الأحد, يناير 12, 2025
الأحد, يناير 12, 2025
Home » الجانب المظلم لأوزمبيك أو “حقنة النحافة”

الجانب المظلم لأوزمبيك أو “حقنة النحافة”

by admin

برأيي، نحن نقف أمام خيارين: إما الاستمرار في مصارعة شهيتنا وكره أجسادنا وإهدار أموالنا أو الانسحاب ببساطة من هذا الهرج السخيف برمته

اندبندنت عربية \ كارا ميديكوت

أنا فتاة نشأت على دورس الباليه. ذلك النشاط الذي بدأ كهواية تحول مع دخولي سن المراهقة إلى شيء سام أكثر. رأيت فتيات بعمر 14 عاماً يدخن السجائر بعد الحصة وسمعت أصوات التقيؤ المثيرة للأسف قادمة من المراحيض.

كنت أعرف السبب، إنها النحافة التي بدت قمة الكمال الذي يمكن أن تصل إليه الراقصة.

بالطبع، لم يكن هذا الهوس جزءاً من عالم الباليه فقط. لقد كان في كل مكان وأمراً سائداً. كانت الحميات الغذائية موضوعاً تناقشه جميع النساء حول العالم على حد علمي.

احتجت إلى وقت طويل كي أدقق في ثقافة الحميات الغذائية التي نشأت في إطارها، وأتعرف على رهاب السمنة والضرر المجتمعي الذي يلحق بالأشخاص الذين يمتلكون أجساداً بأحجام كبيرة.

بمرور الوقت، وبعد كثير من الجهد والتثقيف، بدأت أتحرر من حلقة فقدان الوزن واكتسابه المفرغة التي كنت عالقة فيها منذ سنوات المراهقة.

تبنيت نهج الأكل الفطري (وهو نظام غذائي يتعامل بحيادية مع الوزن ويتبع نهج الإصغاء إلى إشارات الجوع الطبيعية التي يرسلها جسدك). كنت أمارس الرياضة بغرض المتعة أكثر من معاقبة نفسي. اعتقدت حقاً أن علاقتي بالطعام قد شفيت في الغالب.

ثم سمعت عن عقار “أوزمبيك” Ozempic، وهو دواء جديد يسوق كعلاج لمرض السكري، اكتسح عناوين الأخبار ويجذب موضوعه أعداد كبيرة من المستخدمين على تيك توك. علي أن أوضح أنه لم يكتسب شهرته من فعاليته في علاج داء السكري من النوع الثاني، ولكن لاستخدامه غير الرسمي كعلاج يساعد على فقدان الوزن.

تردد أن التهافت بين أبناء النخبة في لوس أنجلوس وفناني الصف الأول للحصول على “أوزمبيك” القادر على إنقاص الوزن تسبب في ارتفاع كبير على الطلب. تعود فعالية الدواء إلى مادة نشطة هي “سيماغلوتايد” semaglutide تنظم نسبة السكر في الدم، لكنها تؤدي كيميائياً إلى النفور من الطعام أيضاً.

هذا التأثير، إلى جانب قدرة الدواء على إطالة الشعور بالشبع، جعلاه حلاً يبدو كالمعجزة لفقدان الوزن بسرعة وفعالية. يتم حقن ’أوزمبيك’ تحت الجلد في منطقة البطن أو الفخذ عادة، ويلقب بالفعل بـ “حقنة النحافة”.

كلما عرفت أكثر عن “أوزمبيك”، بدأت شياطيني القديمة بالظهور. تفاجأت من شعور الإغراء المحير وغير الواعي الذي ولده الدواء في نفسي.

الحقيقة أن النحافة السهلة هي بمثابة صفارة إنذار لكثير من الناس، وبخاصة النساء. إنها حالة مرغوبة تم تكييفنا عليها منذ الطفولة. لكن الحقيقة التي بيّنها لنا “أوزمبيك” فعلاً هي مدى قرب تلك الرغبة من السطح وكم هي قوية حقاً.

هذا السبب الذي يجعل مقاومتنا لها مهمة للغاية. أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع إساءة استعمال عقاقير مثل هذه للوصول إلى نموذج كمال جمالي استبدادي. إذا لم نقم بذلك، قد تكون العواقب وخيمة.

تسبب الطلب المتزايد على العقار بالفعل في نقص توفره لأولئك الذين يحتاجون إليه فعلاً. ناهيك عن القائمة الطويلة للآثار الجانبية المرتبطة باستخدامه التي تتراوح بين الغثيان والإعياء وصولاً إلى مخاطرة جسيمة أكثر مثل سرطان الغدة الدرقية.

زد على ذلك، فإن “أوزمبيك”، مثله مثل كثير من صرعات الحميات الغذائية التي سبقته، يكون فعالاً فقط أثناء تناوله، حيث أبلغ عديد من الأشخاص الذين استخدموه في السابق عن استعادة كل الوزن الذي فقدوه مرة أخرى واكتساب المزيد بعد التوقف عن تناوله.

نظراً للتكاليف المرتبطة باستخدام “أوزمبيك” لأغراض غير المصمم من أجلها أساساً، والشعبية المتزايدة للعلاجات التجميلية الهادفة إلى التعامل مع علامات الشيخوخة المبكرة التي يسببها الدواء، يبدو الأمر برمته وكأنه ثقب أسود يبتلع المال والوقت والاعتداد بالنفس.

وبالطبع، ما زاد الطين بلة هو تزامن التهافت للحصول على “أوزمبيك” مع إعادة إحياء موضة أزياء الألفية. حيث عادت سراويل الجينز ذات الخصر المنخفض والبطون العارية، وحتماً رجعت معها الصورة المثالية للجسم التي سادت في العشرية الأولى من القرن الحالي.

رؤية سرعة تقلب عالم الموضة مزعجة لكنها ليست مفاجئة ربما. فبعد سنوات حملت شعار الصورة الإيجابية للجسد، يبدو أن عارضات الأزياء الممتلئات اختفين من عروض الأزياء خلال أسبوع الموضة. وإلى حد كبير، كان فقدان كيم كاردشيان كمية هائلة من الوزن قبل حفل “ميت غالا” Met Gala السنة الماضية بمثابة إنذار مبكر على كل ما حدث منذ ذلك الحين.

على أية حال، يجب ألا ننسى أن معايير الجمال هي في نهاية المطاف خيالات عقيمة ومتقلبة. مهما كان شكل الجسد المرغوب حالياً، فإنه مدفوع على الأغلب بندرته أكثر من أي شيء آخر. مثلما كانت الأجسام الممتلئة تشير ببساطة إلى الثروة والجمال في عصر النهضة، فإن النحافة اليوم هي رمز المكانة المختار للدلالة على الصفات عينها بالضبط.

بالنسبة لي، يبدو أننا نقف أمام خيارين: إما الاستمرار في محاربة شهيتنا وكراهية أجسادنا وإهدار أموالنا، أو الانسحاب ببساطة من كل هذا الهرج السخيف. قد يمثل الخيار الثاني تحدياً، لكن النتائج على الأقل ستكون صحية وثابتة، على عكس كل حمية غذائية جربتها في حياتي.

© The Independent

المزيد عن: النحافة المفرطة\فقدان الشهية\أوزمبيك

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00