بأقلامهمعربي وليد الحسيني يكتب عن : إتفاق “الثلج والنار” by admin 11 أبريل، 2023 written by admin 11 أبريل، 2023 27 وإن غضت السعودية الطرف، عن احتمالات عودة الثعالب إلى ساحات المنطقة، وإن تعايشت مع منغصات الاستقرار، فمن يضمن، ما بين غمضة عين وانتباهتها، أن لا تعود إيران إلى سيرتها الأولى؟. وليد الحسيني – رذيس تحرير مجلة الكفاح العربي طال الزمان أو لم يطل، يبقى اتفاق “الثلج والنار”، بين السعودية وإيران، يثلج صدوراً ويشعل مخيلات. لا أحد يدري إذا كانت نهايته “صافي يا لبن”، أم أنه سينحرف يوماً إلى “ما وراء الأكمة” الإيرانية. الاحتمالان واردان. والجزم بأحدهما ثرثرة في مقهى، وتبصير في فنجان قهوة. لهذا لا ينبغي أن تبنى على الحلم أحلام وردية. ولا على الكابوس كوابيس سوداء. المستقبل يُقرأ بالانتظار… والانتظار يستدعي النظر بالمعوقات، التي ما زالت ممتلئة بالحياة والحيوية، والتي باستمرارها يستحيل استمرار صلح بكين. طويلة جداً طريق تحوّل التصريحات إلى صرح من علاقات لا تهتز ولا تتأثر بمفاجآت الحرس الثوري… فطريق التحولات التاريخية، تزخر بالكمائن والمشاكل والإشكالات، التي لا تنفع معها التسويات المتسرعة والمرتجلة. تسويات تتراكم في بنودها أسئلة، لا يملك أجوبتها سوى عالم أسرار الخامنئية. ولأن الأعمال بالنيات نسأل عن نوايا إيران: ترى هل تقبل التخلي عما صنعته ملياراتها من ميليشيات؟. وهل توافق على ضياع مكاسب أكثر من أربعين سنة، أمضتها بتصدير ثورتها؟. وإذا لم تقبل بالتخلي، وهي لن تقبل… وإذا لم توافق على ضياع المكاسب، وهي لن توافق… فهل تقبل السعودية وتوافق على التعايش مع الحوثي وحزب الله والحشد الشعبي وخلايا فيلق القدس النائمة في منطقتها الشرقية ومملكة البحرين؟. وإن غضت السعودية الطرف، عن احتمالات عودة الثعالب إلى ساحات المنطقة، وإن تعايشت مع منغصات الاستقرار، فمن يضمن، ما بين غمضة عين وانتباهتها، أن لا تعود إيران إلى سيرتها الأولى؟. من ثوابت السياسة السعودية الابتعاد عن المغامرات. وهي في مغامرة ترويض علاقاتها الإيرانية، لن تخسر شيئاً في سعيها إلى عقلنة المنطقة… ولو إلى حين. في المقابل، تؤكد السوابق أن إيران البارعة في إضاعة وقت الآخرين، لا تضيع وقتها… فاتفاق بكين فرصة زمنية لاستعادة أنفاسها الداخلية المتقطعة، بعد انتفاضة إعدام مهسا أميني. وهو مناسبة ذهبية لتبادل تجاري، يعالج أمراضها الاقتصادية المستعصية، ويسمح لدولار “الشيطان الأكبر” بالدخول الآمن إلى خزائنها، وذلك باستثمارات خليجية، “قد” لا تثير غضب العقوبات الأميركية، تجنباً لعواقب هذا الغضب على العلاقات مع السعودية. وهو قد يكون العصا السحرية، التي تشق لحليفتها وسندها الصين، طريقاً إلى نفوذ في الشرق الأوسط، يأكل من النفوذ الأميركي، الذي تعتبره إيران معطلاً لمصالحها، ومعادياً لنفوذها. على العموم الاتفاق قام من الورق، وها هو يمشي واثق الخطى، إلى التطبيق، القابل للتعليق المتاح… والمباح متى شاءت طهران ذلك. والأيام لديها الخبر اليقين. وهي ستخبرنا إذا ما كانت إيران ستغادر فعلاً “وطنها الثاني” في اليمن. نتمنى أن لا يكون “الاتفاق الحدث” قد وقع في “حب من طرف واحد”. لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه… فهل يدرك المبشرون بجنة المصالحة، أن رماد التسوية الصينية يخفي النار الإيرانية، إلاّ أنه لا يطفئها؟. ويبقى السؤال الشرعي مشرّعاً علامات استفهامه: متى ينفخ الإيرانيون الرماد وتعود أصابعهم لتلعب بالنار؟ متى؟ دعونا ننتظر… فغداً لناظره قريب. وليد الحسيني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حازم الأمين يكتب عن : بعد “الرقص الصاروخي”… لبنان جثّة سياسيّة ملقاة على شاطئ صور next post خبراء يكشفون صورة رقمية لما كان عليه رجل مصري منذ ما يقرب من 35 ألف عام You may also like منير الربيع يكتب عن:”إسرائيل الموسَّعة”.. لبنان وسوريا ضفة... 25 فبراير، 2025 بول شاوول يكتب عن: “كتابة الأنا” بين الأدب... 22 فبراير، 2025 جوناثان بيركشاير ميلر يكتب عن: كندا ليست سوى... 22 فبراير، 2025 أكبر غانجي يكتب عن: هل سيكون المرشد الأعلى... 22 فبراير، 2025 جيسي ماركس – حازم ريحاوي : أكبر مشكلة... 21 فبراير، 2025 أمين الزاوي يكتب عن: في سوسيولوجيا الخبز 21 فبراير، 2025 ساطع نورالدين يكتب : عن “المقام” الذي يدشنه... 20 فبراير، 2025 منير الربيع يكتب عن: حديث الصراعات داخل “الحزب”... 20 فبراير، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: قمة السعودية ونظام... 20 فبراير، 2025 حازم صاغية يكتب عن: العالم وإيران وبينهما نحن 20 فبراير، 2025