عرب وعالمعربي نطنز: الغموض يحيط بحادث التخريب الذي طال المنشأة النووية الإيرانية by admin 17 أبريل، 2021 written by admin 17 أبريل، 2021 47 BBC / غوردن كوريرا / مراسل الشؤون الأمنية في غضون ساعات بعد إعلان إيران بكل فخر عن تدشين أحدث أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى إتلاف بعض المعدات الثمينة فيها. ووصفت إيران الحادث بأنه “عمل إرهابي” ووجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل. لكن ما زال هناك غموض بشأن السبب وراء هذا الحادث. وفي إسرائيل، أشار بعض التقارير إلى أن هجوماً إلكترونياً (سيبرانيا) قد يكون السبب في الحادث، لكن إيران تحدثت عن “متسللين” وسط تقارير عن انفجار في مولد الطاقة. يبدو أن ثمة شيئا واحدا تتفق عليه كل التقارير وهو أن “حادثاً” أثر على شبكة توزيع الطاقة في منشأة نطنز ، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي حتى بدء عمل أنظمة الطاقة البديلة التي تُشغل في حالات الطوارئ. وقد لا يبدو انقطاع التيار الكهربائي أمرا خطيرا، لكنه قد يكون كذلك إذا حدث في مفاعل لتخصيب اليورانيوم. فأجهزة الطرد المركزي هي عبارة عن آلات رقيقة مرتبطة ببعضها ضمن سلسلة تعاقبية تسمى بـ “كاسكيدز”، ويتم تخصيب غاز اليورانيوم فيها عن طريق تدويره بسرعات عالية جدا باستخدام دوّارات (محركات تدوير). ويكون الضغط على المواد الخارجة منها كثيفا وضمن عملية غاية في التعقيد من الناحية التقنية. وقد تتسبب مشكلة صغيرة في خروج جهاز الطرد المركزي عن السيطرة، مع اصطدام أجزاء ببعضها البعض وإتلاف سلسلة كاملة من أجهزة الطرد المركزي. ويعد ضمان وصول مصدر الطاقة إلى جهاز الطرد المركزي بشكل متوازن تماماً، أمراً حيوياً. الأمر الذي يعني أن أي تخريب في إمداد الطاقة هذا قد يتسبب في نتائج كارثية. والسؤال الذي يطرح هنا هو : ما الذي تسبب في الحادث؟ هل هو هجوم إلكتروني “سيبراني” أم عمل تخريبي مادي كاستخدام قنبلة مثلاً؟ وتتقدم فرضية الهجوم الإلكتروني، (السيبراني) لأن منشأة نطنز كانت هي نقطة انطلاق للحرب الإلكترونية؛ فهي المكان الذي شهد وقوع أول هجوم سيبراني حقيقي في العالم قبل عقد من الزمن. فمعظم الأحداث التي تسمى هجمات إلكترونية سيبرانية لم تكن هجمات بالمعنى المادي بل هي سرقة للبيانات. بيد أن “ستوكسنت”، وهو الاسم الذي أطلق على الحادث الذي استهدفت برنامج إيران النووي منذ أكثر من عقد من الزمن – لم يكن مجرد أحد الاستثناءات القليلة، فحسب بل يمكن القول أيضاً إنه كان أول عرض للهجوم السيبراني حينها وكيف يبدو. REUTERS مخازن أجهزة الطرد المركزي في محطة نطنز النووية وفي تلك الحالة، تسببت شفرات حاسوبية في إحداث ضرر حقيقي عبر التدخل في عمل أجهزة التحكم بالطرد المركزي لإخراجها عن نطاق السيطرة (وحتى إعادة إرسال رسائل خاطئة إلى أولئك الذين يراقبونها كي لا ينتابهم أي شعور بالقلق إلا بعد فوات الأوان). وبدت النتيجة وكأنه انفجار يجري بسرعة تصوير بطيئة، حيث اصطدمت أجهزة الطرد المركزي ببعضها البعض. لقد كانت عملية موجهة بالغة التعقيد، أدارتها الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل مشترك وطُورت على مدى سنوات. بيد أن هذا لا يعني أن هجوم سيبرانيا قد يكون وراء الحادث هذه المرة أيضاً. لقد استثمرت إيران بكثافة في مجال الدفاع السيبراني والهجوم الالكتروني بعد حادثة ستوكسنت، مما صعّب وقوع مثل هذا الهجوم، كما بذلت المزيد من الجهود لحماية أنظمتها، بما في ذلك إمدادات الطاقة. وأظهر ستوكسنت أن الخط الفاصل بين الهجمات عبر الإنترنت والهجمات المادية قد يكون مضببا وغير واضح، فقد يتسبب حادث إلكتروني في إلحاق ضرر في العالم حقيقي، لكن هذه المعادلة قد تعمل بشكل مقلوب في الاتجاه الآخر – فقد تحتاج الهجمات الإلكترونية السيبرانية أحياناً مساعدة من العالم الحقيقي. ويُعتقد أن بعض نسخ (الفيروس الإلكتروني) ستوكسنت تطلبت تدخل شخص فعليا بإدخال شريحة ذاكرة (USB) في جهاز ما من أجل اختراق النظام الإلكتروني الإيراني. وقد يكون الفعل التخريبي المادي هذا مصحوباً بتدخل إلكتروني سيبراني عن بعد لقطع الطاقة أو وقف أنظمة الإنذار. وثمة حالة سابقة أيضا لنوع من التخريب المادي المباشر. ،REUTERS تقع منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم على بعد 250 كيلومترا جنوبي العاصمة الإيرانية طهران في الصيف الماضي ، قالت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم “نمور الوطن”، إنها كانت وراء انفجار ألحق أضراراً بمبنى فوق الأرض في نطنز (معظم الأعمال الحساسة تكون تحت الأرض). وأرسلت بيانات إلى بي بي سي ووسائل إعلامية أخرى، زعمت فيها المجموعة أنها تتكون من عدد من الإيرانيين الساخطين على النظام الإيراني ومتوعدة القيام بمزيد من الهجمات. وافترض الكثيرون في ذلك الوقت ضلوع إسرائيل في الأمر بطريقة ما ، لأسباب ليس أقلها أن لهذه الدولة علاقة أيضاً باغتيال علماء نوويين إيرانيين. وغالباً ما تكون التقارير متضاربة ويشوبها الغموض في أعقاب الحادث مباشرة. وقد يتم نشر معلومات مضللة عن عمد أيضاً – قد تفضل دولة كإسرائيل في بعض الأحيان أن تظهر أن الحادث جرى سيبرانيا عن بعد لحماية شخص ما تسلل إلى الموقع. كما أن إيران نفسها قد تكون لا تعرف كل شيء أو ربما لا تريد الكشف عن المعلومات التي تمتلكها. ومن المرجح أن تتضح التفاصيل أكثر في الأيام المقبلة، حيث يشير المزيد من التقارير إلى حدوث انفجار في مصدر الطاقة بدلاً من مجرد حادث إلكتروني سيبراني. ولكن أيا كان السبب، فإن حوادث التخريب السابقة التي تمت إلكترونياً أو بتدخل مادي مباشر، أسفرت عن انتكاسات مؤقتة في البرنامج النووي الإيراني. وفي هذه المرة، تصر إيران، ثانيةً، على أنها ستمضي قدماً في عملها في منشأة نطنز. 2 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post 5 حقائق لابد أن تعرفها جميع النساء عن العضو التناسلي للمرأة next post مئات الجثامين تنتظر الحرق في روما بسبب البطء الإداري You may also like أكسيوس: هوكستين يهدد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل... 24 نوفمبر، 2024 ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 2 comments Lamborghini top speed 28 يوليو، 2024 - 7:09 م Great advice! I’ll definitely be implementing some of these tips. Reply Lamborghini top speed 28 يوليو، 2024 - 8:17 م I found this very helpful and will be sharing it with my friends. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.