يؤكد باحثون في "جمعية القلب الأميركية" أن تناول كميات كبيرة من الملح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم (رويترز) صحة القاتل الصامت… حقيقة أم تضليل صحي؟ by admin 25 فبراير، 2025 written by admin 25 فبراير، 2025 13 هل هو السكر أم الملح أو الدهون… وحتى التلوث؟ اندبندنت عربية / داليا محمد صحافية قبل أيام كنت أمارس الهواية التي يمكنني القول إنها الأكثر شيوعاً في يومنا هذا، وهي التصفح اللانهائي لـ”الريلز” على مواقع التواصل الاجتماعي، أتنقل بين الأخبار والمحتوى الترفيهي، حين قفز في وجهي فجأة مقطع فيديو قصير لطبيب عربي مثير للجدل. قال الطبيب بنبرة استعراضية واثقة، “السكر هو أعظم اختراع توصلت إليه البشرية! إنه الحياة ذاتها! أولئك الذين حذرونا منه ووصفوه بالسم الأبيض لا يفقهون شيئاً!”. بدا وكأنه يقلب كل المسلمات التي ترسخت في أذهاننا لعقود. كيف يمكن أن يكون السكر الذي تم تحذيرنا من أضراره منذ الصغر معجزة وليس خطراً؟ في لحظة وجدت نفسي أمام تساؤل أعمق: هل نحن محاطون فعلاً بتهديدات خفية لا ندرك حقيقتها؟ وهل هناك عوامل أخرى نتعامل معها يومياً من دون ملاحظة أنها قد تدمر صحتنا تدريجاً؟ أم أن هذا كله يندرج ضمن “نظريات المؤامرة” و”الحملات التجارية للرأسمالية”؟ يعد السكر المضاف من أخطر القتلة الصامتين (رويترز) يطلق العلماء مصطلح “القاتل الصامت” على مجموعة من العوامل التي تحدث أضراراً جسيمة في الجسم من دون أن يشعر الإنسان بها في البداية. لا تنحصر هذه التهديدات الصحية في عامل واحد، بل تمتد لتشمل مجموعة واسعة من المؤثرات: من العادات الغذائية كالإفراط في تناول السكر والملح ومشتقات الألبان، إلى الأخطار البيئية كالتلوث، ناهيك بالأمراض المزمنة التي تتسلل بصمت إلى حياة الأفراد. فهل نحن على دراية كافية بهذه الأخطار؟ وهل نبالغ أحياناً في وصف بعضها بأنها قاتلة، بينما نتجاهل أخرى قد تكون أكثر فتكاً؟ أغذية قاتلة ومضرة بالصحة في عالمنا المعاصر يتسبب عديد من العوامل الغذائية في الإصابة بالأمراض المزمنة التي تهدد صحتنا بصورة تدريجية وخفية. من بين هذه العوامل يعد السكر المضاف من أخطر القتلة الصامتين. وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية فإن السكر المضاف يسهم بصورة كبيرة في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب. فالسكر يزيد من مستويات الأنسولين في الدم ويسهم في زيادة الوزن، مما يرفع من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة. لكن السكر ليس الوحيد في قائمة الاتهام هذه، فالملح الزائد يعد أيضاً من الأخطار الخفية التي تضر بصحتنا. ويؤكد باحثون في “جمعية القلب الأميركية” أن تناول كميات كبيرة من الملح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو من العوامل الرئيسة المساهمة في الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. ويعد ارتفاع ضغط الدم من الأمراض التي لا تظهر أعراضها بصورة واضحة، وهو ما يجعله أكثر خطورة. في السياق نفسه يعد الدقيق الأبيض ومنتجاته مثل الخبز الأبيض والمعجنات، من المسببات الرئيسة لزيادة مستويات السكر في الدم. فقد أظهرت دراسة نشرت في “مجلة التغذية الأميركية” أن هذه المنتجات تحوي كميات كبيرة من الكربوهيدرات المكررة التي تتحول بسرعة إلى سكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين وأمراض القلب. لذلك، ينصح الأطباء باستبدال الحبوب الكاملة مثل الخبز المصنوع من القمح الكامل والرز البني بالدقيق الأبيض. أما الدهون المشبعة والمتحولة التي توجد بكثرة في الوجبات السريعة والمخبوزات التجارية، فهي تشكل تهديداً آخر للصحة. وتسهم هذه الدهون في زيادة مستويات الكوليسترول الضار في الدم، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأكدت دراسة نشرتها مجلة “الجمعية الأميركية لأمراض القلب” أن تقليل تناول الدهون المشبعة يمكن أن يؤدي إلى تحسين مستويات الكوليسترول في الدم والوقاية من أمراض القلب. على رغم أن الألبان تعد مصدراً غنياً بالكالسيوم والبروتين فإن هناك تحذيرات متزايدة حول تأثيراتها الصحية (ويكيبيديا) وعلى رغم أن الألبان تعد مصدراً غنياً بالكالسيوم والبروتين، فإن هناك تحذيرات متزايدة حول تأثيراتها الصحية. ويشير بعض الدراسات إلى أن تناول الألبان قد يسبب مشكلات هضمية لدى البعض، بخاصة أولئك الذين يعانون حساسية اللاكتوز. إضافة إلى ذلك هناك آراء علمية تقول إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستهلك حليب الكائنات الأخرى بعد مرحلة الطفولة. وهذا يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه العادة تتماشى مع النظام الغذائي الطبيعي للبشر. ويعبر بعض الباحثين عن القلق من أن استهلاك الألبان قد يسهم في زيادة الالتهابات ومشكلات صحية أخرى. بيئة خطرة بسبب التلوث في عالمنا المعاصر يشكل التلوث البيئي، بما في ذلك الملوثات الهوائية مثل الجسيمات الدقيقة وأول أكسيد الكربون، تهديداً خطراً لصحة الإنسان. وتشير دراسات إلى أن التعرض المستمر لهذه المواد السامة يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطرة في الجهاز التنفسي، مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الهواء الملوث هو أحد الأسباب الرئيسة للإصابة بسرطان الرئة وتزايد أمراض القلب. في مدينة نيويورك، على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها جامعة “كولومبيا” أن كل زيادة في الجسيمات الدقيقة في الهواء بمقدار ميكروغرام واحد، تؤدي إلى زيادة كبيرة في معدلات الوفيات المبكرة. كذلك تعد جزيئات البلاستيك الصغيرة “الميكروبلاستيك” من أكبر الأخطار البيئية والصحية التي نواجهها اليوم. وتتسلل هذه الجزيئات إلى المياه والتربة، ويتم العثور عليها في الأسماك والمأكولات البحرية، مما يهدد صحة الإنسان. وتشير دراسات إلى أن استهلاك هذه الجزيئات قد يؤدي إلى تراكم المواد السامة في الجسم، مما يسبب مشكلات صحية متنوعة مثل الاضطرابات الهرمونية والأضرار في الجهاز العصبي وحتى زيادة خطر الإصابة بالأمراض السرطانية. إضافة إلى ذلك فإن البلاستيك الذي يتسرب من الأوعية والأكياس البلاستيكية إلى الطعام والمشروبات، بخاصة تلك المعلبة، يزيد من أخطار التعرض لهذه المواد الملوثة. الاستخدام المفرط للكافيين يعد من العوامل التي تؤثر في القلب والجهاز العصبي بصورة غير مباشرة (رويترز) من ناحية ثانية يحوي عدد من العطور والمواد المعطرة المستخدمة في الكريمات ومساحيق الغسيل ومواد التنظيف على مركبات كيماوية قد تكون ضارة بالصحة، ويتسبب بعضها بتهيج الجلد ومشكلات في التنفس وحساسية، إضافة إلى تأثيراتها السلبية على الهرمونات والإنجاب. وأظهرت دراسات أن التعرض المزمن لهذه المواد قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل السرطان واضطرابات الجهاز المناعي. من جهة أخرى يؤثر نقص الفيتامينات على صحتنا بصورة صامتة، ومن بين أبرزها فيتامين “د”، الذي يعد من المغذيات الأساسية للحفاظ على صحة العظام. وقد يؤدي نقصه إلى هشاشة العظام والكساح، بخاصة في المناطق التي تفتقر إلى كميات كافية من أشعة الشمس. وأظهرت دراسة نشرت في مجلة “ذا لانسيت” أن أكثر من 50 في المئة من سكان العالم يعانون نقصاً في فيتامين “د”، كما أن نقص الكالسيوم يمكن أن يؤدي إلى ضعف العظام والأسنان، ويزيد من خطر الكسور مع تقدم العمر. كذلك يشكل التعرض للغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون تهديداً آخر لصحة الإنسان. وقد يتسرب هذا الغاز عديم اللون والرائحة من المدافئ والأجهزة التي تعمل بالغاز أو الخشب المحترق. في دراسة أجرتها “وكالة حماية البيئة الأميركية” تبين أن التعرض المستمر لأول أكسيد الكربون يمكن أن يؤدي إلى مشكلات تنفسية خطرة، ويعرض الحياة للخطر في حال التسمم الحاد. من جهة ثانية فإن التعرض المفرط لأشعة الشمس هو تهديد غير مرئي ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد. ومع اتساع ثقب الأوزون في السنوات الأخيرة، أصبحنا أكثر عرضة للأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يزيد من احتمال حدوث حروق شمسية وتطور الأورام الجلدية. على سبيل المثال، تعد نيوزيلندا من البلدان التي تشهد أعلى معدلات الإصابة بسرطان الجلد بسبب تعرضها المباشر للأشعة فوق البنفسجية نتيجة تآكل طبقة الأوزون، لكن في المقابل أثير بعض النقاشات أخيراً حول التأثيرات السلبية للواقيات الشمسية، فهناك أبحاث تشير إلى أن بعض المكونات الكيماوية في الواقيات الشمسية قد تكون مرتبطة بأخطار صحية مثل السرطان والعقم، وتمتص هذه المكونات عبر الجلد وتدخل إلى مجرى الدم. عادات مميتة وعلى رغم معرفة الجميع بأخطاره فإن كثراً لا يدركون مدى التأثير الضار للتدخين على الجسم، إذ يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي. كما أنه يضعف جهاز المناعة ويعجل بظهور الشيخوخة المبكرة. حتى أولئك الذين لا يدخنون بصورة مباشرة معرضون للخطر بسبب التدخين السلبي، مما يجعل التدخين أحد أبرز العوامل التي تهدد الصحة بصورة خفية ومؤلمة. كذلك يعد الكحول من العوامل التي تقتل الإنسان بصورة تدريجية، ويمكن أن يتسبب استهلاكه المفرط في مجموعة من المشكلات الصحية الخطرة مثل أمراض الكبد (منها تليف الكبد)، اضطرابات القلب، وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان. علاوة على ذلك، تؤثر الكحول سلباً على الدماغ، مما يؤدي إلى اضطرابات في الذاكرة والتركيز، كما تسهم في التسبب بالاكتئاب والقلق. أما بالنسبة إلى الاستخدام المفرط للكافيين فإنه يعد من العوامل التي تؤثر في القلب والجهاز العصبي بصورة غير مباشرة. ويسهم الكافيين الموجود في القهوة والشاي والمشروبات الغازية، في زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. وأظهرت دراسة أجرتها جمعية “أمراض القلب الأميركية” أن استهلاك أكثر من 400 ملليغرام من الكافيين يومياً يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثر الكافيين بصورة سلبية على النوم ويزيد من مستويات القلق والتوتر، مما يؤثر في الصحة النفسية. وأخيراً، أصبح الجلوس لفترات طويلة وقلة ممارسة الرياضة من العوامل المهددة للصحة بصورة كبيرة في عصرنا. فالجسم البشري ليس مُهيَّأً للبقاء في وضع الجلوس لفترات طويلة، مما يؤدي إلى ضعف العضلات وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة. وفقاً لدراسة نشرت في مجلة “جمعية أمراض الأوعية الدموية الأميركية”، فإن الجلوس أكثر من ست ساعات يومياً يضاعف من خطر الإصابة بأمراض القلب، حتى وإن كان الشخص يمارس الرياضة بصورة دورية. وهكذا، يظهر بوضوح أن القاتل الصامت ليس بالضرورة ما نلمحه بأعيننا، بل هو في كثير من الأحيان ما يتسلل إلى أجسامنا من دون أن نشعر به، يؤثر تدريجاً في صحتنا ولا نلاحظه. ولا يقتصر الأمر على ما نعرفه فحسب، بل قد يشمل أيضاً عادات العصر الحديث مثل التصفح المستمر لمواقع التواصل الاجتماعي، والتوتر الناجم عن التدفق الهائل للمعلومات المتناقضة والمتضاربة، التي قد تكون عوامل قاتلة صامتة أخرى تدمر صحتنا ونحن نتصفح غافلين. المزيد عن: القاتل الصامتالملحالسكرارتفاع ضغط الدمأمراض القلبمنظمة الصحة العالميةمشتقات الألبانالكافيين 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post «أوبريتور» وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد؟ next post تأملات وجودية على سرير المرض في “أوجه عديدة للموت” You may also like المناعة والعيون والقلب والأهم إنقاص الوزن.. 10 فوائد... 23 فبراير، 2025 اختبار دم بسيط قد يغير حياة مرضى السرطان 23 فبراير، 2025 هل يمكن القضاء على داء السكري قريباً؟ 23 فبراير، 2025 “ذاكرة الخلايا الدهنية” سبب استعادة الوزن بسرعة 23 فبراير، 2025 الاكتئاب للجميع والعلاج لـ”القادرين فقط” 22 فبراير، 2025 وسائل منع الحمل الهرمونية باستثناء واحدة تزيد خطر... 18 فبراير، 2025 تطورات جديدة في العلاج الجيني لأمراض العظام النادرة 18 فبراير، 2025 أشخاص يتناولون أدوية إنقاص الوزن يزعمون تدهور بصرهم 18 فبراير، 2025 حيلة تُمكنك من تغيير الموجات الدماغية المرتبطة بالاكتئاب... 16 فبراير، 2025 لاصقة جلدية تساعد على علاج السكري 16 فبراير، 2025