بأقلامهم وليد الحسيني يكتب عن : اعقلوا واحذروا by admin 8 أكتوبر، 2023 written by admin 8 أكتوبر، 2023 137 إعقلوا … وابحثوا عن حل عاقل، يقاسمنا فيه الأوروبيون والخليجيون المليوني سوري… رحمة بنا وبالسوريين وبإنسانيتهم. وليد الحسيني – رئيس تحرير مجلة الكفاح العربي ولّى زمان رجال الدولة، وحلّ زمان لا رجال فيه ولا دولة. أحزابنا تمارس الفشل بإحتراف، وقياداتنا تنحرف نحو الفشل بنجاح. كلما أصابتنا مصيبة نحجبها بقنابل دخانية، تلقيها علينا مصيبة جديدة. وفي سباق مع “التهويل”، يتقدم اليوم اللجوء السوري، ويتراجع الفراغ الرئاسي، بعد أن بتنا نتعامل معه كـ”فولكلور” تحييه فرق الزجل السياسي. وفي السباق نفسه، تغيب عن لعناتنا ميزانية ٢٠٢٤، الحافلة بضرائب قصمت ظهر المواطن، قبل أن تُطبّق، وأطبقت على أنفاسه قبل أن تُصدّق. وإذ ننسى، فقد نسينا مشروع “حاكم الإنابة” وسيم منصوري بارتكاب جريمة القتل الجماعي، عن عند لا عن عمد، لمرضى السرطان وغسيل الكلى، عبر امتناعه عن رصد ثمن أدويتهم، حرصاً على رصيد المودعين، الذي يُعتبر المس به رجس من عمل رياض سلامة. لكن أن تمسه وتنهش منه وفيه، نفقات مهامه وسفراته مع مرافقيه، وتشفط ملايين دولاراته شهرياً كرواتب لموظفي مصرفه المركزي وفروعه، مضافاً الى كل ذلك، كل مصاريف رفاهية المكيفات ومازوت المولدات وما يطرأ من مكافآت وصيانات… فهذا يندرج تحت نظرية “جحا أولى بلحم ثوره” … حتى لو كان اللحم المباح من بقايا ما لصق بعظام المودعين. وكي لا نتعلق بقشور الكوارث، نعود الى ما تسمونه البلاء الأعظم … أي الطوفان البشري السوري الذي يهدد لبنان بالغرق شعباً وجبلاً وسهلاً وبحراً وثقافةً وحضارة. رغم أخطار هذا الطوفان المدمر، فمن أفضاله أنه وحّدنا، ونحن الذين نختلف على كل صغيرة وكبيرة. بمعجزة إجتمعنا وأجمعنا على أن الوجود السوري يشكل تهديداً للوجود اللبناني. وبعبقرية تتغذى من عبقرية جبران باسيل، إكتشفنا أن السوريين لاجئون إقتصاديون … وأنهم بعد حين، سيكونون الشعب البديل لشعب لبنان العظيم، وكأن دول الخليج لم تعد خليجية حين اجتاحها قبلنا على مدى نصف قرن، اللاجئون الاقتصاديون من الهند وباكستان وكوريا، فبلغت أعدادهم أضعاف السكان الأصليين … ومع ذلك لم يبدلوا تبديلاً. وفي سياق “الهراء الديموغرافي”، تم زرع الهلع من تحوّل لبنان الى أكثرية سنية ساحقة … وكأن المليوني سني سوري سيُمنحون الجنسية اللبنانية حتماً وحكماً… كما لو أن زارعي الهلع، ما زالوا يعتقدون ان رستم غزالة ما زال في البوريفاج… وأن بشارة مرهج ما زال وزيراً للداخلية يعدّ قوائم التجنيس … وأن الياس الهراوي ما زال يحمل قلمه في قصر بعبدا في انتظار سجلات نفوس “أبو عبدو” ليوقع مراسيمها على العمياني. صحيح جداً أن السوريين يشكلون عبئاً ثقيلاً في مكان ما … لكنه عبء لا يرفع بالعدائية … فالكراهية تجر الكراهية … واللعب بالنار يجر الحرائق الكبرى. اللجوء السوري لا يعالج بتعسّف البلديات، ولا بالقمع الأمني، ولا بتعليمات نارية ونازية يصدرها وزير الداخلية، ولا بطيبة الوزير عصام شرف الدين التي بلغت حد السذاجة عندما صدّق أن نظام الأسد سيستقبل بالأحضان ١٨٠ الف عائد سنوياً. وبحسبة بسيطة لما سمعه الوزير شرف الدين في دمشق، ولما أسمعنا إياه في بيروت، فإنه يحتاج الى ١٣ سنة لاستكمال خطة العودة … أمدّ الله بعمره وعمرنا للحاق بالواعد والموعود الى باب الدار. ولا يعالج أيضاً “التسونامي” السوري بطرد منظمة اللاجئين الأممية، فنكون بذلك كمن قُطعت يده، وقرر منازلة محمد علي كلاي على حلبة الملاكمة. ألا يدري الداعون الى الطرد، أن المعاملة بالمثل، تطردنا من كل منظمات الامم المتحدة، ونتحول بذلك الى صفر بين الأمم. يبقى العلاج الأغرب الذي طرحه جبران باسيل، والتحق به السيد حسن نصرالله، والداعي الى معالجة الشر بالشر. أي فتح البحر أمام مراكب الموت باتجاه اوروبا … مع معرفتنا المؤكدة، بأنها ستحمل من اللبنانيين أكثر مما تحمله من السوريين، هذا اذا لم يتحوّل المبحرون الى أطعمة لأسماك البحر المتوسط. العلاج لا يكون بارتكاب الحماقات … ولا بحقن المحافظين ورؤساء البلديات والمخاتير بعنتريات لا أنياب لها، ولا بالترويج الجماعي للكراهية والأحقاد والعنصرية. العلاج يقتضي تشكيل لجان حكومية وحزبية مشتركة، تطلب الترياق من دول أوروبا والخليج. إعقلوا … وابحثوا عن حل عاقل، يقاسمنا فيه الأوروبيون والخليجيون المليوني سوري… رحمة بنا وبالسوريين وبإنسانيتهم. لا مجال للإنكار، فالخطر قائم إن تركنا اللجوء يتمادى، وهو لا بد أنه آتٍ اذا تمادينا بقمعه على طريقة معالي الفوهرر وزير الداخلية. اذاً اعقلوا واحذروا من أن يتحول أمن لبنان … الى أمن غير آمن، فتكونوا على ما فعلتم نادمين. وليد الحسيني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post Philippe will be no Lee, but accumulating weather damage makes Nova Scotia vulnerable next post حازم صاغية يكتب عن: في ثقافيّات النازيّة التي يكثر السعي إلى تقليدها You may also like ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: حين ينهار كلّ شيء... 19 نوفمبر، 2024