عرب وعالمعربي نبيل فهمي يكشف أسرار الحرب والسلام بعين دبلوماسية by admin 29 أبريل، 2022 written by admin 29 أبريل، 2022 62 مذكرات السفير ووزير الخارجية المصري تضم خلاصة نصف قرن في قلب الأحداثِ اندبندنت عربية \ علي عطا “شهدت ولاية مبارك (الممتدة لنحو ثلاثة عقود)، مراحل مختلفة، إلى الدرجة التي يبدو فيها أن مصر كان لها ثلاثة رؤساء متتالين يحملون جميعاً اسم مبارك”! هكذا يلخص الدبلوماسي نبيل فهمي في مذكراته المعنونة بـ”في قلب الأحداث” (دار الشروق) رأيه في عهد شهد صعوده شخصياً على الصعيد المهني إلى ذروة تمثَّلت في توليه منصب سفير مصر في واشنطن، وكان يظن أنها خاتمة مساره مع الدبلوماسية المصرية، الذي بدأ في منتصف السبعينيات، لولا أنه عاد بعد سنوات من “الاعتزال” ليتولى عقب إطاحة حكم الإخوان، منصب وزير خارجية مصر الذي لطالما رفضه في السابق. يتناول فهمي في تلك المذكرات “الدبلوماسية المصرية في الحرب والسلام وسنوات التغيير”. والمقصود بسنوات التغيير هي تلك السنوات التي بدأت بثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 التي وضعت نهاية دراماتيكية لولاية مبارك. تلك الولاية التي بدأها مبارك -بحسب فهمي- كرئيس اتسم بالحركة وسرعة القرار، والحكمة في تقدير موقع مصر الإقليمي، والتواصل الشعبي والوعي في التعامل مع قضايا داخلية. وتلت تلك المرحلة، عشر سنوات كان فيها الرئيس مهتماً بلم الشمل وإقامة البنية الأساسية وصيانة أسس الدولة الوطنية، “وهذا واجب، وإنما لم يستغل بالقدر الكافي لبناء مصر المستقبل والمؤسسات التي تواكب القرن الـ21”. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فكان مبارك خلالها رئيساً “هربت منه الدفة إلا في لحظات محددة”، وبدت مصر آنذاك “كأنها دولة تسير على رصيد تراثها”. ثم جاءت ثورة 25 يناير 2011 بديناميكية وطنية وتطلعات مشروعة، “وللأسف لم تتوافر لها فرص النجاح، فعاد الوطن إلى الاستقطاب إزاء صراع حول الهوية المصرية بعد فوز الإسلاميين في انتخابات البرلمان والرئاسة وهو ما تم رفضه شعبياً بثورة 30 يونيو (حزيران) 2013 فعاد التركيز على بناء منظومة الدولة الوطنية”. ص 39. تجربة مهنية وشخصية كتاب المذكرات (دار الشروق) جاء هذا الكتاب ليقدم تجربة نبيل فهمي المهنية / الشخصية في العمل الدبلوماسي. وأصل فكرته يرجع إلى عام 2008 عندما قضى فهمي فترة عمله سفيراً لمصر في واشنطن. في ذلك الوقت تردد في وضع الفكرة في حيز التنفيذ؛ “لأنني لا أميل إلى كتابة سيرة ذاتية، وأفضل أن تكون الأحداث هي جوهر الكتاب”. وبعد وقوع ثورتين في مصر بين عامي 2011 و2013 “شعرتُ أن من واجبي تقديم كتاب يعرض ملاحظاتي شاهداً على مجموعة من الأحداث التاريخية أو ممارساً فيها، باعتبار أنها كانت وما زالت تؤثر على تطور الأحداث في مصر وعلى حياة الشعوب في المنطقة العربية كلها”. ويغطي هذا الكتاب الذي حرره الزميل أشرف البربري، أربع فترات في حياة نبيل فهمي المولود في عام 1951، الأولى بين 1967 و1973؛ “حيث كنتُ في بواكير شبابي، وتأثرتُ خلالها كغيري في المجتمع وبخاصة من كانوا من جيلي بالعديد من التطورات الداخلية والخارجية الكبرى التي كانت تحدث من دون أن أكون طرفاً مساهماً فيها”. والفترة الثانية كانت السنوات الخمس التي تلت حرب 1973، “عندما أصبح والدي إسماعيل فهمي وزيراً للخارجية وعضواً في الدائرة الضيقة لصناعة القرار مع الرئيس أنور السادات، وخلال هذه الفترة كنتُ قريباً من الأحداث وشاهداً عليها، ثم التحقتُ بوزارة الخارجية دبلوماسياً ناشئاً”. أما الفترة الثالثة فكانت خلال العقدين التاليين، “عندما أصبحتُ دبلوماسياً أشغل مناصب مؤثرة وأتحمل مسؤوليات حساسة في وزارة الخارجية تجعلني مشاركاً في الأحداث من حيث بلورتها أو تنفيذها حتى عندما كان يتخذ القرار بشأن بعضها على مستويات سياسية أخرى”. والفترة الأخيرة هي فترة عمله وزيراً للخارجية من منتصف 2013 إلى منتصف 2014، “حيث تحملتُ مسؤولية إدارة السياسة الخارجية المصرية خلال فترة تموج فيها الأحداث والاضطرابات بالعالم العربي والشرق الأوسط، فضلاً عن مشاركتي في أحداث داخلية عديدة عضواً في مجلس الوزراء بعد ثورة 2013”. الانتقال السياسي نبيل فهمي مع الرئيس السيسي (دار الشروق) وعندما شكل كمال الجنزوري الحكومة في ظل هيمنة الإسلاميين على مجلسي الشعب والشورى بعد نحو عام على إطاحة حكم مبارك عرض على فهمي تولي وزارة الخارجية لكنه رفض؛ “لأنني لم أكن على استعداد للاشتباك في السياسات المحلية في ذلك الوقت”. ويضيف أنه “في ضوء متابعتي لتطورات الأحداث بعد يناير 2011 وحالة الفوضى التي كانت تعاني منها القوى السياسية والمدنية، فضلتُ المسار الأطول لعملية الانتقال السياسي لاعتقادي أنها تتيح وضع دستور أكثر شمولاً وتضع القواعد الحاكمة لمرحلة جديدة في مصر قبل الذهاب إلى صناديق الانتخابات”. ويرى فهمي أن الخطأ القاتل والسبب الأساسي في الكثير من المشكلات التي شهدتها مصر بعد 25 يناير 2011 كانا عدم منح الوقت الكافي لعملية صياغة دستور جديد ووضع قواعد وطنية لإدارة البلاد، فالتسرع في إجراء الانتخابات أتاح لجماعة الإخوان وللتيار الإسلامي بشكل عام الاستحواذ على الأغلبية البرلمانية، وبالتالي السيطرة على عملية صياغة دستور البلاد، علماً أن فوز الإخوان بأغلبية مقاعد البرلمان لم يكن نتيجة شعبيتهم فحسب، وإنما بسبب الرفض الشعبي لكل من له صلة بنظام حكم مبارك في ذلك الوقت، وافتقاد الليبراليين من غير المرتبطين بالحزب الوطني القاعدة الجماهيرية وكانت قوة وفعالية آلة الحشد عند الإخوان تستندان إلى أيديولوجيا يتبناها الأعضاء تجعلهم أكثر تماسكاً وأكثر فاعلية من أي جماعة سياسية أخرى في البلاد التي عانت على مدى نحو نصف قرن من غياب التعددية السياسية. ص 55. أما فوز محمد مرسي بالرئاسة فإن فهمي يرى أنه ما زال موضع تشكيك بعض السياسيين والمحللين حتى اليوم، بخاصة أن إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية جاء بعد تأجيل يومين عن الموعد المقرر من دون تقديم مبرر واضح لهذا التأجيل. وقد جاء إعلان فوز مرسي بعد أيام قليلة من إصدار المجلس العسكري إعلاناً دستورياً يمنحه السلطة التشريعية في ظل حل مجلس الشعب بناء على حكم المحكمة الدستورية في وقت سابق، كما منح الإعلان الدستوري المجلس العسكري الكلمة الأخيرة في التشريع والموازنة إلى أن يتم وضع دستور للبلاد وانتخاب برلمان جديد. عودة إلى نظام مبارك قضى نبيل فهمي سنوات عمله الدبلوماسي في ولاية مبارك الذي يرى أنه أعاد مصر إلى قلب العالم العربي، ونأى بحكمه عن المشروعات الكبرى، فوفّر الأمان والاستقرار طويلاً، إنما من دون أن يجري تغييرات هيكلية تمكنه من أن يستجيب ويحقق طموحات الشعب وتطلعاته. ويقول فهمي “بعد عودتي للقاهرة عقب انتهاء خدمتي في واشنطن، كنتُ راضياً تماماً عن مسيرتي في العمل الدبلوماسي، وأردت التطلع إلى ما بعد ذلك خارج العمل الحكومي، بخاصة وأني كنتُ أشعر بعدم ارتياح متزايد تجاه بعض الاتجاهات السياسية الداخلية في مصر، والتي انعكست في صورة السيطرة المبالغ فيها للحزب الوطني الحاكم، وكذلك تنامي دور الانتهازيين والوصوليين حول السلطة”. السنوات الثلاث التي أعقبت إطاحة مبارك كانت كما يقول فهمي مليئة بالتطلعات الشعبية المشروعة إلى نظام حكم أفضل، لكنها أيضاً شهدت تهديدات خطيرة لهوية الأمة المصرية بوصفها دولة مركزية كوزموبوليتانية شبه علمانية. وعموماً يكشف فهمي في هذا الكتاب تفاصيل نشأته، علماً أنه نجل دبلوماسي مخضرم ووزير خارجية مرموق في لحظات حرجة من تاريخ مصر، كما يستعرض عمله عضواً في مكتب رئيس الجمهورية للاتصالات ودبلوماسياً في بعثات وسفارات مصرية عديدة ومستشاراً سياسياً لوزير الخارجية، ثم سفيراً لمصر في اليابان والولايات المتحدة ووزيراً للخارجية. ويتناول أحداث عقود حافلة شهدت نجاحات وإخفاقات عملية السلام بين العرب وإسرائيل، وسباق تسلح مخيفاً في الشرق الأوسط وانتهاء الحرب الباردة بين الدول الكبرى، والاجتياح العراقي للكويت، وكارثة سقوط طائرة مصر للطيران أمام السواحل الأميركية وتوغل الإرهاب في أنحاء مختلفة من العالم، وما أعقبها من أحداث في أفغانستان وتفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) وغزو العراق. كما يكشف أسرار ما قبل ثورة 25 يناير 2011 وصولاً إلى 30 يونيو 2013 وانضمام المؤلف إلى الحكومة المصرية وزيراً للخارجية مساهماً في التصدي للتحديات التي تواجه مصر في الداخل وحماية استقلالية القرار السيادي في المجال الخارجي. المزيد عن: مذكرات \ الديبلوماسية \ السفير المصري \ سياسة \ الحرب \ السلام \ القاهرة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post علي شيري يفوز بجائزة الأسد الفضي في بينالي البندقية next post Canadian Blood Services to end blood ban for men who have sex with men You may also like شاهد : من هو “حزب الله”؟ متى وكيف... 22 نوفمبر، 2024 إيطاليا تحمل “حزب الله” مسؤولية إصابة 4 جنود... 22 نوفمبر، 2024 إسرائيل تنهي الاعتقال الإداري لمستوطني الضفة 22 نوفمبر، 2024 لماذا أصدرت “الجنائية الدولية” مذكرة توقيف ضد نتنياهو... 22 نوفمبر، 2024 الفنون في الجزائر… حضور شكلي وغياب تعليمي 22 نوفمبر، 2024 تعطيل أنظمة تتبع المواقع يكبد الشركات الإسرائيلية خسائر... 22 نوفمبر، 2024 هل لا يزال الضيف حيا؟ 22 نوفمبر، 2024 «إسرائيل في ورطة»… تداعيات قانونية وسياسية لمذكرة اعتقال... 21 نوفمبر، 2024 “تقدم كبير”.. آخر التطورات بشأن مفاوضات لبنان وإسرائيل 21 نوفمبر، 2024 إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات... 21 نوفمبر، 2024