الأربعاء, يناير 22, 2025
الأربعاء, يناير 22, 2025
Home » ميلانيا ترمب… قوة ناعمة أم قوة قادمة؟

ميلانيا ترمب… قوة ناعمة أم قوة قادمة؟

by admin

 

رسائلها تُعلن حرب استقلال وتكشف أسلحتها الكامنة

الشرق الاوسط / لندن: جميلة حلفيشي

لا تزال أصداء حفل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي جرت مراسيمه يوم الاثنين الماضي، مدوية. الأسباب السياسية كثيرة، فلم تقتصر على ما جاء في خطابه فحسب، بل أيضاً على أزياء السيدة الأولى ودلالاتها. فهذه أكدت بما لا يترك مجالاً للشك أن السياسة والأزياء لهما التأثير والقوة نفسهما، وإن كانت الغلبة في هذه المناسبة للموضة.

صحيح أن صوت الرئيس كان عالياً وهو يلقي خطابه التاريخي، ويشرح فيه أجندته، لكن صوت السيدة الأولى ميلانيا كان أعلى منه… من دون أن تنبس بكلمة واحدة.

قبعة ميلانيا كانت رسالة وحماية من عيون الفضوليين (رويترز)

كانت أزياؤها وإكسسواراتها اللغة التي اعتمدتها للتعبير عما هو آتٍ، وما هي ناوية عليه. من القبعة التي صممها لها الأميركي إريك جافيتس، والتي أثارت كثيراً من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الزي الكُحلي الصارم المُكوّن من سترة مفصلة بصفي أزرار، من تصميم مصمم أميركي آخر هو آدم ليبس. غنيٌّ عن القول أن الزي أخفى معالم أنوثتها، فالجانب الأنثوي كشفته في المساء من خلال فستان باللون الأبيض، تتخلله خطوط بالأسود عند محيط الصدر ويحيط بفتحة الساق العالية. الفستان من تصميم الفرنسي المقيم في أميركا هيرفيه بيير، الذي سبق أن صمم لها فستان السهرة للمناسبة نفسها في عام 2017.

ميلانيا مع دونالد ترمب في حفل التنصيب المسائي ظهرت فيه بفستان أنثوي كشف عن قوام عارضة أزياء سوبر (رويترز)

كانت هذه الإطلالة الأنثوية هي المتوقع منها، على العكس من إطلالتها الأولى التي كانت سياسية بكل المقاييس. تعمّدت فيها أن تتحدّى وتصرخ بأنها قادمة. في بعض اللقطات بدت كأنها جنرال مقبل على معركة، ينوي أن يخرج منها منتصراً مهما كلّف الثمن. كل تفاصيلها، بما في ذلك القفازان الجلديان، تتضمن إيحاءات عسكرية، تُردد آراء زوجها بإيذان عهد جديد ومزدهر… لكنه صارم.

كادت قبعة ميلانيا تسرق الأضواء من كل الحضور لدلالاتها وغرابتها (أ.ف.ب)

لكن لا يختلف اثنان على أن قبعتها أكثر ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي وأثار الجدل، خصوصاً بعد أن عاق حجمها دونالد ترمب من طبع قُبلة على وجنتها. هزمته القبعة واكتفى بنصف قُبلة، وابتسامة منها.

رغم شغفها باستعمال القبعات، فإنها هذه المرة لم تكن مجرد إكسسوار استعملته لتكمل مظهرها. صممها لها الأميركي إريك جافيتس، بالتعاون مع المصمم آدم ليبس، مستعملاً قماش البدلة نفسه، لتكون بمثابة قناع يمنحها مساحة خاصة، وفي الوقت نفسه تتيح لها التحكم في محيطها، بأن تتابع ما يجري من حولها بحريّة من دون أن يستطيع أحد قراءة ما يجول بداخلها. أفلا يقولون إن العيون مفتاح الروح والشخصية؟.

من الناحية البصرية، استحضر تصميم القبعة، الذي أخفى نصف وجهها، قناع «زورو»، الذي كان يعتمر قبعة مماثلة. وسائل التواصل الاجتماعي من جهتها سارعت في عقد مقارنات بينها وبين قبعة اللصة الخيالية كارمن ساندييغو. وسواء كان هذا أم ذاك، فإن كلاً من «زورو» وكارمن ساندييغو، يتصفان بالشجاعة ويستعملان مهاراتهما من أجل الخير، وهذا ما تنوي القيام به ميلانيا، حسب تصريحاتها، ولن يتحقق من دون دخولها في حرب استقلال.

بين الأمس واليوم

في عام 2017، اختارت زياً سماوياً ناعماً من الكشمير، كان مفعماً بالأنوثة لكنه كلاسيكي ومضمون؛ لأنها كانت تريد أن يتم تقبلها من قِبَل مجتمع كانت شرائح كبيرة منه رافضة سياسات زوجها. استلهمه لها مصمم دار «رالف لوران» من جاكلين كيندي، لكسب التعاطف، فجاكلين أيقونة موضة تتمتع بشعبية كبيرة في العالم أجمع. ميلانيا آنذاك لم تكن تعرف ما ينتظرها من عدوانية، ولا كيف تتعامل مع وسائل الإعلام المتحيزة والمتحاملة. كان كل شيء جديداً بالنسبة لها. فوجئت مثل غيرها بفوز زوجها، وعلى الرغم من جمال الفستان وتألقها فيه، لم يعكس شخصيتها وقوتها الكامنة، وجعلها تبدو مجرد نسخة مكررة وباهتة تسعى لكسب رضا الآخر.

لكن شتان بين الأمس واليوم، فميلانيا الآن أكثر ثقة واستعداداً للكشف عن حقيقتها. لقد تعلّمت من التجربة السابقة، واطلعت على خبايا الأمور، وقررت أخيراً استعمال أسلحتها بصفتها عارضة أزياء سابقة، فهذه كفيلة بأن ترسخ مكانتها بصفتها أيقونة موضة، لها أسلوبها الخاص. ومن هذا المنظور، فإن اختيارها هذا الزي من مصمم أميركي غير معروف، وبهذا الأسلوب الهندسي المفصل بالمليمتر على جسدها الممشوق، يشهد على هذا التحول، كما يُسجل لتغيير جذري في أزياء السيدة الأولى. فهي لن تبقى بعد الآن مجرد قوة ناعمة تعمل بهدوء وراء دهاليز السياسة، بل ستنتقل إلى قوة قادرة على التأثير، وتغيير سياسات زوجها أيضاً.

استقلالية ميلانيا تظهر في لغة الجسد وفي خطواتها الواثقة (رويترز)

لغة جسدها أمام الكاميرات تؤكد استقلاليتها المستجدة، وبأن علاقتها مع الرئيس الأميركي مبنية على الاحترام والندية. ففي كثير من اللقطات، لم تعد تظهر وهي تمشي وراءه تُحاول اللحاق به، الأمر الذي أثار كثيراً من الانتقادات في الماضي، بل هي اليوم تمشي إلى جانبه وأحياناً أمامه.

بداية المصالحة

تعاونها مع مصممين أميركيين غير معروفين رسالة بحد ذاتها، بوصفه خطوة نحو مصالحة مع قطاع رفضها خلال ولاية زوجها الأولى، وكانت ردة فعلها آنذاك متحدية. فضّلت التعامل مع مصممين أوروبيين وعالميين. كانوا معذورين لأن فوز ترمب في عام 2017 لم يكن متوقعاً بسبب آرائه الشعبوية، لكن فوزه الأخير لولاية ثانية بعد 4 سنوات من خروجه من البيت الأبيض، فاجأهم أكثر. لقد كان ساحقاً، وشمل مختلف الأعمار والأهواء، ما جعل تبريرات المقاطعة غير متماشية مع الرأي العام. من جهتها، تعلّمت ميلانيا من مطبات الماضي، وتعاملت مع الأمر بدبلوماسية.

لدى وصولها مع زوجها ونائب الرئيس فانس وزوجته (أ.ب)

فالملاحظ أنه منذ فترة وماكينة خفية تعمل على تجميل صورتها وتقريبها من الناخب الأميركي. في لقاءات تلفزيونية مع محطات انتقتها بعناية، نأت بنفسها عن بعض سياسات زوجها، وأعلنت أنها تتمتع بكيانها الخاص. ذهبت إلى أبعد من ذلك بأن أوضحت أنها ملتزمة هذه المرة «باستخدام دورها سيدةً أولى من أجل الخير».

تاريخ من الرسائل

ميلانيا ليست أول مَن تستعمل الموضة رسائلَ، فهذا تقليد متبع منذ بداية القرن الماضي، وربما قبله بقرون لعدم توافر صور لأزياء زوجات الرؤساء الأوائل. هذه الرسائل تنجح دائماً في إثارة جدل فني، مثل فستان مامي آيزنهاور في عام 1953 الذي داعبت من خلاله المخيلة الأميركية بعدم الكشف عن تفاصيله حتى يوم التنصيب. لكن الفضل في جعل الموضة جزءاً لا يتجزأ من حفلات التنصيب يعود إلى جاكلين كيندي في عام 1961. كان أول حفل يتم بثه على التلفزيون بالألوان، وظهرت فيه بمعطف مستقيم من الصوف، تزينه أزرار كبيرة، عوض معطف فخم من الفرو وفستان طويل. كانت إطلالة بسيطة وعصرية تخاطب جيل الشباب، وتُعلن عن التغيير. في التاريخ الحديث، زادت جرعة الدلالات السياسية. فستان جيل بايدن خلال حفل تنصيب زوجها جو بايدن في عام 2012، مثلاً يشهد على هذا. كان فستاناً مع معطف من الكشمير من تصميم غابرييلا هيرست، مطرز بالورود. لكنها لم تكن فقط للزينة، فكل وردة كانت تُمثل ولاية وإقليماً في الولايات المتحدة. كانت رسالة جيل بايدن أنها تأمل أن تجمع الشمل بعد الشتات والانقسام اللذين شهدتهما أميركا، وما نتج عن خسارة ترمب من اضطرابات واتهامات تزوير في نتائج الانتخابات. تزامن كل ذلك مع جائحة «كورونا»، التي تشهد عليها كمامتها المطرزة هي الأخرى بالورود.

المزيد عن: موضة اكسسوارات لمسات مجوهرات أزياء أميركا

 

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00