أغرب الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات البريطانية

من حزب يحمل اسم حانة إلى آخر يقوده شخص يعرف نفسه باسم “دادي دراغون”، نسلط في الآتي الضوء على مرشحين هامشيين غير تقليديين يقدمون خيارات غريبة وغير عادية للناخبين البريطانيين

اندبندنت عربية / جابد أحمد

قبيل موعد الانتخابات البريطانية قد يفاجأ الناخبون أثناء مراجعة أوراق اقتراعهم ببعض الأحزاب السياسية التي تنافس في دوائرهم الانتخابية.

وفي حين أن معظم الناخبين على دراية باللاعبين الرئيسين في الأحزاب المعروفة إلا أن هناك عدداً من الأحزاب الصغيرة الأقل شهرة التي قد لا تحظى بالمقدار نفسه من الاهتمام. ويمكن القول إن بعضها أُنشئ لغرض السخرية والفكاهة بالنسبة إلى الناخبين، فيما إن البعض الآخر يسعى إلى الإدلاء ببيانات سياسية حقيقية.

وفي هذا الإطار، أعدت “اندبندنت” قائمة بالأحزاب غير التقليدية المشاركة في الانتخابات العامة، بدءاً من “حزب الكونت بينفايس” Count Binface Party، وصولاً إلى حزب “ثورة زرقاء” A Blue Revolution.

“زا ميتر تي دبليو 9” The Mitre TW9

قرر كريس فرنش (47 سنة) الترشح لعضوية البرلمان البريطاني عن دائرة “ريتشموند بارك” من أجل الحصول على الدعاية لمؤسسته (كريس فرينش)

كريس فرنش الذي يبلغ من العمر 47 سنة، سجل حانة يملكها بوصفه حزباً سياسياً هو مرشحه الوحيد في الانتخابات العامة.

وبهدف الترويج لمؤسسته قرر فرنش قبل نحو عام الترشح لمنصب نائب في البرلمان البريطاني عن دائرة “ريتشموند بارك” في “لندن الكبرى”. وعلى رغم أنه لا يتوقع إطاحة ساره أولني النائبة عن حزب “الليبراليين الديمقراطيين” التي تمثل المنطقة، فإنه على ثقة بأنه سيضمن الحصول على صوت واحد في الأقل – هو صوته.

ويقول فرنش “لست متأكداً مما إذا كانت شريكتي جيليان (كريغي) ستصوت لمصلحتي. وإذا ما حصلت على صوت واحد فقط، فأتوقع أن تكون الأمسية حافلة بالتوتر في المنزل. آمل في الحصول على صوتين في الأقل”.

البيان الانتخابي لكريس فرنش لا يقل سخرية وفكاهة عن تصريحه، بحيث يركز فيه على إغلاق جميع الحانات الأخرى في منطقة ريتشموند.

“حزب الكونت بينفايس” Count Binface Party

يسعى “الكونت بينفايس” [في استعارة من كونت سافوي، بونيفايس Boniface, Count of Savoy]، الذي يصف نفسه بأنه محارب فضائي بين المجرات إلى إسقاط رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في دائرته الانتخابية “نورث يوركشير”.

ويهدف هذا الحزب الذي أنشأه الممثل الكوميدي جوناثان ديفيد هارفي إلى إحداث وقع لدى الناخبين البريطانيين من خلال اقتراح فرض الخدمة الوطنية على رؤساء وزراء سابقين، ودعوة الدول الأوروبية إلى الانضمام إلى المملكة المتحدة.

البيان الانتخابي لـ”حزب الكونت بينفايس” الذي يحمل عنوان “إخلاص لا يتزعزع لأي مكان أترشح فيه للانتخابات” Bloody Loyal To Wherever I’m Standing For Election – يتضمن مقترحات ساخرة من قبيل معاشات تقاعد ذات “قفل مزدوج” Double Locking بدلاً من نظام “القفل الثلاثي” Triple Lock(الذي يضمن أن تتماشى زيادات معاشات التقاعد مع متوسط الدخل أو معدل التضخم أو بحد أدنى 2.5 في المئة)، مع إدخال عنصر أمان إضافي عليها، وتمثيل المملكة المتحدة في “مسابقة الأغنية الأوروبية” Eurovision Song Contest.

الكونت بينفيس الذي يدعي بطريقة فكاهية أنه كائن فضائي يبلغ من العمر 5702 عام من كوكب Recyclon، شارك في انتخابات عمدة لندن لعام 2024، إذ احتل المركز الـ11 بحصوله على 24,260 صوتاً.

“الحركة السايكديلية” Psychedelic Movement

تعد الحركة بإعادة تطبيق عقوبة النفي القانونية للأفراد الذين “يهددون النسيج المجتمعي للبلاد ومستقبلها” (أ ب)

تقدم “الحركة السايكديلية” (التي تدافع عن تنظيم قوانين المخدرات والعقارات النفسية لفوائدها العلاجية المحتملة) أربعة مرشحين في الانتخابات العامة في بريطانيا، مع بيان انتخابي أولي يتعهد تشريع العقاقير المخدرة.

ويعد بيانها أيضاً بإنشاء مقاه لتعاطي حشيشة القنب تعمل على مدار 24 ساعة في منطقة “ساوث إيند”، وتقديم الكعك والبسكويت المخبوز بمادة “رباعي هيدروكانابينول” Tetrahydrocannabinol (وهي مادة زيتية مخدرة في حشيشة القنب تحدث تأثيرات نفسية على متناولها).

وتشمل التعهدات الانتخابية الأخرى لهذه الحركة حماية المكتبات المحلية، وتقديم العلاجات المخدرة، وإعادة تطبيق عقوبة النفي القانونية للأفراد الذين “يهددون النسيج المجتمعي للبلاد ومستقبلها”.

وتقترح أيضاً السماح للكنائس في المملكة المتحدة باستخدام مشروب “آياهواسكا” Ayahuasca (وهو مشروب ذو تأثير نفساني مصدره حوض الأمازون، استخدمته القبائل الأصلية لقرون عدة لأغراض روحية وعلاجية) في طقوسها، وتطرح كذلك إدخال “المسيحية الشامانية” Shamanic Christianity (ممارسة روحية تمزج عناصر الصوفية الشامانية مع المعتقدات المسيحية) إلى منطقة “ساوث إيند”.

“حزب الدستور الإنجليزي” The English Constitution Party

“حزب الدستور الإنجليزي” هو جماعة قومية يقودها رجل معروف باسم “دادي دراجون” Daddy Dragon.

هذا الرجل كان في السابق يروج لطروحات حركة “كيو أنون” QAnon (اليمينية المتطرفة التي تؤمن بنظريات المؤامرة، وكانت قد ظهرت عبر الإنترنت في الولايات المتحدة في العام 2017). وقد لفت الانتباه إليه في عام 2023 عندما حض مؤيديه على إحضار البيض وأجهزة الإنذار بحوادث التحرش والاغتصاب، للاحتجاج على تتويج الملك تشارلز.

يقدم هذا الحزب مرشحين في أربع دوائر انتخابية هي “سانت هيلينز نورث” وتشورلي ورومفورد وبروكسبورن. ويسعى إلى تحقيق هدفه الأساس الذي يختصره بشعار (ميغا) “جعل إنجلترا عظيمة مرة أخرى” MEGA – Make England Great Again. ويعد أيضاً بالعمل على إعادة إنجلترا إلى ممارسات القانون العام) بمعنى أن تستند القرارات إلى الأحكام السابقة الصادرة عن المحاكم وليس إلى القوانين التشريعية).

حزب “الثورة الزرقاء” A Blue Revolution

تأسس حزب “الثورة الزرقاء” في عام 2017 على يد مايك غيلبرت، وهو عضو سابق عن حزب المحافظين في المجلس المحلي لبلدة بوسطن الواقعة في مقاطعة لينكلوشير الإنجليزية.

أنشأ غيلبرت هذا الحزب بهدف “منح العاملين مزيداً من التمثيل” في نظام سياسي يعده “نخبوياً وقبلياً” بصورة مفرطة.

وهذه هي المرة الثانية التي يترشح فيها غيلبرت للانتخابات عن مقعد “بوسطن أند سكيغنيس”. ويصف حزب “الثورة الزرقاء” نفسه بأنه “موطن اشتراكية الدولة الصغيرة”، مؤكداً أنه “ليس منصة سياسية تقليدية يمينية أو يسارية”.

حزب “تحالف الحرية” The Freedom Alliance

ظهر حزب “تحالف الحرية” كرد على القيود التي فُرضت على أثر تفشي فيروس كورونا. وقد قدم مئات المرشحين للانتخابات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.

يدعو هذا الحزب إلى “تحرير الأفراد والأسر والمجتمعات من سيطرة الدولة والشركات العالمية”. وهو يعارض كثيراً من المبادرات والمفاهيم، بما فيها “مدن الـ15 دقيقة” 15-Minute Cities (مفهوم تخطيط مدني مصمم لتحسين نوعية الحياة من خلال ضمان قدرة الناس على الوصول إلى معظم حاجاتهم اليومية في غضون 15 دقيقة سيراً على القدمين أو بالدراجة)، والعملات الرقمية للبنك المركزي، وإعادة الضبط الشامل Great Reset (وهي اقتراح قدمه “المنتدى الاقتصادي العالمي” في عام 2020 لإعادة بناء الاقتصاد العالمي في أعقاب الجائحة من خلال نهج الاستدامة) وأهداف سياسات الانبعاثات الصفرية الصافية، والمناطق منخفضة الانبعاثات للغاية Ulez، وأنظمة الائتمان الاجتماعي (التي تقيم سلوك الأفراد أو الكيانات بناء على مدى الامتثال للمعايير أو القوانين المجتمعية).

حزب “القيادة المنظمة غير السياسية المفتوحة الجديدة” New Open Non-Political Organised Leadership (NONPOL)

نيل أونيل يترشح في دائرة “ستراتفورد أون إيفون” (حزب “القيادة المنظمة غير السياسية المفتوحة الجديدة”)

يصنف حزب “القيادة المنظمة غير السياسية المفتوحة الجديدة” نفسه بأنه “غير سياسي”، ولديه مرشح واحد في الانتخابات العامة هو مؤسسه نيل أونيل الذي يخوض الانتخابات في دائرة “ستراتفورد أون إيفون”.

ويصف أونيل نفسه بأنه “تقني متميز ومتتبع للاتجاهات والتطورات المستقبلية وموسيقي ومخترق سيبراني أخلاقي ومتحدث عام وكاتب ومخترع وصانع أفلام ومتحيز ضد الأنواع (يؤمن بتفوق الإنسان على المخلوقات الأخرى)”.

ويقول “أنا لست سياسياً وهو ما أعتبره ميزة كبيرة. لم أتعرض للفساد أو السيطرة ولن يحدث ذلك أبداً. وبصفتي زعيماً لحزبي فإنني أقود مسيرتي المهنية وقراراتي في الساحة السياسية. ويتمثل شغفي في إجراء تغييرات وإصلاحات ذات مغزى وتحدي النظام القائم”.

ويتمثل الهدف الأساس للحزب بـ”تفكيك النظام السياسي القائم واستبداله بحكم منظم وسليم”. كما يقترح إلغاء “الضريبة على القيمة المضافة” VAT، وزيادة رواتب جميع العاملين بنسبة 20 في المئة.

حزب “أنقذونا الآن” Save Us Now

تأسس حزب “أنقذونا الآن” على يد المؤمن بنظريات المؤامرة مارك ستيل الذي يزعم أن شبكات “الجيل الخامس” من الاتصالات G5 والـ”واي فاي” وشبكات الاتصالات الأخرى، هي مكونات من نظام أسلحة.

ويصف ستيل نفسه بأنه “خبير أسلحة”، مدعياً أنه عمل في مشاريع لوزارة الدفاع لم يكشف عنها. كما يزعم أيضاً أن إنارة الشوارع تحوي مكونات شبكة “الجيل الخامس”، مما “يسبب السرطان ويبعث بنوع من موجات ميكروويف إلى الأطفال فيما هم نائمون في أسرتهم”.

حزب “عامة الشعب” The Common People

فيما يعلن حزب “عامة الشعب” على موقعه الإلكتروني أنه “يهدف إلى تشكيل حكومة غالبية في وستمنستر”، إلا أنه يخوض الانتخابات في دائرة انتخابية واحدة فقط، وهي “سانت آيفز”.

الحزب لم ينشر بيانه الانتخابي بعد، لكنه يدعو إلى إقامة نظام قضائي يركز على إعادة التأهيل، وتأميم المرافق، وخفض سن التصويت إلى 12 سنة.

“أي آي ستيف” AI Steve

“أي آي ستيف” هو أول مرشح سياسي في العالم يعتمد على “الذكاء الاصطناعي” (أي آي ستيف)

هو أول مرشح لعضوية برلمان في العالم يتم إنشاؤه بواسطة تقنية “الذكاء الاصطناعي” AI، ويهدف إلى إحداث ثورة في الديمقراطية نفسها، عندما يخوض الانتخابات في دائرة برايتون جنوب إنجلترا في الرابع من يوليو (تموز) الجاري.

ستيف إنداكوت العقل المدبر وراء “أي آي ستيف” الذي يصف نفسه بأنه رأسمالي ذو ضمير اشتراكي، يؤكد أنه سيعمل بوصفه ممثلاً فعلياً أو وكيلاً للقرارات التي يتخذها نظام “الذكاء الاصطناعي” الخاص به “أي آي ستيف”. ويضيف أنه في حال انتخابه، فسيحضر إلى البرلمان شخصياً للتصويت على السياسات التي تقررها شخصيته البديلة الروبوتية.

إنداكوت أضاف في مقابلته الأولى مع “اندبندنت” “سأقوم بالإدلاء بصوتي شخصياً، لكنني سأخضع لتوجيهات الناخبين من خلال ’ستيف أي آي”.

وختم بالقول “في الأساس، سيتم توجيهي في شأن ما يجب القيام به. وهذا يجسد جوهر الديمقراطية. عليك أن تتخلى عن سياساتك الشخصية وعن غرورك للتصرف وفق إرادة الناخبين، وأرى أن هذا أمر ثوري للغاية في السياسة”.

© The Independent

المزيد عن: الانتخابات البريطانيةالأحزاب السياسيةأخبار بريطانيانظريات المؤامرةكيو أنونشبكات الجيل الخامس