الأحد, نوفمبر 17, 2024
الأحد, نوفمبر 17, 2024
Home » وليد فارس: لبنانيو أميركا بين ترمب و”حزب الله”

وليد فارس: لبنانيو أميركا بين ترمب و”حزب الله”

by admin

الأكثرية الساحقة من الجالية تقف ضد نفوذ هذه الميليشيات وتعمل مع الكونغرس بشكل مستمر

وليد فارس الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية @WalidPhares

مع انتهاء عملية إعادة المواطن الأميركي من أصل لبناني عامر فاخوري إلى الولايات المتحدة، بعد ستة أشهر من الاعتقال لدى السلطات اللبنانية، وتهديد “حزب الله” له بصفته عضو سابق في جيش لبنان الجنوبي، ينتهي هذا الفصل من العلاقات بين الجالية اللبنانية الأميركية من ناحية، و”حزب الله” من ناحية أخرى، مع تدخل إدارة الرئيس ترمب في هذا الملف بشكل يغيّر نمط واشنطن إزاء العلاقات الصدامية بين ميليشيات تدعمها إيران في لبنان والقوى المعارضة لها. ملف اعتقال فاخوري وإبقائه في لبنان على الرغم من الطلبات المتعددة للحكومة الأميركية لإخلاء سبيله كونه مواطناً أميركياً لم يرتكب جرماً حديثاً ضد السلطات اللبنانية، بات على وشك فتح ملف أكبر وهو علاقة مليون وثمانمئة ألف من أصل لبناني على تعددهم، بالمنظومة الحاكمة وفي وسطها “حزب الله”، ويفتح باب تموضع إدارة الرئيس ترمب والكونغرس الأميركي على الرغم من انشغالاتهم بالأوضاع الداخلية تجاه الأمر الواقع في لبنان، فهل كشف ملف فاخوري عن تغيير في التصرف الأميركي تجاه بيروت؟ على أساس ألا يمس أحد بأمن وسلامة مواطنيها في لبنان والشرق الأوسط، وهل هذا يخبئ أعمالاً مستقبلية أخرى لواشنطن تقوي هذه السياسة عبر رسائل إلى الدولة اللبنانية ومن ورائها “حزب الله”؟

بداية المسألة

عامر فاخوري كان عضواً في جيش لبنان الجنوبي الذي كان قوة عسكرية مشكلة من قبل ضباط وجنود لبنانيين خلال الحرب الأهلية، وكانت في مواجهة الفصائل الفلسطينية في الجنوب، ثم انتقل دورها لتصبح قوة أمن محلية على طول الحدود الجنوبية، وضمت عناصر من مختلف الطوائف المسيحية والدرزية والشيعية وطلبت مساعدة إسرائيل عندما عزلت عن بيروت، وباتت تواجه تحالفاً من الفلسطينيين والميليشيات اليسارية وتحولت بعد الاجتياح الإسرائيلي إلى جيش صغير متعاون مع الجيش الإسرائيلي ومواجه لـ”حزب الله” منذ 1983.

المنتصر يحدد الخطاب

المنتصر في 1990، أي نظام الرئيس السوري حافظ الأسد، حدد مصير القوى الميليشياوية في لبنان. الميليشيات المتقاتلة تُجرد من سلاحها، وتدعى للمشاركة في السلطة، ولكن تحت مظلة النظام السوري وحليفه الإيراني. ومن يتلكأ يُضرب بقوة، كما حدث مع القوات اللبنانية. “حزب الله” يتحول إلى الميليشيات الرسمية للمنظومة، ويُعطى قرار الحرب والأمن القومي الفعلي. أما جيش لبنان الجنوبي، فيُعتبر العدو الوحيد المتحالف مع إسرائيل.

تاريخ جيش لبنان الجنوبي وأعضائه، جزء من تاريخ صراع الميليشيات داخل لبنان، وتحالفاتها مع دول إقليمية، أكانت سوريا أو إيران أو إسرائيل وغيرها من الدول العربية. ومع انتهاء المرحلة الأولى من نهاية الحرب اللبنانية عام 1990، استمر جيش لبنان الجنوبي في انتشاره وتوالت الاشتباكات على مدى عشر سنوات بين هذه الميليشيات المتحالفة مع إسرائيل و”حزب الله” المحسوب على إيران حتى عام 2000 تاريخ حل هذه القوة. إذاً الحقبة التاريخية لهذه القوة انتهت في مايو (أيار) 2000، إلا أن “حزب الله” وبعكس عام 1990، لم يقبل منطق انتهاء الحرب، بالنسبة إلى هؤلاء المقاتلين الذين هرب قسم منهم إلى إسرائيل، وقسم هاجر إلى الولايات المتحدة التي حصلوا على جنسيتها وتحولوا إلى مواطنين جدد فيها كما حال الملايين من المهاجرين. “حزب الله” الذي قبل بعودة جميع الميليشيات اللبنانية من درزية ومسيحية وسنية إلى الحياة السياسية ولكن بشروط وصاية النظام السوري، رفض منطق تحول جيش لبنان الجنوبي إلى حزب سياسي أو عودة عناصره وعوائلهم إلى ديارهم في لبنان كمواطنين عاديين، وأن ينتموا إلى أحزاب سياسية، واستمر في موقفه الذي يعتبر أنهم عملاء لإسرائيل على الرغم من مرور عشرين عاماً.

“حزب الله” والحرب الأبدية

وبعكس آلية إنهاء الحروب عالمياً، فإن الميليشيات الإيرانية الولاء، رفضت استيعاب أعضاء “الجنوبي” في الحياة الوطنية المدنية، وأصرت على وصفهم بالـ “عملاء” على الرغم من أنهم قد سُرحوا وجيشهم قد تم حله. وبعكس الحرب الأهلية في أميركا، حيث شارك الجنوبيون في حكومة الدولة الموحدة، أو مراحل ما بعد كل الحروب الأهلية في العالم، أصرّ التنظيم الخميني في لبنان على إبقاء “تهمة” عملاء إسرائيل لمواطنين خرجوا من حرب انتهت منذ عشرين سنة، ليبقي على سلاح اتهامي استنسابي ضد كل من يعارض مشروعه وحتى من مناطق أخرى في البلاد، أو من لبنانيين منتشرين في أقصى أصقاع العالم أو حتى من العرب. وقد فرض “الحزب” منطق اتهام كل من يعارضه والنظام الإيراني، بأنه “عميل إسرائيلي”، مما يتعارض مع القانون الدولي الذي يرفض الاتهامات السياسية ويعتبرها ملغاة.

عهد ترمب غيّر المعادلة

غير أن الأوضاع تغيرت بشكل أساسي بعد تولي ترمب الرئاسة عام 2017، حيث أن إدارته وضعت أمن وسلامة المواطنين الأميركيين فوق كل اعتبار، بغض النظر عن أوطانهم الأصلية، والقضايا التي التزموا بها، والحروب التي خاضوها، ما داموا يبدون الولاء للدولة الجديدة أي أميركا. وهذه السياسة تقليدية لبلد الهجرة، حيث أن واشنطن لا تتخذ مواقف من ماضي مواطنيها إلا بحال ثبوت ارتكابهم لجرائم شخصية وما يتعارض والقانون الأميركي. وجدير بالذكر أن أميركا لا تميز بين مواطنيها في وطنهم الأم، ففي عام 2006 مثلاً خلال حرب إسرائيل و”حزب الله” أرسلت واشنطن أسطولها وطائراتها لتأمين انتقالٍ آمن لآلاف اللبنانيين من حاملي الجنسية الأميركية، وبينهم المئات من البيئة المناصرة لـ”حزب الله” إلى الولايات المتحدة، وهذا يعني أن أميركا لا تميز بين مواطن وآخر.

من ناحية أخرى صعّدت إدارة ترمب موقفها من النظام الإيراني، بالتالي من “حزب الله “خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بما فيها مواجهة ميليشيات طهران في العراق، وبينها “كتائب حزب الله” الرديف العراقي لـ”حزب الله” اللبناني، ووصلت هذه المواجهات إلى حد قيام أميركا بتنفيذ عمليات ضد مواقع هذه الميليشيات، وأدى ذلك إلى عملية قتل قائد قوة القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني.

اتجاه الجالية اللبنانية

الاتجاه العام للجالية اللبنانية في أميركا، ومنذ ثلاثين عاماً، كان ينتقد تصرفات “حزب الله” في لبنان وتحالفه مع النظام السوري عندما قمع اللبنانيين بين عامي 1990 و2005، وكان ملحوظاً وجود جهد كبير من قبل الجالية أدى بين عامي 2003 و2005 إلى صدور قرارات قوية من الكونغرس، كالقرار 1559 الشهير الذي طالب بانسحاب سوريا من لبنان. وقد التحمت مواقف الجالية اللبنانية الحاضرة بشكل كبير في السياسة والاقتصاد في أميركا مع موقف “قوى 14 آذار”، ما ساعد في تمكين إدارة الرئيس جورج بوش الابن والرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك من فرض الانسحاب السوري.

ومن المعروف أن الأكثرية الساحقة من الجالية اللبنانية تقف ضد نفوذ “حزب الله” وتعمل مع أعضاء الكونغرس بشكل مستمر لتطبيق القرارات الدولية بما فيها 1559، ووقفت بشكل علني مع حملة الرئيس دونالد ترمب الانتخابية، ما أدى إلى وجود حالة من الدعم للبنان في البيت الأبيض ترجمت إلى أمرين: الاستمرار في دعم الجيش اللبناني، وتصعيد العقوبات على “حزب الله”.

صفعة بحق الجالية

وجاءت حادثة الفاخوري كامتحان لهذه المواجهة بين “حزب الله” والجالية اللبنانية وسياسة الرئيس ترمب، وبناء على التقارير المتوافرة هناك من أقنع عامر فاخوري في لبنان، يقال إنها جهات رسمية، لزيارة بلده الأم بعد عشرين عاماً من الغياب، وتم تأمين وجوده هناك على أساس دخوله كمواطن أميركي، ولكن تم اعتقاله وتوقيفه. وبحسب العارفين فالجهة التي أوقفته تابعة للدولة اللبنانية وبناء على طلب من “حزب الله”، حيث زُج في السجن لستة أشهر، من دون أن يكون هناك جواب للسلطات الأميركية التي طالبت باسترجاع مواطنها مراراً وتكراراً.

في أميركا قامت عائلة فاخوري بالتواصل مع أعضاء في مجلس الشيوخ، ومنهم السناتور جين شاهين التي تحركت باتجاه البيت الأبيض بمساعدة السناتور تيد كروز، وأدى هذا التحرك إلى إقناع الرئيس ترمب عبر مجلس الأمن القومي بتوجيه رسالة قوية للحكومة اللبنانية من أجل تحريره وإعادته إلى بلده، ومشروع القانون الذي تقدمت به شاهين وكروز ينص على قطع المساعدات عن الدولة اللبنانية، ومعاقبة كل من تسبب بتوقيف فاخوري وسحب تأشيرة الدخول إلى أميركا منهم. الموقف الأميركي لا يتعلق بالحرب الأهلية والجهة التي انتمى إليها فاخوري، بل له علاقة بجنسيته، لا سيما في إطار المعادلة القائمة على عدم القبول بالمس بأي مواطن أميركي. وجدير بالذكر أنه عند قيام ميليشيات “حزب الله” بقصف قاعدة أميركية، ومقتل متعاقد، ثم التعرض للسفارة في بغداد، ردت واشنطن بضربة طالت قائد جميع الميليشيات الإيرانية في الشرق الأوسط. بالتالي فهي لن تغير سياستها إذا كان هذا المواطن من أصل لبناني وتم اعتقاله من قبل سلطة لبنانية محسوبة على “حزب الله”.

حرب “حزب الله” على الجالية تصطدم بترامب

خطأ “حزب الله” استمراره في عدائه الأيديولوجي والعقائدي تجاه عدد كبير من المواطنين اللبنانيين، تحول بعضهم إلى مواطنين أميركيين وينعتهم بالعملاء، بينما هم كانوا أعداء ميدانيين له. وهنا يُطبق القانون الدولي بشكل مختلف، حيث كان عضواً في قوة عسكرية يعمل تحت علم ما ولو كان معادياً تجري معاملته كعضو في قوة معادية، ولكن بعد حل القوة لا يمكن اعتباره عميلاً حالياً، وفاخوري اليوم هو مواطن أميركي تحميه بلاده.

الأهم من ذلك أن معاداة “حزب الله” لمواطنين لبنانيين لا يشاطرونه الرأي السياسي نفسه، أدت إلى أعظم وأكبر من ملف فاخوري. وأهم ما أدت إليه اغتيال رئيس حكومة سابق، ونواب وقيادات في الجيش ومواطنين عاديين. ومعاداة “حزب الله” لكل معارضيه امتدت لتشمل الاغتراب اللبناني وأعضاء في الجالية اللبنانية في أميركا الممثلة في أعلى مستويات الدولة الأميركية، من الحكومة إلى الجسم الدبلوماسي، والكونغرس، وكأن “حزب الله” عبر ملف فاخوري خرق خطاً أحمر مع هذه الجالية ودفع بالإدارة إلى وضع ضغط كبير على المؤسسات اللبنانية، وهنا تم اكتشاف نقطة ضعف ضد “حزب الله”، وهي إذا وضعت واشنطن عقوبات على المؤسسات اللبنانية حماية لأحد مواطنيها، فإن ذلك سيضعف أحد أهم دفاعات “حزب الله” داخل لبنان، وهذه المؤسسات لا يمكن أن تتحمل ضغطاً أميركياً حماية لـ”حزب الله”، وهي من طلبت من الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله القبول بإعادة هذا المواطن إلى وطنه، وتراجع “الحزب” عن فلسفته العقائدية التي اعتمدها منذ عشرات السنين لأن الواقع قد تغير في واشنطن. ملف فاخوري انتهى بشكل مقبول بعد عودته إلى عائلته، غير أن ذلك يفتح ملف علاقة “حزب الله” بالمواطنين اللبنانيين في الداخل، والانتشار خصوصاً في أميركا، وعليه أن يعي أن اللبنانيين المنتشرين في العالم ليسوا نعاجاً يسوقهم باتجاه قضاياه العقائدية، فهذا الحزب عبر قضية فاخوري يعود إلى حجمه الطبيعي كجزء من التركيبة اللبنانية، وليس حاكماً مطلقاً له السلطة الكاملة على رقاب اللبنانيين. حروب لبنان بين الميليشيات انتهت. الحرب مع المنظمات الفلسطينية انتهت. الحروب مع الاحتلالين السوري والإسرائيلي انتهت. ما لم ينته هي حرب “حزب الله” العبثية الأبدية مع سائر البشر.

المزيد عن: الجالية اللبنانية في أميركا/دونالد ترمب/حزب الله/اسرائيل/لبنان

 

 

You may also like

36 comments

зарубежные сериалы смотреть онлайн 23 مارس، 2024 - 11:42 م

Your style is really unique compared to other people I have read stuff from. Thanks for posting when you have the opportunity, Guess I will just bookmark this page.

Reply
бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 11:41 ص

Hi, I do believe this is an excellent web site. I stumbledupon it 😉 I am going to come back once again since I bookmarked it. Money and freedom is the best way to change, may you be rich and continue to help other people.

Reply
Лента корсажная купить 17 أبريل، 2024 - 12:42 ص

magnificent publish, very informative. I’m wondering why the other experts of this sector do not understand this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already!

Reply
Лента окантовочная купить 17 أبريل، 2024 - 12:50 ص

I am really loving the theme/design of your weblog. Do you ever run into any web browser compatibility problems? A small number of my blog audience have complained about my website not operating correctly in Explorer but looks great in Opera. Do you have any tips to help fix this issue?

Reply
steam cs skin bet website 8 مايو، 2024 - 11:31 ص

Thank you for sharing your info. I truly appreciate your efforts and I am waiting for your next post thank you once again.

Reply
Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 16 مايو، 2024 - 12:40 م

Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям.

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 25 مايو، 2024 - 3:56 ص

I all the time used to read article in news papers but now as I am a user of web so from now I am using net for articles, thanks to web.

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 6:55 ص

What’s up to all, the contents present at this site are in fact remarkable for people experience, well, keep up the nice work fellows.

Reply
乱伦色情 4 يونيو، 2024 - 5:30 ص

Having read this I thought it was extremely informative. I appreciate you taking the time and effort to put this short article together. I once again find myself spending way too much time both reading and leaving comments. But so what, it was still worth it!

Reply
гостиничные чеки Санкт Петербург 10 يونيو، 2024 - 11:18 ص

Exceptional post but I was wondering if you could write a litte more on this topic? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Thank you!

Reply
russa24-diploms-srednee.com 12 يونيو، 2024 - 12:39 ص

Every weekend i used to visit this web site, as i want enjoyment, as this this website conations truly pleasant funny stuff too.

Reply
hot fiesta игра 12 يونيو، 2024 - 2:43 م

Everything is very open with a very clear explanation of the issues. It was really informative. Your website is very helpful. Thank you for sharing!

Reply
хот фиеста 13 يونيو، 2024 - 11:38 ص

Awesome! Its actually remarkable post, I have got much clear idea about from this post.

Reply
хот фиеста слот 13 يونيو، 2024 - 11:33 م

Wonderful beat ! I wish to apprentice while you amend your web site, how can i subscribe for a blog web site? The account aided me a acceptable deal. I had been tiny bit acquainted of this your broadcast provided bright clear concept

Reply
hot fiesta 14 يونيو، 2024 - 11:05 ص

It’s truly very complex in this full of activity life to listen news on TV, thus I simply use web for that purpose, and get the latest news.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 11:24 م

Fine way of explaining, and pleasant piece of writing to take data concerning my presentation topic, which i am going to convey in institution of higher education.

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 12:58 م

I am regular reader, how are you everybody? This article posted at this site is in fact pleasant.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 2:06 ص

Quality articles or reviews is the important to be a focus for the users to go to see the web site, that’s what this web site is providing.

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 5 يوليو، 2024 - 12:59 م

“Мойка самообслуживания под ключ” привлекает владельцев автомобилей своей оперативностью и качеством. Инвестируйте в перспективу еще сегодня!

Reply
мойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 11:50 ص

Франшиза автомойки – это возможность стать частью успешной сети с готовым бизнес-планом и маркетинговой поддержкой на всех этапах работы.

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 3:29 م

Автомойка под ключ – простой путь к своему бизнесу. Получите современное, энергоэффективное и привлекательное для клиентов предприятие.

Reply
строительство автомойки под ключ 8 يوليو، 2024 - 2:50 م

“Строительство автомойки под ключ” гарантирует высокую отдачу от инвестиций. Начните свой путь к успешному бизнесу с нами!

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 9:22 ص

I like the valuable information you supply for your articles. I will bookmark your weblog and check again here frequently. I am fairly certain I will be told a lot of new stuff right here! Good luck for the following!

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 6:01 ص

Hello there! This post couldn’t be written any better! Reading this post reminds me of my good old room mate! He always kept talking about this. I will forward this post to him. Pretty sure he will have a good read. Thank you for sharing!

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 8:13 م

Keep on working, great job!

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 10:01 م

Thanks for finally writing about > %blog_title% < Liked it!

Reply
строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 7:23 ص

Строительство автомоек под ключ – наша специальность. Мы заботимся о каждой детали, чтобы обеспечить надежное и прибыльное хозяйство.

Reply
строительство автомоек под ключ 15 يوليو، 2024 - 3:53 م

Мойка самообслуживания под ключ — это удобно и выгодно. Оборудование европейского качества обеспечит стабильную прибыль.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 12:28 ص

Инвестиции в строительство автомоеок под ключ обещают быструю окупаемость благодаря оптимальной цепочке поставок оборудования и расходных материалов, а также продуманной системе управления бизнесом.

Reply
автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 8:55 ص

Автомойка самообслуживания под ключ предоставляет клиентам возможность мыть свой транспорт самостоятельно, используя профессиональное оборудование. Это экономит время и деньги.

Reply
автомойка под ключ 16 يوليو، 2024 - 5:42 م

Строительство автомойки под ключ – это удобный способ получить готовый бизнес без хлопот. Мы предоставляем полный пакет услуг, от проектирования до запуска.

Reply
строительство автомоек под ключ 17 يوليو، 2024 - 2:40 ص

Строительство автомоек под ключ – это возможность получить готовое к эксплуатации и прибыльное предприятие без лишних хлопот.

Reply
us marshals badges 13 أغسطس، 2024 - 9:06 م

This was a really insightful post, thank you for sharing!

Reply
купить JAC 18 أغسطس، 2024 - 10:43 م

I was wondering if you ever considered changing the layout of your site? Its very well written; I love what youve got to say. But maybe you could a little more in the way of content so people could connect with it better. Youve got an awful lot of text for only having one or two images. Maybe you could space it out better?

Reply
theguardian 22 أغسطس، 2024 - 4:54 م

Thank you, I have recently been searching for information approximately this topic for ages and yours is the best I have came upon so far. However, what about the conclusion? Are you positive concerning the source?

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00