السبت, أبريل 19, 2025
السبت, أبريل 19, 2025
Home » هل تقود جامعة هارفارد أول تمرد كبير ضد ترمب؟

هل تقود جامعة هارفارد أول تمرد كبير ضد ترمب؟

by admin

 

 الرئيس هدد بالمزيد فيما تضامنت جامعات النخبة الأميركية مع أعرق وأغنى جامعة

اندبندنت عربية / طارق الشامي صحافي متخصص في الشؤون الأميركية والعربية @tarek21shamy

دخلت المعركة بين أقدم وأغنى جامعة في الولايات المتحدة وإدارة دونالد ترمب مرحلة حاسمة مع تهديد الرئيس بإلغاء الإعفاء الضريبي على هارفرد، بعد أن تحدت الجامعة ضغوط البيت الأبيض للتدخل في سياسات الجامعة التعليمية والثقافية، والتي بدأت أصلاً بتشديد إجراءات مكافحة معاداة السامية بعد التظاهرات المعارضة لإسرائيل بسبب حرب غزة.

لكن المفاجأة تمثلت في دعم واسع لهارفارد من جامعات النخبة الأميركية المعروفة باسم (آيفي لي)، والتي تعرضت لهجمات مماثلة، بل إن جامعة كولومبيا التي بدأت الاستجابة لمطالب ترمب عادت ورفضت التدخل الصارخ من قبل الإدارة في سياساتها التعليمية، ورفعت جامعات النخبة دعوى قضائية لمنع الحكومة من خفض المنح البحثية لها.

من سيكسب المعركة؟ وهل ستقود جامعة هارفارد تمرداً سياسياً أوسع في واشنطن ضد إدارة ترمب، أم سينجح الرئيس الأميركي في تحطيم خصومه ووأد التمرد في مهده حتى لا تنفتح شهية المعارضين؟

تحول استراتيجي

منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، استهدفت إدارته عدداً من أقوى المؤسسات داخل الولايات المتحدة بما في ذلك شركات محاماة ومؤسسات إعلامية وجامعات مرموقة، إذ كانت الحكومة الأميركية تخيرهم بين إبرام صفقة مع البيت الأبيض أو اختيار خوض معركة قد تسبب لهم خسائر كبيرة.

كان رد الفعل الأولي لبعض المؤسسات على الهجوم السياسي لترمب هو محاولة استرضائه، وقرر عدد من شركات المحاماة المرموقة التوصل إلى تسوية مع البيت الأبيض للحفاظ على قدرتها على العمل مع الحكومة، ورضخت جامعة كولومبيا أمام التهديد بإلغاء 400 مليون دولار من الدعم الفيدرالي.

لكن على رغم نجاح ترمب في انتزاع تنازلات هائلة من خلال التهديدات والدعاوى القضائية والإكراه، فإنه خلال الأسابيع الأخيرة اختار بعض خوض معركة قانونية مع الرئيس مثل بعض شركات المحاماة وأقدم وكالة أنباء (أسوشيتد برس)، ثم جاء رفض أقدم جامعة داخل البلاد والأغنى في العالم الرضوخ لضغوط الإدارة، ليكون ذلك بمثابة تحول استراتيجي ينذر بمزيد من الصراع خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وبخاصة بعد أن اكتسب موقف هارفرد قوة كبيرة حينما دعمت موقفها جامعات النخبة وقيادات سياسية وإعلامية، نظراً إلى المكانة العلمية والثقافية للجامعة التي يبلغ عمرها الآن 388 سنة.

حرب واسعة

لكن لا يبدو أن الرئيس ترمب يبدي أي قدر من التساهل مع الجامعات التي استهدفتها إدارته خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في إطار سعيها إلى القضاء على ما تصفه بمعاداة السامية المتفشية في الجامعات، إلى جانب اتهام الجامعات بترويج الماركسية وأيديولوجية اليسار الراديكالي، وتشجيعها سياسة الاستيقاظ وجهودها لتحقيق التنوع والمساواة والشمول في التعليم العالي، ولهذا علقت الوكالات الفيدرالية مئات الملايين من الدولارات من الأموال المخصصة للأبحاث داخل عدة جامعات، بما في ذلك كولومبيا وبراون وكورنيل وبنسلفانيا ونورث وسترن وأخيراً جامعة هارفرد.

وبدءاً من جامعة كولومبيا، واصلت إدارة ترمب انتقادها الجامعات في جميع أنحاء البلاد بسبب تعاملها مع حركة الاحتجاج الطلابية المؤيدة للفلسطينيين، التي هزت الجامعات العام الماضي في أعقاب الهجوم الذي قادته “حماس” داخل إسرائيل عام 2023 والهجمات الإسرائيلية اللاحقة على غزة. وفي آخر منشور للرئيس، قال إنه يدرس إنهاء إعفاء جامعة هارفارد من الضرائب إذا استمرت في الترويج لما وصفه بالمرض السياسي والأيديولوجي والإرهابي، على رغم أن قانون الضرائب الأميركي يعفي معظم الجامعات من ضريبة الدخل الفيدرالية باعتبارها أغراضاً تعليمية عامة، ورد بعض الأساتذة والطلاب بأن الاحتجاجات تخلط ظلماً بمعاداة السامية كذريعة لهجوم غير دستوري على الحريات الأكاديمية.

قوة قاهرة

وتأتي قوة ترمب ونفوذه الطاغي من التمويلات الفيدرالية الحكومية التي تتلقاها الكليات والجامعات كل عام، وتصل إلى عشرات المليارات من الدولارات حالياً مقارنة بنحو 3.4 مليار فقط عام 1970، وهي ممارسة بدأت خلال فترة قريبة من الحرب العالمية الثانية بهدف تعزيز البحث الطبي والابتكار والمساعدات المالية للطلاب، مما جعل الجامعات تعتمد على التمويل المستمر.

ولهذا سارعت الجامعات بالشكوى من التأثيرات السلبية التي يسببها تجميد التمويل للجامعات من توقف العمل وإلغاء العقود، وترك الطلاب في حال من عدم اليقين، لكن الأكثر خطورة هو تعريض الدراسات والأبحاث الطبية للخطر مثل أبحاث مكافحة أمراض السرطان والسكري والسل وألزهايمر وباركنسون، ويتوقع أن تؤثر الخفوض على عدد من المستشفيات التابعة للجامعات.

لا يبدو أن ترمب لديه أي قدر من التساهل مع الجامعات التي استهدفتها إدارته​​​​​​ (أ ف ب)​

 

وينسحب التأثير في تهديد أبحاث علمية وهندسية داخل جامعة كورنيل، تشمل البحث في مواد جديدة لمحركات الطائرات النفاثة وأنظمة الدفع، وشبكات المعلومات واسعة النطاق والروبوتات والموصلات الفائقة، واتصالات الفضاء والأقمار الاصطناعية وأبحاث أخرى داخل جامعة نورث وسترن في مجال الروبوتات وتكنولوجيا النانو. وأوضحت جامعة بنسلفانيا أن أعضاء هيئة التدريس في سبع جامعات مختلفة تأثروا.

بداية الأزمة

في أواخر الأسبوع الماضي، كان مسؤولو جامعة هارفارد يحاولون فهم ما أرادت إدارة ترمب من الجامعة فعله لمكافحة معاداة السامية، إذ قدمت الحكومة بعض المطالب الواضحة مثل إلزام الجامعة بحظر ارتداء الأقنعة، التي غالباً ما يفضلها المتظاهرون، لكن خلال وقت متأخر من ليل الجمعة أرسلت الحكومة الفيدرالية إلى هارفرد خمس صفحات من المطالب الجديدة، التي من شأنها إعادة هيكلة سياسات الجامعة وعمليات القبول والتوظيف، وأعضاء هيئة التدريس والحياة الطلابية.

لم يستغرق الأمر من هارفارد سوى أقل من 72 ساعة لرفض المقترحات وإظهار التحدي الأبرز من قبل جامعة منذ أن بدأ الرئيس ترمب الضغط على التعليم العالي للتوافق مع أولوياته السياسية، فقد حسم قادة هارفرد أمرهم بعد أن وجدوا أن ما تقترحه الحكومة يمثل تهديداً خطراً لاستقلال الجامعة، التي تتمتع بقوة مالية وسياسية هائلة تمكنها من الدخول في مواجهة مع واشنطن، وبعد أن شاهدوا جامعة كولومبيا وهي تترنح مع تزايد مطالب إدارة ترمب، حتى بعد استسلامها، لذا قرروا المواجهة لأن البديل بدا أسوأ بكثير.

وكتب رئيس جامعة هارفارد آلان غاربر في رسالة مفتوحة أنه لا ينبغي لأية حكومة، بغض النظر عن الحزب الحاكم، أن تملي على الجامعات الخاصة ما يمكنها تدريسه ومن يمكنها قبوله وتوظيفه، ومجالات الدراسة والبحث التي يمكنها متابعتها، ورداً على إعلانه سارعت الحكومة إلى تجميد أكثر من 2.2 مليار دولار من التمويل الفيدرالي، فيما تتعرض 7 مليارات دولار أخرى تذهب إلى مستشفيات الجامعة للخطر. وهدد ترمب برفع الإعفاء الضريبي للجامعة على رغم أن القانون الفيدرالي يحظر على الرئيس توجيه مصلحة الضرائب الأميركية لإجراء تحقيقات ضريبية محددة، لكن الاضطرار إلى التقاضي في المحكمة قد يكون في حد ذاته صورة من صور الترهيب للجامعة.

مكارثية جديدة

وحتى بالنسبة إلى أغنى جامعة في العالم، والتي تبلغ موازنتها نحو 53 مليار دولار، فإن التجميد الدائم للأموال والمنح الفيدرالية سيلحق ضرراً بالغاً بالمختبرات والأقسام وحتى الفصول الدراسية، لكن المسؤولين في هارفرد اختاروا تقدير سمعتها واستقلالها وإرثها، مراهنين على أن المؤسسة ستصمد أمام حملة ترمب. وعدَّ الرئيس السابق لجامعة هارفرد لورانس سامرز أن ما يحدث مكارثية جديدة، لأنه يشبه ما فعله السيناتور جو مكارثي الذي كان يتهم المثقفين وأساتذة الجامعات والسياسيين والفنانين بالشيوعية في فترة “الخوف الأحمر” خلال خمسينيات القرن الماضي، مشيراً إلى أن هذا يتعارض بصورة مباشرة مع دور الجامعة في مجتمع حر الآن.

ويبدو أن هارفارد كانت تستعد لهذه اللحظة الحاسمة، فخلال الفترة التي سبقت تنصيب ترمب استعانت بشركة ضغط قوية ذات علاقات وثيقة بالبيت الأبيض ووزارة العدل، واعتمدت تعريفاً أكثر صرامة لمعاداة السامية مما أثار حفيظة عدد من المدافعين عن حرية التعبير. ومع تصعيد الحكومة الفيدرالية الضغط على جامعة كولومبيا ونظرائها من جامعات النخبة، تحركت جامعة هارفارد لإقالة اثنين من قادة مركزها لدراسات الشرق الأوسط، وأوقفت شراكتها مع جامعة فلسطينية، ثم وافقت على بدء شراكة أخرى مع جامعة إسرائيلية، ولم تكن هارفارد من بين أبرز الجامعات المشاركة في الطعون القضائية على التغييرات التي اقترحتها إدارة ترمب على صيغ تمويل الأبحاث الجامعية، ومع ذلك لم يشفع لها هذا السلوك لدى الحكومة.

امتداد التمرد

شجع قرار هارفارد برفض مطالب إدارة ترمب في شأن التوظيف والقبول والمناهج الدراسية جامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد على المقاومة، ففي جامعة ييل وقَّع ما يقارب ألف عضو هيئة تدريس رسالة تدعو قادتهم إلى مقاومة مطالب ترمب، وانتقد رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أم آي تي) معاملة إدارة ترمب لطلابها الدوليين، وكتب رئيس جامعة برينستون كريستوفر آيزغروبر على مواقع التواصل الاجتماعي أن برينستون تقف إلى جانب هارفرد، مشجعاً الناس على قراءة رد رئيس جامعة هارفرد على مطالب الحكومة، وأعلن رئيس جامعة ستانفورد جوناثان ليفين وعميدة الجامعة جيني مارتينيز في بيان دعمهما الكامل لجامعة هارفرد، معتبرين أن ردها على ترمب ينبع من تقاليد الحرية الأميركية، وهي تقاليد أساس للجامعات تستحق الدفاع عنها.

نال رفض هارفرد الصريح لضغوط الإدارة الأميركية ثناء واسعاً داخل الأوساط السياسية والثقافية​​​​​​​ (أ ف ب)

 

وبالتوازي مع حركة التمرد الممتدة، رفعت مجموعة من الجامعات الأميركية بما في ذلك جامعتا برينستون وإلينوي دعوى قضائية ضد وزارة الطاقة بسبب الخفوض الحادة في تمويل الأبحاث الفيدرالية، في مجالات مثل التكنولوجيا النووية المتقدمة والأمن السيبراني والأدوية المشعة الجديدة.

وأظهرت جامعة كولومبيا التي واجهت انتقادات لعدم اتخاذها موقفاً أكثر صرامة ضد جهود إدارة ترمب لتحديد أجندتها، بوادر على تبني نبرة أكثر صرامة، وتعهد القائم بأعمال رئيس الجامعة بأن كولومبيا لن تسمح للحكومة الفيدرالية بإلزام الجامعة بالتخلي عن استقلالها، ورفع بعض أساتذة الجامعة دعاوى قضائية ضد إدارة ترمب، قائلين إن إلغاء المنح ينتهك الباب السادس من الدستور وحقوقهم الدستورية في حرية التعبير والإجراءات القانونية الواجبة.

خطوة متقدمة

ونال رفض هارفرد الصريح لضغوط الإدارة الأميركية ثناء واسعاً داخل الأوساط السياسية والثقافية باعتباره خطوة شجاعة ومتقدمة، إذ دعا الرئيس السابق باراك أوباما الزعيم السابق للحزب الديمقراطي المؤسسات الأخرى إلى أن تحذو حذو هارفرد. وصرح رئيس المجلس الأميركي للتعليم تيد ميتشل بأنه من دون اتخاذ هارفرد هذا الموقف، لكان من شبه المستحيل على المؤسسات الأخرى أن تفعل ذلك.

غير أن بعض بوادر المقاومة كانت موجودة بالفعل خلال الأسابيع الأخيرة، مع احتجاجات “ارفعوا أيديكم” التي امتدت داخل عشرات المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة. واستقطب السيناتور بيرني ساندرز المستقل عن ولاية فيرمونت والنائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز الديمقراطية عن نيويورك حشوداً كبيرة، خلال جولتهما لمكافحة الأوليغارشية.

ويقول المتخصص في مجال القانون في جامعة هارفارد نيكولاس باوي الذي حث إدارة الجامعة على مقاومة مطالب الإدارة، إن المسيرات الاحتجاجية اكتسبت زخماً لمجرد إظهار أن هناك كثيراً من الناس لا يعجبهم ما يفعله الرئيس ترمب.

كيف ستمضي المعركة؟

بعد أن شاهد مسؤولو الجامعات في جميع أنحاء البلاد جامعة كولومبيا تذعن لترمب متجنبة خسارة 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي، سينتظرون الآن ليروا كيف ستمضي هارفارد ورئيسها آلان غاربر في معركتهما ضد إدارة ترمب، إذ لم يتضح بعد ما هي الإجراءات التي قد تتخذها إدارة ترمب خلال المرحلة المقبلة، على رغم أن الاحتمالات تشمل التحقيق في وضع هارفرد كمنظمة غير ربحية وإلغاء مزيد من تأشيرات الطلاب الدوليين.

ويرى بعض أن التطور الأخير يسلط الضوء على إدارة ليست استبدادية فحسب بل متهورة أيضاً، لأنها تخرب المشروع الأميركي، ولهذا السبب فإن هذه اللحظة تشكل اختباراً لقدرة الأميركيين على النهوض وحماية الولايات المتحدة، فيما قرأ المتخصص في مجال العلوم السياسية في جامعة هارفرد ستيفن ليفيتسكي رسالة الدكتور غاربر رئيس الجامعة في محاضرة حول الاستبداد والديمقراطية، قائلاً إن هارفارد قررت أن وقت النضال حان، وضجت القاعة التي تضم نحو 100 طالب بالتصفيق.

المزيد عن: الجامعات الأميركيةالإدارة الأميركيةالولايات المتحدةدونالد ترمبترمبالبيت الأبيضإدارة ترمبجامعة هارفاردجامعة كولومبياجامعة بنسلفانياغزةإسرائيلفلسطينمعاداة السامية

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili