراجعاً في الإصابات بالمرض، فإن حالات سرطان الفم تواصل ارتفاعها بمعدل ينذر بالخطر. ويعزو الأسباب التقليدية إلى “التدخين وتعاطي الكحول بإفراط، كما إلى عوامل أخرى خطرة ناشئة، مثل “فيروس الورم الحليمي البشري” (عدوى تنتقل عبر الاتصال الجنسي). ويضيف الدكتور كارتر: “لقد تغيرت الصورة النمطية المرتبطة بسرطان الفم بشكل كبير، فقد بات الآن سرطاناً يمكن في الواقع أن يصيب أي شخص. لقد رأينا بشكل مباشر التأثير المدمر الذي يمكن أن يحدثه سرطان الفم على حياة الأفراد. فهو يغير الطريقة التي يتحدث بها شخص ما، ويجعل تناول الطعام والشراب أكثر صعوبة، وغالباً ما يغير مظهر المصاب به”. وقال: “سنعمل خلال (شهر مكافحة سرطان الفم) على زيادة الوعي بهذا المرض. ونشجع الجميع على أن يصبحوا (أكثر إدراكاً) واطلاعاً على صحة الفم، من خلال القدرة على التعرف إلى مؤشرات الإنذار المبكر لهذا النوع من السرطان، وأن يكونوا على دراية بالأسباب الشائعة. والأهم من كل ذلك، ندعو الذين يلاحظون أي تغير غير عادي، إلى المسارعة لطلب المساعدة من طبيب عام أو من طبيب أسنان”. شارلوت ويبستر سالتر، تلقت عندما كانت في السادسة والعشرين من عمرها خبراً غير مسار حياتها، عندما علمت بأنها مصابة بسرطان الفم. كانت مضيفة طيران سابقة، وهي تتلقى تدريباً الآن لتصبح قابلة في مجال التوليد، بالتالي فإن احتمال إصابتها بمرض سرطان الفم، لا يمكن أن ينطبق عليها، لكونها شابة نشطة لا تدخن السجائر. إلا أنها تشكل مثالاً على عدد متزايد من الشباب الذين يتم تشخيص إصابتهم بالمرض. تقول ويبستر سالتر التي تعيش في بيترسفيلد في مقاطعة هامبشير: “أصبت ببعض التقرحات التي دامت نحو ثلاثة إلى أربعة أعوام قبل أن أخضع لجراحة (سرطان الفم). لم يساورني قلق منها في البداية لأنني كنت أصاب عادة بإرهاق وإعياء. ونظراً إلى طبيعة عملي، إن لجهة فارق الوقت الناجم عن السفر بالطائرة، أو الاضطرار إلى البقاء معظم الوقت في الجو، فغالباً ما تكون القرحة مؤشراً إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، وهو ما أعانيه في العادة، لذا كنت أعتبر أن هذا ما كان يسبب لي الأعراض التي كنت أعانيها”. وتضيف: “كانت تلك الأعراض تظهر وتختفي، لكنها كانت تصيب المنطقة نفسها، ولا تتلاشى مطلقاً بشكل كامل، لكنها تعود إلى الالتهاب كلما شعرت بإرهاق وتعب”. وتتابع وصف تطور المرض لديها بالقول: “الإحساس كان يشبه الشعور بالقرحة، لكن بقعة الإصابة كانت تزداد اتساعاً. ولونها بدأ يميل إلى الأبيض، مع بعض الاحمرار من حولها، لذا بدت ملتهبة إلى حد كبير. اعتقدت أنها ربما كانت عدوى أو شيئاً من هذا القبيل”. توجهت ويبستر في إجراء وقائي إلى طبيب الأسنان للاستفسار عن حالتها. وتقول، “قبل نحو عام من خضوعي للجراحة، ذهبت إلى طبيب الأسنان الذي قال لي: (لا أعرف حقاً ما طبيعة هذه القرحة، قد يكون ذلك بسبب احتكاك أسنانك بعضها ببعض، لذا أنصحك ربما بتقويم أسنانك وباقتلاع ضرس العقل). قمت بذلك، ودفعت ثمن تقويم الأسنان، وخلعت ضرس العقل، وحظيت بأسنان رائعة حقاً، لكن القرحة بقيت كما هي وظللت أعاني منها. كانت والدتي تكرر عليَّ وجوب إجراء مزيد من الفحوصات، فقمت بزيارة طبيب أرسلني إلى عيادة لأخذ خزعة منها بغية فحصها”. في النهاية أخذت منها خزعة في شهر أبريل (نيسان) عام 2021، بعد أن ساءت قرحتها بشكل ملحوظ، وأظهرت النتائج أنها مصابة بسرطان الفم. وتقول، “ذهبت للحصول على النتائج، فسألني الطبيب إذا كان أحد برفقتي ذاك اليوم؟ نظرت إليه وقلت له: (النتائج ليس جيدة، أليس كذلك؟)، فأجاب: (لا، ليست جيدة. أنا آسف، أنت مصابة بالسرطان)”. وتابعت: “أتذكر أنني قلت له ماذا تعني؟ بالتأكيد لا. وأعتقد أنني كدت أضحك، فقد كانت صدمة كبيرة لأنني بخلاف ذلك صحتي جيدة”. خضعت السيدة ويبستر سالتر لعملية جراحية لإنقاذ حياتها، استغرقت تسع ساعات ونصف الساعة، تمت خلالها إزالة جزء من لسانها، واستبدل عضلة من ساقها به. وأخذ الأطباء عقدة ليمفاوية من رقبتها للتحقق مما إذا كان السرطان منتشراً، فجاءت النتيجة سليمة. وقد تم، نتيجة التورم الناتج من الجراحة، إدخال أنبوب إلى القصبة الهوائية في العنق لتوسيع مجرى التنفس. وقالت ويبستر سالتر: “أبقي الأنبوب داخل القصبة الهوائية لمدة سبعة أيام. لم أتمكن خلالها من التنفس أو ابتلاع شيء من خلال فمي طيلة تلك الفترة، إلى درجة أن العضلات تطلبت بعض الوقت لاستعادة وظائفها الطبيعية”. وتضيف: “في المرة الأولى التي حاول فيها الأطباء إخراج القسطرة، قاموا بتغطية الثقب كي أتمكن بعد ذلك من التنفس طبيعياً، لكن ذلك لم يكن ممكناً بالنسبة إليَّ. أعتقد أن جسمي لم يكن جاهزاً بعد لأنني شعرت كأنني أختنق، ولم أستطع بالتالي التنفس من فمي”. وتصف شعورها بالقول: “كان الأمر صعباً للغاية كما لو أن فمي كان مليئاً بالقش أو التبن، أو مخنوقاً بشيء ما، وكان صوتي أجش. أتذكر أنني أصبت بالذعر ولم أكن قادرة على الاستمرار. فقام الأطباء بمحاولة أخرى في اليوم التالي، وكنت أتحسن يوماً بعد آخر”. بعد الجراحة، كان على ويبستر سالتر أن تتعلم مجدداً كيف تنطق وتتناول الطعام وتمشي مرة أخرى، من خلال الخضوع لعلاج النطق والعلاج الطبيعي، لكنها لم تكن بحاجة إلى أي علاجات أخرى. ولاحظت أن “هناك صورة نمطية سائدة عن سرطان الفم، فقد قيل لي (أنت صغيرة جداً في السن. لا يمكن أن يصيبك ذلك)، لكن المرض يمكن أن يطاول في الحقيقة أي شخص، وليس فقط المدخنين”. وتختم بالقول: “يسود اعتقاد بين الناس أن على المرء أن يكون مسناً ويدخن 50 سيجارة في اليوم كي يصيبه المرض. ليس بالضرورة أن يكون الوضع على هذا النحو. لم أكن أدري شيئاً إلى حين قرأت ذاك الملصق الصغير في العيادة، لأتساءل وأشك في أن (ما عانيته هو سرطان الفم)، لكن بحلول ذلك الوقت كان الأوان قد فات بالنسبة إليَّ على أي حال”. تهدف “مؤسسة صحة الفم” إلى تحسين حياة الناس من خلال الحد من الأضرار الناجمة عن الأمراض الفموية، التي يمكن الوقاية تماماً من كثير منها. حملة “شهر مكافحة سرطان الفم” تستمر طيلة نوفمبر الجاري. “خدمة أخبار الجنوب الغربي” البريطانية SWNS © The Independent المزيد عن:سرطان الفم\التدخين\الكحول\المملكة المتحد\ةالعوارض 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أكبر عملية آكيولوجية في التاريخ كانت نقل 40 ألف حجر لمسافة 300 متر next post الكوليرا يتفشى لكن “لا خيار” أمام فقراء لبنان سوى المياه الملوثة You may also like اكتشاف مركب كيماوي “سام” في مياه الشرب الأميركية 28 نوفمبر، 2024 مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء» 27 نوفمبر، 2024 كيف تتغلب على مشاعر القلق؟ 27 نوفمبر، 2024 التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة 27 نوفمبر، 2024 كيف مارست التوائم الملتصقة حياتها الخاصة قديماً؟ 25 نوفمبر، 2024 الزواج يبطئ شيخوخة الرجال 24 نوفمبر، 2024 قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ 24 نوفمبر، 2024 هل نحن معرضون للإصابة بإنفلونزا الطيور عبر تناول... 24 نوفمبر، 2024 رصد أول إصابة بجدري القردة في كندا 24 نوفمبر، 2024 القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024
أظهر تقرير بريطاني جديد أن عدد حالات الإصابة بسرطان الفم في المملكة المتحدة سجل ارتفاعاً بأكثر من الثلث على مدى العقد الأخير، ليصل إلى مستوى قياسي. فقد تضاعف عدد الحالات في الجيل الأخير، والأسباب المعروفة للمرض – كالتدخين وتناول المشروبات – هي من جملة عوامل أخرى مرتبطة بنمط حياة الناس. واستناداً إلى “مؤسسة صحة الفم” الخيرية، تم تشخيص إصابة نحو 8864 شخصاً في المملكة المتحدة بالداء خلال العام الماضي، أي بزيادة 36 في المئة عن النسبة التي سجلت قبل عقد من الزمن، مع فقدان قرابة 3034 شخصاً حياتهم بسببه في غضون سنة. وتقدر الزيادة في الوفيات بنحو 40 في المئة في الأعوام العشرة الأخيرة، و20 في المئة في الأعوام الخمسة الأخيرة. وتشكل هذه النتائج جزءاً من “تقرير السنة 2022 عن وضع سرطان الفم في المملكة المتحدة” الصادر عن “مؤسسة صحة الفم”، والذي تم إصداره بالتزامن مع إطلاق حملة “شهر مكافحة سرطان الفم” التي تنظمها المؤسسة على مدى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. يشار إلى أنه في المراحل المبكرة من الإصابة، قد تكون أعراض سرطان الفم مغفلة أو غير مؤلمة، فلا يتنبه لها المريض. ويمكن أن تتخذ الأعراض أشكالاً مختلفة كظهور تقرح في الفم لا يتم الشفاء منه خلال ثلاثة أسابيع، أو بقع بيضاء أو حمراء أو كتل أو أورام غير عادية سواء في الفم أو الرأس أو الرقبة، أو قد يلاحظ المريض بحة متواصلة في الصوت. أما لجهة موضع الإصابات، فقد تم الكشف عن واحد من كل ثلاثة سرطانات الفم على اللسان، واكتشاف 23 في المئة من تلك السرطانات على اللوزتين. الأماكن الأخرى التي يمكن فحصها لجهة الإصابة بسرطان الفم، تشمل الشفاه، واللثة، والطبقة الداخلية من الخدين، وكذلك قعر الفم وسقفه. تجدر الإشارة إلى أن نحو شخصين من كل ثلاثة أفراد لا يقومون بفحص أفواههم على الإطلاق، بحثاً عن مؤشرات قد تدل على احتمال إصابتهم بسرطان الفم، على رغم أن عملية التحقق تستغرق أقل من دقيقة، في وقت أن إجراء فحص روتيني يتعلق بسرطان الخصية أو الثدي، هو أكثر شيوعاً بثلاث مرات. لم تسجل معدلات البقاء على قيد الحياة على أثر الإصابة بسرطان الفم تحسناً على مدى الأعوام العشرين الأخيرة، ويعود السبب في ذلك جزئياً إلى أن عدداً من الحالات يتم تشخيصها بعد فوات الأوان. وما يزيد قليلاً على نصف سرطانات الفم يجرى تشخيصها عندما تكون في المرحلة الرابعة، أي عندما يكون السرطان في أشد مراحله تطوراً. الدكتور نايجل كارتر الرئيس التنفيذي لـ”مؤسسة صحة الفم” يوضح أنه “فيما تسجل معظم السرطانات الأخرى تراجعاً في الإصابات بالمرض، فإن حالات سرطان الفم تواصل ارتفاعها بمعدل ينذر بالخطر. ويعزو الأسباب التقليدية إلى “التدخين وتعاطي الكحول بإفراط، كما إلى عوامل أخرى خطرة ناشئة، مثل “فيروس الورم الحليمي البشري” (عدوى تنتقل عبر الاتصال الجنسي). ويضيف الدكتور كارتر: “لقد تغيرت الصورة النمطية المرتبطة بسرطان الفم بشكل كبير، فقد بات الآن سرطاناً يمكن في الواقع أن يصيب أي شخص. لقد رأينا بشكل مباشر التأثير المدمر الذي يمكن أن يحدثه سرطان الفم على حياة الأفراد. فهو يغير الطريقة التي يتحدث بها شخص ما، ويجعل تناول الطعام والشراب أكثر صعوبة، وغالباً ما يغير مظهر المصاب به”. وقال: “سنعمل خلال (شهر مكافحة سرطان الفم) على زيادة الوعي بهذا المرض. ونشجع الجميع على أن يصبحوا (أكثر إدراكاً) واطلاعاً على صحة الفم، من خلال القدرة على التعرف إلى مؤشرات الإنذار المبكر لهذا النوع من السرطان، وأن يكونوا على دراية بالأسباب الشائعة. والأهم من كل ذلك، ندعو الذين يلاحظون أي تغير غير عادي، إلى المسارعة لطلب المساعدة من طبيب عام أو من طبيب أسنان”. شارلوت ويبستر سالتر، تلقت عندما كانت في السادسة والعشرين من عمرها خبراً غير مسار حياتها، عندما علمت بأنها مصابة بسرطان الفم. كانت مضيفة طيران سابقة، وهي تتلقى تدريباً الآن لتصبح قابلة في مجال التوليد، بالتالي فإن احتمال إصابتها بمرض سرطان الفم، لا يمكن أن ينطبق عليها، لكونها شابة نشطة لا تدخن السجائر. إلا أنها تشكل مثالاً على عدد متزايد من الشباب الذين يتم تشخيص إصابتهم بالمرض. تقول ويبستر سالتر التي تعيش في بيترسفيلد في مقاطعة هامبشير: “أصبت ببعض التقرحات التي دامت نحو ثلاثة إلى أربعة أعوام قبل أن أخضع لجراحة (سرطان الفم). لم يساورني قلق منها في البداية لأنني كنت أصاب عادة بإرهاق وإعياء. ونظراً إلى طبيعة عملي، إن لجهة فارق الوقت الناجم عن السفر بالطائرة، أو الاضطرار إلى البقاء معظم الوقت في الجو، فغالباً ما تكون القرحة مؤشراً إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، وهو ما أعانيه في العادة، لذا كنت أعتبر أن هذا ما كان يسبب لي الأعراض التي كنت أعانيها”. وتضيف: “كانت تلك الأعراض تظهر وتختفي، لكنها كانت تصيب المنطقة نفسها، ولا تتلاشى مطلقاً بشكل كامل، لكنها تعود إلى الالتهاب كلما شعرت بإرهاق وتعب”. وتتابع وصف تطور المرض لديها بالقول: “الإحساس كان يشبه الشعور بالقرحة، لكن بقعة الإصابة كانت تزداد اتساعاً. ولونها بدأ يميل إلى الأبيض، مع بعض الاحمرار من حولها، لذا بدت ملتهبة إلى حد كبير. اعتقدت أنها ربما كانت عدوى أو شيئاً من هذا القبيل”. توجهت ويبستر في إجراء وقائي إلى طبيب الأسنان للاستفسار عن حالتها. وتقول، “قبل نحو عام من خضوعي للجراحة، ذهبت إلى طبيب الأسنان الذي قال لي: (لا أعرف حقاً ما طبيعة هذه القرحة، قد يكون ذلك بسبب احتكاك أسنانك بعضها ببعض، لذا أنصحك ربما بتقويم أسنانك وباقتلاع ضرس العقل). قمت بذلك، ودفعت ثمن تقويم الأسنان، وخلعت ضرس العقل، وحظيت بأسنان رائعة حقاً، لكن القرحة بقيت كما هي وظللت أعاني منها. كانت والدتي تكرر عليَّ وجوب إجراء مزيد من الفحوصات، فقمت بزيارة طبيب أرسلني إلى عيادة لأخذ خزعة منها بغية فحصها”. في النهاية أخذت منها خزعة في شهر أبريل (نيسان) عام 2021، بعد أن ساءت قرحتها بشكل ملحوظ، وأظهرت النتائج أنها مصابة بسرطان الفم. وتقول، “ذهبت للحصول على النتائج، فسألني الطبيب إذا كان أحد برفقتي ذاك اليوم؟ نظرت إليه وقلت له: (النتائج ليس جيدة، أليس كذلك؟)، فأجاب: (لا، ليست جيدة. أنا آسف، أنت مصابة بالسرطان)”. وتابعت: “أتذكر أنني قلت له ماذا تعني؟ بالتأكيد لا. وأعتقد أنني كدت أضحك، فقد كانت صدمة كبيرة لأنني بخلاف ذلك صحتي جيدة”. خضعت السيدة ويبستر سالتر لعملية جراحية لإنقاذ حياتها، استغرقت تسع ساعات ونصف الساعة، تمت خلالها إزالة جزء من لسانها، واستبدل عضلة من ساقها به. وأخذ الأطباء عقدة ليمفاوية من رقبتها للتحقق مما إذا كان السرطان منتشراً، فجاءت النتيجة سليمة. وقد تم، نتيجة التورم الناتج من الجراحة، إدخال أنبوب إلى القصبة الهوائية في العنق لتوسيع مجرى التنفس. وقالت ويبستر سالتر: “أبقي الأنبوب داخل القصبة الهوائية لمدة سبعة أيام. لم أتمكن خلالها من التنفس أو ابتلاع شيء من خلال فمي طيلة تلك الفترة، إلى درجة أن العضلات تطلبت بعض الوقت لاستعادة وظائفها الطبيعية”. وتضيف: “في المرة الأولى التي حاول فيها الأطباء إخراج القسطرة، قاموا بتغطية الثقب كي أتمكن بعد ذلك من التنفس طبيعياً، لكن ذلك لم يكن ممكناً بالنسبة إليَّ. أعتقد أن جسمي لم يكن جاهزاً بعد لأنني شعرت كأنني أختنق، ولم أستطع بالتالي التنفس من فمي”. وتصف شعورها بالقول: “كان الأمر صعباً للغاية كما لو أن فمي كان مليئاً بالقش أو التبن، أو مخنوقاً بشيء ما، وكان صوتي أجش. أتذكر أنني أصبت بالذعر ولم أكن قادرة على الاستمرار. فقام الأطباء بمحاولة أخرى في اليوم التالي، وكنت أتحسن يوماً بعد آخر”. بعد الجراحة، كان على ويبستر سالتر أن تتعلم مجدداً كيف تنطق وتتناول الطعام وتمشي مرة أخرى، من خلال الخضوع لعلاج النطق والعلاج الطبيعي، لكنها لم تكن بحاجة إلى أي علاجات أخرى. ولاحظت أن “هناك صورة نمطية سائدة عن سرطان الفم، فقد قيل لي (أنت صغيرة جداً في السن. لا يمكن أن يصيبك ذلك)، لكن المرض يمكن أن يطاول في الحقيقة أي شخص، وليس فقط المدخنين”. وتختم بالقول: “يسود اعتقاد بين الناس أن على المرء أن يكون مسناً ويدخن 50 سيجارة في اليوم كي يصيبه المرض. ليس بالضرورة أن يكون الوضع على هذا النحو. لم أكن أدري شيئاً إلى حين قرأت ذاك الملصق الصغير في العيادة، لأتساءل وأشك في أن (ما عانيته هو سرطان الفم)، لكن بحلول ذلك الوقت كان الأوان قد فات بالنسبة إليَّ على أي حال”. تهدف “مؤسسة صحة الفم” إلى تحسين حياة الناس من خلال الحد من الأضرار الناجمة عن الأمراض الفموية، التي يمكن الوقاية تماماً من كثير منها. حملة “شهر مكافحة سرطان الفم” تستمر طيلة نوفمبر الجاري. “خدمة أخبار الجنوب الغربي” البريطانية SWNS © The Independent المزيد عن:سرطان الفم\التدخين\الكحول\المملكة المتحد\ةالعوارض