ضمير المتكلمعربي نبيل البقيلي من هاليفاكس : انقلاب حزب الله by admin 18 أكتوبر، 2019 written by admin 18 أكتوبر، 2019 124 نبيل البقيلي / canadavoice1@gmail.com بالتأكيد سيتسرع البعض ممن يحلمون بقيامة لبنان جديد في اعلان مواقفهم التي تحمل الكثير من الآمال ، في ان موسم ربيع لبنان قد حان. وقد تذهب بنا هذه الاحلام الى حد تجاهل الواقع الذي يعرفه الجميع ، وهو ان لكل حراك جماهيري في لبنان هوية ، وداخل الهوية توجد الطائفة ، وداخل الطائفة يوجد المذهب. ولكل طائفة جماهيرها تحركها باشارة بسيطة كي تحول البلاد الى جحيم . والصحوة التي يعتقد البعض انها جاءت نتيجة لفرض بعض الضرائب . هو اعتقاد في غير مكانه . هذا التحرك الذي لم يصل الى حد الحراك لن يجدي .. هو شيطان بثوب الملائكة ، والهدف منه ابعد من الوتساب او السجائر ، او الميزانية ، او اي من الاسباب الكثيرة والملحة التي تتخبط بها الجمهورية المريضة . رئيس “الحزب الاشتراكي” وليد جنبلاط، ، يدرك ، وكان قد حذر مراراً “بأننا ذاهبون إلى فصل جديد”، وقال مخاطباً رئيس الحكومة سعد الحريري “إننا بمأزق كبير وأفضل أن نذهب ونستقيل سويا”. انه بكل بساطة انقلاب .. وليس “قلب الطاولة”. انقلاب بقيادة ايدي حزب الله الخفية عبر صفقة مع بعض الاطراف المارونية الفاعلة ، من باسيل الى فرنجية . انقلاب يقوده حزب الله باسلوب من الدهاء والخديعة والتنصل من كافة تعهداته السابقة في حماية الحكومة ودعم استمرارها ، والاهم الابقاء على حياة رئيسها . لقد دفع الرئيس سعد الحريري الى مهوار قرارات مجلس الوزراء الظالمة بحق الشعب اللبناني .. دفع دفعاً هالكاً من اجل تدميره كما يسعى البعض الآن الى تدمير السراي الحكومي . حتى بات الشعار الرئيسي في المظاهرات اسقاط الحكومة وتحميلها مسوؤلية الانهيارات التي وصل اليها الوضع الاقتصدي والاجتماعي في البلاد . فوضى من الشعارات ، وفوضى في المطالب ، وفوضى في المواقف السياسية من المشاركة في المسيرات تعم الاحزاب اللبنانية . ولكن النوايا واضحة وهي رأس رئيس الحكومة . الحكومة التي يديرها ويسيطر عليها التيار الوطني الحر حزب الرئيس ووزير خارجيته جبران باسيل . الرئيس الحريري لم يعد يحتفظ بالحد الادنى من الصداقة مع حزب الله وحليفه جبران باسيل . لقد كان واضحاً في موقفه من حزب الله خلال زيارته الاخيرة لدولة الامارات. اما جبران باسيل فهو يسعى لترتيب صفقة الخلافة بتخطيط واضح من الحزب ودعم من سوريا التي يسعى الى فتح ابواب قصر بعبدا لها. يدرك حزب الله ان الموقف الاميركي تجاه القضايا الساخنة في الشرق الاوسط هو موقف هش تشوبه الامبالاة . يدرك حزب الله مستوى وجدو» التقارب الذي يهندسه رئيس وزراء باكستان عمران خان بين المملكة السعودية وايران .. وبالتالي لبنان يأتي في نهاية التفاصيل الصغيرة . وانه الوقت المناسب لرمي دستور الطائف وملحقاته في سلة المهملات . يدرك حزب الله ان اللعب بالامور الصغيرة لم يعد مجدياً وانه الوقت المناسب لانهاء فكرة لبنان السائدة منذ الاستقلال وما بعد اتفاق الطائف، وانه قد حان قيام لبنانه بادارته الكاملة وهو يمتلك الصيغ التي قد تصلح لهذا اللبنان بعد المظاهرات التي قد تتطور لتتخذ هوية اكثر وضوحاً . وسيكون اصفراً يميل الى الاورونج انها الضربة القاضية التي بدأ بتفيذها حزب الله . هو مرتاح تماماً الى جبهة الجنوب بعد سلسلة تفاهماته مع العدو الاسرائيلي. هو يعتقد ان بشار الاسد باق الى الابد. وهو متأكد ان الرئيس الاميركي ترمب ليس من هواة الحروب ، وانه قريباً سيصبح خارج المنطقة بعد تلزيم امن الخليج لايران بالتفاهم مع السعودية ،وباشراف روسي . لم تعد الجماهير في بلد طائفي مثل لبنان القوة التي قد تحدث تغيراً ، وقليلة هي الثورات التي نجحت بدعم الهي برىء .. ولبنان الذي اصبح على يد حزب الله بلا اصدقاء لن يسعفه الدعم الألهي كما حدث في معجزة سقوط المطر لإطفاء الحرائق الاخيرة .. علينا الانتظار طويلاً كي تحدث المعجزة. وكل ما يجري الآن من تعدد وجهة المسيرات والشعارات والاحتمالات سيبقى مجرد مرحلة ، من مراحل ستكون اكثر درامية على مستوى هيكلية النظام اللبناني . ما يجري الآن هو سيناريو معد بدهاء خلاق. وهو مسلسل من عدة نقاط .. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ما هي أهم النقاط في الاتفاق الأمريكي التركي لوقف إطلاق النار في شمال سوريا؟ next post جديد الصحافي روح الله زم.. العراق سلمه للحرس الثوري You may also like قصة الطائرة الفرنسية المخطوفة على يد جزائري عام... 29 أبريل، 2024 هكذا هرب جنرال إيراني إلى أحضان “سي آي... 25 أبريل، 2024 هل تقف أوروبا “عاجزة” أمام التجسس الصيني؟ 25 أبريل، 2024 أحمد عبد الحكيم يكتب عن: قصة تحول عقود... 24 أبريل، 2024 “حزب الله”… من النشأة إلى حكم الدويلة والسلاح 23 أبريل، 2024 يوليوس قيصر… هل اغتال نفسه؟ 19 أبريل، 2024 من قتل الفرعون الصغير توت عنخ آمون؟ 12 أبريل، 2024 ماذا تبقى من “حزب البعث” في الذكرى الـ77... 10 أبريل، 2024 هل لدى روسيا حلفاء في مواجهتها الضارية مع... 1 أبريل، 2024 هل يدفع “المركزي البرازيلي” فاتورة تأييد الاستعباد في... 28 مارس، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.