صحة هل من المنصف الحكم على ميول الرجل الجنسية من خلال مشيته؟ by admin 7 يوليو، 2023 written by admin 7 يوليو، 2023 79 تعرض المتسابق في برنامج “جزيرة الحب”، مهدي إدنو، لموجة تكهنات واسعة بميوله الجنسية خلال الأسبوع الماضي، وكل ذلك بسبب طريقة مشيه. نسأل الخبراء عما إذا كان الأمر مرتبطاً بذعر أوسع بسبب أسلوب مشينا وما الذي قد يوحي به اندبندنت عربية \ إيللي موير خلال السنوات الثماني الماضية، منذ اجتاح برنامج تلفزيون الواقع البريطاني “جزيرة الحب” Love Island شاشاتنا بعاصفة من الأسنان الخزفية ناصعة البياض والأجساد المثالية، شاهدنا أكثر من 200 متسابق يدخلون إلى فيلا في جزيرة مايوركا الإسبانية. نراهم كل عام يهرولون بين موقد النار الخارجي وحوض السباحة. يتوجهون نحو عشيقاتهم وعشاقهم المحتملين ليتجاذبوا أطراف الحديث على أريكة واسعة تشبه السرير. ينزلون الأدراج ببطء لتناول كأسين إلزاميين من النبيذ. لكن، وبينما جلسنا نتابع وصول المشتركين الجدد في الموسم العاشر في وقت سابق من الشهر الجاري، أثارت الطريقة التي يمشي بها أحد المتسابقين اهتمام الشارع. لاحظ المشاهدون أن عارض الأزياء الفرنسي مهدي إدنو، البالغ من العمر 26 سنة، بدا وكأنه يمشي بطريقة افترضوا أنها تحمل تمايلاً “أنثوياً”. يتحرك وركاه بشكل واضح من جانب إلى آخر بينما يلوح بذراعيه، هناك ثقة في خطواته. سرعان ما وصف المشاهدون تبختره بـ”الجسور” و”الأنثوي” و”المبالغ فيه”، وعلقوا مازحين أن عليه المشاركة في برنامج آخر، ولا سيما برنامج المسابقات الأميركي “روبول دراغ ريس” RuPaul’s Drag Race الساعي إلى العثور على نجوم مثليين أو متحولي الجنس. غرد أحد المشاهدين مازحاً على “تويتر”: “مهدي لا يمشي، إنه يتبختر بطريقة مبالغ فيها”. سأل آخر: “لماذا يمشي مهدي بتلك الطريقة؟” ثم جاء المنشور الذي لخص كل شيء: “مهدي مثلي!” تساءل مغني الراب ستيفلون دون، خلال ظهوره هذا الأسبوع في البرنامج الحواري “جزيرة الحب: بعد المغيب” Love Island: Aftersun الذي يتناول مجريات البرنامج الأصلي، عما إذا كان مهدي “يحب الإناث حتى”. قبل أسابيع فقط من قصة مشية مهدي، أوقف الممثل تايلر جيمس وليامز، المشارك في المسلسل الأميركي “الجميع يكره كريس” Everybody Hates Chris، وبطل المسلسل الكوميدي الأميركي الحائز على جوائز “مدرسة أبوت الابتدائية” Abbott Elementary، التكهنات التي انتشرت لوقت طويل على شبكة الإنترنت بأنه مثلي – وهو افتراض قام على أساس تصرفاته وحسب. بدأ ويليامز أحد منشوراته على “إنستغرام” بالقول: “لا أتطرق إلى أمور كهذه عادة، لكنني أشعر وكأن الموضوع أكبر مني… أنا لست مثلياً، لكن أعتقد أن ثقافة محاولة ’التفتيش‘ عن بعض السمات أو السلوكيات السرية التي ’أفلتت‘ من شخص منغلق أمر خطر جداً”. نحن أمام مثالين واضحين على محاولة التدخل في حياة شخص ضد إرادته. لا يمكن إنكار أن مشية مهدي مختلفة مقارنة ببقية المشتركين الموجودين في الفيلا. ومع ذلك، فإن قرار المشاهدين السريع تصنيف طريقة مشيه على أنها “أنثوية” ترتبط بفكرة أن الرجل الذي يقف خارج إطار الحدود الذكورة المهيمنة يجب أن يكون مثلياً. لم يتحدث مهدي عن ميوله الجنسية مع أحد داخل الفيلا، ولم ير وهو يناقشها مع أي أحد خارجها (لا يمكن للمشتركين في البرنامج استخدام هواتفهم)، لكن تفوح من تلك التكهنات رائحة الهوس المجتمعي بالبحث عن المؤشرات الخفية على السلوكيات الغريبة على أمل الكشف عن أسرار شخص ما. ما يمكن استنتاجه إذاً، هو أن طريقة المشي أمر شخصي وخاص بكل إنسان. لماذا نمنح طريقة مشي الناس هذه الأهمية؟ وهل يعني أسلوب مشيتنا أي شيء على الإطلاق؟ بينت دراسة نشرها علماء نفس بريطانيون وسويسريون عام 2012 أن الافتراضات التي نكونها عن بعضنا بناء على طريقة المشي خاطئة كلياً. لذلك فإن المشي بتباه لا يعني غروراً كبيراً، أو قد لا يعني المشي السريع أن الشخص غاضب. أظهرت الدراسة أيضاً أن الناس يميلون لاستخلاص استنتاجات من أسلوب مشي الشخص بطريقة مشابهة لكيفية محاولة فك شيفرات شخصياتهم من خلال ما يرتدونه. أطلق المشاركون في الدراسة، بعد مشاهدة مقاطع فيديو لأناس وهم يمشون، أحكاماً على الشخص بناء على طريقة مشيه. وعلى رغم أن افتراضاتهم لم تكن دقيقة، فإنهم غالباً ما توصلوا إلى استنتاجات عن حال الشخص العاطفية أو ذكورته. تقول لي خبيرة لغة الجسد نيكول مور إنه، وبينما يوجد “تمايل” في وركي مهدي أثناء المشي، فإن دراسة طابع الشخص السلوكي والفيزولوجي أو سماته، بغية اكتشاف ما إذا كان مثلياً أم لا، مرتبطة بشكل وثيق بالقوالب النمطية. تتابع: “ما يلجأ إليه الناس للحكم على مهدي هو القالب النمطي للرجل المثلي، ومحاولة وضع جزء واحد من جسده – وركاه – ضمن صورة القالب النمطي لعله يتماشى معه”. تدعي مور أن دراسة لغة الجسد تساعدنا عادة في اكتشاف العواطف غير المعلنة أو الكامنة التي لا يعبر عنها شفهياً، لكن لا يمكن استخدامها بالطريقة نفسها للكشف عن ميول الشخص الجنسية. تضيف مور، أنه في العالم المصغر الذي يمثله “جزيرة الحب”، إذ تطلق تلك التصورات الصارمة عن الذكورة والأنوثة، سيبرز حتماً شخص يتناقض قليلاً مع تلك الأحكام المطلقة. يمشي معظم المتنافسين الذكور بأسلوب عادة ما يصاحب الشخصية فائقة الرجولة، مع خطوات قوية وعالية الهمة. بالمقابل، يمشي مهدي بطريقة مرتاحة ولا مبالية. توضح: “لا يمكننا وسم الناس وتحديد ماهيتهم من خلال النظر إلى لغة جسدهم”. كما يتضح، يشعر كثير منا بالتوتر بشأن الطريقة التي ينظر بها الناس إلينا عندما نمشي. تخبرني لوسي بيكر، مدربة ثقة في النفس ومؤسسة مركز “شي كوتشز كونفيدنس”، إنها عملت مع أشخاص أصبحوا واعين لذواتهم عندما مشوا أمام أحدهم أو مجموعة من الناس. تضيف شارحة: “يخفض أناس كثيرون رؤوسهم أو يتظاهرون بأنهم يتفحصون هاتفهم. قد يطوون ذراعيهم، يفتشون في حقيبتهم أو محفظتهم، وكل ذلك لأنهم يشعرون بالخجل… عندما يكون الكتفان مشدودين إلى الخلف والصدر بارزاً للأمام والرأس مرفوعاً والعينان [تقومان بالتواصل] بنظراتهما تكون طريقة المشي واثقة، لكن الناس يجدونها شديدة الصعوبة”. قد يدخل مهدي تاريخ “جزيرة الحب” على أنه “الشخص الذي يمشي بأنوثة”. على كل، وما دام الحال كذلك، سيؤدي هذا فقط إلى تعزيز الأسطورة المؤذية التي تقول إن الأشخاص المثليين مختلفون بشكل واضح عن الأشخاص متوافقي الهوية الجنسية. ليس من حق أي كان أن يقرر ما هي الميول الجنسية لشخص ما. بما أن الافتراضات التي نستنتجها في طريقة مشي الناس تغذي بوضوح تام تنميط الشخصية، علينا أن نترك مهدي يمشي أو يتبختر أو يسير أو يهرول بسلام. © The Independent المزيد عن: المشيالمشي السريعالمشي الصحيالمشي عشرة آلاف خطوةالرجولة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post التن روح المطبخ التونسي next post بشارة شربل يكتب عن : تأجيل التوتير ممكنٌ أيضاً! You may also like مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء» 27 نوفمبر، 2024 كيف تتغلب على مشاعر القلق؟ 27 نوفمبر، 2024 التصدي لمرض الإيدز يتقدم لكن بوتيرة بطيئة 27 نوفمبر، 2024 كيف مارست التوائم الملتصقة حياتها الخاصة قديماً؟ 25 نوفمبر، 2024 الزواج يبطئ شيخوخة الرجال 24 نوفمبر، 2024 قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ 24 نوفمبر، 2024 هل نحن معرضون للإصابة بإنفلونزا الطيور عبر تناول... 24 نوفمبر، 2024 رصد أول إصابة بجدري القردة في كندا 24 نوفمبر، 2024 القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024 هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟ 19 نوفمبر، 2024