بدا ترمب كمن يعطي تعليمات لنتنياهو خلال لقائه أمام الصحافيين بالبيب الأبيض (أ ف ب) عرب وعالم نتنياهو العائد من واشنطن بـ”خفي حنين” و”مونولوغ ترمب” by admin 9 أبريل، 2025 written by admin 9 أبريل، 2025 27 مراقبون يرون أن الرئيس الأميركي لا يعتزم اتخاذ سياسة يد حديدية تجاه إسرائيل في مسألة غزة اندبندنت عربية / أمال شحادة هذه المرة كان اللقاء في واشنطن مختلفاً، لا يشبه باستقباله ومواضيعه ومفاجآته لقاءهما الأول في فبراير (شباط) الماضي، عندما جلس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، منتعشاً يصغي بكل مشاعره لمفاجأة هذا اللقاء نحو تهجير سكان غزة أو مشروع “ريفييرا الشرق الأوسط”. هذه المرة جلس نتنياهو أمام شاشات الكاميرا غارقاً في الصمت والإرباك يصغي إلى مفاجآت ترمب، وليست مفاجأة واحدة، من إيران وحتى تركيا وسوريا وأيضاً غزة. اللقاء السريع بينهما على عكس ما خطط وتوقع منه رئيس الحكومة الإسرائيلية، إذ وجد نفسه في وضع محرج ومذل، بل أظهره على حقيقته في ضعفه السياسي وصعوبة قدرته على إقناع ترمب بمواقف حكومته وسياستها تجاه القضايا التي سمعها من الرئيس الأميركي، وظهر نتنياهو كرئيس للوزراء يعتمد بالكامل على رئيس الولايات المتحدة، كما تناقل أكثر من مسؤول إسرائيلي. حملة تفاخر قبل يوم من توجهه إلى واشنطن روج مكتب نتنياهو لحملة إعلامية واسعة تفاخر فيها بدعوة ترمب له وبهذه السرعة، لكن سرعان ما خفت صوت مروجي الحملة بعد هذا اللقاء، فيما اعتبر سياسيون وعسكريون الموقف الذي أوضحه ترمب، تحديداً في ما يتعلق بإيران وسوريا، صفعة لنتنياهو وحكومته. فحتى عقد اللقاء واصل وزراء في حكومته تهديداتهم تجاه إيران وتأكيدهم أن إسرائيل لن تتراجع عن قرارها بضرورة توجيه ضربة حتى ضد منشآتها النووية، باعتبار الظروف الحالية فرصة لا تُعوض للقضاء على النووي الإيراني. ركز الصحافيون على تعبيرات وجه نتنياهو وبدا متعلثما في بعض الأوقات (أ ف ب) وعلى الجبهة السورية لم يتوقف وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير عن التهديد والوعيد بتعميق السيطرة على مناطق في هذا البلد والحديث عن خطة تقسيمه إلى أقاليم، موزعة بين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإسرائيل والنظام الحالي في سوريا والتي حملها معه نتنياهو إلى واشنطن. وبحسب مطلعين على تفاصيل الاجتماع لم يترك له ترمب فرصة لعرض أية خطة أو موقف أو تقرير حمله معه نتنياهو لهذا اللقاء، وكان يكفي حديثه بمزاح عن علاقته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأن يفهم نتنياهو الرسالة بكل ما يتعلق بالتهديدات وبقصف سوريا على خلفية ما سمته إسرائيل “خطة تركيا للتموضع والتوسع في سوريا”. مسرحية ابتلع خلالها لسانه في تقدير الإسرائيليين فإن لقاء ترمب ونتنياهو هو الأكثر فشلاً لرئيس الحكومة الإسرائيلية على الإطلاق، إذ وجد نتنياهو نفسه في قلب الحدث، فكانت الأنظار مشدودة إلى ملامح وجهه وردود فعله ومفاجأته من حديث ترمب. ووفق المحللين فإن “نتنياهو وجد نفسه غير عادي في مسرحية دونالد ترمب. ولأكثر من نصف ساعة، أجاب الرئيس الأميركي عن الأسئلة كما لو كان ضيفه جزءاً من المجموعة، أو كما قال نتنياهو في ذلك الفيديو الشهير ’إناء للزهور‘”. وتفاخر نتنياهو بأنه أول زعيم يدعى إلى البيت الأبيض بعدما أعلن ترمب حربه التجارية وفرض رسوماً جمركية على 60 دولة، بما فيها إسرائيل، وكان رئيس الحكومة يأمل في أن يعود من واشنطن بإنجاز يتمثل في رفع الرسوم الجمركية، أو في الأقل خفضها، أو أن يعود بدعم لمواقف إسرائيل تجاه إيران وسوريا لكنه غادر البيت الأبيض “خالي اليدين” على حد وصف محلل الشؤون السياسية في موقع “واللا” الإخباري باراك رابيد. وقال رابيد، “وعد نتنياهو ترمب أمام الكاميرات بإلغاء العجز التجاري مع الولايات المتحدة. إنه وعد من المشكوك فيه إلى حد كبير ما إذا كان سيتمكن من الوفاء به. لم يكُن الرئيس الأميركي معجباً. وعندما سئل عما إذا كان سيلغي فرض الرسوم الجمركية على إسرائيل، انتقد نتنياهو بسبب المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل، كما لو كان يلمح إلى أن هذا أيضاً قد يكون في مرأى عينيه”. ماذا لو كان نتنياهو يقف أمام رئيس أميركي آخر وليس ترمب؟ سؤال طرحه الإسرائيليون الذين عادوا يستذكرون لقاءات سابقة لرئيس وزرائهم في واشنطن “نظرة سريعة على الأرشيف تكفي لتذكر المحاضرة التي ألقاها لأوباما في البيت الأبيض أو الخطاب نفسه في الكونغرس ضد الاتفاق النووي، أما في لقاء أمس الإثنين، فبدا أن نتنياهو ابتلع لسانه في مسرحية دونالد ترمب. تمتم بضع كلمات حول الحاجة إلى اتفاق من شأنه تفكيك البرنامج النووي الإيراني تماماً، كما في حال ليبيا”. وأشار رابيد أيضاً إلى الملف السوري والقلق الذي أعرب عنه نتنياهو أمام الرئيس الأميركي بسبب الخطط التي تعدها تركيا في سوريا وطلب من ترمب الضغط على أردوغان، “وهنا أيضاً أظهر نتنياهو ضعفاً كبيراً، فلم يتمكن من إحداث تأثير. وألقى ترمب مونولوغاً فكاهياً روى فيه كيف تحدث هاتفياً مع أردوغان وضغط عليه في ما يتعلق بنجاح الرئيس التركي في الاستيلاء على سوريا”. واستشهد رابيد بكلمات ترمب، “لدي علاقة ممتازة مع أردوغان. أنا أحبه وهو يحبني… قلت لبيبي، ’إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، فسأكون قادراً على حلها، ما دام أنك تتصرف بصورة معقولة. بل عليك أن تتصرف على نحو معقول‘”. وجاء في تقرير “واللا”، “غير واضح تماماً سبب دعوة نتنياهو ووجوده في واشنطن، لكن الأيام المقبلة ستظهر تفاصيل إضافية من شأنها أن تلقي ضوءاً مختلفاً عليها، سيكون من الممكن تحديد أن نتنياهو ودولة إسرائيل لم يحققا شيئاً منها”. الصفقة هي الأبرز والأهم من جهته اعتبر الباحث في العلاقات الدولية البروفيسور إبراهيم بن تسفي أن ترمب أظهر بعد لقائه نتنياهو أنه لا يعتزم اتخاذ سياسة يد حديدية تجاه إسرائيل في مسألة غزة، بل محاولة دفعها إلى الموافقة على منحى تسوية موقتة أو صفقة إضافية بروح ويتكوف، لكن مع عدد أكبر من المخطوفين الذين يُفرج عنهم ضمنها”. استبق نتنياهو لقائه بترمب بحملة دعائية قبل سفره إلى واشنطن (أ ف ب) وبالنسبة إلى ترمب، فإن الجدول الزمني المرغوب فيه للصفقة آخذ في التقلص الآن وبسرعة، وبدلاً من التسليم بالواقع الذي تفرضه إسرائيل على الأرض بأن القتال في غزة مستمر من دون أفق أو نهاية، هناك إلحاح لانتهائه كنتيجة لحساسية وقلق متزايد على الوضع المحتدم والفرص القليلة لنجاة المخطوفين، إلى جانب جملة اعتبارات استراتيجية عظيمة الأهمية”، وفق بن تسفي. ويقول “في نظر البيت الأبيض، فإنه منح إسرائيل مجال مناورة وحرية عمل عسكرية وسياسية غير محدودة خلال الأشهر الأخيرة، بالتالي حتى لو لم تنجح بالانتقال في أقرب وقت ممكن إلى الخطوة الأخيرة في الطريق لتقويض ’حماس‘، فإن الوقت حان للتسليم بالتحول إلى مسار آخر، على افتراض أن تتلقى إسرائيل من الرئيس الأميركي ضمانات ملموسة وضوءاً أخضر لاستئناف النار في حال خرق الاتفاق”. إذاً كانت هذه بالفعل خلاصة ومنطق خريطة طريق ترمب، فيمكن أن نرى فيها نوعاً من “العرض” الذي لا يمكن رفضه، ويترافق مع جزرة حلوة تتمثل في منح إعفاء كامل أو جزئي لضربة الجمارك. ومن ناحية ترمب، توجد لهذا التعويض أهمية إضافية، إذ إنه سيطلق رسالة عالمية عامة تتمثل في الاستعداد لحل وسط ومرونة. وهكذا من الممكن أن يهدئ بقدر ما السوق المالية الأميركية والعالمية والمجال الاقتصادي كله، العالقة في ذروة موجة “تسونامي”. المزيد عن: أميركاإسرائيلغزةدونالد ترمببنيامين نتنياهو 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مستقبل سوق الهواتف في ظل “رسوم ترمب”: هل تتأثر “أبل”؟ next post ولادة أول طفل في بريطانيا بعد عملية زرع رحم You may also like ترمب: المحادثات النووية مع إيران تمضي على نحو... 13 أبريل، 2025 الحكومة اللبنانية تقر مشروع قانون لإعادة هيكلة المصارف 13 أبريل، 2025 مسؤول أميركي: لا أحد يعرف مستقبل سوريا 13 أبريل، 2025 أكثر من “النووي” أقل من الحرب… حدود محادثات... 13 أبريل، 2025 جثث “معلقة” في الخرطوم بين تكريم الموتى وضياع... 13 أبريل، 2025 نائب رئيس حكومة لبنان: قرار حصر السلاح لا... 13 أبريل، 2025 محادثات نووية بين طهران وواشنطن وعصف الرسوم الجمركية... 13 أبريل، 2025 غسان شربل في حوار مع الجميل: خدام كان... 13 أبريل، 2025 غسان شربل في حوار مع أمين الجميل: نظرة... 12 أبريل، 2025 ما تأثير التنافس التركي – الإسرائيلي على العملية... 12 أبريل، 2025