أبدت حكومة الإصلاحية مسعود بزشكيان رغبتها بالحوار مع أميركا فيما بدا ترمب أكثر ليونة في التعامل معها مقارنة بولايته السابقة ( غيتي) عرب وعالم هادي طرفي يكتب عن: لغة الغزل بين بزشكيان وترمب لا يصغي لها الصقور by admin 9 فبراير، 2025 written by admin 9 فبراير، 2025 55 فيما أبدى الرئيس الإيراني رغبته في إجراء حوار مع الإدارة الأميركية الجديدة يعارض المرشد والمتشددون ذلك اندبندنت عربية / هادي طرفي مساعد رئيس التحرير @HadiTorfi منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، بدأ أعضاء فريق حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يرسلون رسائل غزل إلى واشنطن للعودة لطاولة المفاوضات، وخلال الأيام الأولى من بدء عمل إدارته رد عليهم ترمب بالثناء على إيران، معرباً عن أمله في أن تصبح “بلداً عظيماً وموفقاً” ولكن من دون امتلاك أسلحة نووية. وكرر كثير من المسؤولين في حكومة مسعود بزشكيان القول “إنهم لم يتلقوا بعد رسائل من إدارة ترمب”، مما يظهر حماسة ورغبة في تفعيل قنوات اتصال مع الإدارة الجديدة، إذ سبق وحذر مسؤولون اقتصاديون من أن البلاد ستواجه انهياراً اقتصادياً إذا ما استمرت العقوبات الدولية. وفي الـ 29 من يناير (كانون الثاني) الماضي قال مسعود بزشكيان للصحافيين “لم نتلق بعدُ رسائل من الإدارة الأميركية الجديدة”، وكرر وزير خارجيته عباس عراقجي ما ورد على لسان بزشكيان في ما بعد قائلاً “لم نتلق أية رسالة واضحة من الإدارة الأميركية، ولم نرسل لها رسائل ولم نتلق منها رسائل، وما يطرح تنبؤات إعلامية”. من جانبه قال مساعد الرئيس الإيراني في الشؤون الإستراتيجية محمد جواد ظريف إنه يؤمن بالتفاوض مع الجميع إلا إسرائيل، مضيفاً “يجب أن نعرف سلوك أميركا أولاً”. وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد لتلفزيون “إن بي سي” الأميركي أن طهران مستعدة لإجراءات “مفاوضات أصولية” مع أميركا، وأضاف جواد ظريف خلال فعاليات منتدى دافوس، “أتمنى أن يكون السيد ترمب أكثر جديدة وواقعية خلال الولاية الثانية، وأن يعرف بماذا تسبب لنا انسحابه من الاتفاق النووي“. ولم تمض مشاعر الرغبة في التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية مرور الكرام على “التيار المحافظ” في داخل إيران، وقد أثارت هذه التصريحات موجة معارضة مشددة من مسؤولين متشددين يملكون منابر للتعبير عن مواقفهم، سواء في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون العائدة للمرشد، أو الصحف والمراكز الإعلامية وحتى منابر صلاة الجمعة. وأكد رئيس مجلس خبراء القيادة محمد علي موحدي أنه “لا شك في أن بيننا مرعوبون من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وعليهم ألا ينخدعوا بتهديدات أميركا، فصحيح أن أميركا قوية لكن الله أقوى منها”. أما عضو مكتب نشر آثار مرشد النظام، مهدي فضايلي، فكتب مقالة في “صحيفة همشهري” جاء فيها أن “المفاوضات بين إيران وأميركا تترك أثراً كبيراً في إعادة تموضع أميركا، وهذه خيانة كبرى لكل العالم”، أما ممثل طهران في البرلمان مرتضى محمود فقال إن “من نصح الرئيس بمسرحية المفاوضات إما مستشار لا يعرف عمله أو عنصر متغلغل بيننا”، وبدوره قال ممثل مشهد في البرمان، علي أصغر نخعي راد، إن الرئيس الإيراني لا يملك صلاحية إجراء مفاوضات مع أميركا، وإن “الانتقام من قتلة قاسم سليماني قرار أصدره المرشد، وعلى بزشكيان أن يتحدث في حدود صلاحياته”، وكان بزشكيان أكد لتلفزيون “إن بي سي”، “لا نخطط لاغتيال دونالد ترمب، وليست لدينا مشكلة في إجراء المفاوضات المباشرة، والطرف المقابل هو الذي لم يلتزم بتعهداته ووعوده”. وخلافاً لولايته السابقة فقد بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكثر ليونة في التعامل مع إيران بتأكيده رغبته في التوصل إلى اتفاق معها حيال برنامجها النووي المثير للجدل، كما أكد ضرورة إبرام اتفاق نووي جديد وأنه يأمل في أن يرى “إيران عظيمة وموفقة”، وموضحاً أن “ما يدور من أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ترغبان في إراقة الدماء داخل إيران غير حقيقية”، مشيراً إلى ضرورة الاتفاق معها من دون خوض حرب، وأنه يفضل “إبرام اتفاق نووي سلمي قابل للتقييم ويمنح إيران فرصة النمو والازدهار بصورة سلمية”، وذلك بعدما وقّع أوامر رئاسية تقضي بعودة الضغوط القصوى على طهران، لكنه أكد خلال التوقيع أنه كان متردداً في إصدار أوامر بإعادة هذه الضغوط. وتواجه إيران أزمة اقتصادية مستعصية بسبب العقوبات الدولية تجلت في هبوط قيمة عملتها الوطنية في مقابل الدولار وتفشي البطالة وارتفاع درجات التضخم، ولم يكمل دونالد ترمب الشهر الأول في الإدارة الأميركية حتى سجل الدولار ارتفاعاً جديداً في إيران ووصل سعره إلى 91.5 ألف تومان، فيما تعدى سعر الجنيه الإسترليني 111.4 ألف تومان، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ومنذ إعلان فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ارتفع سعر الدولار داخل الأسواق الإيرانية 25 في المئة، وارتفع سعر الذهب (السبائك) 29 في المئة، مما شكل نكسة جديدة للاقتصاد الإيراني المترنح بفعل العقوبات. وكان وزير الاقتصاد الإيراني عبدالناصر همتي أكد أن “العقوبات تشكل تهديداً كبيراً لنا، ويجب أن يكون الغاؤها على رأس أولوياتنا”، مذكراً بأن “إلغاء العقوبات النفطية أصبح أكثر أهمية لنا من أي وقت مضى”. وتواجه إيران أزمة في التبادل التجاري مع بلدان العالم، وتقول أحدث إحصاءات للجمارك الإيرانية إن البلاد تجري عمليات تبادل تجاري مع 178 بلداً، 80 في المئة منها تجري مع 10 بلدان فقط، سبعة منها من الدول المجاورة ومنطقة الشرق الأوسط وبلدين آسيويين وبلد أوروبي واحد. وطبقاً لهذه الإحصاءات فإن كلاً من الصين والإمارات وتركيا والعراق والهند وباكستان وروسيا وعُمان وألمانيا وأفغانستان تشكل أكبر شركاء اقتصاديين لطهران على التوالي، ونتيجة لاعتماد النظام الاقتصادي الإيراني على الواردات فإن قيمة الدولار، باعتباره الوحدة الأساس والمحددة داخل الأسواق الإيرانية، لها تأثير ملحوظ للغاية في أسعار مختلف السلع الأساس، وفي وقت تسارع فيه نمو الأسعار بوتيرة غير مسبوقة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، لكن دخل أكثر من 80 في المئة من الإيرانيين، وبخاصة العمال والموظفين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، كان ثابتاً ولم تطرأ عليه أية زيادة تذكر. وخلال الأيام الأخيرة ونتيجة للخسائر الناجمة عن التقلبات الشديدة في العملة الوطنية، أقدم عدد من أصحاب المحال والورش والمتاجر التجارية على إيقاف نشاطهم الاقتصادي، وفيما تواجه حكومة مسعود بزشكيان صعوبات كثيرة في تحريك عجلة الاقتصاد، تعلو أصوات “المحافظين” في الداخل لاتخاذ مواقف صارمة تجاه الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، كما يعارضون إجراء مفاوضات مع أميركا مما يشي باستمرار تفاقم الأزمة، أما الرئيس الإصلاحي الذي وعد بالاستقالة إذا فشل في الالتزام بوعوده التي قطعها للشعب قبيل الانتخابات، وغالبيتها اقتصادية، فيجد نفسه أمام اقتصاد متهالك وتيار لم يبد أية رغبة في إزالة العقوبات، وأيضاً يروج بأنها تشكل فرصة للاكتفاء الذاتي وإنعاش الاقتصاد المحلي، بينما الإحصاءات والنتائج على الأرض تبدو بعيدة مما يدّعيه المتشددون. المزيد عن: إيراندونالد ترمبالعقوبات علي إيرانمسعود بزشكيانالبرنامج النوويالعملة الإيرانية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حكومة نواف سلام: 10 أسئلة next post التعريف بِكندا للقادمين الجدد You may also like ميتشل لـ”اندبندنت عربية”: إسرائيل تتفاوض بحسن نية و”حماس”... 15 مارس، 2025 واشنطن تطرد سفير جنوب أفريقيا وتصفه بأنه “يكره”... 15 مارس، 2025 مسؤول أميركي “سعى” إلى وقف المساعدات للبنان ولاجئي... 15 مارس، 2025 موقف روسيا من الهدنة الموقتة: نعم مشروطة ولا... 15 مارس، 2025 سوريا… محاولات تاريخية لاستنهاض مشروع “الدولة الدرزية” 15 مارس، 2025 ابن عم نائب الرئيس الأميركي يقاتل الروس في... 14 مارس، 2025 ما دور ستيف بانون في انحياز ترمب إلى... 14 مارس، 2025 حكام إيران بين مطرقة ضغوط ترمب وسندان الاقتصاد... 14 مارس، 2025 كيف تحسم كندا وغرينلاند معركتهما مع ترمب؟ 14 مارس، 2025 إسرائيل: باقون بخمس نقاط في جنوب لبنان لأجل... 14 مارس، 2025