ثقافة و فنونعربي أفلام حب جمعت على الشاشة عشاقا فرقتهم الحياة by admin 15 فبراير، 2023 written by admin 15 فبراير، 2023 36 غرام هادئ أو قاتل وخيانة كلفتها باهظة وخروج عن المألوف بحثاً عن مغامرات رهيبة اندبندنت عربية \ هوفيك حبشيان بحسب فرنسوا تروفو، كل #قصة_حب هي قصة تعاكسها الظروف بالضرورة، ومن دونها لا حكاية. من المرض في “قصة حب” إلى #حرب_الجزائر في “مظلات شربور”، مروراً بالاختلاف في “ماكس حبي”، والتضحية في “جسور مقاطعة الماديسون”. هنا 10 #أفلام_غرامية جمعت العشاق الذين سعت الحياة إلى فصل بعضهم عن الآخر مهما كلف الثمن. “روميو وجولييت” لفرنكو زيفيريللي من فيلم “روميو وجولييت” لفرانكو زيفيريللي (ملف الفيلم) اقتباس لمسرحية وليام شكسبير يحمل النزعات الجمالية لمخرجه الفلورنسي المتحدر من سلالة ليوناردو دا فينتشي، والذي تربى على عشق الفن والثقافة منذ نعومة أظفاره. متجاهلاً التغييرات في المفاهيم الحاصلة في الستينيات، قدم زيفيريللي فيلماً كلاسيكياً مع ممثلين في سن المراهقة. أوليفيا هاسي في دور جولييت لم تكن سوى في الـ15 حينها، فوظف المخرج براءتها ونقاءها ليبقى وفياً لروحية الأصل الأدبي. اشتغل بواقعية، على نقيض أفلام سابقة، كاشفاً عن جوانب أخرى لهذا العمل الخالد لا يراها سوى من يملك تلك الحاسة الإيطالية. ومستعيناً بكثير من المشاعر والأنماط الغنائية، صور الفيلم أعظم حكاية حب رويت عبر العصور. أما الموسيقى التي ألفها الإيطالي نينو روتا، فهي تبقى في الآذان لفترة طويلة من الزمن. “قصة حب” لآرثر هيلر لم يكن آرثر هيلر سينمائياً ذا أهمية، لكنه ترك خلفه هذا الفيلم الرومنطيقي الذي له أعداء كثر، ولكن يمتلك أيضاً بعض المريدين الذين يحملونه على الراحات لبساطة طرحه الذي يتوجه إلى القلب مباشرة. إنها ميلودراما مطلع السبعينيات التي فازت بنجاح جماهيري كبير، ورشحت لسبع جوائز “أوسكار”. احتل الفيلم المرتبة التاسعة في لائحة “أعظم قصص الحب في السينما الأميركية” التي وضعها معهد الفيلم الأميركي. على غرار روميو وجولييت، الحب يخضع للظروف وغير مستقل عنها. عندما يتعرف أوليفر (راين أونيل) على جيني (آلي ماكغرو) يقعان في الغرام فوراً، بصرف النظر عن الفوارق الاجتماعية والطبقية، لكن جيني ستمرض وتموت كما يعلنه الفيلم منذ البداية، ليترك جميع من عرفوها في حال من الأسى الذي لا عزاء له. نوتات المؤلف فرانسيس ليه، وخطى راين أونيل في الثلج في نهاية الفيلم حطمت قلوب الملايين، وصنعت أسطورة هذا الفيلم الذي ينتهي بجملة شهيرة، “الحب هو ألا نضطر إلى أن نقول إني آسف”. “مظلات شربور” لجاك دومي صدمة جمالية وعاطفية وموسيقية. الفيلم المغنى والمشبع بالألوان الذي أخرجه جاك دومي تحفة على كل المستويات. قصة حب أخرى لن يكتب لها الاستمرار. جنيفييف (كاترين دونوف) وغي (نينو كاستلنوفو) يحب بعضهما بعضاً، لكن الأخير يضطر إلى المشاركة في حرب الجزائر، وعليه أن يغيب سنتين. هل يقاوم الحب الزمن؟ هل مقولة مثل “بعيد من العين بعيد من القلب” فيها شيء من الحقيقة؟ هذا ما يريه الفيلم بأسلوبه الأوبرالي الذي لم يعتق، ولم يخب على رغم مرور ستة عقود. من فيلم “مظلات شربور” (ملف الفيلم) مشهدان يسحقان القلب لأسباب متفاوتة، الأول مكانه رصيف محطة القطار عندما تودع جنيفييف غي، والثاني في الختام عندما يلتقيان عن طريق المصادفة في محطة الوقود، بعد أن صنع كل منهما حياته في اتجاه. أما موسيقى ميشال لوغران، فلا يمكن تخيل الفيلم من دونها. فاز الفيلم بـ”السعفة الذهبية” في مهرجان “كان” 1964. “حب” لميشائيل هانكه عمل شديد القسوة عن العلاقة العضوية المتداخلة بين الحياة والحب والموت. وهل يمكن توقع شيء آخر من النمسوي هانكه المعروف بـ”سينيكيته” أو سخريته الفاضحة؟ والقسوة هنا تتأتى من حقيقة أن شخصيتي هذه الحكاية باتتا في نهاية حياتهما. راح كثير فبقي قليل. إنهما زوجان في جوار الـ80 من عمرهما (جان لوي ترانتينيان وإيمانويل ريفا) نراهما يعودان إلى منزلهما الباريسي بعد حضور عرض مسرحي، فيكتشفان أن الباب تعرض للكسر. ترى من الذي دخل منه؟ من فيلم “حب” (ملف الفيلم) الجواب الأبسط هو القول إن هانكه هو الذي اقتحم الشقة بدلاً من أن يتلصص كعادته عبر ثقب الأبواب. أما الجواب المعقد فهو الموت. هناك حب لا يزال مشتعلاً بين الزوجين يدركه المشاهد في نظرة أحدهما للآخر. وعندما تصاب الزوجة بمرض يرميها في الفراش، يتحول الزوج إلى الطبيب والرفيق المخلص والحبيب. ألفرد دو موسيه كتب الآتي، “إذا أحببت فهذا يعني أنك عشت”. فيلم “حب” هو تجسيد لهذه المقولة. “في مزاج الحب” لوانغ كار واي على الأرجح، الفيلم الصيني الأشهر في العالم، وأكثرها رومنطيقية. اللقاء بين موسيقى شيغيرو أوميباياشي، واشتغال كريستوفر دويل على الصورة ولد شرارة غير مسبوقة في هذا الفيلم الذي يبقى ماثلاً لفترة طويلة في الوجدان. سينما تصعد إلى الرأس، وتحتل جزءاً منه، والفضل الأكبر إلى الأسلوبية التي كرست وانغ كار واي صانع أشكال من الطراز الرفيع. الفيلم عنون في كيبيك بـ”صمت الرغبة”، وهو يصلح أيضاً للتعريف عن مضمون هذه الرائعة التي تصور علاقة تنشأ ببطء بين السيد تشو (توني لونغ) والسيدة تشان (ماغي تشونغ) في هونغ كونغ الستينيات، وهي لا تزال تحت الاستعمار البريطاني. فيلم عن الحب الأفلاطوني يرتقي بموضوعه إلى درجة عالية من الحسية، لا يمكن تقليده، ويصعب إيجاد ما يوازيه في تاريخ السينما. “فيلم قصير عن الحب” لكشيشتوف كيشلوفسكي شاب خجول وانطوائي (أولاف لوبازينكو) يتعقب سيدة تكبره سناً (غرازينا زابووفسكا). السيدة جارته في المبنى المقابل، فيراقبها من النافذة ويتلصص على حميميتها، ويكرر المحاولات للتقرب منها بشتى الطرق، كإيصال الحليب لها صباحاً. أحياناً يتصل بها ليسمع صوتها، ولكنه لا يجيب. وذات يوم، وأخيراً، يصارحها بحبه لها. معلم السينما البولندية، يقرب المسافات بين الهوس والحب والتملك والفانتازم. عندما يلتقي الشاب أخيراً بسيدة الأحلام، يتغير ولا يعود يعرف ماذا يقول وماذا يفعل، ذلك أنه يصبح عارياً، بلا حماية تفصله عنها وتجعلها مصدر رغبات. شعوره بالحب لا يمكن أن يعيشه إلا خلف الستارة وفي الخفاء. في المقابل، خبرتها هي في الحياة، واطلاعها على شؤونها سيساعدانها في أن تثبت للشاب حدود الحب وماهيته. من فيلم “عن الحب” (ملف الفيلم) من خلال زجنا في جو ضاغط من كل الجوانب وداخل عمارات أشبه بالسجون، يفكك كيشلوفسكي آليات الرغبة، ويرمينا في بحر من الحيرة، فلا نعرف معها من يسيطر على من، ومن يتحكم بمن، تماماً كما هي الحال في معظم قصص الحب. المفاهيم حول انتهاك الخصوصية والرغبة وإعلان المشاعر تتداخل وتتحول باستمرار، لا بل تتحاور في ما بينها، لتتمخض عنها في الآخر قصيدة على هذا الشكل، حيث لا إدانة، ولا حتى محاولة للشرح. في أحد المشاهد، تطرح السيدة على الشاب سلسلة أسئلة بعد أن يعترف لها بحبه. تسأله: ماذا تريد؟ هل تريد تقبيلي؟ هل تريد ممارسة الحب معي؟ هل تريد أن تقوم برحلة معي؟ “لا شيء”، يرد الشاب بنبرة قاطعة. من هذه العادية والأسئلة المعلقة تولد عظمة الحب عند كيشلوفسكي، الفنان المعذب. “تحطيم الأمواج” للارس فون ترير الحب ليس كله تأملاً للغروب أو التنزه يداً بيد في الحدائق العامة. هناك أيضاً الحب كما يراه الدنماركي فون ترير: عذاب، ذل، تضحية. هي قصة زوجين، يتعرض الزوج (ستيلان سكارسغارد) لحادثة في مكان عمله، ويصبح مشلولاً لا يقوى على ممارسة الجنس، فيطلب من زوجته (إيميلي واتسون) معاشرة رجال آخرين، كي تواصل حياتها وتمارس رغباتها بعيداً من رجل لا يستطيع أن يسد هذا الفراغ. تجد الزوجة نفسها وهي تستجيب لهذا الطلب، حباً منها له، ولأن هذا يسهم في تحسين حالته الجسدية والنفسية. هي المؤمنة تعتقد أن ما تعيشه ليس سوى مشيئة القدر، وهذا سيعرضها إلى سلسلة من المهانات التي لن تنتهي إلا بموتها. إحساس عارم بالأذى يجتاح الواحد منا عندما يشاهد هذا الفيلم للمرة الأولى. حمل النص السينمائي ذروة أسلوبية فون ترير التي تقوم على إزعاج المشاهد وزجه في وضعية غير مريحة، بل جعله يشعر بالذنب. يعرض الفيلم كيفية تحقيق الخير بوسائل من خارج القيم الأخلاقية التقليدية المعمول بها في شمال اسكتلندا، حيث تجري الأحداث. إيميلي واتسون في دور الزوجة المطعونة في أعمق مشاعرها، تسحق القلب حرفياً. “ماكس حبيبي” لناغيسا أوشيما أغرب فيلم عن الرغبة والعاطفة والحب. يعلن الملصق أننا سنشاهد “أكبر قصة حب بين حيوان وإنسان منذ كينغ كونغ”. مصدر الغرابة هو أن “ماكس حبيبي” الذي شارك في مسابقة مهرجان “كان” عام 1986 هو الفيلم الوحيد في هذه اللائحة التي لا تتحدث عن حب آدمي بين رجل وامرأة، بل عن حب حيواني بين امرأة (شارلوت رامبلينغ)… وقرد! أوشيما، صاحب “إمبراطورية الحواس”، المعروف بسينماه الانقلابية الصادمة التي لا تعرف الحدود، قدم مع هذا العمل كوميدياه الأولى والأخيرة، وأنتجها سيرج سيلبرمان، وكتبه جان كلود كاريير، وكلاهما من الذين تعاونوا مع لويس بونويل، مما طبع الفيلم بختم بونويلي. تبدأ الأحداث مع الشكوك التي تنتاب دبلوماسي بريطاني (أنتوني هيغينز) يعمل في باريس حول خيانة زوجته له، وتتواصل مع تكليف محقق (بيار إيتيه) ليتعقبها، وتنتهي مع الزوجة وهي تقدم ماكس القرد لزوجها باعتباره عشيقها، هذا فيلم عن الحب يتحدى الأعراف الاجتماعية، ويتساءل بأسلوب ساخر وتخريبي ومستفز عن التجانس بين الأنواع، من دون أن يرينا شيئاً عن تلك العلاقة المحرمة بين الإنسان والحيوان. فكل شيء في العبرة وفي الأجواء وفي أماكن أخرى سيجدها من يبحث جيداً. “جسور مقاطعة الماديسون” لكلينت إيستوود من فيلم كلينت إيستوود (ملف الفيلم) تنويعة سينمائية باهرة عن الحب وتضحياته وظروفه المعاكسة بكاميرا كلينت إيستوود الذي لا مثيل له، عندما يقرر الترجل من “قسوته” ليصبح عاطفياً إلى أبعد حد. كل مسام من مسامات جلده يتنفس الرقة في هذا العمل المقتبس من بست سيلر لروبرت جيمس والر الذي بات من الكلاسيكيات الهوليوودية وسحق قلب الملايين حول العالم على مدى العقود الثلاثة الماضية. إنها حكاية فرنتشيسكا (ميريل ستريل) الأم الريفية التي كرست كل وجودها لولديها اللذين يكتشفان فصلاً مجهولاً من ماضيها عاشت فيه علاقة قصيرة مع مصور فوتوغرافي عابر (كلينت إيستوود)، واختبرت معه على مدار أيام معدودة أحاسيس لم تعشها من قبل. هذه الحكاية العابرة شكلت فرصة لها لتهرب من حياة زوجية لم تكن تسبب لها السعادة. بنظرة متعاطفة ومتفهمة تستثمر في الحميمية، يلتقط إيستوود حكاية هذه السيدة بكامل تفاصيلها الموجعة والسعادة المؤجلة والفرصة الضائعة والخيبة المتراكمة ليقدم بورتريهاً مدهشاً عنها في نهاية المطاف. إنها حكاية محددة في الزمان ومحصورة في المكان، إلا أن إيستوود يعالجها طولاً وعمقاً، هذا فيلم عن المشاعر التي تصمد أمام امتحان الزمن، ولكنه أيضاً عن الخيارات التي لا يحسمها الواحد منا خوفاً وتعلقاً، وعلى سبيل التضحية. فما بالك إذا كانت امرأة لا تزال محاصرة باعتبارات اجتماعية وعائلية. كل هذا يقدمه إيستوود بأسلوب مقتصد ينصبه حكواتياً كبيراً يتفادى مطبات الميلودراما، وهو يروي آثار الزمن والحب في البشر. “امرأة الجوار” لفرنسوا تروفو لا تنقص العلاقات الغرامية في سيرة تروفو، لا أمام الكاميرا، ولا في الحياة الخاصة. الرجل كان عاشقاً متيماً على الدوام وشخصياته تعتاش من العواطف ومدمنة على الحب. مع هذا الفيلم ما قبل الأخير له، ألقى نظرته الأقسى على الحب والشغف المدمر. الفيلم الذي لا بد أن يذكر بهيتشكوك ينتهي بجملة أضحت شهيرة، “لا معك، ولا من دونك”، وهي تقول ما تقوله عن هذا الفيلم، لكن قبل الوصول إلى الخاتمة المأسوية، علينا المرور عبر قصة برنار (جيرار دوبارديو) وماتيلد (فاني آردان) اللذين عاشا قصة حب عاصفة في الماضي، لكن الحياة فصلت أحدهما عن الآخر، لكن للقدر مخططاً لا يخطر في بال أحد، وها هو سيجمعهما مجدداً بعد سبع سنوات، ولكن بعد أن أصبح كل منهما داخل علاقة زوجية. لا يشبه الشغف عندما يكون حراً بالشغف عندما يكون مقيداً وعرضة للمساءلة الأخلاقية، هذا ما نراه في فيلم سينزل بشخصياته إلى الأسفل، هناك حيث لا خلاص. بحسب تروفو، كل قصة حب هي قصة تعاكسها الظروف بالضرورة، ومن دونها لا حكاية. المزيد عن: أفلام حب\سينما\العشاق\المراة المعشوق\ةكلينت إيستوود\فاني أردان\فرانسوا تروفو 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “يا ورد من يشتريك؟”… الغلاء يبدل سلم أولويات العشاق next post رحيل مروان نجار رائد المسرح الكوميدي والدراما في لبنان You may also like مستقبل مقاومة هوليوود الليبرالية بوجه ترمب 29 نوفمبر، 2024 نظرية فوكوياما عن “نهاية التاريخ” تسقط في غزة 29 نوفمبر، 2024 لماذا لا يعرف محبو فان غوخ سوى القليل... 29 نوفمبر، 2024 جائزة الكتاب النمساوي لرواية جريمة وديوان شعر ذاتي 29 نوفمبر، 2024 طفولة وبساطة مدهشة في لوحات العراقي وضاح مهدي 29 نوفمبر، 2024 استعادة كتاب “أطياف ماركس” بعد 20 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 تحديات المخرج فرنسوا تروفو بعد 40 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 21 قصيدة تعمد نيرودا نسيانها فشغلت الناس بعد... 28 نوفمبر، 2024 الرواية التاريخية النسوية كما تمثلت لدى ثلاث كاتبات... 28 نوفمبر، 2024 بودلير وهيغو… لماذا لا يطيق الشعراء الكبار بعضهم... 27 نوفمبر، 2024
بحسب فرنسوا تروفو، كل #قصة_حب هي قصة تعاكسها الظروف بالضرورة، ومن دونها لا حكاية. من المرض في “قصة حب” إلى #حرب_الجزائر في “مظلات شربور”، مروراً بالاختلاف في “ماكس حبي”، والتضحية في “جسور مقاطعة الماديسون”. هنا 10 #أفلام_غرامية جمعت العشاق الذين سعت الحياة إلى فصل بعضهم عن الآخر مهما كلف الثمن. “روميو وجولييت” لفرنكو زيفيريللي من فيلم “روميو وجولييت” لفرانكو زيفيريللي (ملف الفيلم) اقتباس لمسرحية وليام شكسبير يحمل النزعات الجمالية لمخرجه الفلورنسي المتحدر من سلالة ليوناردو دا فينتشي، والذي تربى على عشق الفن والثقافة منذ نعومة أظفاره. متجاهلاً التغييرات في المفاهيم الحاصلة في الستينيات، قدم زيفيريللي فيلماً كلاسيكياً مع ممثلين في سن المراهقة. أوليفيا هاسي في دور جولييت لم تكن سوى في الـ15 حينها، فوظف المخرج براءتها ونقاءها ليبقى وفياً لروحية الأصل الأدبي. اشتغل بواقعية، على نقيض أفلام سابقة، كاشفاً عن جوانب أخرى لهذا العمل الخالد لا يراها سوى من يملك تلك الحاسة الإيطالية. ومستعيناً بكثير من المشاعر والأنماط الغنائية، صور الفيلم أعظم حكاية حب رويت عبر العصور. أما الموسيقى التي ألفها الإيطالي نينو روتا، فهي تبقى في الآذان لفترة طويلة من الزمن. “قصة حب” لآرثر هيلر لم يكن آرثر هيلر سينمائياً ذا أهمية، لكنه ترك خلفه هذا الفيلم الرومنطيقي الذي له أعداء كثر، ولكن يمتلك أيضاً بعض المريدين الذين يحملونه على الراحات لبساطة طرحه الذي يتوجه إلى القلب مباشرة. إنها ميلودراما مطلع السبعينيات التي فازت بنجاح جماهيري كبير، ورشحت لسبع جوائز “أوسكار”. احتل الفيلم المرتبة التاسعة في لائحة “أعظم قصص الحب في السينما الأميركية” التي وضعها معهد الفيلم الأميركي. على غرار روميو وجولييت، الحب يخضع للظروف وغير مستقل عنها. عندما يتعرف أوليفر (راين أونيل) على جيني (آلي ماكغرو) يقعان في الغرام فوراً، بصرف النظر عن الفوارق الاجتماعية والطبقية، لكن جيني ستمرض وتموت كما يعلنه الفيلم منذ البداية، ليترك جميع من عرفوها في حال من الأسى الذي لا عزاء له. نوتات المؤلف فرانسيس ليه، وخطى راين أونيل في الثلج في نهاية الفيلم حطمت قلوب الملايين، وصنعت أسطورة هذا الفيلم الذي ينتهي بجملة شهيرة، “الحب هو ألا نضطر إلى أن نقول إني آسف”. “مظلات شربور” لجاك دومي صدمة جمالية وعاطفية وموسيقية. الفيلم المغنى والمشبع بالألوان الذي أخرجه جاك دومي تحفة على كل المستويات. قصة حب أخرى لن يكتب لها الاستمرار. جنيفييف (كاترين دونوف) وغي (نينو كاستلنوفو) يحب بعضهما بعضاً، لكن الأخير يضطر إلى المشاركة في حرب الجزائر، وعليه أن يغيب سنتين. هل يقاوم الحب الزمن؟ هل مقولة مثل “بعيد من العين بعيد من القلب” فيها شيء من الحقيقة؟ هذا ما يريه الفيلم بأسلوبه الأوبرالي الذي لم يعتق، ولم يخب على رغم مرور ستة عقود. من فيلم “مظلات شربور” (ملف الفيلم) مشهدان يسحقان القلب لأسباب متفاوتة، الأول مكانه رصيف محطة القطار عندما تودع جنيفييف غي، والثاني في الختام عندما يلتقيان عن طريق المصادفة في محطة الوقود، بعد أن صنع كل منهما حياته في اتجاه. أما موسيقى ميشال لوغران، فلا يمكن تخيل الفيلم من دونها. فاز الفيلم بـ”السعفة الذهبية” في مهرجان “كان” 1964. “حب” لميشائيل هانكه عمل شديد القسوة عن العلاقة العضوية المتداخلة بين الحياة والحب والموت. وهل يمكن توقع شيء آخر من النمسوي هانكه المعروف بـ”سينيكيته” أو سخريته الفاضحة؟ والقسوة هنا تتأتى من حقيقة أن شخصيتي هذه الحكاية باتتا في نهاية حياتهما. راح كثير فبقي قليل. إنهما زوجان في جوار الـ80 من عمرهما (جان لوي ترانتينيان وإيمانويل ريفا) نراهما يعودان إلى منزلهما الباريسي بعد حضور عرض مسرحي، فيكتشفان أن الباب تعرض للكسر. ترى من الذي دخل منه؟ من فيلم “حب” (ملف الفيلم) الجواب الأبسط هو القول إن هانكه هو الذي اقتحم الشقة بدلاً من أن يتلصص كعادته عبر ثقب الأبواب. أما الجواب المعقد فهو الموت. هناك حب لا يزال مشتعلاً بين الزوجين يدركه المشاهد في نظرة أحدهما للآخر. وعندما تصاب الزوجة بمرض يرميها في الفراش، يتحول الزوج إلى الطبيب والرفيق المخلص والحبيب. ألفرد دو موسيه كتب الآتي، “إذا أحببت فهذا يعني أنك عشت”. فيلم “حب” هو تجسيد لهذه المقولة. “في مزاج الحب” لوانغ كار واي على الأرجح، الفيلم الصيني الأشهر في العالم، وأكثرها رومنطيقية. اللقاء بين موسيقى شيغيرو أوميباياشي، واشتغال كريستوفر دويل على الصورة ولد شرارة غير مسبوقة في هذا الفيلم الذي يبقى ماثلاً لفترة طويلة في الوجدان. سينما تصعد إلى الرأس، وتحتل جزءاً منه، والفضل الأكبر إلى الأسلوبية التي كرست وانغ كار واي صانع أشكال من الطراز الرفيع. الفيلم عنون في كيبيك بـ”صمت الرغبة”، وهو يصلح أيضاً للتعريف عن مضمون هذه الرائعة التي تصور علاقة تنشأ ببطء بين السيد تشو (توني لونغ) والسيدة تشان (ماغي تشونغ) في هونغ كونغ الستينيات، وهي لا تزال تحت الاستعمار البريطاني. فيلم عن الحب الأفلاطوني يرتقي بموضوعه إلى درجة عالية من الحسية، لا يمكن تقليده، ويصعب إيجاد ما يوازيه في تاريخ السينما. “فيلم قصير عن الحب” لكشيشتوف كيشلوفسكي شاب خجول وانطوائي (أولاف لوبازينكو) يتعقب سيدة تكبره سناً (غرازينا زابووفسكا). السيدة جارته في المبنى المقابل، فيراقبها من النافذة ويتلصص على حميميتها، ويكرر المحاولات للتقرب منها بشتى الطرق، كإيصال الحليب لها صباحاً. أحياناً يتصل بها ليسمع صوتها، ولكنه لا يجيب. وذات يوم، وأخيراً، يصارحها بحبه لها. معلم السينما البولندية، يقرب المسافات بين الهوس والحب والتملك والفانتازم. عندما يلتقي الشاب أخيراً بسيدة الأحلام، يتغير ولا يعود يعرف ماذا يقول وماذا يفعل، ذلك أنه يصبح عارياً، بلا حماية تفصله عنها وتجعلها مصدر رغبات. شعوره بالحب لا يمكن أن يعيشه إلا خلف الستارة وفي الخفاء. في المقابل، خبرتها هي في الحياة، واطلاعها على شؤونها سيساعدانها في أن تثبت للشاب حدود الحب وماهيته. من فيلم “عن الحب” (ملف الفيلم) من خلال زجنا في جو ضاغط من كل الجوانب وداخل عمارات أشبه بالسجون، يفكك كيشلوفسكي آليات الرغبة، ويرمينا في بحر من الحيرة، فلا نعرف معها من يسيطر على من، ومن يتحكم بمن، تماماً كما هي الحال في معظم قصص الحب. المفاهيم حول انتهاك الخصوصية والرغبة وإعلان المشاعر تتداخل وتتحول باستمرار، لا بل تتحاور في ما بينها، لتتمخض عنها في الآخر قصيدة على هذا الشكل، حيث لا إدانة، ولا حتى محاولة للشرح. في أحد المشاهد، تطرح السيدة على الشاب سلسلة أسئلة بعد أن يعترف لها بحبه. تسأله: ماذا تريد؟ هل تريد تقبيلي؟ هل تريد ممارسة الحب معي؟ هل تريد أن تقوم برحلة معي؟ “لا شيء”، يرد الشاب بنبرة قاطعة. من هذه العادية والأسئلة المعلقة تولد عظمة الحب عند كيشلوفسكي، الفنان المعذب. “تحطيم الأمواج” للارس فون ترير الحب ليس كله تأملاً للغروب أو التنزه يداً بيد في الحدائق العامة. هناك أيضاً الحب كما يراه الدنماركي فون ترير: عذاب، ذل، تضحية. هي قصة زوجين، يتعرض الزوج (ستيلان سكارسغارد) لحادثة في مكان عمله، ويصبح مشلولاً لا يقوى على ممارسة الجنس، فيطلب من زوجته (إيميلي واتسون) معاشرة رجال آخرين، كي تواصل حياتها وتمارس رغباتها بعيداً من رجل لا يستطيع أن يسد هذا الفراغ. تجد الزوجة نفسها وهي تستجيب لهذا الطلب، حباً منها له، ولأن هذا يسهم في تحسين حالته الجسدية والنفسية. هي المؤمنة تعتقد أن ما تعيشه ليس سوى مشيئة القدر، وهذا سيعرضها إلى سلسلة من المهانات التي لن تنتهي إلا بموتها. إحساس عارم بالأذى يجتاح الواحد منا عندما يشاهد هذا الفيلم للمرة الأولى. حمل النص السينمائي ذروة أسلوبية فون ترير التي تقوم على إزعاج المشاهد وزجه في وضعية غير مريحة، بل جعله يشعر بالذنب. يعرض الفيلم كيفية تحقيق الخير بوسائل من خارج القيم الأخلاقية التقليدية المعمول بها في شمال اسكتلندا، حيث تجري الأحداث. إيميلي واتسون في دور الزوجة المطعونة في أعمق مشاعرها، تسحق القلب حرفياً. “ماكس حبيبي” لناغيسا أوشيما أغرب فيلم عن الرغبة والعاطفة والحب. يعلن الملصق أننا سنشاهد “أكبر قصة حب بين حيوان وإنسان منذ كينغ كونغ”. مصدر الغرابة هو أن “ماكس حبيبي” الذي شارك في مسابقة مهرجان “كان” عام 1986 هو الفيلم الوحيد في هذه اللائحة التي لا تتحدث عن حب آدمي بين رجل وامرأة، بل عن حب حيواني بين امرأة (شارلوت رامبلينغ)… وقرد! أوشيما، صاحب “إمبراطورية الحواس”، المعروف بسينماه الانقلابية الصادمة التي لا تعرف الحدود، قدم مع هذا العمل كوميدياه الأولى والأخيرة، وأنتجها سيرج سيلبرمان، وكتبه جان كلود كاريير، وكلاهما من الذين تعاونوا مع لويس بونويل، مما طبع الفيلم بختم بونويلي. تبدأ الأحداث مع الشكوك التي تنتاب دبلوماسي بريطاني (أنتوني هيغينز) يعمل في باريس حول خيانة زوجته له، وتتواصل مع تكليف محقق (بيار إيتيه) ليتعقبها، وتنتهي مع الزوجة وهي تقدم ماكس القرد لزوجها باعتباره عشيقها، هذا فيلم عن الحب يتحدى الأعراف الاجتماعية، ويتساءل بأسلوب ساخر وتخريبي ومستفز عن التجانس بين الأنواع، من دون أن يرينا شيئاً عن تلك العلاقة المحرمة بين الإنسان والحيوان. فكل شيء في العبرة وفي الأجواء وفي أماكن أخرى سيجدها من يبحث جيداً. “جسور مقاطعة الماديسون” لكلينت إيستوود من فيلم كلينت إيستوود (ملف الفيلم) تنويعة سينمائية باهرة عن الحب وتضحياته وظروفه المعاكسة بكاميرا كلينت إيستوود الذي لا مثيل له، عندما يقرر الترجل من “قسوته” ليصبح عاطفياً إلى أبعد حد. كل مسام من مسامات جلده يتنفس الرقة في هذا العمل المقتبس من بست سيلر لروبرت جيمس والر الذي بات من الكلاسيكيات الهوليوودية وسحق قلب الملايين حول العالم على مدى العقود الثلاثة الماضية. إنها حكاية فرنتشيسكا (ميريل ستريل) الأم الريفية التي كرست كل وجودها لولديها اللذين يكتشفان فصلاً مجهولاً من ماضيها عاشت فيه علاقة قصيرة مع مصور فوتوغرافي عابر (كلينت إيستوود)، واختبرت معه على مدار أيام معدودة أحاسيس لم تعشها من قبل. هذه الحكاية العابرة شكلت فرصة لها لتهرب من حياة زوجية لم تكن تسبب لها السعادة. بنظرة متعاطفة ومتفهمة تستثمر في الحميمية، يلتقط إيستوود حكاية هذه السيدة بكامل تفاصيلها الموجعة والسعادة المؤجلة والفرصة الضائعة والخيبة المتراكمة ليقدم بورتريهاً مدهشاً عنها في نهاية المطاف. إنها حكاية محددة في الزمان ومحصورة في المكان، إلا أن إيستوود يعالجها طولاً وعمقاً، هذا فيلم عن المشاعر التي تصمد أمام امتحان الزمن، ولكنه أيضاً عن الخيارات التي لا يحسمها الواحد منا خوفاً وتعلقاً، وعلى سبيل التضحية. فما بالك إذا كانت امرأة لا تزال محاصرة باعتبارات اجتماعية وعائلية. كل هذا يقدمه إيستوود بأسلوب مقتصد ينصبه حكواتياً كبيراً يتفادى مطبات الميلودراما، وهو يروي آثار الزمن والحب في البشر. “امرأة الجوار” لفرنسوا تروفو لا تنقص العلاقات الغرامية في سيرة تروفو، لا أمام الكاميرا، ولا في الحياة الخاصة. الرجل كان عاشقاً متيماً على الدوام وشخصياته تعتاش من العواطف ومدمنة على الحب. مع هذا الفيلم ما قبل الأخير له، ألقى نظرته الأقسى على الحب والشغف المدمر. الفيلم الذي لا بد أن يذكر بهيتشكوك ينتهي بجملة أضحت شهيرة، “لا معك، ولا من دونك”، وهي تقول ما تقوله عن هذا الفيلم، لكن قبل الوصول إلى الخاتمة المأسوية، علينا المرور عبر قصة برنار (جيرار دوبارديو) وماتيلد (فاني آردان) اللذين عاشا قصة حب عاصفة في الماضي، لكن الحياة فصلت أحدهما عن الآخر، لكن للقدر مخططاً لا يخطر في بال أحد، وها هو سيجمعهما مجدداً بعد سبع سنوات، ولكن بعد أن أصبح كل منهما داخل علاقة زوجية. لا يشبه الشغف عندما يكون حراً بالشغف عندما يكون مقيداً وعرضة للمساءلة الأخلاقية، هذا ما نراه في فيلم سينزل بشخصياته إلى الأسفل، هناك حيث لا خلاص. بحسب تروفو، كل قصة حب هي قصة تعاكسها الظروف بالضرورة، ومن دونها لا حكاية. المزيد عن: أفلام حب\سينما\العشاق\المراة المعشوق\ةكلينت إيستوود\فاني أردان\فرانسوا تروفو